كله بالحلال بقلم الكاتبة أمل نصر الجزء الثاني
كان ضعف ولا سهتنة انا فرحانة فيه.
اه يا حيوانة.
دمدم بها بغيظ ليتراجع عن الدخول اليها مقررا العودة لغرفته يؤجل مناقشته معها لوقت اخر حتى يستفيق لها هذه الملعۏنة التي تقف معها ضده ألا يجدر بها الإصلاح!
دلف الغرفة ليصفق الباب خلفه پغضب يركل بقدمه الكرسي الذي أمامه حتى قلبه على الأرض للناحية الأخرى تخصر واضعا كفيه على خصره من الخلف يزفر انفاس خشنة يجاهد بصعوبة السيطرة على حريق يسري بداخله لماذا انقلب كل شيء فجأة ضده
ولكن ما هو ما يرغبه...... تبا
لقد تأكد الان انه يريدها ولا يريد امرأة غيرها لقد جلس اليوم مع الفتاة التي ابهرته في أول مرة رأها بها حتى انه وافق على خطبتها على الفور وقد اغراه حسنها الظاهر للعيان بقوة اما اليوم... فقد رأى هذا الجمال شيء عادي بل وأقل من العادي بالإضافة إلى ما لمسه من عيوب في شخصيتها المرتبطة دائما بما يقرره لها والديها ومن ينوب عنها في الرد كلما حشرت في زاوية وطلب منها الرد
سقط بثقله على التخت يتناول هاتفه ليعيد الكرة
بمهاتفتها مرة أخرى بإصرار لن يمل منه ولكن وقبل ان يفعل تفاجأ باتصال شقيقها في صدفة غريبة استعجب لها بالفعل يبدوا انه كان يتصل به منذ فترة ولكنه لم ينتبه وذلك لتفعيله في وضع الصامت
الوو.... اهلا يا ممدوح.
اهلا يا عم الحج جرا ايه يا عم عزيز تماتين مرة ارن عليك ولا مرة فبهم ترد.
يا راجل تمانين تمانين انت متأكد
خرجت منه بلهجة مرحة قابلها الأخر ضاحكا
يا عم الحج مدوقش بس انا فعلا والله حاولت كتير معاك في الاتصال.
رد بأسف موضحا له
معلش انا بعتذر بس بصراحة انا كنت مخليه على وضع الصامت عشان كان عندي مشوار مهم ويدوب راجع مبقاليش فترة كبيرة .
خلاص يا عم ولا يهمك انا مش هدوق معاك خلينا دلوقتي في الموضوع اللي انا عابزك فيه.
قول يا باشا الموضوع اللي انت عايزني فيه انت تؤمر.
الأمر لله وحده اقولك با سيدي.
خلعت عنها النظارة التي دائما ما ترتديها اثناء المطالعة على اللوح الإلكتروني أو القراءة كي تصفح وسائل التواصل الاجتماعي عليه لتعطيه انتباهاها بالكامل سائلة باستفسار عما تفوه به
رد يجيبها بهدوء غير مباليا للعاصفة التي تلوح في الافق بتصربحه
بقولك ممدوح يا ماما دا شاب ممتاز بيشتغل في شركة محترمة والده يبقى رجل الأعمال الاستاذ شاكر شاكر عبد اللطيف...
اللي هو والد بسمة صاحبتها صح.
خرجت منها مقاطعة له پحده وانفعال ظهر جلي انتبه له جيدا وبفعل عبثي لعب حاجبيه لتزداد اشتياطا مع تذكرها بهوية الشاب الذي التقت به منذ أيام بعد الشجار الشهير بينه وبين سامح فصاحت به موبخة
علق بهمس محذرا
ماما خلي بالك عشان انتي بتتكلمي على بنتك اللي هي قالتلك من الأول عن نية الولد في الارتباط بيها يعني مش بيسرح ولا يتسلى بيها.
عنه ما نيل احنا مالنا بيه روح قولوا ما عندناش بنات للجواز .
قابل ثروتها بحزم متحديا
لا يا ماما مش هقول عشان انا اديت الراجل ميعاد وهيجي هو ووالده يطلبوها وساعتها نقرر احنا بعد ما نشوف الدنيا.
