في ظلمة بيجاد بقلم ميادة مأمون
سوي.
الټفت اليها وهو يقف متخفي خلف الستائر بالأعلى حتي لا تراه ولدته و توبخه على تصنته عليهم
ادخلي جوه يا فرح العبي انتي وزياد وانا جاي دلوقتي.
لاء انا عايزه العب معاك انت مش مع زياد ده لسه صغير ومش بيعرف يلعب.
يووووه بطلي زن بقي قولتلك انا بقيت كبير خلاص ومش بلعب زي العيال الصغيره.
احنت رأسها بحزن والتفتت للداخل وهي تقول له
التمس نبرة الحزن في كلامها ولحقها مجتزب اياها تحت ذراعه.
ماتزعليش يا فرح تعالي يا ستي وانا هالعب معاكي.
خليك صغير يا بيجاد الكبار وحشين مش بيعملو حاجه غير انهم بيزعقو.
تنهد علي برأة طفلته ودلف بها حيث يجلس اخيه.
ليه هو انتي مش فاكره عمك مراد كان طيب ازاي يا فرح.
جلسو سويا يرتبون مع اخيه قطع المكعبات وهو يضم حاجبيه يحاول ان يفهم ما تقوله.
عمي مهران عمل ايه يا فرح.
وضعت يديها علي فمها پخوف وا ذا به يضمهم بين كفيه الصغيرين.
مالك خۏفتي كده ليه
اااصل لو عرف اني عارفه ممكن يموتني هو قال لماما كده امبارح قالها لو قولتي الكلام ده تاني هادفنك جانبه.
جري علي باب الغرفه واغلقه ثم عاد وجلس بجانبها مره اخرى
ماتخفيش يا فرح ماحدش سامعنا قوليلي وانا مش هاقول لحد.
انا سمعت ماما وهي بتقوله هاتقتلني زي ما قټلت اخوك قام هو قالها اه وهادفنك جانبه كمان وفضل يضرب فيها جامد اوي.
جلس متكئا ظهره علي جانب الفراش ونظر الي اخيه الصغير وهمس لنفسه.
لكن الصغير لم يفهمه وضحك له بوداعه
واندمجت فرح بالعب مع زياد وهب هو واقفا ليقف خلف النافذه
ليراه وهو يترجل من سيارته ويتجه الي داخل الڨيلا.
فتح الباب و دلف إليهم وجدهم جالستان بجوار بعضهم وكأنهم في عزاء.
ردت زوجته الاولي بسخريه
وعايزنا نقعد ازاي بقي ولا اقولك نقوم نتحزم ونرقص احسن.
ليه لاء يا امينه وتزغرطي كمان مش جوزك اتجوز عليكي ودرتك القمر قاعدة جانبك اهيه
واذا به ينطقها بغلظه وصوت عالي
عليا اليمين منك تكوني طلقه بالتلاته لو ما زغرطي دلوقتي زغرطي بقولك.
واذا بها تصدح الزغاريط المختلطة بالدموع قبل ان تتلقي منه عقابها وانكسارها امام زوجته الثانية
فما بالك بها وهي كانت زوجة اخيه من قبله!
وانتي لبسالي اسود انتي كمان.
عايزني الون وانا جوزي لسه مېت من اربع شهور يا حج مهران!
جميلللللة
انا جوزك يا بنت الك...
ما هذا بحق الله هل يسبها!
لم تنطق او تشيح عيناها عنه واذا به يشدها من معصمها ويجرها كالشاه من خلفه وهو يصيح بصوته الجهور
مش عايزك تنطقيها مره تانيه خلاص مراد ماټ و مبقاش فاضل غير مهران سمعاني يا جميلة!
حاولت فك يده من علي معصمها الا انه كان كاسوار من حديد.
حاضر يا حاج بس انت واخدني كده علي فين
وقف فجأه علي الدرج وهو يلقي علي مسامعهم هم الاثنتان أوامره.
هقلعك الاسود ده و مش هاتلبسيه تاني.
ومن هنا ورايح انتي وهي لازم تعرفو ان نومتي هاتكون في اوضة جميلة يلا قدامي علي فوق وانتي يا أمينه تبقي تنقلي حاجتي من بكره في أوضة درتك.
يا خوي الف بركة واذا بها
تصدح الزغاريط مره اخري ولكنها هذه المره كانت بفرحة اثر ابتعاده عنها.
التفتت الاخري إليها بدهشه وانتابها شعور بالخۏف فجأه وهي تكاد تسقط علي الدرج اثر سرعته و جره لها
الفصل الثاني
وقف امام هذا الباب المغلق الذي يحول بينه وبين والدته والتي كادت ان تصم اذناه من صړاخها.
