عشقت كفيفة بقلم رنا الهادي الجزء الثاني
بجدية
من غير ما
تقول حاجة عارف انكم مش عاوزين تسافروا المانيا بس لازم نروح نخلص كام حاجة كدا تبع السفارة ونشوف قضية مراد هتوصل لحد فين
ليزفر مالك الهواء بصخب وهو يلكمه بكتفه قائلا بسخط
تعمل المصي بة وبعدها تقولى انا عملت كدا
ليجيبه الياس ممازحا
تنكر انه بيعجبك وعلى هوا
صباح الخير يا فتون
فى ايه يا فتون انت زعلانة مني او انا عملتلك حاجة زعلتك فتون بكلمك لو سمحتي ردى عليا..!
فى انك كذاب
ليضيق هو ما بين حاجبيه ينظر اليها باستغراب نعم هو متسكع ويسهر وكان يحادث فتيات .. لكنه بحياته لم ېكذب حتى عندما يحادث الفتيات كان يتحدث معهم وكأنهم اصدقائه لا بعطى لأى واحدة منهم بوعود كاذبة ليهمس هو قائلا پصدمة
كذاب انا ..!
والان هى القطة الشرسة
الموضوع بالنسبالك تافه بس حقيقى فرق معايا وهو انك كذبت عليا وقولت انك عاوز تقرب صاحبك مروان من ملك وتخليهم يتعرفوا على بعض واتضح ان الفيلم الهندي دا حضرتك عمله بس عشان تتسلى بوقتك وانا صدقتك بسهولة جدا....
عشان نقيه
تفاجأت من مقاطعته لها لكنها تمالكت نفسها قائلا بعصبية طفيفة مصححه له
لا عشان هب لة وانت الصادق .. عن اذنك
لتسحب كتابها بعصبية تشعر بالغيظ منه فهى بالفعل صدقت انه يريد ان يجمع صديقه بملك نعم هى معجبة به لكن هو بفعلته تلك يستغفلها ويستغل طيبتها .. وما ان جاءت لتنهض امسكها هو من معصمها قائلا بحب
لتنظر له پصدمة واعين متسعه قائلة بذهول
انت قولت ايه
ليقف هو امامها وابتسامه واسعة تزين ثغره
قولت عاوز رقم ابوك .. ولا اقولك بلاش خلينى اتعب لحد ما اوصله عشان احس بالسعادة اكتر .. سلام يا فتنتى
ليغادر فورا غير مكترث بتلك التى تفتح فاهها من اثر الصدمة هل سيذهب الى والدها ليطلب يدها ويتزوجها بتلك البساطة!
نطقت بها ملك بتوتر وهى تفرك يدها ليبتسم ذلك الذى يقبع امامها قائلا بهدوء
انا كويس
الحمدلله انت اخبارك ايه
لتبتسم هى بخفة الحمدلله
ليستمر الصمت بينهم لعدة لحظات ليردف هو قائلا بصخب لا ملك انا ماما ماما بتقلق عليا
لتضحك هى بخفة قائلة باسف
اسفة بس مش عارفة ابتدى ازاى
ليردف هو بتشجيع من الموضوع قولى وانا هفهم
ليردف هو پصدمه قائلا بتلعثم واضح
ايه.. ازاى! يعنى هتمشى
لتردف هى قائلة بتوتر
انا مش بحب الوداع واللحظات الحزينة بس انت اعز صديق اتعرفت عليه او الصديق الوحيد ليا .. فحبيت اشوفك واسلم عليك قبل ما اسافر
ليبتسم هو بسخرية لنفسه محدثا نفسه بانه كان يوم امس يجادل ابيه بان يذهب معه ليخطبها له والان هى تخبرع بانها ستهاجر الى بلد اخرى يتسأل داخله هل اذا اعترف لها عن حبه الان ستظل بكل تأكيد لا والف لا فكنا قالت منذ لحظات هو صديق ليس الا صديق لها .. ليخرج من شروده عندما نادت باسمه لينتبه لها راسما ابتسامة مصطنعه قائلا بنبرة حاول اخراجها طبيعية بقدر الامكان وقد نجح اخيرا
هتوحشينى ..
