الخميس 12 ديسمبر 2024

ساكن الضريح بقلم ميادة مأمون

انت في الصفحة 11 من 82 صفحات

موقع أيام نيوز

بشهيه مفتوحة
امسك هو هاتفه وبدء يلهي نفسه به حتى يبعد عينه عن سحر عيناها الجميله
كانت هي منشغله بلك الطعام داخل ثغرها وعيناها عليه
شذى بفم ممتلئ انا اسفه يا ابيه
رفع رأسه لها مندهش على ما تفوهت به تلك القطة الشرسه العنيدة منذ أن رأها وهي تأبى ان تخضع لأحد الان تعتذر له
مالك ماتتكلميش وانتي بتاكلي
وضعت الملعقة بتنهيدة في الصحن
شبعت وعايزة اتكلم
مالك بجمود قولت تخلصي طبقك يا شذى ولو عايزة تتكلمي انا موجد مش هطير يعني وهسمعك
شذي وقد تبدلت ملامحها فهمتني غلط يا ابيه انا بس كنت عايزه اعتذرلك على اللي حصل بنا واشكرك انك اخدت بالك مني وانا تعبانه بس كده
نفض يديه امامها ورفع حاجبه الأيمن دليلا على استنكاره كلماتها
بس كده طب كلي يا شذى ولازم تعرفي ان اسفك ده ولا يعنيني بشئ
عن اذنك اروح اتعشى انا كمان
شذى استنى بس انت مش هاتشيل الحقنه دي بقي
مالك وهو يواليها ظهره قولت هاشيلها لما تخلصي اكل غير كده لاء
ترجل للأسفل إليهم وجدهم قد وضعو الطعام على المائدة
مجيدة كويس انك نزلت يا مالك كنت لسه هناديك عشان تاكل
اقتربت منه خالته تسأله وقد بدا عليها الوهن ايضا
ماجده ها عملت اي سمعت كلامك وكلت
وضع كفيه حول رأسها وقبل جبينها
مالك اطمني يا ستي بنتك اكلت وبقت كويسه
بس على فكره بقى انتي اللي شكلك تعبانه
ماجدة عايز الحق انا فعلا تعبانه وهاين عليا افضل اصړخ لحد ما أقع من طولي
مالك طب بعد كده هترتاحي يعني اقولك على حاجه احسن ممكن تعمليها وانا واثق انك هترتاحي بعدها
جلست بجانبه على مائدة الطعام ولكنها لم تمد يدها له
ماجدة قول يا مالك يمكن يكون عندك الحل
مالك ايه رأيك لو تخلصي اكل وبعدها تقيمي الليل النهاردة
ماجدة بتفكير أقيم الليل
مالك اه تدخلي الخلوه بتاعتي النهارده
غرفه مستقله فوق سطح المنزل ممهده للصلاه وقراءة القرأن
وتفضلي فيها تقرى القرأن وتصلي لحد ما ترتاحي ولو عايزه تنامي فيها كمان براحتك نامي
ماجدة فكره حلوة طب هاطلع اطمن على الهانم اللي مغلباني معاها دي وبعدين توديني الخلوه بتاعتك يا دكتور
مالك كلي الاول
أخرجت تنهيدة قوية من صدرها ووقفت
ماجدة معلش يا حبيبي انا ماليش نفس يمكن لما اقعد في الخلوه ارتاح فعلا وبعدها هاكل عن اذنكم
مجيدة بأبتسامه لأختها روحي يا حبيبتي وانا هتطلع ليكي صنية اكل فوق وأما تجوعي تبقى تاكلي براحتك
اومئت لها برأسها وصعدت للأعلى تحت نظرات الشيخ حسان الذي كان يبدو علي وجهه عدم الرضا وحين اختفت من أمامهم تحدث لأبنه
الشيخ حسان شايفك بقيت بتحمل نفسك مسئوليتهم
مالك بأستنكار اومال هارميهم يعني يا ابويا
الشيخ حسان انا ماقولتش كده ماهم قاعدين في بيتنا معززين مكرمين اهم واصرف عليهم من جنيه لألف
لكن انت ماتدخلش في حياتهم ماتتحملش مسئوليتهم ملاكش دعوه بيهم يا مالك
يا ابويا الحكاية مش حكاية فلوس 
اكيد في حاجات كتير هما محتاجينها غير الفلوس
الشيخ حسان اي حاجه تانيه خاصه بيهم امك
موجوده تقدر تتدخل فيها لكن انت لاء
و ليه دا كله دول في الأول وفي الاخر خالتي وبنتها اكيد مش هشوفهم محتاجيني وابعد عنهم يعني
الشيخ حسان اللي عندي قولته البنت دي ماتحولش تقرب منها الا لما تكون تعبانه غير كده ملاكش دعوه بيها
ثم هب واقفا وصعد هو الاخر الي غرفته
ادار
رأسه ينظر إلى طيفه ثم الټفت الي والدته الصامته
هو ماله وانتي ساكته كده
ليه يعني ماحولتيش حتى تتدخلي في الحديث وتتدافعي عنهم.
مجيدة بهدوء مالك هي شذى مش بنت