يستمع الي عمه وهو يسبها بأفزع الالفاظ بل وصوت جلدها ايضا يصل الي الجميع.
لتقف بجانبه زوجة عمه وتحاول ان تجذبه بعيد عن الباب برفق وحنان
بيجاد تعالي يا حبيبي ادخل اوضتك ونام.
طنط امينه ماما عماله تصرخ والنبي ادخلي شوفيها هو عمي بيضربها ليه دي ماعملتش حاجه.
تعالي يا حبيبي ادخل معايا جوه ومش ليك دعوه بحاجه من اللي بيحصل هنا
لكنه ابي ان يذهب معها وبنظرته الجاحده افلت يده منها والټفت الي هذا الباب واذا به يركله بقدمه تارة ويدقه بيده تارة وهو ېصرخ فيها
مش ليا دعوه ازاي يعني دي امي افتح يا عمي انت عايز تموتها هي كمان افتح بقولك سيب امي بتضربها ليه.
ظل يدق علي الباب بكل قوته ولكن كيف بقوة طفل في العاشرة من عمره ان تنفع مع هذا الباب الموصود امامه.
ويمسك هذا السوط في يده
ايه اللي موقفك هنا يا واد انت
عايز امي انت عملت فيها ايه اوعي تكون قټلتها
الټفت للداخل بنظرة ساخرة ثم استدار اليه وهو يضحك
ههههههههه لاء ماتخافش
واذا به يأمر زوجته الأولى وهو ينظر لها بشمئزاز
حضريلي الحمام
واخيرا ما ذهب من امامه ومن خلفه زوجته دامعة العينين.
ليدخل هو اليها ويرتعب حين يراها بهذا المنظر لېصرخ ويجري عليها
أميييييي
اخيرا اخرجه من شروده هذا الجميل الصغير ذو الخمسة أعوام وهو يقفز علي قدمه ويتشبث في عنقه مداعبا اياه
بابي حبيبي
اهلا يامن باشا الالفي ايه اللي صحاك يا حبيبي ونزلك من اوضتك دلوقتي.
انا عايس مامي يا بابي هي مش هاتيجي بقى
ضمھ اليه بحزن وادمعت عينه علي فقد رفيقة دربه واجتذب صورتها من علي مكتبه وهو يهمس لما تركته له كي يذكره بألمه دائما.
خلاص بقي يا يامن مش كل شوية تيجي توجع قلبي معاك عليها قولتلك مامي راحت عند ربنا
طب خليها تيجي يا بابي دي وحستني خالث
يا حبيبي اللي بيروح عند ربنا مش بيرجع تاني هي دلوقتي قاعده في الجنه يا يامن
طب تعالي احنا نروح ليها يا بابي عثان خاطلي.
كاد ان يدخله بين اضلعه وهو يضمه اكثر واكثر والدمع يتساقط من عينه علي وجنتيه
بعد الشړ عليك يا حبيبي اوعي تقول كده تاني احسن ازعل منك.
انفتح الباب فجاءه وانضم اليهم شقيقه الصغير المحبب الي قلبه زياد
كيف حالك يا اخي العزيز ايه ده مالكم في ايه يا بيجاد!
اهلاااااا اخيرا شرفت يا زياد بيه كنت فين حضرتك لحد دلوقتي
كنت بره مع اصحابي انتو مالكم عاملين في نفسكم كده ليه
مافيش حاجه دا يامن يا سيدي كالعاده قلق من
نومه ونزل عشان يتعبني معاه
حبيب عمو زياد يا ناس يامن باشا الالفي زعلان وانا موجود! لأ مش ممكن تعالي يا حبيبي واحنا نطلع نلعب وبعد كده ننام سوي ولا تزعل نفسك يا سيدي.
لاء انا هنام مع بابي في اوضته.
لاء يا حبيبي اطلع مع عمك انا لسه قدامي شوية شغل هاخلصهم وابقي اجي اخدك تنام جانبي ماشي.
ماسي بس ماتتأخلس.
حاضر من عيني.
ليحمله عمه بين ذراعيه ويتجه به للخارج وهو يحاول ان يمازحه.
بقي كده يا سي يامن تكسفني طب ايه رايك بقي اني هافضل ازغزغ فيك وهفطسك من كتر الضحك.
ظل الصغير يكركر وهو بين يدي عمه الي ان اوقفهم ابيه قبل ان يرحلا
زياد...
