الإثنين 25 نوفمبر 2024

عشقت كفيفة بقلم رنا الهادي الجزء الثاني

انت في الصفحة 29 من 35 صفحات

موقع أيام نيوز

الاول
تولين
افاقت على نداءه لها وهو ينظر اليها باستغراب وقد لاحظت انه توقف بالسيارة 
نعم .. انت وقفت ليه بالعربية
تنظر اليه باستغراب ليردف مالك بجدية وهو ينظر اليها 
انت اللى فيه ايه يا تولين مالك انت كويسة يا حبيبتى لو لسة تعبانة نرجع المستشفى
انهى جملته بنبرة قلقة لتومأ له وابتسامه بلهاء ظهرت على ثغرها ما ان
سمعت لفظ التحبيب منه قائلة بارتباك
لا انا كويسة .. بس لسه مصدومه يعنى مش مصدقة انك فرحت انى حامل وكدا يعنى
اجابها مالك بحب لم ولن يخجل من اظهاره لها 
انا لو اعرف انه الموضوع كدا مكنتش سافرت من الاول.. متعرفيش انا فرحان قد ايه والاهم من دا انه هيكون منك
ليكمل بهعدها بمرح... تحبى نروح فين البيت ولا نكمل اليوم خروج اللى انت عاوزاه اليوم كله ليكى
ينفع نروح القصر عاوز اجيب كام حاجه من هناك وبعدها نروح اى حتة انت عاوزها
لتكمل بحرج وهى تخفض راسها.. انا عارفة انك مش بتحب تروح هناك بس..
لم تجد الكلامات المناسبة التى تكمل بها حديثها ليمد مالك يده يرفع ذقنها لتنظر اليه ويردف قائلا بهدوء بقدر الامكان
متكسفيش من حاجة دى عيلتك ويا حبيبى مفيش حاجه ولو عاوزانى ادخل معاكى هدخل
لترد قائلة بتاكيد 
طبعا هتدخل معايا انا مش هدخل لوحدى
دلف كلا من مالك وتولين الى القصر ليقابلا امير الذى كان ينزل الدرج ليقف امير امامه بتوتر لا يعرف ماذا عليه ان يفعل ليقترب منه مالك وقد حزن عندما راى حالته المتعبه المنهكة ويبدوا على ملامح وجهه الحزن وجسده الذى اصبح نحيفا بصورة ملحوظه وتلك النظرة المتأسفة التى ينظر بها اليه كل هذا جعل مالك يفكر للحظة فى ان يخبره عن حقيقة سارة وانها على قيد الحياة وانها تحمل ابنه وبعد 6 اشهر وانه سيصبح اب قريبا .. لكنه تراجع عن كل هذا مفضلا بان تخبره هى وبالاخص انهم سوف يعودون جميعا الى مصر قريبا
عامل ايه يا امير الف سلامة عليك تولين قالتلى انك شيلت المرارة
قوى ليبادله مالك العناق بينما تولين تحاول منع دموعها
وهى ترة اخيها وزوجها معا فهى كانت تخشى من تلك المواجهة هى تعلم ان مالك شخصية عاقله ولكن لم تتصور ان يتصرف بتلك الطريقة المتحضرة لتلك الدرجة مع امير رغم كل ما فعله
ليبتعد مالك عن امير مربتا فوق كتفه قائلا بمرح مصطنع حتى يخفف من حدة الموقف
خلى بالك انا قريب هنقل كل حاجة لمصر وهفتح الشركة بتاعتى يعنى استعد انك تفلس قريب...
ضحك امير بخفة بينما تولين عقدت حاجبيها بدهشة واستغراب مقتربة منهم قائلة پغضب طفولى وهى تقف جانب اخيها امام مالك
انت هترجع مصر تانى ومقولتليش ليه كنت عاوز تقولى امتا لما تيجى وتستقر ولا مكنتش عاوز تقولى من اصله
جاء مالك ليجيبها لكن سبقه امير وهو يجيبها باستغراب من نبرتها الغاضبة وهجومها المفاجئ بتلك الطريقة
فى ايه تولين محصلش حاجه لكل دا .. وبعدين مالك بيهزر اكيد
لتحرك راسها بالنفى وهى تنظر الى مالك نظرات معاتبة من ثم تتجه الى غرفتها سريعا لينظر فى اثرها باستفهام ولم يفهم ما حدث لكل هذا لينقل بصره الى امير ليردف الاخير باستغراب
هو حصل ايه لكل دا
ليردف مالك بهدوء وصبر 
عادى دا انا لسه هشوف العجب ال شهور اللى جاين .. تقوم بالسلامة اهم حاجه
ليعقد امير حاجبيه قائلا بشك 
هو اللى انا فهمته دا صح تولين حامل
