للقدر حكاية بقلم سهام صادق الجزء الرابع
وصراحتها ف هو حقا قد وقع بحبها وانتهى الأمر وحمزه الزهدي أصبح بداخل منزله رجلا اخر وفي غرفته مع زوجته اخر ومع أطفاله وهو يلاعبهم اخر وفي حبه اخر واخر
جمعت متعلقاتها القليله في حقيبتها وتنهدت براحه على إنهاء رحلتها لم ترغب بالظهور امام مديرها بأنها لا تليق بمجلته العظيمه كما يظن ولكن رغبتها في النجاح جعلتها تستمر في تلك الرحله التي حاربت فيها ضعفها بأستماته
اخيرا خلصت مؤتمر وغطيناه مقال صحفي محترم عن حضاره البلد والآثار وكتبنا
وقبل ان تعد ما فعلته طرقات خافته قطعت عليها استرخائها
نهضت من فوق الفراش وهي تعدل من هندام ملابسها واقتربت من الباب تفتحه
مساء الخير يافندم الفندق بيدعو حضرتك على احتفال اليوم ونتمنى حضور حضرتك
اغلقت الباب تلوي شفتيها مفكره
اروح ولا مروحش
ظلت لبعض الوقت تفكر الي ان حسمت امرها
بقالي كتير محضرتش حفلات وكويس ان السيد سهيل اللي عامل نفسه ھيموت عليا مشي رجاله مبتحبش غير نفسها
كان الكلام يخرج من بين شفتيها خنقا وكأنها ليست هي من أخبرته بالرحيل واتمام طلاقهم والا فضحته
وصلت لمكان الحفل تنظر للأجواء حولها وانفاسها تستنشق الهواء النقي
ظلت لبعض الوقت تذهب هنا وهناك لتنظر لمصور الجريده الذي اتي برفقتها وهو يمرح مع الاوربيات ويلتقط الصور معهن
ضحكت على أفعاله وانتقلت عيناها نحو الطعام فقد عادت علاقتها الوطيده بالطعام مع اكتائبها الذي أصبح الرفيق المحب لها على مر السنين
هتاكلي وهتدلعي اه بأحلى اكل خمس نجوم
ولم تكد تصل شوكتها الممتلئه لفمها الا وتعلقت عيناها علي سهيل الواقف بأناقه وقد الټفت حوله الفتيات
الڠضب احتل ملامحها وهي ترى ابتسامته الواسعه ثم نظراته اليها لم يرحل لوطنه بل ظل حتى يشعل داخلها نيران الغيره
الوقت يقترب من انغلاق الاضاءه ثم بدء الحفل بصخب
وهي تقف ترمقه پغضب والاكل يلوك داخل فمها ألتقطت كأس العصير من النادل فجأة وهو يمر من جانبها ارتشفت العصير دفعه واحده لېصرخ النادل حانقا
وانصرف النادل بخطوات سريعه خائڤا فقد حدث ما حدث فقد ألتقط العصير الشخص الخطأ فلم يكن الا لتلك الحسناء الواقفه خلفها حتى تقع في فخ احدهم
سخونه وتشنج سار بجسدها ومع انطفاء الانوار واقتراب سهيل منها بخاتم زواج اخر وكلمه احبك والاعتذار ووسط التصفيق الحار كانت تحرك رأسها كالبلهاء
وهو يستعجب الأمر ولكن فسر ذلك لكم الطعام الذي اكلته
وليله كانت من ألف ليله وليله لم تكن فيها سماح الا أنثى فاتنه مغويه بحق
صباح الخير حببتي اشتقت اليكي سماح
انت بتعمل ايه هنا عملت فيا ايه
وهبطت بعينيها نحو جسدها ثم رمقته لتتضح لها الاجابه التي ارتسمت فوق شفتيه عبث
ماذا فعلت انه الأمر الطبيعي بين الأزواج حببتي وقد عدنا لبعضنا
ارتسمت الصدمه فوق صفحات وجهها
احنا رجعنا لبعض امتي
امس حببتي سماح ما الأمر
وبدء بالفعل لا يفهم سبب لردة فعلها هذه ظن انها تمزح معه أو ربما تداري خجلها عنه بتلك الطريقه ولكنه الان استبعد كل احتمالاته
سماح ما بك هل انتي مريضه
عندي صداع هيموتني ومش فاكره حاجه
واجهشت بالبكاء وذراعيه تحاوطها يخبرها انه لا يفهم شئ
اهدي حببتي
سهيل احنا لازم نطلق وننسي الليله ديه
ابعدها عنه لينظر الي ملامحها ولم يتركها الا وهو يثبت لها أنها تتفوه بما لا يرغبه قلبها وجسدها وان كبريائها وحده من يثور
بعد ساعات كان يحضتنها
سنبدء من جديد سماح بحكايه أخرى دون ندوب الماضي ودون لعبه حمقاء
وقف خلف الستار الذي يغطي شرفة مكتبه يتأملها وهي تحايل أبناء شقيقته على تناول فطورهم
منذ اسبوع وهي تقيم هنا معه لم ترحم احتياجه إليها كرجل أصبح عاشق
ولم تعطي لكبرياءه اشاره للاقتراب وكأنها كانت تقصد من قربها منه تلك الليله ان تجعله عالق في الوسط لا يعرف اهي تريد ان يكملوا حياتهم كزوج وزوجه ام لا امل لهم معا
تنهيده قويه خرجت من أعماقه ليغمض عيناه مستنكرا حاله الذي أصبح عليه
فصدق ان من قال ان الحياه لا تستمر على وتيرة واحده وان الرجال لا تسقط قوتهم وتحجر قلوبهم وصلادة عقولهم الا اذا استوطنت النساء قلوبهم
صړخ ابن شقيقته بها وقلب المائده عليها جعله يركض خارجا من غرفة مكتبه
على!
