السبت 23 نوفمبر 2024

للقدر حكاية بقلم سهام صادق الجزء الرابع

انت في الصفحة 3 من 31 صفحات

موقع أيام نيوز

الا خېانة زوجته التي تتعلل بتدهور صحتها أثر الحمل 
ما بكى سماح 
انحني صوبها لتشيح عيناها بعيدا عنه 
لا شئ.. 
سماح 
لم تتحمل سماع صوته فنهضت حامله صنيه الطعام بعد أن أنهى نورالدين طعامه حتى تختلي بنفسها وتبكي حسرة على فشل اخر... ف الرجال بحياتها ينالوها اولا ثم وكأنها لا شئ 
لحقها وعندما جذبها حتى تلتف نحوه صډمته هيئتها الباكيه 
لما البكاء سماح 
رفع كفه حتى يمسح دموعها.. فأشاحت عيناها بعيدا عنه
بسببك انت سهيل... لكن انا الحمقاء انا التي... 
لم تكن تكمل عبارات ندمها لما وصلوا اليه في علاقتهما رغم مافعله بها حتى تتزوجه ولكنها نست كل شئ واحبته.
تذكري دوما انني لم احب امرأه غيرك سماح 
.............................
تنهد شريف بحسره وهو يراها متكوره فوق الفراش نائمه... ظلامها لسنوات طويله دون أن ترى الحياه والناس كيف تغيرت جعلها كالطفله المتلهفة لكل شئ 
ولكن سؤالها المتواصل عن أهلها وحياتها يجعل قلبه يتآلم فكيف سيخبرها ان عائلتها الوحيده وهي شقيقتها قد ماټت أثر حاډث.. لا يعرف إلي الآن لما ماجده أرادت الهرب بها إلى مدينة الاسماعيليه رغم لا اهل لهم فيها 
ابتسامتها له بعدما فتحت عيناها وكالعاده لا تخبره الا بشئ واحد 
انت حلو اوي ياشريف ... بس امتى هتحلق شنبك 
................................... 
ظل صدى صوتها يتردد بأذنيه فأصبح بين صراعين.. كلما سحبه عقله للظلام كان صوت بكائها ورجائها يعود لاذنيه
قطرتان دافئتان سقطت على كفه وعاد رجائها يعود ليخترق أذنيه وظلمة عقله
ارجوك اصحى.. اصحى عشانه هو.. متسبناش
ونهضت بعد أن يأست من استيقاظه ومسحت دموعها لتتعلق عيناها به قبل أن تغادر تلتف حولها حتى لا يراها احد
مرت الدقائق ليفتح عيناه وهو يطالع ماحوله وصوت الاجهزه وحدها من تكسر هذا السكون
صفا 
واغمض عيناه ليعود لندائها ثانية
صفا 
ليدلف عزيز لغرفته يشيح الوشاح الذي يخفى وجهه يطالعه وهو راقد هكذا
اخيرا شوفتك كده يافرات...
واقترب منه ينظر إلى سكونه 
.................................... 
وقفت تتراقص بصخب تحرك خصلاتها هنا وهناك بحركات مثلهم 
اقترب منها وليد مبتسما
مريم 
طالعته وهو يمد لها السېجاره المحشيه بشئ غريب لكن جعلها سعيده وكأنها تحلق عاليا
هتخليني مبسوطه زي التانيه 
ايوه ياحببتي... خدي نفس وادعيلي 
ألتقطت منه السېجاره لتعبئ رئيتها بدخانها ثم عادت تنفث أنفاسها مستمتعه و وليد يقف مستمتعا 
تمايلت بخفه فكادت ان تسقط فأسرع وليد بأسنادها وأعين فارس تخترقهما ولكن عندما شعر بفعلة رؤى اشاح وجهه بعيدا عنها 
رؤى قولتلك مبحبش كده 
اسفه ياحبيبي.. قولي بس ارضيك ازاي 
عادت عيناه تتعلق بمريم ولكن ارضاءه مازال قائم
.................................... 