ليوما مالك راسه بالايجاي وابتسامه هادئة تزين ثغره ليشعر امير بالسعادة تغمره ليهنئه بسعادة ليردف بعدها قائلا وهو ينظر الى الساعة التى تزين معصمه قائلا بتعجل
بس خلى بالك هى كان عندها اكتئاب بس طلعت منه ها.. يلا انا لازم امشى عشان اجيب جدى
ليوقفه مالك بقلق ماله عاصم بيه
فى المستشفى اتعرض امبارح لازمه قلبيه....
ليقاطعه مالك قائلا بجديه 
طب استنى انا هاجى معاك اطمن عليه
ليوقفه امير قائلا بجدية 
لا خليك مع تولين هى متعرفش حاجة ومهاب هناك معاه مبيت من امبارح انا هروح اجيبهم ونجى خليك مع تولين
ليومأ مالك براسه طالبا منه ان يطمئنه على حالة جده ليتنهد بطول وهو يرى امير يغادر وما ان اختفى من مرأى عينيه الټفت لينظر باتجاه الدرج الذى صعدت عليه تولين هامسا لنفسه بصبر
ابدتينا من اولها هرمونات وبتاع الصبر يا ولى الصابرين
ليدلف الى الغرفة يجدها تجلس فوق الفراش تضع يدها فوق بطنها وشاردة الذهن ليجلس بجانبها ولكنها لم تنتبه ليصيح فجأة قائلا
لا فى حاجه بتحصل مالك يا تولين مش على بعضك احكى حبيبتي ولو فيه اى حاجة مزعلاكى قلقاكى اى حاجة هنتكلم فيها ونلاقى حل..
لتنظر اليه باعين دامعه ليردف هو بقلق 
دموع يا تولين للدرجة دى!..
بنبرة منخفضة للغاية وهى ټدفن راسها فى عنقه لم ينتبه مالك الى ما قالته وعندما لاحظت انها لم يسمعها ابتعدت عنه ببطئ قائلة بحنان وهى تمسك كفه تضعها فوق بطنها المسطح 
انا حامل يا مالك.. حامل منك انت انا لحد دلوقتي مش مصدقه ان الحلم اللى فضلت احلم بيه 3 سنين بقى حقيقة
ابتسامه واسعة ارتسمت فوق وجهه ما ان امسكت هى بكفه ووضعته فوق بطنها فهو كان يريد ان يفعل هذا
منذ ان علم بكونها حامل كان فى البداية لا يريد ان يظهر لها ولكن الان قد علم من الطبيبة عندما ذهب بها الى المشفى كان ېموت قلقا عليها وهو يراها تستفرغ كلما فى جوفها وتتاوه بالم لكن ما انتبه اليه من حديثه هو عندما قالت الحلم اللى فضلت احلم بيه 3 سنين بقى حقيقة معنى ذلك انها تحبه منذ زمن ليردف قائلا بدهشة واشتغراب
3 سنين بتحلمى ازاى واحنا اصلا عارفين بعض مكملناش السنة!
انا.. انا اعرفك من قبل كدا من زمان
ليردف قائلا بمرح وابتسامه واسعة دا انا حب قديم بقى وانا معرفش
لتضحك هى لحماسه ويبدا معا بسرد احلامهما المستقبلية لحياتهم مخططين لها لتصبح حقيقة يمكن تحقيقها لكن ما احزن تولين عندما اخبرها انه بعد غد سيعود الى المانيا مرة اخرة لكنه اقنعها بضرورة سفره وانه سيعود مرة اخرى وعندما جاء ليرحل اصرت عليه ان يبيتا فى القصر لكنه رفض رفضا قاطعا لتتقبل رغبته وتذهب معه الى منزله رافضة ان تتركه وقد اخذت اليومين الذى سيظل بهم فى مصر اجازة من عملها حتى تكون معه
__
ماذا لو انتزعتك من ذاكرة الزمن وأخفيتك في حاضري ومستقبلي! هل سيشعر العالم! هل سينتبه ماذا لو أصبحت أنت أرضي ووطني هل ستتغير الجغرافيا ويتبدل التاريخ! هل ستثور الأمم وتغضب الدول وتقام الحروب! لكم أتمناك زهرتي الخاصة دولتي الصغيرة الخالية من الذهب والنفط والمعالم السياحية بعيدة عن أنظار المسافرين ومطامع الغزاة وناهبي الثروات. أريدك صحراء بعيدة وهادئة وسأكون أنا
بدويا أرعى
الغنم وأجمع الحطب أقتات على الخبز وحليب العنزات أتغزل فيك بأجمل العبارات. وحدنا في البادية لنا كل معاني الحرية نتغنى بأمجاد الأجداد ونختار أسماء الأولاد والأحفاد نقرأ معا الكتب
