الخميس 28 نوفمبر 2024

عشق القلوب بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 22 من 23 صفحات

موقع أيام نيوز


أفتكرتي الماضي صح 
واقترب بكفيه من وجهها ليتحسسه بدفئ ونظر في أعينها 
أمجد مشمش 
لتتذكر هي أسمها القديم الذي كان دوما يناديها به 
نهال انت لسا فاكره 
امجد بحنان وعمري مانسيت اي ذكري ليا معاكي انتي كنتي بنتي يانهال 
حتي قالت بس انا لسا مسامحتكش ولازم اعاقبك
ليحملها بين ذراعيه 

امجد عاقبيني زي ما انتي عايزه بس ما تقسيش عليا صدقيني انا محتاجلك ودفعت تمن غبائي اجمل سنين من عمري 
تأمل دموعها التي ملأت وجهها فأقترب منها پخوف 
يوسف مالك يامريم
فنظرت اليه طويلا قبل أن تخرج تلك الكلمه من حلقها 
مريم انت كداب كداب مش هعيش معاك تاني طلقني 
وقذفت بوجهه بعض المجلات التي رأت فيها جزءا كبيرا من حياة زوجها ومخادعها وحتي حديثه عنها بأنها حالة للشفقه وفقط وليست زوجته 
وتركته وخرجت راكضة من ذلك القصر اللعېن وهي واضعها بكلتا أيديها علي اذنيها لتمنع تلك الاصوات التي تدور بعقله وخرجت من ذلك الباب الكبير الذي كانت لاتخرج منه إلا بسيارته للذهاب للطبيب والفسحه الوحيده التي خدعها بها هنا فتنتبه لصوت أحد السيارات الأتيه 
فتلجمها ذكرياتها القديم وتظل واقفه دون حركه وهي تتأمل ضوء تلك السياره وتتذكر ما حدث منذ أكثر من عاما عندما خرجت راكضة من ذلك الفندق
لتصبح الصوره مشوشه بالنسبه لها ولكن سيل أحداث ماحدث لها أصبح يتدفق أمام أعينها حتي وقفت تلك السياره أمامها بسنتي واحدا بعد ان احدثت صريرا عاليا 
كانت روحه معلقة بما يصنعه له عقله فبدء عقله يكمل له ذلك الکابوس الهائج بين طيات قلبه فأستمر الظلام الحالك الذي بات يصارعه وسبح في حلمه اللعېن 
ظل يأخذ رواق المشفي ذهابا وايابا ليصوب نظره نحو غرفة العمليات ويسقط أرضا منتحبا بضعف وهو يضع بكفيه علي وجهه 
فيسمع صوت يحادثه بقلق مستر يايوسف انت كويس
فيرفع هو بوجهه قليلا ناهضا من ركضته تلك بضعف 
يوسف طمني يادكتور علي حالتها قولي انها كويس 
فيشفق الطبيب عليه ويخفض رأسه ارضا قائلا انا أشفق علي حالك سيدي ولكن حالة زوجتك وطفلك بخطړ لا نعلم من فيهم سوف ينقذ
ليفيق من كابوسه بصعوبه وهو يلهث وكأنه كان يصارع شئ ما فأغمض عينيه بتنهد وهو يتصبب عرقا 
ليتذكر تلك النائمه بجواره فأنتفض بفزع لكي يراها وهو يتمني ان يكون كل هذا حقا كابوس فلامس بأيديه جسدها ونظر الي بطنها بأعين نادمه حتي قال وهو يضع وجهه بين راحتي كفيه پألم 
يوسف لازم تعرفي كل حاجه يامريم انا مش هستني أنك تضيعي مني مش هستني 
فلمسها بحنان بالغ لتنتفض هي من نومتها قائله 
مريم في ايه يايوسف لتتذكر حديثه اللاذع معها ورفضه في العوده الي وطنها فقالت بأمل 
مريم انت مصحيني عشان تقولي اننا هنرجع بلادنا تاني وهشوف اهلي ومش هتسبني أبدا 
فأبتسم يوسف پخوف 
يوسف حاضر يامريم والله هعملك كل اللي انتي عايزاه 
وأبتلع ريقه بصعوبه وهو يتأمل وجهها بحنان بس في حاجات كتير لازم تعرفيها بس قبل ما تعرفيها اوعديني انك هتديني فرصه تانيه فرصه واحده بس وصدقيني عمري ما هخذلك تاني 
وأحتضنها بقوة وبكي بين ذراعيها بضعف انا تايهه اووي يامريم اوعي تسيبي أيدي يمكن انتي القشه اللي ربنا بعتهالي عشان تنجدني من نفسي 
فأشفقت علي حاله ومسدت علي ظهره بحنان يصاحبه القلق مريم اوعدك اني مش هسيبك وابتسمت بعفويه ما انت لسا مفرحني ورجعت تاني يوسف اللي ديما بشوفه بطلي وسندي في دنيتي 
فأبتعد عن حضنها ونظر اليها بأعين نادمه 