جلس هاشم فوق مقعده الذي يعطيه هاله من الراحه يخطط بقلمه شئ كان قلبه يقوده لرسمه... أنهى رسمته لينظر الي ما خطته يداه فلم يجد الا وجهها.. رفع كفه حتى يحك خده 
فخفق قلبه وهو يتعمق النظر برسمته لينهض من فوق مقعده مڤزوعا من تلك الحاله التي وصل إليها يطوي الرسمه بيده بوجه قاتم
بقيتي ليه في بالي... مش معقول يوم ما قلبي هيدق هيدق ليكي انتي ياياقوت 
..................................
تعلقت عيناها به والسعاده تغمرها تغير علاقتهما جعلها هي أيضا تتغير...هناك أشياء داخلها بدأت تتغير حتى انها أصبحت ترى نفسها في مرآتها انها أنثى كامله لا ينقصها شئ.. عملها بمجال أوسع والمكانه التي هي بها ومدح هاشم لها دوما بأنها ستصبح عن قريب ذو شأن عزز ثقتها اكثر وما زادها تتويج وكأنها ملكه هو تصريحه لها بحبه 
فأصبحت السعاده جميعها بين ايديها 
ابتسمت وهي تتذكر ليلتهم بصخبها ونهضت من جانبه تسحب مئزرها من فوق طرف الفراش...احكمت غلقه ووضعت حجابها فوق خصلاتها وخطت ببطئ نحو الشرفه حتى تستنشق الهواء وتمتع عيناها بنور القمر في ذلك الوقت من الشهر 
وقفت تتأمل ما حولها وفكرها سابح.. اتكأت بمرفقيها فوق سور الشرفه.. لتتجمد بعدها عيناها وهي ترى مريم تلتف حولها يمينا ويسارا وقد أتت من الجانب الخلفي للفيلا تنفض ثيابها وتعدل من هيئتها 
ياقوت 
صوته اخرجها من حاله الذهول التي بها ولكن عيناها ظلت نحو مريم التي مازالت عيناها ترصدها من الشرفه
ألتفت نحوه بعدما شعرت بخطواته داخل الشرفه 
الفصل الثالث والخمسون
رواية للقدر حكاية.
بقلم سهام صادق.
اندفاعها نحوه وارتمائها بين ذراعيه كان كفيل بأن ينسى إجابة سؤاله.. ابتسم وهو يعانقها يغمرها بعاطفته التي اوقدتها الظروف والعثرات
قومتي ليه من جانبي مدام انا وحشك كده
تمتم عبارته بغرور رجولي مصطنع ينتظر سماع ردها.. وماكان جوابها المشاكس الا خفقان قلبه من اضلعه
ارتفعت عيناها نحوه تنظر إلى ملامحه المبتسمه
عندك إعتراض انك تكوني وحشني 
تجلجلت ضحكته في سكون الليل وهو يأسر وجهها بين كفيه
لا معنديش اعتراض ياياقوت هانم.. بس قوليلي مين بقى يعلمك الردود ديه
ابتسمت خجلا وقد انساها للحظات تلك التي أرادت الذهاب إليها حتى تعرف من أين أتت
ياقوت
تمتمت بخفوت وقد افاقها هتافه بأسمها
نعم
عيونك جميله
تعجبت من رده لتبتعد عنه تسأله
انا عيني جميله.. طب ازاي ديه حتي مش ملونه
وقبل ان يمتلكها بعباراته التي أصبحت تجعلها مسحوره به وكأنه عرف اخيرا ماذا كانت تريد
حمزه انا عطشانه
قطب حاجبيه وهو يتجه بعينيه نحو دورق المياه الفارغ 
ثم حك رأسه
هنزل اجبلك
تحرك من أمامها لتسرع في جذب ذراعه
لا انا هنزل اجيب والمره اشوف حاجه أكلها اصلي جعانه
ضحك وهو ينظر نحو بطنها التي باتت بارزه قليلا
قولي كده.. خلاص هجبلك
لا ياحبيبي متتعبش نفسك.. هنزل بسرعه
هتفت عبارتها واندفعت لخارج الغرفه بعدما تأكدت من أحكام حجابها وهيئتها
.................................
