الأربعاء 27 نوفمبر 2024

غابة الذئاب والسحر الأسود بقلم فاطمة الألفي

انت في الصفحة 38 من 39 صفحات

موقع أيام نيوز


تلحق بالمواصلات العامة ثم أستقلت الحافلة لتقلها إلى الحي السكني العريق الذي يوجد به الفيلا التي ستعمل بها مرافقة للجد عزيز منذ تلك اللحظة.
تنهدت زينة بهدوء وهمست داخلها ب بصيص من الأمل يراود عقلها بأن القادم سيكون أفضل لحياتها وحياة أسرتها وسيتحسن دخلهم
وهي فرصة لا تعوض كل ما عليها أن تفعله هو مجالسة الجد والإهتمام به وبمتطلبته فقط وقررت ان تتجاهل ذاك البغيض الذي يدعى تميم..

وقفت الحافلة في مكانها المخصص لكي تترجل الركوب منها فاقت زينة من شرودها وترجلت هي
الآخرة وهي تسحب حقيبتها لكي تسير وتغادر المكان سيرا على الأقدام فتلك المنطقة الراقية لا تذهب إليها الحافلات تقف عند مكان محدد ووجب عليها ان تستقل بسيارة أجرة تصله للعنوان المنشود. 
وبعد بضع من الوقت اتت سيارة وصفها السائق أمامها على الفور ولجت لداخلها وهي تخبره بالعنوان التي هي ذاهبة إليه. 
وصلت لوجهتها ثم أعطت السائق نقوده وترجلت من السيارة وهي تمسك بحقيبتها وتدلف لداخل الحديقة ومنها إلى باب الفيلا وقفت قليلا تسترد أنفاسها المضطربة ثم رفعت اناملها لتضغط زر الجرس وعادت تطلع للباب بصمت ريثما يفتح لها..
كان تميم بشرفة غرفته يهاتف السكرتيرة الخاصة بمكتبه داخل شركة والده وراء الفتاة وهي تدلف الحديقة تبسم بمكر ثم أغلق الهاتف وقرر اللعب معها ومشاكستها من الآن.. 
غادرت غرفته في عجاله وظل يملي على الخادمة بعض الأوامر لكي يلهيها عن فتح الباب وتظل زينة واقفة مكانها تتأفف بضجر بسبب تجاهلها.
بعدما سامت زينة وخارت قدميها وضعت كفها دون أن ترفعها عن الجرس واحدثت ضجة قوية داخل الفيلا
فتح لها الباب وتعانقت نظراتهم في ضيق وڠضب منها اما عنه فقد كان يرمقها بلامبالاة وبسمة انتصار تشق صدغيه
ولجت لداخل بعدما تعمدت أسقاط الحقيبة على قدمة بكل حدة وڠضب ليتاوه بغيظ ثم قال متوعدا لها 
سوف ألقنك درسا لن تنسيه طوال حياتك
لم تعطية اهتمام وسارت بثقة وهي تهتف قائلة
لن اضيع من وقتي في العبث معك أيها المدلل أين الجد عزيز
قبل أن يفتح فاه ويوبخها اتت جميلة ترحب بها وتشكرها على قدومها ثم اصطحبتها لتخبرها بمكان غرفتها
ركل تميم الحقيبة بغيظ وقال 
تتحدث معها لو انها وجدت كنزا ثمينا
حاول كارم التغلب على حزنه وقرر عدم اليأس والتسليم بالانهزام فيظل يحاولا مرة وأثنان وعشر إلى أن يحصل على معشوقته وتعود لاحضانه ثانيا.
يعلم بوجود ميلا بالنادي وذهب اليه ينتظر قدومها على أحر من الجمر يريد التحدث معها من أجل مساعدتها في عودة سيران اليه ثانيا..
وضع نضارته الشمسية والتقط الصحف التي أعلى الطاوله سيشغل نفسه بالتصفح ريثما تأتي ويلتقي بها.
تبسم بحب عندما وجد صورة سيران على المجلة وهي ترتدي الميدالية الذهبية ومكتوب اعلاها بطلة العالم في الإسكواش لهذا العام..
دلفت أخيرة ميلا بعد طول انتظار من كارم نهض عن مقعده مسرعا في خطواته يريد التحدث معها وهتف مناديا باسمها
ميلا... تسمحي لي بالحديث لدقائق معدودة
نظرت له بدهشة لم تتوقع لقاءه وهزت رأسها بالموافقة
حسنا.. قالت بضيق ما الأمر أذا
دعينا نجلس ونتحدث
أشار لها بالجلوس فجلست بالمقعد المقابل له قال كارم بلباقة
ماذا تتناولين لجلبه لك
لا اريد شيء.. من الأفضل أن تدلف في الموضوع دون مقدمات
تنحنح بتوتر ثم قص عليها ماذا يريد منها ولما التقي بها الان لوت ثغرها بضجر ونهضت واقفة تهتف بحنق شديد 
وما شأني أنا في عودة سيران لك ام لا