يوسف انا مش مسلم يامريم 
فأنظرت اليه بأعين منصدمه حتي قال 
يوسف مسلم بأسم والدي بس يوسف عبدالله بس انا في الحقيقه وحياتي اللي عيشتها اني مسيحي أتربيت
علي الأنجيل ممكن اجاوبك عن حاجات كتير في الانجيل اما القراءن للاسف معرفش منه حاجه كل حاجه اتعلمتها منك انتي يامريم 
فتتذكر هي يوم أن طلبت منه ان يصلي بها ليتحجج قائلا 
ها ونظر الي ساعته قائلا انا لازم اخرج دلوقتي يامريم ڠصب عني معلش 
فتعود اليه بأعين شارده محركة رأسها دون فهم حتي أمسك أيديها بين أيديه 
يوسف والدي السبب هو وجدي لو كان متخلاش عن امي وامي مهربتش بيا كانت حياتي بقيت غير كده انا أتعلمت من جدي ان المسلمين قلوب بلا رحمه مش بيحبه غير الفلوس 
جدي كان مفهمني ديما ان بابا اتجوز امي لانها غنيه ولما هو اتبري منها وعرف انه مش هيساعده بشئ طردها 
جدي متخلاش عني ولا عن امي اما هو اتخلي عن امي وعني 
كنت بين صراع بين مين احسن الدين اللي نشئ منه راجل احتوي بنته وطفلها لما رجعت ليه وطلبت السماح 
ولا الراجل اللي باع كل شئ من غير رحمه عشان شوية فلوس 
وتابع بحديثه بتنهد بس والدي طلع مظلوم اهله السبب هما اللي ضحكوا علي أمي وخلوها تهرب كانوا ديما بيقولوها انتي مش مننا
وابتسم بمراره وأكمل حديثه قائلا يوم ما ماټت كنت لسا طفل صغير مسكت ايدي وقالتلي أنها حبيت بابا جدا وحبيت الاسلام ولكن في النهاية هو خذلها
ماټت وهي كانت لسا موجوعه منه كنت طفل مش فاهم حاجه بس جدي فهمني كل شئ وعرف ازاي يكرهني في اهلي وقدر يعوضني بالفلوس والعز والجاه كبرت واتعلمت منه ازاي نتفضل علي المسلمين بأموالنا ونحسسكم بأحسانا 
ودمعت عيناه پألم غلطه واحده دفعت تمنها قلوب كتير جدي واتزرع الكرهه جواه بسبب اللي حصل مع ابنته الوحيده وبابا اتحرم سنين طويله من اني اكون ليه أبن بسبب جفايا  وانا كل دول زرعوا جوايا حب النفس والانانيه وانسان كارهه انه يبقي علي دين 
وبكي بحرقه وهو يتابع يعني كافر يامريم انا كنت كافر مكنتش بتبع ولا الدين المسيحي ولا ديني كمسلم 
قلبي حجرانسان عاق لوالده اخ عديم الرحمه عاقبت ناس كتير اووي وكنتي انتي في النهايه 
فنظر لها فوجدها سابحه في افكارها حتي قال 
يوسف ايوه أنتي انتي نوع من الستات عجبني انا كنت اعرفك يامريم وانا الشخص اللي كان السبب في الحاډثه مش اللي لاقاكي علي الطريق وساعدك 
فجحظت عيناها من هول تلك الصدمات التي اسقطها علي مسمعها 
حتي قال ايوه اعرفك اعرفك يوم ما شوفتك علي البحر وحضنتي البنت الصغيره وطيرتي الحمام ببرأه ويوم ما الشباب السكرانين حاولوا يتعدوا عليكي في الشارع وفضلتي تسرخي عشان حد ينجدك اعرفك يوم ماجيتي هناك في القصر بتاعي في حفله من الحفلات اللي كنت عاملها عشان صفقه من صفقاتي وكنتي جرسونه ومديرك فضل يهين فيكي القدر حطك قدامي كتير اووي 
خدعتك وقولتلك اني سواق لصاحب القصر أفتكرتي أمجد هو صاحب القصر وانا السواق عرضت عليكي أساعدك واشغلك عند يوسف أدور صاحب الخير اللي عايش انا فيه واللي انتي كنتي عارفاه بأمجد عيشت عليكي دور الشاب الفقير اللي محتاج الشفقه لحد يوم الحاډثه كنت راجع من أجتماع في الفندق اللي أنتي شغاله فيه اللي انا برضوه املكه وخبطك من غير ما أقصد 
فأدمعت عيناها ونظرت اليه بعتاب طويل حتي أشاحت بوجهها بعيدا عنه فأمسكه بأطراف أنامله بحنان ليتمكن من النظر اليها 
فتأمل دموعها الصامته بس يوسف الأناني ابو قلب حجر الحقود العاصي اتغير علي أيدك 
