مرة واحدة في العمر بقلم فاطمة الألفي
لتجلس بالفراش وتقرا هذا الكتاب .
تفاجئت بكلمات خطت بيده بأول صفحات الكتاب
علمت بأن صاحب هذا الخط ليس إلا رب عملها ولكن ظلت حائرة بين تلك السطور تحاول فهمها ..
العشق ليس إلا مرحلة متقدمة من الحب فعندما تعجب بشخص تكن له مشاعر من الحب تغزو بقلبك وعندما يتخطى الحب مراحله الأولى يتولد العشق فإذا وصل قلبك لهذه المرحلة أعلم بأن العشق احتل قلبك وعقلك وكيانك أيضا ولكن يبقى السؤال عالقا بذهني هل يوجد هذا المسمى بالعشق الذي من أجله تستطيع أن تضحب بكل شيء من أجل لحظات تعيشها بجانب هذا المعشوق الذي أصبح يمتلكك ويستحوذ على كل شيء داخلك أصبح جزءا متجزءا من عالمك الخاص عالمك الذي رسمته أنت بنفسك هل يوجد هذا الكيان الآخر الذي تربطك به علاقة مقيده برباط أبدي أريد أن أحيا من أجل هذا العشق وسظل أبحث عنه في عالم الواقع لكي أعلم هل أنا مخطئ أم على صواب وهذه مجرد مسميات ابتدعها بعض الناس سوف أنتظر تلك اللحظات التي تصلني إلى هدفي في العشق الحلال
أما عن القاهرة وبالتحديد بالمهندسين داخل شقة والد رهام ..
كانت الجدة تتحدث مع والدتها ووالدها يرحب بهم أما عن رهام فقد كانت بالمطبخ تعد المشروب
حملت رهام صينيه التقديم وتقدمت بخطوات متوترة شعر بها نبيل عندما نظر إلى معالم وجهها نهض من مجلسه يلتقط منها الصينيه ويمزح كعادته
ضحك الجميع وجلست هي بجانب جدته
تحدثت عائشه
أنا من اول ما دخلت البيت وأنا
قلبي مرتاح ومطمن والله ويشرفنا يا أستاذ صالح نسبكم وبطلب ايد عروستنا القمر دي لحفيدي نبيل
ابتسمت درية وقالت ببسمة طفيفة
والله يا حجة نفس شعوري لم شوفت حضرتك إحنا زادنا الشرف والله
ونسبكم يشرفنا طبعا يا حجة ثم نظر إلى ابنته وهتف بتسأل
ايه رايك يا رهومه
ابتسمت بخجل اللى تشوفه حضرتك يا بابا
صړخ نبيل أنا بقول نقرا الفاتحة ولا إيه
هتف صالح بود
ومالو يابني نقرا الفاتحة ألف مبروك وربنا يتمم لكم بخير يارب
بعد قراءة الفاتحة تحدث نديم عن أمر الشبكه وتحضيرات العرس من أجل أقامه الحفل قبل سفر والديها أما عن نبيل فقد نهض من مقعده وهو يستاذن والديها بالجلوس بمفردهم .
جلس والتقط كفيها بين راحته وهو ينظر لمقلتيها بحب
مبروك يا رهومة قلبي
ابتسمت برقة وسحبت يدها بهدوء وهى ترفع حاجبيها تحذيرا له
ممنوع اللمس يا أستاذ
ضحك بخفة وقال بمشاكسة
تاني أستاذ هو إحنا فى مدرسه ولا إيه ثم استرسل حديثه قائلا بعشق
أنا كمان مبسوطة بس مضايقه كان نفسي روزة تكون معايا دلوقتي عشان فرحتي تكمل وعرفها عليك
تحدث ببلاهة روزة مين
اختي يا نبيل مش قولتلك مسافرة شغل أنا حكيت عنك كتير وكان نفسي اعرفكم على بعض
اشارت إلى خلفه اهي روزة وأنا وراك فى الصورة دي
دار وجهه يلتفت إلى حيث اشارتجحظت عيناه پصدمة وجف حلقه واصبح لا يستطيع التفوه بشيء بعد ما رآه ...
