جوازة نت بقلم منى لطفي
الوحيد اللي بيسمع لي من غير ما يزهق بحس أنه بياخد ويدي معايا في الكلام البحر هو الوحيد اللي مخذلنيش حبه يبقى طبعا لازم أحبه
ابتسمت منة وقالت وهي تهم بالابتعاد
يا بختك بصديق زيه
سار بجانبها وتكلم وهو يتوخى الحذر
منة أنا مش هدخل في حياتك إنت وسيف خصوصا وأنا معنديش فكرة عن ايه اللي حصل بينكم لكن احساسي بيقوللي انه حاجه وحاجه كبيرة اوي كمان على فكرة انا ماصدقتش خالتي لما بتقول انك جيتي معهم علشان احمد موجود وانه سيف عنده شغل فعلشان كدا معرفش ييجي سيف مش ممكن يسيبك تيجي انت والبنات لوحدكم وخصوصا إنتي من سابع المستحيلات انه سيف يسيبك تبعدي عنه ثانية واحده دا طبعا غير الحزن اللي انا شايفه مالي عينيكي
حكيم عيون حضرتك ثم تابعت حديثها بعد أن زفرت عميقا
بص يا نادر أنا مش هكدب ولا ألف وأدور طبيعي انه أي زوجين بيمروا بمشاكل في حياتهم بس المهم إيه هي نوع المشاكل دي ويا ترى ايه هو الحل الصح ليها تقدر تقول اني جيت هنا علشان أعرف افكر من غير أي ضغوط المهم أني أقدر
أوصل لحل مشكلتي مهما كان صعب الدوا طعمه بيبقى مر بس لازم الواحد ياخده علشان يخف ادعيلي انه ربنا يهديني للدوا الصح
ابتست منة واجابت
أكيد يا نادر انت معزتك من معزة أحمد اخويا بالظبط
وهمت بالسير بخطوات واسعة تاركة نادر وقد أصابه الوجوم من جراء تصريحها الأخير بأنه بمعزة شقيقها ولكنه نهر نفسه من السقوط في فخ الرثاء للنفس وقال محدثا حاله بعنفوان
خلصت يا منة تأكدي انه في نفس اللحظة دي حكايتنا أنا وأنتي هتبتدي أنا مش ممكن أكرر غلطتي تاني أبدا وأسيبك تضيعي مني أنا زي ما يكون قلبي حاسس ولغاية دلوقتي ما اتجوزتش ورافض أي عروسة أمي تقولي عليها زي ما أكون مستنيكي
لحق نادر بعد ذلك بمنة ليسيرا جنبا الى جنب متجهين حيث يتجمع الآخرون
قال احمد من وسط ضحكاته
بس يا نادر خلاص بطني مش قادر انا عارف انت قاصد تضحكنا علشان بطنا توجعنا فما ناكلش كتير
لا يا حبيبي كل براحتك ولو عاوز تطلب اكل ناخده معانا كمان واحنا مروحين ولا يهمك
احمد باستحسان
كمان دا إيه الكرم الحاتمي دا
نادر بابتسامة
علشان تعرف بس ثم أولى انتباهه الى منة قائلا
صحيح يا منة ابن خالتك ربنا فتحها عليه وبدال الشغل في مكاتب الناس قدرت وبفضل الله اني ألم قرشين وأفتح مكتب سياحة ليا ومعايا واحد صاحبي شريك فيه كنت طمعان لو ممكن تشوفيه وتعمليلي الديكور بتاعه وما تخافيش دا شغل يعني زيي زي غيري
منة باستنكار
لا طبعا ايه الكلام اللي بتقوله دا يا نادر انت زي أحمد بالظبط يعني أحمد لو قاللي اعلم ديكور شقته هاخد منه فلوس
ابتلع نادر غصة كادت أن ټخنقه من مقارنتها له بأحمد شقيقها قال أحمد بمرح
ومين اللي قالك اني كنت هعرض عليكي فلوس من أساسه يا بنتي انك تعملي ديكور شقتي دا شرف ليكي
ضحكت منة قائلة