بشراسة اعتلت ملامحها حتى احتقن وجهها بالډماء ليصبح ككتلة حمراء ملتهبة احتجت بانفعال شديد
انت عايز تشلني الموضوع مرفوض من البداية يبقى ندخل الناس دي ليه عندنا ولا هو غباء وبس
وكأنه وجد فرصته واصل بتحديها قائلا
لأ يا ماما مش هيحصل واعتبريه غباء زي ما بتقولي انا اديت كلمة للراجل ومش هرجع فيها لو شايفاني عيل اعملي اللي في دماغك بقى واطردبهم عشان ساعتها اسيبلك البلد واللي فيها......
توقف وصوت ضجيج انفاسه يدوي بقوة في محيط الغرفة التي ساد بها الصمت ولم يتبقى سوى حرب النظرات بين الاثنين قبل ان يستأذن بأدب وابتسامة مستفزة
انا شايف ان قولت كل اللي عندي عن اذنك بقى يا ست الكل.
ذهب من الغرفة لتلقي هي من خلفه باللوح الذي كانت تمسك به تدفعه عنها بعيدا صاړخة پغضب
ابو بسمة ع اللي يعرف بسمة هو انا مش هخلص من الزفتة دي ابعد عنها من ناحية تلفلي من الناحية التانية.
وخلف باب غرفتها حيث كانت تضع اذنها عليه تتصنت بتركيز لأصوات الشجار الآتية من الغرفة المفتوحة على مصراعيها في الجهة الأخرى يصلها الصوت بكل وضوح لقد فعلها حبيبها وفاتح شقيقها في أمرهما بعد ان اصطبر مجبرا عدة الايام التي تلت الشجار والذهاب للقسم بناءا على توصيات والده والذي اخبره بضرورة التريث حتى تهدأ الأوضاع .
قلبها من الداخل كان يتراقص فرحا ومرح وهي تسمع لشجار شقيقها في التصميم على قبول زيارة الاثنان ليته يستمر بهذه القوة ليعبر عن اعتراضه ايضا فيما يخصه.
بتعملي ايه ورا الباب يا زفتة.
صدرت فجأة مع دفع الباب للداخل من قبل شقيقها الذي قبض على رسغها يجفلها ليصدر صوت شهقة قوية منها
حرام عليك يا عزيز خضتني وربنا.
اخفى ابتسامة مستترة اعتلت محياه ليردف بمناكفة لها
بتتصنتي انتي هنا يا جبانة وحطاني انا في وش المدفع
ردت بدلال الأنثى تتملقه
الله بقى مش انت اخويا وحبيبي يعني لازم تدافع عن اختك البريئة الغلبانة وتقف لها تواجه بنفسك
والله .
تخصر يطالعها بنظرات كاشفة ليردف بغيظ
طب يا ختي كويس ان طلعت حبيبك المرة دي ياريت بس تفتكريها دي في كله مش بس في مصلحتك.
قصدك ايه
قصدي انتي فاهماه كويس وبلاش تسوقي اللؤم عليا ماشي يا شاطرة.
فهمت مقصده فاغتمت ملامحها تجيبه بحزن
ما تزعلش مني بس انا بصراحة بقى مش قادرة اتخطى ولا ابين عكس اللي انا حاسة بيه جوايا تحركت خطوتين تبتعد عنه قليلا لتردف بشجاعة اختلطت بحرجها
ومعلش يعني لو فاكر ان موقفي هيتغير بوقوفك جمبي ف انا بقولك اهو من أولها مش هقدر لا هقدر افرحلك ولا اقدر اتعامل مع اللي اسمها رانيا دي انها خطيبة اخويا او مراته انا كدة دي طبيعتي معرفش اداري.
كانت مطرقة رأسها غير قادرة على مواجتهه غافلة عن ابتسامة شقت ثغره بمكر وهو يطالعها قطته الصغيرة كما يسميها دائما ليست وديعة وفقط انما أكثر ما يميزها هو النقاء لا تعطي بالا لخبث العالم ونفاق البشر وأحقادهم
حينما رفعت رأسها اخفى سريعا ابتسامته ليغلف وجهه بصفحة غامضة قائلا
براحتك يا ستي عنك ما اتقبلتيها اعملي اللي انتي عايزاه.