الفصل الرابع
ابتسمت رهام وهي تخبره عن تلك الصورة
أهي روزه وأنا يوم حفلة تخرجي من الجامعة
ضحكت برقة وقالت
ايوه أختي وفينا شبه من بعض صح لا هي إسمها فيروزة وأنا بحب ادلعها فاختصرته لروزه
هز رأسه واستوعب خطۏرة الموقف الذي به الآن وشردا قليلا يحدث نفسه
دي لو عرفت أكيد الجوازة هتبوظ وبعدين بقى أنا كده حياتي مھددة أنا لازم اتجوز رهام بأسرع وقت ماينفعش تأجيل
نبيل أنت يا عم أنت بكلمك مش بترد
تحدث بتوتر سرحت في إللي خطفت قلبي من أول نظرة
طيب هنعمل ايه نأجل لم روزه تخلص شغلها وتنزل محتاجها معايا
جحظت عيناه بقوة وقال
لا طبعا نأجل ايه دي فرصتنا وبعدين أختك براحتها يعني مش ماما موجودة معاكي كمان عشان والدتك ووالدك راجعين تاني الكويت ولا إيه ثم اردفت قائلا
يبقى يا حبيبة قلبي نخلص كل حاجة مشتاق لليوم إللي هتكوني فيه مراتي ورهومتي أنا وبس
أنا مابحبش ياء الملكيه دي عشان أنا ملك نفسي مش ملك لحد وبعدين اوردي رهومتي ورهومة ده ماما وبابا اللي بينادوني بيه أما بقى صحباتي في ريكو ريمو رهوم واختي حبيبتي بتقولي روما وده خاص بيها
لوي ثغره بضجر وقال بغيظ
وأنا بقى هقولك أيه أن شاء الله دول ماخلوش ليه حاجة اقولها
ضحكت برقة ثم تنهدت بهدوء وقالت
بس أنا عايز اسم خاص بيه أنا وبس ماليش فيه أنا الكلام ده
ارسلت إليه غمزة مشاكسة
يبقى ناديني بقلبك واللي هتقوله هحبه منك
ضحك بخفة وقال بحب
لا إحنا اتطورنا وبقينا نغمز ماشي ياقلبي من هنا ورايح أنتي روما قلبي روما حياتي رومتي أنا وبس
انتهت المقابلة بعد ما تم تحديد موعد انتقاء الشبكة وأختيار الاثاث وأيضا تحديد موعد عقد القرآن والزفاف بعد أسبوعين من الآن وذلك من أجل حضور والديها قبل أن يعودو إلى أعمالهم بدولة الكويت. ...
معقول يا صالح أجوز بنتي فى أسبوعين كده لا أنا قلقانة إحنا نأجل لم ننزل أجازة كبيرة ونعمل دلوقتي خطوبة بس
اعترض زوجها على ذلك الاقتراح
خطوبة إيه بس يا حبيبتي أنا عايز اطمن على البنات وبعدين إحنا مش معاهم وماينفعش خطوبة وداخل خارج على البنات لوحدهم كده مايصحش أنا شايف الجواز أسلم حل وكمان الشاب من عيله محترمة والكل بيشهد بكده وكمان الحاجة عائشه من أصل طيب وأنا مرتاح لنسبهم وكمان بنتك مش معترضة بالعكس هي بتحبه وموافقة عليه يبقى ليه بقى نكسر فرحتها ربنا يسعدها واطمن عليها وعلى فيروز دي اللي أنا شايل همها رهام هتتجوز وهتكون فى
هنعمل ايه يا صالح نصيبنا كده متغربين عشان مين مش عشانهم وعشان نأمن مستقبلهم من غدر الزمن ربنا يجازي اللي كان السبب واللي غربنا عن بناتنا لولاه كنا زمنا قاعدين وسطيهم ومبسوطين بيهم لكن هقول إيه حسبي الله ونعم الوكيل
شعر بالحزن والاسى وتنهد بضيق
الحمدلله كله مقدر ومكتوب وربنا مايرضاش بالظلم هيجي اليوم اللي يندم فيه كل إنسان ظلمنا وحقوقنا هتترد لينا لو مش في الدنيا يبقى عند الله تجتمع الخصوم ..
لم بالقلق لا يعلم ماذا يفعل هل شقيقه أيضا كان على علم بأن مديرة أعماله شقيقة خطيبته أم إلى الآن لم يعلم شئ عن هذا
ظل يردد داخله بأن تمر تلك الزيجة على خير فهو يخشى فقدانها لا يستطيع العيش بدونها بعد ما اصبحت كل حياته لم يتحمل فراقها ظل شاردا بحياته يحاول رسم حياته القادمة مع حبيبته التي ملكت قلبه دون غيرها فهو متعدد العلاقات ولكن هذه هي الوحيدة التي ملكة قلبه وعقله وأصبحت جزءا من حياته لا يريد الاستغناء عنه .....
بدبي
كان يجلس بجناحه الخاص داخل الفندق الذي أستقل به ينتظر مكالمة هاتفية من أحد الأشخاص العاملين معه .