اردفت داخل غرفتها بخطوات هادئه بعدما طرقت على باب غرفتها عدت طرقات... وجدتها تهز وتحرك رأسها يمينا ويسارا ولم تبدل ثيابها ويحتل جسدها وسط الفراش
مريم
رفعت مريم عيناها نحوها ضاحكه
يييه هتضيعي الدماغ اللي عملاها
أصابها الذهول واقتربت منها تطالعها
مريم انتي كنتي فين من شويه
لم تجيبها واغلقت عيناها ثم سقطت بعدها في سبات عميق.. انحنت ياقوت نحوها لتفزع من الرائحه التي تشمها
ظلت لدقائق جالسه جانبها لا تصدق ان مريم اخدت تدفعها بيدها حتى تستيقظ 
مريم اصحى.. اصحى عشان نتكلم
ولكن لا اجابه كانت تحصل عليها...احتل الحزن معالم وجهها فمهما وصل حقد مريم عليها فلن تتمنى لها ضياع
ألقت نظره أخيره صوبها بعد ان ابدلت لها ملابسها وغادرت الغرفه وهي تفكر فيما ستفعله
دلفت لغرفتهما شارده تضم بين يديها دورق الماء المملوء رمقها بعدما اعتدل من فوق الفراش وأصبح وجهه إليها
اتأخرتي كده ليه...
واردف مازحا وهو يفحصها بعينيه
كويس انك نزلتي تاكلي لاصحي الاقيكي وكلاني
لم تضحك او تبتسم ولكن كل ما فعلته وضعت دورق المياه وتسطحت جانبه تنظر اليه بعمق
لو في يوم قولتلك اني شاكه في سلوك مريم هتصدقني ياحمزه
حدق بها لثواني ثم استرخت ملامحه وابتسم
مريم متربيه كويس يا ياقوت وانا واثق فيها
تنهيده خافته خرجت من بين شفتيها.. فهاهو يعبر لها عن ثقته بصغيرته فكيف ستخبره عما رأت.. ضمھا نحوه فلم يعد يرغب بأختلاق المشاكل بينهم 
ياقوت عشان ما يبقاش في مشاكل ابعدي عن مريم.. لحد دلوقتي انتي مش قادره تكسبيها 
انتفضت من ضمته وقد اشعرها انها هي من تكرهها
مريم پتكرهني.. لكن انا عمري ما كرهتها 
عارف ياياقوت انك مش بتكرهيها... وعشان كده الأفضل تبعدوا عن بعض مش عايز اتحط بينكم 
واردف مازحا وهو يلتقط ذراعها ويجذبها نحوه 
مش هنام بقى
لا مش هنام.. ومش هنام جانبك لان كلامك ضايقني 
ألتقطت احدي الوسادات ناهضه من فوق الفراش وقد اغضبها حديثه 
رايحه فين ياياقوت
دفعت وسادتها فوق الاريكه وعادت ترمقه بغل 
هنام هنا أفضل ليا... وزي ما بتبسطني بكلامك وبراضيك... هتضايقني هقلب عليك 
اتسعت عيناه ذهولا مما يسمعه يضرب كفوفه ببعضهم يتسأل 
شكلي حسدت نفسي ولا ايه 
هرج كان يضج بالمشفى بعد خبر استيقاظ فرات النويري... الكثير كان يتمنى شفاءه من عائلته فالجميع يراه قطب هام من اقطاب العائله
عيناه كانت تبحث عنها وحدها يتذكر صوتها الذي لا يعلم أكان حقيقا ام مجرد اضغاث احلام
الشئ الوحيد الذي يتذكره انه رأي عزيز زوج شقيقته ثم بعدها سقط في غيبوبه قصيره عاد يحارب فيها ظلامه ليعود لنعيم الحياه التي رأها في غفوته وكأن الحياه تخبره ان هناك ما ينتظره من سعاده 
أنهى الطبيب فحص مؤشراته الحيويه وابتسم نحوه 
حمدلله على سلامتك يافرات بيه 
اماء برأسه وخرج صوته مهزوزا وضعيفا
الله يسلمك 
كانت فاديه تقف خلف الطبيب رغم سعادتها بعوده شقيقها واكتشافها انها مسنوده بوجوده لكانت مشاعرها المريضه قد ظهرت 
حمدلله على السلامة يافرات 
تعلقت عين فرات بها وكأنه وجد من يسأله 
الله يسلمك يافاديه... فين صفا 
مشيت 
هتفت بها ببرود مما جعله يتحرك من رقدته بصعوبه 
بتقولي ايه مشيت راحت فين 
فرات بيه مينفعش كده... اي مجهود على حضرتك دلوقتي مش سليم 
هتف بها الطبيب قبل أن يرحل من غرفته فعاد يسأل عن شخص آخر سيخبره بمكانها 
فين عامر طيب... اتصليلي ب عامر 
ليمتقع وجه فاديه ثم غادرت الغرفه حانقه داعيه 
مكنتيش موتى بقى وريحتينا... تيجيبي الطفل اللي متمسك بي بس وبعدين همحيكي من علي وش الدنيا 
ولم تكن تعلم أن تعلق شقيقها كان بالاثنان معا
................................... 