كان سؤالها قاسېا كلماتها سقطت على رأسه كالصاعقة صړخ لأول مرة في وجهه والدته
ايه اللي بتقوليه دا ازاي اصلا يجي في تفكيرك تسأليني في حاجه زي كده
حاولت تنبيهه بأن يهدئ ويخفض من نبرة صوته
اششششش اهدي يا ولد ووطي حسك وانت بتكلمني انا مش عايزه اسمع حد منهم حاجه تقوم انت تنسي نفسك وتعلي صوتك
عليا
استغفر ربه ومسح على وجهه پعنف وجلس على الاريكة مبتعدا عنها
ما هو كمان ده مش كلام اصلا المفروض انك تقوليه
تخلت هي الاخري عن مقعدها واتجهت نحوه وجلست بجانبه تربت على يده بحنان
اعذرني يا حبيبي يمكن انا اتسرعت في الكلام بس اللي سمعته منها ومن امها النهارده وهما پيتخانقو يخليني أشك بصراحه
بس البنت كانت كل ما امها تحاول تتكلم كانت تقولها اسكتي
ومش عايزها تتكلم افتكرت واحنا عندك في المستشفى انك خليت دكتورة نسا تكشف عليها فاقولت يعني أنك عرفت حاجه زي دي
لاء طبعا انا عمري اصلا ما اطلب من دكتوره تكشف على بنت في حاجه زي كده انا كل اللي طلبته منها انها تعمل لها اشعة عشان نطمن على الرحم ودي بتتعمل من علي البطن عادي
مجيدة وهي تنظر للأعلى وتستمتع لخطوات اختها
طب من هنا ورايح بقي يا قلب امك تسمع كلام ابوك وتبعد عن بنت خالتك وانا بقى هاعرف بطريقتي
مالك بعدم رضا عن ما قالته هي الاخري لكنه لا يملك سوي ارضائهم
والله طلاما انتو شايفين كده يبقي انا ماقدرش اقول غير حاضر طبعا
أتت إليهم ترتدي عبائتها وحجابها وبدئت تحثه على الوقوف
ماجدة انا جاهزه يلا يا مالك
مجيدة اطمنتي على بنتك يا ماجدة اكلت ونامت ياختي
ماجدة اه الحمد لله 
اومئ برأسه لها ونظر الي والدته الغاضبة
مالك حاضر الصبح قبل ما اروح شغلي هاشيلها ليها تعالي بقى اطلعك الخلوه عشان تصلي وتقري القرأن براحتك
عاد الي غرفته بعد أن اغلق على خالته تلك الغرفة و بدل ملابسه واستعد للنوم لينال قسط من الراحه قبل أذان الفجر
كان يتقلب في فراشه وجافاه النوم وأخيرا اعتدل واقفا واتجه ناحية علبة حقن موضوعه
داخل خزانته
مالك لنفسه عايزيني ابعد عنها ازاي بس انا وعدتها اني اديها حقنة الفيتامين وافكلها الكالونه خالص من ايديها
جري للخارج ودق بابها بصوت خفيض
اكيد نايمه ومش هاتسمعني ما انا اتأخرت عليها بردو خلاص بقى الصبح اشيلها ليها
بس مامتها قالت إنها عورت نفسها وكده غلط
ضغط بيده على مقبض الباب ولأول مره يتلفت كاللص يمين ويسار ودلف الغرفه سريعا مغلقا الباب خلفه
ايه اللي انا بعمله ده بس هتوصليني لأي تاني يا ست شذي
عاد للباب وفتحه على آخره وأضاء نور الغرفه ليراها غافيه على الفراش وشعرها مفرود على وسادتها
معذبة حتى في نومك عيناكي الغافية تخبئ بحرك الغارق به ومع ذلك كم انت مهلكة بنت حوا
غض بصره سريعا وانب نفسه على فعلته
استغفر الله العظيم انت اټجننت يا مالك اكيد اټجننت ماتغض بصرك يا دكتور اعتبرها مريضة
عندك في المستشفى وخلص وأخرج بقي
جلس على مقعده بجانبها وبهدوء تام غرز الحقنه في يدها انتظر قليلا وحين شعر برجفة يدها على كفه علم انها مستيقظة وتهرب من مواجهته فابتسم
وانتزع السن من وريدها وطهر لها مكانه ثم جذب الغطاء عليها ودثرها جيدا
وعاد من حيث اتي مغلقا الاضاءه والباب من خلفه وهو يدعو في سره
انشاء الله تكون بخير يارب يا أمي ظنك يكون مش في محله
اعتدلت من مرقدها وانزلقت دمعتها على وجنتها
شذى بصوت مخټنق 
يا ريتك كنت معايا من الاول يا ابيه
ياريتني اتربيت هنا في البيت ده وعلى ايدك انت بكل قسوتك وحنانك عصبيتك وإيمانك
وعند بزوغ
10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 82 صفحات