وإذا بهاتفه يصدح بالغرفة معلن عن الإتصال المنتظر أجاب تيام بروتنيه
ها يا مجدي وصلت لايه
على الجانب الآخر أخبره مساعده بعدة أشياء .
تنهد تيام بصوت عال ثم لوى ثغره مستنكرا لما سمعه لتؤ
ماشي أقفل أنت يا مجدي وأي أخبار تعرفها بلغني بيها بدون تردد وأنا هنا هتصرف .
أغلق الهاتف مع مساعده ولمعت عيناه بفرحة النصر توجها إلى الشرفة وأشعل سيجارته ثم نظر أمامه
والله وجى اليوم اللي هقضي على كل تعبك يا عابد أنت وابنك وإسم النحاس بس هو اللي هيكون ملك السوق الفترة الجاية
ثم شرد فى تلك الفتاة التي راوده طيفها ليطفئ سجارته بالمطفئة وعاد ينظر أمامه للفراغ بشرود
أنا متاكد أن شوفة البنت دي قبل كده بس فين مش قادر أفتكر
فى تمام الساعة الثامنة صباحا كانت تغادر البناية لتجد السيارة تنتظرها أمام البناية توجهت إليها وهي تنظر لذلك القابع أمام الوقود وقالت بابتسامة ودودة
صباح الخير مستر زياد عرفت بنفسك أن مواعيدي مظبوطة
ابتسم لها زياد وهو يؤمى برأسه موافقا لحديثها
صباح النور وشوفت بنفسي ماحدش قلي أنهى حديثه بضحكة
جلست جانبه ليتحرك هو في طريقه أولا لمصنع اللحوم .
بعد مرور خمسة عشر دقيقة كان يصف السيارة جانبا أمام المصنع ثم ترجل منها أولا ليفتح لها الباب المجاور لكي تترجل هي الأخرى ..
سارت جانبه بثبات إلى أن خطت بقدميها داخل المصنع لتتسمر مكانها جاحظة العينين .
سبقها زياد وكان يتحدث معها ليجد نفسه وحيدا عاد ينظر خلفه ليجدها متسمرة مكانها إبتسم على هيئتها ثم عاد إليها بتسأل
آنسة فيروز مالك واقفة كده ليه
ها ... ابتلعت ريقها بتوتر
ده مصنع لحوم
تفهم ذهولها فهي كانت تظن بأنه مصنع منتجات أخرى مثل منتجات القاهرة من مواد غذائية كالعصائر والخضروات المجمدة وغيرهم من منتجاتهم الخاصة.
أه فهمت مستغربة أن هنا مصنع لحوم وفي مصر مصنع السكر والمكرونة وتعبئه العصائر والمشربات الغازية
أنتي دورك هينتهي لم تشوفي المكن الجديد وتمضي ورق استلامه وتتاكدي من جودته وبعد كده شغلك هيبدء في الشركة تعالي ماتخفيش كلها دقايق بس
استجمعت قواها وسارت بخطوات مضطربة خلف زياد إلى حيث يوجد الماكينات الجدد تفحصت بعض الاوراق وبالفعل زينت توقيعها نيابا عن نديم وتحدثت مع العاملين عن
كان يبتسم داخله لايريد أن يسخر منها ولكن تفاجئ برد فعلها ثم انتبه إلى كونها فتاة رقيقة فمن المؤكد أن الفتيات يحملون قلب رقيق وجميعهن يفزعون من رؤية الډماء تذكر خطيبته في هذا الموقف وضحك بقوة لم يتمالك نفسه عندما رأ خطيبته تفزع منه وتهرب من أمامه تطالبه بالاستحمام عند العودة من المصنع شاهد سيناريو مضحك بأول زواجهم لذلك ضحك بصوت عالي وهو يرا خطيبته تركض من أمامه خوفا منه ..
نظرت له فيروز باستغراب لتلك الضحكات التي لا يكف عنها .
سوري .. أصل افتكرت موقف ضحكني اوي سوري بجد
هزت رأسها بلامبالاة وقالت
عادي مافيش مشكلة بس أفضل تركز في الطريق إحنا هنا على طريق سريع ماينفعش تفكر غير قدامك وبس وإلا فيها حياتنا
صح معاكي كل الحق أنا آسف بجد وهركز على الطريق
همست داخلها كائن غريب
داخل شركة الصيرفي بالقاهرة ..
كان يتابع عمله داخل مكتبه وفجأة شرد بها لا يعلم لماذا يفتقد وجودها الآن
هل لانه أعتاد على وجودها معه بالشركة أم لانها جادة بعملها منذ أن خطت بقدميها داخل شركته وهو يرا بها الفتاة الجادة ويثق بها لذلك أصبحت مديرة أعماله خلال عام واحد