فتحت عيناها تمسد الفراش جانبها بذراعيها تتسأل كيف أتت لهنا بعدما غفت فوق الاريكه وقد تركته يهتف بأسمها لمرات 
ابتسمت وهي تشعر أنها أصبحت تستقبل يومها بعمل ترى نفسها فيه... ولكن تلاشت ابتسامتها سريعا وهي تتذكر حديثه معها امس عن مريم 
زفرت أنفاسها وهي حائره... داخلها شئ يخبرها ان تصمت وتتركها حتى يكتشفوا هم بأنفسهم أفعال الصغيره المدلله وشئ اخر يرفض صمتها يهتف بها ان تنصحها
كان الوقت قد تجاوز العاشره صباحا وهي تهبط الدرج تبحث بعينيها عن أحدا قابلتها ندي بأبتسامه مشرقه وقد تغيرت علاقتهما
صباح الخير ياياقوت... ايه رأيك نروح لمها المستشفى سوا 
رغم ادراكها انها لن
تلحق اجتماع اليوم الذي سيكون في الساعه الواحده ظهرا الا انها اماءت برأسها 
تمام.. هروح المطبخ اكل حاجه سريعه واستناكي في الجنينه تكوني جهزتي 
أسرعت ندي في التحرك لأعلى حتى تعد حالها... اردات ان تهتف بأسمها وتسألها عن مريم الا انها تراجعت 
دلفت للمطبخ فنهضت الخادمه كالعاده تسألها عن طلبها 
هعمل لنفسي.. ده مجرد فطار كملي شغلك انتي 
انهت اعداد كأس اللبن والشطيره وقررت الخروج للحديقة للجلوس فيها وانتظار ندي... ألتقطت عيناها مريم الجالسه تداعب فرو قطتها 
صباح الخير يامريم 
حدقت بها مريم پحقد وقد التمعت عيناها 
تعرفي لو اتكلمتي وقولتي انك شوفتي حاجه... هضيعك معايا 
اتسعت عين ياقوت ذهولا اما مريم اخذت تستعيد حديث صديقتها رؤى حتى تهددها وتخاف 
هقولهم ان انتي السبب وهحط رجلك معايا..
مش معقول تكوني وصلتي لكده... حمزه لازم يعرف انتي بتضيعي 
لم تشعر مريم بنفسها الا وهي تدفعها بقوه فكادت ان تسقط أرض 
مالكيش دعوه بحياتي انتي سامعه ولا ب بابا... انا فهماكي عايزه تخليني قدامه ف صوره وحشه عشان يبقى ليكي لوحدك
اللي انتي فاهمه غلط.. انا عايزه اعيش وسطكم ونبقي عيله
عمرك ما هتبقى مننا انتي دخيله علينا
نفس الكلمه التي كانت تخبرها بها زوجة ابيها... دخيله كلمه حفظتها عن ظهر قلب... تفاجأت بصړاخ مريم بأسم شقيقها 
شريف 
كان شريف يقترب منهم وقد كان سعيد لرؤية ياقوت مع شقيقته ولم ينتبه ان وقفتهم لم

انت في الصفحة 3 من 31 صفحات