ساعديني وقدمي الاعتذار ونحاول اقناعها لا يوجد أي مشاعر بيننا وانها تفهمت الموقف بالخطأ 
ضحكت بسخرية وقالت ببرود
علاقتك ب سيران لا تهمني ولن أعتذر عن شيء بدر مني وكل ما حدث بيننا تلك الليلة هي رغبتك التي قادتك للاقتراب مني ولا شأن بأموركم الشخصية 
تحركت بخطوات متهادئة مبتعدة عنها في غنج وهي لازالت تضحك ضحكتها الركيكة وتركته ينظر لخطواتها المبتعده پصدمة ثم ركل قدمه بالمقعد وهتف پغضب
اللعڼة عليك كارم ماذا كنت تظن أن تساعدك هذه العاهرة في عودة سيران وهي من خانة صديقتها وكانت سعيدة بټحطم قلبها فهي فتاة مغرورة وتحقد على سيران 
تأفف غاضبا وعاد يحدث نفسه 
هذه مهمتي أنا في عودة حبيبتي يجب أسترجاعها بمشاعري الحقيقية.
كان يهم بأن يستقل سيارته ليجد سيران تصف سيارتها بجراج النادي أبتسم بسعادة ووقف ينتظرها بلهفة ولكن تلاشت أبتسامته عندما وجد ذلك الشاب بجانبها وهي مندمجة بالحديث معه ويتبادلون الضحك أشتعلت عيناه بحمرة الڠضب يود الفتك بهذا الدخيل يشتعل بجمرات الغيرة ولكنه لم يتماسك نفسه سار اتجاههم بخطوات واسعة أشبه بالركض وظهر أمامها فجأة كادت سيران أن تنصدم به وعندما وجدته أمامها على حين غفلة خرجت شهقه من فاها بدهشه
حاوطها لاواي من كتفها بتملك يريد أن يخبره بأنه لم تعد تخصه وهي أصبحت الأن لغيره رمقه لاواي بنظرة تحدي وثقه والآخر بادله بنفس الثقة ومد يده يصافح سيران ببرود مصطنع
مرحبا سيرو.. تعمد ان يضغط على كفها وهو ينطق اسمها
اندهش سيران من فعلته ولكن سرعان ما
سحبت كفها وهي تبتسم له بود قائلة
مرحبا كارم
ردد قائلا
سعدت برؤيتك
وأنا أيضا ثم أشارت إلى لاواي وقال ببسمة طفيفة
لاواي صديقي والطبيب الذي تولى علاج سادم والحمد لله تعافى سادم منما هو كان عليه
ضيق حاجبيه وقال بعدم تصديق
حقا أستعاد سادم وعيه
قالت بفرحة
أجل هو الآن في أفضل حال
تسأل بغرابة وهو موجها حديثه إلى لاواي
في أي تخصص يعمل الطبيب لاواي وكيف لروح شريرة أن تغادر جسده هل أستخدمت سحرا يا ترا
قال لاواي بجدية وثبات
سادم مرة بفترة عصيبه ويتم معالجته بالطب النفسي وانا عالجته بالطاقه ولا وجود لاي روح شريرة تسكن جسده كانت مجرد هواجس بعقل سادم واصدقائه فقط
كانت طريقته مقنعة لذلك شعر كارم بالحنق والبغضاء اتجاهه اما سيران ففضت النقاش بينهما وقالت
نعتذر منك كارم لدي موعد تدريب الآن . 
ولج معها لداخل النادي وأنتظرها بملعب الإسكواش ريثما تبدل ثيابها وهو شاردا فيما ينوي 
وأثناء شرود الجن لاواي اتته ريح قوية عصفت بجسده ليهتز هو وحده من شعر بتلك الريح المحملة له برسالة نهض عن مقعده وسار في إتجاه لم يراه أحد ليتحول لدخان ثم شق الأرض تحت قدميه لينغرز الدخان داخلها ويختفي تماما عن الانظار.
وجد نفسه بمدينة العالم السفلي تحت الأرض وأله المۏت إركالا هو الذي يستدعيه 
وخرج صوته غليظ حادا قائلا 
طال انتظارك لاواي عليك تخليص الملك دهمان وفك التعويذة الأبدية لكي تقبض روحه في 
سمعا وطاعة يا ألهي 
ثم أختفى في لمح البصر ليذهب كمهب الريح إلى مملكة جن الأبالسة ظل واقفا يترقب وجود والده وهو جالسا على عرشه وقد بلغ من الكبر عتيا ولا زال شامخا قويا لن يهتز له طرف محاربا شجاعا كما اعتداه لا يعلم كيف له أن يتخلص من والده ويقبض روحه بيده ولكن عليه تنفيذ الأمر الذي طلب منه أخرج القلادة من داخل سرواله وعاد إلى هيئته ك جنبي وبرزت قرونه الحمرويتين وتحول جسده للاحمر القاني ونبذت عروقه البارزة التي تنبض بصخب وعاد بهيتة البشعة ودنا من والده ينحني أمامه أحتراما وطوعا 
تهللت أسارير دهمان وهو يرا ابنه أمامه وعلم بأنه قد حصل على التميمة فعودته الان توحي له بذلك قال بصوته الجلي 