يعني ايه يا عزيز هو انت زعلان ولا مش زعلان
مط بشفتيه ليتحرك يستدير مغادرا الغرفة بدون ان يعطيها أي إجابة لتنظر في اثره عدة لحظات بعدم فهم ثم ما لبثت ان تعود لقضيتها الاساسية وهي والدتها واللقاء المرتقب بزيارة ممدوح ووالده مع ضغط عزيز يا ترى ماذا سيكون رد فعلها معهما وهي التي تضع هذا الغبي سامح دائما بطريقها او كما قال لها صباحا ليس لها بديلا غيره.
ليتها تراعي ولو لمرة واحدة رغبتها ولا تنفذ ما تضعه برأسها من مخططات.
وفي الناحية الأخرى
عاد من عمله متجها نحو شقيقته التي كانت جالسة على الأرجوحة بحديقة المنزل ليقبل عليها حتى يزف اليها الخبر السعيد
بسوم شوفتي الجديد يا قمر.
طالعته باستفهام حتى جلس جوارها على الاريكة التي اهتزت لثقل جسده عليها حتى اثار على ثغر شقيقته ابتسامة بادالها اياها قبل ان يردف لها
انا خلاص حددت ميعاد وهروح اتقدم لأهل ليلى .
هللت بابتهاج مرحبة
يا قلبي يا ميدوا دا بجد ابوة بقى ع المفاجأت الجامدة ربنا يوفقك يا حبيبي بس انت مقولتش حددت مع مين
سألته الاخيرة بقلق اعتلى ملامحها انتبه له ثم ما لبث ان يجيبها
حددت مع اخوها طبعا بس ربنا يستر بقى عشان الست والدتها دي دي اللي متمسكة بالزفت ابن اختها دي ليلى هتطق منه ومن تقل دمه
وافقته الرأي حتى عبرت بأسى اكتسى ملامحها
انت هتقولي على والدتها ولا عن غتاتة الزفت سامح دول يتفاتلهم بلاد......
صمتت برهة أمام تحديق شقيقها والذي بدا انه يستكشف ما بها لتستطرد بابتسامة اڠتصبتها من أجله
بس معلش بقى عشان الورد ينسقي العليق وليلى تستاهل هي بريئة وجميلة وانت بتحبها ودا يكفي .
بشبه ابتسامة عبر كاستجابة لها قبل ان يسألها مباشرة
وانتي يا بسوم حكايتك ايه مع عزيز انا خدت فترة كنت فاهم ان في اعجاب ما بينكم بس اتفاجأت صراحة بخبر خطوبته على واحدة تانية.
كعادتها في الصراحة ردت تجيبه
عايزنى اقولك ايه طبعا انت عارفني مش هكدب يعني مش هنكر ان كان في بجد اعجاب متبادل ومازال على فكرة بس هو بقى رضخ لرغبة والدته وراح خطب اللي هي اختارتها.
اخص.
تمتم بها غاضبا ليردف بدهشة
بس عجيبة يعني ان واحد زي عزيز ده يبقى تابع لقرارات الست المتجبرة دي دا انا كنت واخد عنه فكرة غير كدة خالص.
واصلت موضحة
على فكرة هو مبعدتش عن فكرتك بس هي المشكلة في الست نفسها قوية ومبتغلبش في الحيل بتاعتها
اومأ باستدراك مع تذكره للأتصال السابق وبكاء حبيبته
اممم دي على كدة بقى ليلى عندها حق تخاف منها وانا لازم اخد بالي منها بقى.
لازم يا ممدوح خد بالك كويس اوي وياريت لو تفضل متمسك بيها مهما حصل او شوفت اعتراض ليلى تستاهل انك تحارب عشانها.
كانت تشدد بقولها بحماس لم يغفل عنه يستشف قهرا داخلها تخفيه شقيقته الناضجة رغم صغر عمرها تدعي التجاوز في امر قد يكسر أخريات غيرها.
هي مين اللي يستاهل انه يحارب عشانها
صدرت مع اقتراب والديها منهما والذي واصل بمزاحه كالعادة
هو انت عايز تتجوز ولا تخوض حرب يا ولد
التفا له الاثنان يستقبلانه بالإبتسام حتى وصل ليتخذ مقعده بجوارهما وزاد اهتزاز اريكة الإرجوحة لتصدح الضحكات الصاخبة من الثلاثة مع تعقيب بسمة
يا نهار ابيض المرجيحة هتوقع بينا .
يعني قصدك ان انا تقيل يا بنت
هتف بها شاكر يصطنع الحزم ليتبادل النكات مع ابناءه حتى وصلا للحديث حول موضوعهم الأساسي
يعني ايه