صړخ بأسم الصغير الذي ركض لداخل الفيلا باكيا فركض شقيقه الآخر خلفه
مكنش ياقصد يافرات روح صالحه
اقترب منها متلاشيا طلبها فالصغير اصبح عدواني مع الجميع وليست هي وحدها
حصلك حاجه
نظر الي هيئتها وثيابها المتسخه ليهمس اسفا
مش مجبره على تحملهم ياصفا سيبي الخدم يتعاملوا معاهم
لو رافض وجودي هنا قولي وانا همشي
لم يعجبه ما تفوهت به فهتف غاضبا
انت عارفه انه بيتك
ابتسمت دون شعور منها وعندما رأي ابتسامتها تبدلت ملامحه للاسترخاء وقبل اي حديث اخر جاءت احداهن خلفه تهتف بأسمه
فرات
شعرت بالاختناق وهي تنظر لغرفه مكتبه وقد دلفت تلك المدعوه علياء خلفه بعدما انتهت وجبة العشاء وأمر الخادمه بصنع قهوته لتنهض بعده بوقاحه تطلب منه أن يشربوا قهوتهم سويا
اغمضت عيناها حانقه وهي تعيد الساعات الماضيه في ذاكرتها
عرفها عليها أنها ابنه احد أصدقاء والده رحمه الله وشقيقه صديقه بالاضافه لكونها طبيبه عاشت اغلب حياتها ب أمريكا
مال وجمال وحسب ونسب وعلم عالي ف لديها كل الحق ان تصافحها من أطراف اصابعها
ست صفا نجبلك قهوتك هنا ولا هتشربيها مع البيه
تعلقت عيناها بغرفه المكتب ثم نظرت للخادمه
لا انا هطلع اوضتي انام
انصرفت الخادمه ولكن قبل انصرافها تسألت برغبه ملحه
انتوا وديتوا شنطه هدومهم ف أنهى اوضه
زي ما أمر البيه ياهانم في الجهه الشرقيه
شعرت بالراحه تدعو داخلها ان تنقضي هذه الأيام التي تجهز فيها شقتها وترحل مشاعر لم تكن متحكمه بها مشاعر كانت تقودها للسقوط في بئر الهوى
تجمدت أطرافها وهي تقف فوق اول درجات الدرج وضحكة تلك الوقحه التي لم تحترم حرمة الحداد بالمنزل تعلو ثم اعتذارها
أسرعت بخطاها لاعلي حتى تنفرد بنفسها كالمعتاد في عزلتها
نهضت ناديه غاضبه وهي تنظر لشقيقيها
انا لا عاوزه مراد يسافر ولا شهاب انا ماصدقت رجعت وبينا وسط بعضنا شوف اي حد يمسك الفرع ده زي باقي الفروع التانيه
ناديه ده قراري وحمزه ملهوش دخل هو بيعرض علينا الشغل مش اكتر ولينا الحريه
تعلقت عيناها بشقيقها الأصغر واقتربت منه تلمس وجهه بأناملها واحتضنته باكيه
انت زعلان مني صح زعلان مني عشان بدخل في حياتك وبضايق ندي
لم يتحمل بكائها لتتحرك عيناه نحو حمزه الذي نظر اليه بقلة حيله فالأمر له فليتصرف ولو رفض قرار السفر سيوظف أحدا كفأ هناك رغم ان الفرع حاليا يحتاج لصاحب المال وليس مجرد موظف
ناديه الموضوع غير كده ندي ملهاش دخل في قراري
وابتعد عنها يمازحها حتى يلطف الجو الذي أصبح يسوده الكائبه
مش عارف ليه محسسني اننا مش هنشوف بعض ولا هيبقى بينا زيارات
استنكرت ناديه حديثه وصمت حمزه ومتابعته لهم دون اهتمام كما ظنت
لتدفعه من أمامها غاضبه تحمل حقيبة يدها
سوسن وعيالها اخدوا زمان البيه الواقف ساكت ودلوقتي ندي اللي مكنتش فارقه معاك ومتجوزها بالعافيه بتاخد هي القرارت بدالك ومخلياك كرهني
واندفعت بخطواتها لخارج الغرفه تحت نظراتهم المصدومه
ناديه
لم تستمع لصوت هتافهم وانصرفت دون ألتفافه إليهم
فطرقع شهاب كفيه بقله حيله ليقترب منه حمزه رابت فوق كتفه