ډخلتي حياتي وفهمت ان رب العباد واحد وان قلوبنا بأيده وحده ومش كل القلوب زي بعض وان الدين ليه هو بس في النهايه القرب منه لازم يكون علي الحق شوفت أزاي أنا كنت فاقد الأيمان شوفت دين عمره ماقلل من شأن نبي او أنسان فقير او غني كل كلمه سمعتها معاكي في القراءن حسيت بيها وفيها ان ربنا بيخاطبني فهمت كلمة امجد ليا الحمدلله علي نعمة الأسلام 
وصمت طويلا حتي قال بتنهد انا متجوزتكيش عشان بشفق عليكي يامريم انا أتجوزتك وانا كل ذره في كياني بتحركني انها عايزاكي 
وأقترب منها كي يأخذها بين أحضانه فأبتعدت عنه پألم وصدته بيديها 
مريم بأعين باكيه ارجوك نزلني مصر !
اصبح وجودها في حياته هي السعاده الضائعه التي لم يكن يشعر بضياعها إلا عندما أدخلها القدر في حياته 
نظر اليها وهي تطمع طفله تارة وتبتسم له بحنان تارة أخري حتي قال باسما
أمجد طب وابو ياسين يانهال ايه مالهوش اي حاجه من الدلع ده
ليرد الصغير قائلا ياسين بس ياسين بس 
فضحكت نهال ورفعت ايدي الصغير قائله بمشاغبه ايوه ياسين بس ياسين بس 
فحاول هو أن يتصنع الحزن حتي قال 
أمجد طب خلاص انسوا الفسحه اللي كنت عاملها ليكم 
ونهض من امامهم وهو يقول انا خارج خلاص لوحدي 
فنهضت خلفه سريعا وهي تحمل الصغير بين ذراعيها 
نهال
يلا يا ياسو قول بابا وبس بابا وبس 
فهز الصغير ايديه بسعاده وهو يقول بابا بس بابا بس
فضحك امجد علي صغيره وانحني بجسده نحوهما ليقبل صغيره
ويأخذه منها ليحمله ومال علي أذنيها 
امجد بهمس عايز اسمع أمجد بس امجد بس منك انتي كمان
فأرتجف جسدها من قربه هذا حتي قالت بأضطراب 
نهال ها 
فتعالت ضحكاته علي رد فعلها 
امجد بهمس بحبك 
دلفت معه دخل شقة والده بشرود وهي تتذكر حديث والدتها ووالدها عندما جاء اليهم ليأخذها 
شهيره ايوه طبعا هتروحي مع جوزك خدها يا أحمد من هنا احنا اظاهر دلعناها كتير 
لتفيق علي صوت والد زوجها السعيد بخبر حملها انا فرحان اووي ياولاد هتملوا عليا البيت احفاد عقبال نهال اختكم 
فنحنت أروي بجسدها بضعف وقبلت أيديه بأعين تتلألئ بها الدموع عامل ايه ياعمو
عبدالله بسعاده عمك فرحان اووي انكم هتعيشوا معاه وهتجيبوله حفيد عقبال يوسف ام يرجع كمان ونعيش كلنا سوا 
فأبتسم أحمد بسعاده لوالده وتأمل زوجته التي يعلم بأنها غصبت علي عودتها معه الي بيته 
أحمد اروي هي اللي فكرت في الفكره ديه اننا نعيش كلنا هنا سوا يابابا 
فنظر اليهم عبدالله بسعاده 
عبدالله انا خليت ام محمد تجهزلوكم الاوضه بتاعتكم روحوا ارتاحوا ياولاد عقبال ما الغدا يجهز
ليسير وا سويا نحو غرفتهم ويغلق الباب خلفه فتفزع من وجودها معه في مكان واحد
أروي اوعي تفتكر اني سامحتك يا أحمد انا بكرهك سامع بكرهك زي ما بكره نفسي 
ظلت تنظر الي كل جزء في تلك البلده التي صممت أن تذهب اليها قبل عودتها الي وطنها مريم بحيره وهي تنظر الي المطعم الذي كانت تعمل به أنا حاسه اني جيت هنا قبل كده بس مش فاكره 
فتابعها بأعينه حتي أشاحت بوجهها عنه 
مريم مافيش فايده خليني اروح اشوف نهال لو سامحت 
فتأملها بندم وأرتد نظارته السوداء كي لا تري عيونه النادمه وضعفها وحرك رأسه بالموافقه وسار معها الي أخته وزوجها قبل أن يتركوا كندا 
احداث كثيرا مرت وأيام قد ذهبت بحلوها ولكن مازال مرارها موجودا في حلق البعض 
أحتضنت رضيعها الذي وضعته منذ شهران بحنان وبدأت تداعب انامله بأصبعها حتي قالت 
مريم تعرف ان انت السبب في اني لسا عايشه مع باباك انا عذراه بس في نفس الوقت مش قادره
 

21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 23 صفحات