وانت كمان تعالى ناخد صورة ذكرى
لتنهض تجلس بجانبه وتقوم بالاتقاط صورة لهما وتصافحه بعدها قائلة بود
خلى بالك على نفسك
وانت كمان بس انت مقولتيش هتسافرى على فين
لتجيبه وهى تلوى شفتيها بضيق
هنرجع المانيا تانى للاسف هو الياس قالى ان هنقعد هناك فترة
بس وبعد كدا هننقل لاى دول انا او ديما بنت خالتى نحددها بس انا عارفه ان هو واخويا هيكسلوا وهنفضل فى المانيا
ليردف مروان قائلا باستغراب يعنى انت مش مصرية صح ومكنتيش عاوزة تقوليلى
لتجيبه هى بمرح قائلة
يا بنى انا مصرية اكتر منك بس هريحك واقولك انا ابويا المانى وامى مصرية ومولده انا واخواتى فى المانيا وعايشين طول عمرنا هناك ومجناش هنا غير من 4 سنين قبل ما بابا وماما ما يعملوا الحاډثه بسنه
ليردف مروان باسف
الله يرحمهم
لتأمن هى من بعده مستأذنه منه لتغادر فهى تريد ان تذهب الى فتون ايضا حتى تودعها فعندما اخبرها الياس صباحا عن امر سفرهم فى مساء الغد لتخبره هى بان لديها اكثر من موعد وتستأذن منه للمغادرة ويوافق بدوره هو حيث كان مالك لم يكن متواجدا فى ذلك الوقت
يقف امام باب غرفتها فمنذ ان ذهب زوجها وهى حبيسة غرفتها اى منذ امس لم تأكل او تشرب ليطرق على الباب قائلا بحزن
يا تولين حرام اللى انت بتعمليه فى نفسك دا .. طب على الاقل افتحى خدى الاكل
ليأتيه صوتها الضعيف المبحوح الذى يدل على انها كانت تبكى لفترة طويلة
مش عاوزة يا امير مش عاوزة حاجة
يا حبيبتي اللى انت بتعمليه مش هيفيدك بحاجة بالعكس هيتعبك
انا كويسة يا امير مش عاوزة حاجة
ليصمت هو للحظات مبتلعا تلك الغثة التى تكونت فى حلقة ليردف قائلا بحزن واسف وشعوره بانه هو المتسبب الوحيد فى خر
اب بيت اخته
انا اسف يا تولين .. انا السبب فى كل دا انا السبب فى كل حاجة بتحصل انا اللى بسبب غرورى وكبريائى عميت قلبى وعقلى وخليت شيطانى بتحكم فيا لغاية ما......
لم يستطع ان يكمل حديثه شاعرا بقلبه ېتمزق وصورته وهو يضربها ويدفعها لتسقط فوق الارضية الصلبه ارتسمت امامه ليغادر فورا القصر مستلقى سيارته منطلقا بها باقصى سرعه وكأن بالداخل شياطين تلاحقه بينما كانت تولين فى الداخل تبكى بصمت وهى تستمع الى اخيها بقلب ممزق تعلم انها خسړت مالك والى الابد لكنها لا تستطيع ان تخسر اهلها حتى وان خسړت العالم بأجمعه..
كانت تنتظر داخل سيارة اخيها بأن يأتى ومعه معشوقها التى دائما تكن له الحب فى صمت بينما هو لا يراها من الاساس لتشعر بضربات
قلبها تزداد داخل قفصها الصدرى عندما راته يطل بهيئته السالبة للانفاس .. جسده العضلى عيونه التى تشبه عيون الصقر الحادة اخذه من لون العسل الصافى لتلمع تحت الضوء الشمس التى تنعكس عليها خطواته الواثقة وذلك الضيق الذى ما بين حاجبيه ولحيته النابته كل هذا لا يزده الا وسامه تسلب لها انفاسها لتفيق من تأمله له عندما فتح اخيها باب السيارة ليجلس خلف المقود بينما هو جلس بجانبه لينظر لها من المرأة قائلا بجدية
ازيك يا سما
لتشعر بجفاف حلقها فجأة وضربات قلبها فى تزايد مثل كل مرة يحدثها لتردف بتلعثم واضح
الح م د لله
ليومأ لها براسه ويبدأ فى الحديث هو واخيها متجاهلين اياها تماما لتطصنع انها تعبث فى هاتفها وبين كل مدة ليست بالكثيرة تسترق له النظرات فى الخفاء حتى لا يلاحظها اخيها
وما ان وصلا الى المنزل نزل كلا من اخيها ومصطفى متجاهلين اياها تماما بينما جاءت إبنة احدى الخادمات لتأخذ الحقائب لتنظر لهما بغيظ طفولى وهى تدبدب يقدميها فوق الارضية قائله بسخط