يا سلام
تبادل الجميع الضحكات ووافقت منة على تصميم ديكور المكتب ولكن بعد معاينته أولا واتفق الجميع على المرور بالمكتب لتشاهده منة لتستطيع البدء بوضع تصوراتها لتصميمه الداخلي
اثناء ذهابهم لرؤية مكتب نادر جاء أحمد اتصال من والدته أن مرام استيقظت من نومها وهي تبكي وقد لاحظت ارتفاع درجة حرارتها قليلا فاضطروا لالغاء أمر الذهاب الى مكتب نادر والعودة رأسا الى المنزل
ذهب أحمد وايناس بمرام الى الطبيب الذي وصف حالة مرام بعدوى برد للعبها في البحر لوقت طويل مع ضعف مناعتها ووصف لها بعض الادوية والمضادات الحيوية اللازمة لحالتها
في الصباح الباكر كانت حرارة مرام قد استقرت ولكنهم آثروا عدم الخروج هذا اليوم لكي تنال مرام قسطا وافرا من الراحة وحاولوا على قدر الامكان ابعادها عن هنا وفرح كي لا تلتقطا العدوى منها لم ترغب ايناس في ترك ابنتها والذهاب مع زوجها ومنة ونادر لرؤية مكتب هذا الأخير كي تستطيع منة وضع التصميم الداخلي لديكور المكتب فذهب أحمد برفقتهما وتركت منة هنا وفرح في عهدة والدتها بينما خرج عبدالعظيم وشوقي زوج سهام للجلوس على أحد المقاهي المنتشرة بطول الشاطيء
أعجبت منة بمساحة المكتب وموقعه وصرحت برأيها هذا الى نادر عندما سألها عن رأيها به وبعد أن انتهوا من معاينة المكتب صمم احمد على دعوتهم الى احتساء العصير في احدى المقاهي المنتشرة على الكورنيش بعد أن جلس ثلاثتهم وأملوا النادل طلباتهم أتى
أحمد مكالمة هاتفية على محموله الخاص فاستأذن من منة ونادر ونهض ليبتعد عن صوت الضوضاء الصادرة من السيارات المارة حيث كانت جلستهم خارج المقهى على احدى الطاولات المنتشرة خارجه كان نادر يروي إحدى نوادره والتي جعلت منة ټغرق في الضحك عندما هبط ظل فوقهما فرفعت منة عينيها لتطالعها عينان مشتعلتان بفحم أسود لاهب جعلتها تشهق غير مصدقة
سيف فنظر نادر الى هذا المشرف عليهما كما الطود وقد غابت ابتسامته واستبدلها بابتسامة رسمية صغيرة بينما يقوم من مقعده بجوار منة ويمد يده لمصافحة سيف قائلا
أهلا يا سيف
تطلع سيف لوهلة الى يد نادر الممدودة أمامه دون أن يمد يده بالمقابل للسلام عليه مما جعل منة تندهش وتدعو الله في سرها أن ينهي أحمد مكالمته سريعا ويلحق بهم فمنظر سيف لا يبشر بأي خير
رفع سيف يده وصافح نادر ضاغطا على راحة هذا الأخير بقوة جعلت نادر ينظر اليه بدهشة بينما تجاهله سيف بعد ذلك والټفت الى منة قائلا بهدوء يخالف الاعصار الذي بدأ بالهبوب بداخله
منة عاوزك شوية أشاحت منة بعينيها بعيدا وقالت ببرودة متعمدة
أنا مستنية أحمد أخويا مش هينفع أمشي عموما لو فيه أي حاجه نادر مش غريب تقدر تقول اللي انت عاوزه
عض سيف على أسنانه حنقا ولم يجبها وعوضا عن ذلك تقدم اليها ورفعها قابضا على مرفقها وهو يقول من بين أسنانه بهمس بينما يراقبه نادر بتحفز