هل حصلت على اكسير الحياة لكي أعيش الحياة الأبدية وأجعلك من بعدي تتربع على عرش المملكه 
أوما له لاواي وأشهر القلادة أمامه وفتحها لوالده بعدما اختلى بنفسه ووضع داخله قطرات من السم الشيطاني الذي فعله هو بنفسه قدمه لوالده الذي تجرعها جرعة واحدة وهو يطالع ابنه بفخر وقال
سوف يقام عرسك على ابنة ملك الجان الڼاري ولك ما شأت من جنس البشر تود الزواج من بشړية لن يستطيع أحد منعك 
توغل السم بجسد دهمان وجعله يشحب وتتلاشي قوته رويدا رويدا إلى أن خارت تماما وسقط أرضا دون حراك ليتحول جسده لوهج من النيران المستعرة وأشتعلت النيران بجسده لتهدا فجأة ويصبح كومة من الرماد الأسود انسابت دمعة حزينة وهو يلملم رماد والده ويضعه داخل قدرة من الفخار سوف يستخدمها بعد ذلك في تعوايذة السحرية والدواء والعلاج الذي يصنعه من صنع يده. 
أعلن منذ تلك اللحظة بأن الملك دهمان انتهى حكمه وهو الحاكم الان على مملكة الجن والعفاريت وأصدر موثقا بعدم الزواج من الجنية وأنه سيحكم البشر أيضا وسيتزوج منهما ولن يستطيع أحدا ردعه بعد الآن.. 
وانتشر الخبر كالهشيم والجن والمردة والعفاريت تجمعت عند قصره لتلبية فروض الطاعة لملكهم الجديد حاكم مملكة الأبالسة الملك لاواي العظيم الذي نجح في التخلص من والده ليستولى هو على عرش المملكة.. 
خرجت تنهيدة عميقة من لاواي وهو يشاهد العفاريت والمردة والجان يسجدون له في خنوع وطاعة مهللين بأسمه ويمنحونه الوعد الابدي بتنفيذ أوامره وسيقدمون له القربان فمن يملك 
وسوف يحصل عليها ويفوز بقلبها وحبها كما وعد نفسه بالا يمسس من الجن أو الانس غيرها.. 
الفصل الرابع عشر
الأخير العالم الخفي 
مر شهرا على وجود زينة بالفيلا وتوطدت علاقتها بالجد يعاملها بحب وألفة كأنها حفيدة وتذكره بزوجته الراحلة في براءتها ونقاءها وهذا ما
جعل تميم يشتعل بنيران الغيرة بسبب تلك الفتاة بائعة الورد التي أتخذت مكانا بقلب جده كما أنه يرفض تعنيف جده له أمامها يشعر بالخجل عندما يسخر منه أمامها ويرأها تكتم ضحكتها وكانت تتلذذ بتلك اللحظات حتى أنه ظن داخله بأنها هي التي تحرض جده على تلك الأفعال والسخرية منه وكان يتوعد لها وأقسم داخله بأنه سيجعلها تفر من هذا المنزل كالفأر المذعور ولن تعود إليه ثانيا وظل يخطط ويستخدم ذكائه للخلاص منها..
جلست زينة بابتسامة مشرقة مع الجد عزيز بحديقة الفيلا تنصت له وتستمع بأحاديثه عن الماض الجميل الذي كان يعيشه ويبتسم بحزن وألم لفقد الأحبه تخرج من داخله تنهيدة عميقة يتذكر كل شيء ويرويه كأنه يحدث أمام عينيه الأن.
رأ طيفها تحاط به كلما نظر أمامه يجدها تنظر له من بعيد ببسمتها الهادئة وملامح وجهها الرقيقة الجميلة كالبدر المنير في ليلة ظلام كاحل مرتدية ثوب أبيض يعلوه طبقة من الشيفون التي ترفرف خلفها وتطاير حولها مع نسمات الهواء العليل تفرد جناحيها كالفراشة البيضاء تحوم حوله.
صمت عزيز تماما فقط ينظر لنقطة معينة بشرود باسم وكف عن الحديث كلما تحدثت له زينة وتحاول جذبه ليعاود الحديث معها ولكنها فشلت كل محاولتها فقد صمت فجأة ظنت أنه يتخيل وهما رؤية زوجته وهذا ما جعله شاردا تركته بمقعده الخاص بالحديقة وقررت أن تذهب وتعد له مشروبا خاصا من العصير الطازج. 
في ذلك الوقت تسربت البرودة باقدامه وبدأت روحه في الصعود رويدا رويدا من قدمه تنسحب ببرودة لأعلى وعيناه متعلقة بطيف محبوبته معشوقته التي سيلحق بها ويغادر الدنيا وأنفرجت هامسة بالشهادتين لتصعد روحه في ثوان لبارئها لحظات مرت ببطء شديد ولكنها
 

37  38  39 

انت في الصفحة 38 من 39 صفحات