رخمين هما الاتنين لسه فكرينى العيلة الصغيرة.. يووا
ولكن ما اشعرها بالغيظ اكثر هو سماعها لغزل تلك الفتاة التى تخرج الحقائب من السيارة
وحياتك يا سما تعالى دخلى معايا الشنط عشان الحق امشى قبل ما الدنيا تعتم
لټنفجر سما قائلة بعصبية مضحكه
والله يا غزل وهو دا وقت شنط دا بدل ما تواسينى وتصبرينى البيه ماشى وبيتكلم مع محمود ولا اكنه كان بايت فى والنبى قوليلى اعمل ايه اعنل بلياتشو عشان ياخد باله منى
كانت تستمع اليها وهى تضحك يينما تحمل حقيبتين سفر كبار وتتجه بهم الى داخل المنزل بخطوات بطيئة بسبب ثقل وزن الحقائب ولم تجيب تلك الشعنونه كما يطلقون عليها بينما سما قد ادركت ان غزل قد تركتها عندما لم يأتيها رد أو توقفها عن مواصلة الحديث كما يفعل الجميع بل وجدت غزل قد دلفت الى المنزل لتتبعها هى بخطوات بطيئة وهى تذم شفتيها كالاطفال
كان يضع سماعة هاتفه
ويتحدث بسعادة قائلا الى الطرف الاخر
الحوار مترجم
لقد فاقت اليوم استعادت كامل وعيها وقد تم نقلها الى غرفة عادية
ليأتيه الرد من الطرف الاخر قائلا بسعادة مماثلة
الحمدلله ولكن كيف هى حالته النفسية
ليردف الطبيب باسف قائلا
ليست بخير ولكن بنفس الوقت ليست بالسيئة الامر فقط يحتاج الى الوقت ليس إلا لكن فضلا اسرعوا بالمجئ فهذا سيساعدها على المقاومة اكثر
ليأتيه الموافقة من الطرف الاخر قائلا بهدوء
فى اقرب وقت سنصل فقط اعتنى بها واستمر باخبارى بكل جديد معك
ليجيبه الطبيب بالموافقة من ثم يغلق الخط ويتنهد بسعادة
كان يقود سيارته
بشرود ينذكر وداعها له لا يعلم لما مشاعره اصبحت
باردة هكذا يتسأل داخله لما لا يذهب الان الى اخيها ويطلب يدها
منه ويمنعها من السفر فهو ليس بالضعيف حتى لا يفعل ذاك لكنه لا يستطيع ان يعبر عن شعوره الداخلى هل هو قبيح حتى لا تعتبره حبيب..
ليخرج من شروده وتفكيره هذا عندما استمع الى صوت بوق الشاحنه التى امامه وتبتعد عنه بقليل من المسافة ليحاول الانحراف من امامها لكنه لم يستطع فكانت الشاحنة قريبة منهليصطدما ببعضهما فى مشهد مؤلم ..
وبعد لحظات من الحاډث تجمعت الناس حول سيارة مروان تحاول اخراجه .. كان جبينه ېنزف بغزارة وخط من الډماء يسيل من انفه ليحاول ان يتحمل الالام التى تعصف به فى كامل جسده لكن تلك الغيمه السوداء كانت اقوى من تحمله لتسحبه اليه ليبفقد هو الوعى ولم يعى للناس التى تحاول اخراجه وقد اخرجته بالفعل
بعد مرور عدة ساعات
كان كلا من والدته وابيه لمروان يجلسان بجانبه فى الغرفة التى نقله اليها بعد ان انتهى من العملية لتردف مرفت امه پبكاء موجها حديثها الى زوجها محى
محى انت هتجوز مروان للبنت اللى اختارها انا مش هستنى لحد ما ابنى ما يضيع وقول ياريت اللى جرى ما كان ..
ليجيبها محى بالم من منظر ابنه الذى كامل راسه مغطى بالشاش وتلك الخدوش التى تملأ وجهه
هعمله كل اللى هو عاوزه بس يقوم بالسلامة...
قاطع حديثه هو طرق الباب ودخول منصور وزوجته وخلفهما ابنتهما حبيبة التى كانت عيونها محمرة وتبدو انها كانت تبكى لفترة طويلة ليتحدث منصور قائلا بنبرة قلقة
خير يا محى مروان حصله ايه
ليشير له محى ناحية ابنه المستلقى فوق الفراش لا حول له ولا قوة
الحمدلله مفيش حاجة خطېرة .. كسر فى ايده اليمين وشرخ فى الرجل الشمال واخد 15 غرزة فى جبينه
لتبكى مرفت وهى تستمع الى ما اصاب ابنها مرة اخرى لتربت حنان زوجة منصور فوق كتف الاخرى قائلة بطيبة
ان شاء الله هيقوم بالسلامة وتفرحى بيه وبعياله
لتردف مرفت قائلة برجاء ودموع
يارب يارب اشفيلى ابنى وقومه بالسلامة