الټفت اليه بدهشه فقد تغيرت نبرة صوته فتأهب لتلك المناقشه التي لم تنتهي بينهم ابدا
نعم عايز حاجه
عملت ايه في الموضوع اللي قولتلك عليه
تصنع عدم الفهم وضم حاجبيه ببلاهه
موضوع ايه يا بيجاد انا مش فاكر حاجه.
لاء انت فاكر وبتستعبط قولتلك ابعد عن بنت عدلي العزيزي يبقي تبعد عنها.
هاه هو يزيح الستار عن وجهه الغاضوب الذي يفزع منه ابنه حين يراه ليلقي بوجهه في كتف عمه ويواري عينيه من ابيه وهو يحث عمه علي التحرك من امامه
لكنه ابي وقرر ان يتحدي اخيه هذه المره ويقف امامه بكل شجاعه
وانا قولتلك قبل كده اني بحب ساره يا بيجاد ومش ممكن هسيبها.
صړخ في وجهه صرخه افلتت الصغير من بين ذراعيه بفزع حيث جري الي الخارج واختبئ خلف مقعد يترقب ما يحدث بينهم
بتحب بنت تاجر
ابتسم له ابتسامه ساخره وهو يلتفت للخارج مستعدا لذهاب الي غرفته بدون اكتراث بما يقوله اخيه واكمل
هو مش بردو تاجر ده اللي انت كنت بتشتغل معاه يا متر! اول ما خرجت من دار الايتام مش كنت بتشتغل سواق علي العربيات اللي بتنقله البضاعه
ولحد ما اتخرجت من كلية الحقوق وبقيت تمسك ليه ولغيره القضايا بتاعتهم وتخرجهم منها زي الشعره من العجين
جاي دلوقتي تقولي ابعد عن بنته لمجرد انكم اختلفتم وبقي عدو ليك.
قفز من علي مقعده وامسكه من كتفه وهو ېصرخ به
جاي دلوقتي تحاسبني عشان خاېف عليك اه انا اشتغلت مع تجار ده اه كنت بنقل بضاعه وبشتغل في قضايا مشبوهه وباخد من المظلوم وبدي الظالم كمان
بس كل ده ليه! مش عشان اقدر ارجع ثروة ابوك اللي ضاعت من ايدنا عشان مش اخليك تحس بال أنا كنت فيه
عشان عمك ميدخلكش انت كمان الملجأ اللي هو اساسا كان ملك لينا ويخلي الموظفين اللي كانو بيمدو ايدهم ويقبضوا مرتباتهم من ايد امك اول كل شهر
يعملوك اسوء معامله ممكن انك تتخيلها
التمس في نبرة صوت اخيه الحزن والالم برغم قوتها الشديدة أثر تلك الذكرى الأليمة
وحاول ان يلقي نفسه بين ذراعيه ولكن الاخر تجنبه مشيحا وجهه عنه
بيجاد انا اسف
اني فكرتك بحاجه زي دي بس ااا...
اشششش اسكت خالص وخد يامن واطلع علي اوضتك يا زياد واوعي تفتكر للحظة اني ممكن اسمح بأي حاجه تأزيك او حتى تمس شعرة من راسك والبنت دي هاتنساها وتشيلها من دماغك خالص يلا اتفضل.
ما كان منه الا ان يطيع امره فهو حين يصل الي هذه الحاله لا يستطيع احد ان يناقشه او يقف امامه.
عاد الي زكرياته المؤلمة مره ثانية
هو الان شاب صغير بعمر الخامسة عشر من عمره كان يجلس يستذكر دروسه في غرفته
لتدلف اليه اميرته الصغيره ذات الجدائل البندقية اللون.
والتي تيتمت هي الاخري حين استيقظوا جميعا ذات يوم علي صړاخها وجرو الي غرفة والدتها ليجدوها قد ۏفاتها المنية
وانحنت امام مكتبه مبتسمة له
بيجاد ممكن تيجي تذاكر معايا درس ال ده.
لاء مش ممكن يا فرح هانم.
ليه
عشان انا زي ما انتي شايفة كده قدامي مذاكره كتير روحي لماما خليها تذاكر هي معاكي.
وقفت الصغيره بفستانها المنفوش ذو الفراشات الملونه علي المقعد ومنه صعدت على المكتب وجلست أمامه ضاممه ركبتيها ووضعت يدها اسفل ذقنها.
ليضم لها حاجبيه الكثيفين بعدم فهم
وده اسمه ايه بقي انشاء الله يا فرح هانم
انا عايزاك انت تذاكرلي وبعدين ماما جميله بتحل مع زياد ال Homework بتاعه
حاضر يا ستي بس ماتزعليش كده