القديمة والقيمة نتحدث عن فوائد القراءة ومساوئ التكنولوجيا. معا سنكون وسنظل بلا خوف أو قلق نردد قصائد العرب في جلسات
السمر نلعن الحضر والصخب في أمسيات السهر نمدح بعضنا وأنفسنا ونسب الفلاسفة ومحبي السفر .
وحدنا... أنت وأنا وهل نحتاج شيء آخر! اين انت ايتها الكفيفة التى اعشقها لما لا تزورينى فى منامى لما اصبحت قاسېة القلب مر شهو ونصف على فراقك وانا هنا وحدى اتحدث معكى عبر تلك الورقات اكتب اليكى كل يوم ولا امل ولكنكى لا ترسلى لى شئ مر شهر ونصف وانا مازلت اتلوع شوقا يا كفيفتى .. اليوم ساذهب لازورك واتمنى ان يقترب موعدى والقاكى فى دار الاخرة معشوقتى الكفيفة.. فانا عشقت كفيفة
رواية عشقت كفيفة بقلم رنا هادي
اغلق امير دفتر مذكراته الذى يكتب به يوميا لحبيبته الراحلة واليوم مثل كل يوم يذهب اولا الى قبر زوجته من ثم يتجه الى عمله وبعد. نهاية دوامه يذهب اليها مرة اخرى ليسرد لها يومه بكل تفاصيله بعد ان انهى امير روتينه اليومى وذهابه الى قبر زوجته..
كان قد انهى احدى اجتماعاته للتو فى احدى المطاعم الفاخرة وعندما جاء ليخرج من الباب اصطدم بفتاة كانت تدلف الى المكان ليلتفت اليه حتى يعتذر وقبل ان يفتح فاهه ليتحدث اليها صدم بمحله وهو يراها امامه لتنظر اليه وهى تعقد حاجبيه وتمسك ذراعها بالم ليهمس امير اليه باضطراب وتبرة متوترة
انا اسف جدا
لتومأ هى براسها تتركه وتتجه لاحدى الطاولات الفارغة تجلس عليها بينما هو عقله يعمل فى جميع الاتجاهات فتلك الفتاة هى نفسها سارة بكل تفاصيلها لكن تلك التى صدم بها كانت تبدوا انها حامل من انتفاخ بطنها الواضح ليشعر بالتيه وعقله قد توقف عن تفكير يتمنى ان يكون بحلم والان سوف يستيقظ منه فالتى اصطدم بها الان هى سارة.
الحلقة السادسة والاربعون 
ليه بدق ليه .. دى مش سارة .. سارة خلاص مش موجودة فوق بقى فوق
لياتيه صوت من عقله كاد يجعله يجن 
طب ما يمكن دا كله يكون كدبة وهى عايشة بس هربت من كل اللى حواليها بعد كل اللى شافته
ليحرك راسه بالنفى محدثا نفسه بصوت مسموع وعينيه قد التمعت بالدموع الحبيسة التى يرفض كبريائه ان يستسلم وتسيل فوق وجنتيه
لا لا سارة مستحيل تعمل فينا كدا .. مستحيل و ووسارة اصلا كفيفة والبنت اللى انا شوفتها دى كانت بتشوف ... فوق بقى فوق يا امير سارة خلاص ماټت ومستحيل ترجع تاني فوق بقى وصدق انها ماټت
لياتيه صوت
قلبه المضطرب الذى ېموت شوقا ويشعر بالالام تعصف به من شدة وجعه على مفقودته
طب لو كانت هى
سارة ... سارة اللى عمرى انا وانت مصدقنا انها ماټت ..
يحرك راسه بالنفى ويهمس لنفسه بالرفض رافضا ان يصدق تلك الاصوات التى تاتى من عقله وقلبه 
لا مفيش الكلام .. انا لازم امشى من هنا .. ايوة لازم ابعد عن هنا
ليوما براسه وكانه يقنع نفسه بما يقول وبالفعل اخرج هاتفه ليتصل بكريم مساعده الشخصى ليطلب منه ان يحجز له للسفر لاحدى الدول الاوروبية وان يؤجل له جميع اعماله القادمة وبعد انهاؤه من المكالمة اتجه الى حجرة الملابس الملحقة بجناجه ليجهز حقيبة سفره ومازالت ضربات قلبه تعصف داخله
_
إن البهجه التي يخلقها وجودك معي تجعلني أتحمل أي شيء 
_
انا اسفة والله عارفة تعبتكم معايا
هتفت بها حبيبة وهى تنقل بصرها بين المتواجدين امها ومروان ووالدته فهذا ثالث مكان يدلفان اليه حتى تختار دهبها لكن لا شئ يعجبها ليردف مروان قائلا بحنان وقد افتتن بخجلها وارتباكها منهم حيث ان
28  29  30 

انت في الصفحة 29 من 35 صفحات