ناديه هي ناديه مش هتتغير لكن انت عارف انها طيبه
طيبة مع حب تملك كانت تلك هي صفات ناديه التي لن تتغير مع اشقائها
اسبوع مر علي أقامه تلك الغريبه في منزلها منزلها كلمه لأول مره تشعر بها مع وجودها معه احتراما وتقديرا تتلاقاه ولكن ليسوا هذا ما كانت ترغب به روحها
تعلقت عيناها ب علياء وبأصغر الأشياء التي تفعلها حتي تلفت نظرات فرات اليها وهي تقف كالمتفرجه والأخرى تنظر إليها بنصر
وانتهت الحړب الصامته لتصبح حرب علانيه وتلك تقف أمامها تقعد ذراعيها أمامها تخاطبها بكبر
ياريت تكوني شوفتي الفرق ما بينا
ومالت نحوها هامسه بوقاحه
فرات عايز واحده زي في حياته سيدة مجتمع مش مجرد واحده خريجة
اخرسي
جحظت عين الواقفه وهي ترى نظرات صفا إليها فأخيرا الزوجه الصامته المهمله خرجت من جحرها
أنتي هنا في بيتي لو عايزه اطردك هعملها
انكمشت ملامح علياء وهي ترى شراسه صفا لأول مره منذ المده القصيره التي قضتها بينهم لمحت اقتراب فرات منهم وقد كان منشغلا في حديثه عبر الهاتف
وانا مش هقعد هنا بعد طردك ليا
وهتفت بأسم إحدى الخادمات تأمرها بأعداد حقيبتها للرحيل
كان فرات يتابع الموقف بعينيه وهو ينهي حديثه بعجله
شوفت مراتك يافرات بتطردني من بيتك
وتعالت شهقاتها المصطنعه بأحتراف لتتعلق نظرات فرات بصفا ومن نظراته تأكدت انه سيؤذيه بحديثه أمام تلك المتغطرسه
حصل ايه
لم تكد تحرك شفتيها حتى تخبره بالحقيقه فأسرعت الأخرى بقص كل شئ دون أن تطرق الي اهانتها
تعلقت نظرات فرات بزوجته الواقفه
صح الكلام ده ياصفا
صمت مطبق ساد المكان للحظات لتنحدر عيناها نحو يداها المتشابكه ببعضهما
انا عارفه انى خريجة سجون بس مكنش في لازم تهيني
ولم تتحمل الوقوف لسماع رد فرات ولكن صوته بأسمها اوقفها
استنى عندك
توترت علياء من جمودة ملامحه ونظراته المصوبه نحوها
الاثنان انتظروا ونظروا اليه ليعرفوا من فيهن سينصفها
الزوجه ذات السمعه السيئه كما يراها البعض بل الكثير ام الضيفه الراقيه ذات الحسب
لو عايزه اقامتك تستمر هنا ياعلياء ياريت تحترمي ست البيت وتفهمي ان مراتي كرامتها من كرامتي
انصعقت علياء من حديثه وارتجفت شفتيها حنقا وهي تراه يتقدم من الواقفه ساكنه بذهول يرفع كفها يلثمه ببطئ
انا فخور بمراتي حتى لو مكنتش براءتها ظهرت بعد سنين عمرها اللي ضاعت
ارتعش كامل جسدها وهي تنظر في عينيه وقد انصرفت علياء بخطوات اشبه بالركض
دموعها هي من كانت تعبر عنها هل هذا هو العوض الذي تمنته من الله بعد توبتها وتقربها منه فرات الذي بدأت حكايتها معه بأبشع شئ تتحمله امرأه أصبح هكذا بل ويعلي قدرها وسط الجميع دون خجل
ضمھا اليه وهو يسير بها نحو تربه شقيقتها بعد أن علم مكان دفنتها اهتمامه بأمر كهذا اتي مؤخرا بعد أن حاسب نفسه علي انانيته في محو ذكري عائلتها
شريف احب مها الجميله الكفيفه ولكنه لم يحب نشأتها ولا شقيقتها التي كانت ضحيت مجتمع لا يرى المرأه الا في صورة زوجه لا أكثر
هو ده قپرها ياشريف
سألته بشفتي مرتعشه وهي تنظر لمثواها تقدمت للأمام وقلبها يرتجف
ماجده انتي سمعاني
وسقطت