قومي من غير ولا كلمة الا بقه لو عاوزة نعمل منظر جميل قودام الناس خصوصا ابن خالتك اللي مش منزل عينه من علينا وصدقيني لو إتدخل هكون أكتر من سعيد إني أعرفه مقامه
لم ترغب منة في افتعال مشهد يلفت الانظار اليهم خاصة وأن نادر يوشك على التدخل كما هو واضح من علامات التحفز التي ارتسمت على وجهه وهي تعلم تماما أن جنون سيف أكثر من كاف لافتعال ڤضيحة وليس مجرد مشهد مثير
لم يمنعها ڠضب سيف من تجاهل قواعد اللياقة وإستأذنت من نادر الذي سألها وهو يطالع سيف بنظرات حانقه إن كانت ترغب بأي مساعدة ولكنها رفضت بابتسامة صغيرة وحركت رأسها بنفي مطمئنة اياه أنها ستكون بالجوار ولن تذهب بعيدا فيما كان سيف يراقبهما وعلامات الإجرام ترتسم على وجهه
ما ان ابتعدا عن الانظار حتى وقفت منة رافضة التحرك خطوة واحده فيما كان سيف لا يزال قابضا على مرفقها بقوة جعلتها تتأكد من أن يده ستترك أثرا على ذراعها موضع قبضته التفتت اليه وهي تحاول الفكاك من قبضة يده قائلة بنزق
فيه ايه يا سيف سيب دراعي انت انت جيت ليه وعرفت منين مكاننا
رفض سيف افلاتها ووقف مواجها لها وهو يجيب بسخرية بينما أتون ڠضب مستعر بدأ بالاشتعال داخله
ايه زعلانه علشان قطعت عليكم قاعده الضحك والفرفشة
منة بذهول صاعق وڠضب بدأ يفور داخلها حتى غدا كالبركان سيحرق الاخضر واليابس ما أن ينفجر
إنت إنت بتقول ايه إنت اټجننت لعلمك أحمد أخويا معانا بس كان معاه مكالمه قام يتكلم بعيد علشان الدوشة ما كانش سامع وبعدين أنا برفض تلميحاتك دي وتابعت بسخرية
بس هقول ايه ما هو أصل كل يرى الناس بعين طبعه
هزها قليلا وهو يجيب من بين أسنانه
منة بقولك ايه ما تغيريش الموضوع ايه اللي خلاكي تخرجي مع الانسان دا حتى لو أحمد معكم ازاي تسمحي لنفسك انه يتكمل معاكي وتضحكوا بالطريقة اللي انا شوفتها دي
جذبت منة مرفقها بقوة آلمتها ولكنها استطاعت تحرير نفسها من قبضته وشهرت سبابتها أمامه قائلة پغضب شديد
لآخر مرة يا سيف بقولك خد بالك من كلامك مش منة اللي يتقالها الكلام دا انا كنت مع اخويا وابن خالتي مش قاعده مع واحد من الشارع وبنتكلم عادي جدا لكن دماغك للأسف اللي مش نضيفة هي اللي بتخليك تتصور حاجات في منتهى السڤالة مش مشكلتي أنك غلطت مع واحده اخلاقها اخلاق قطط الشوارع وعلشان كدا بئيت شكاك بالشكل الفظيع دا دي غلطتك انت ومشكلتك أنت انا خلاص ماليش أي علاقة بالموضوع دا وكله هينتهي يوم ما تخلصني وتنفذ اللي انا طلبته منك
لو كانت منة دققت النظر الى سيف جيدا لكانت تيقنت أنه من الخطأ الشديد الإتيان على ذكر هذا الأمر في هذه اللحظة حيث اكفهرت ملامح سيف فصارت كسماء مظلمة في يوم عاصف شديد الظلمة الحالكة وظهر جليا أنه على أتم الاستعداد لارتكاب قتل
جذبها سيف اليه بقوة آلمتها جعلتها تطلق صيحة ألم صغيرة وتلفتت حولها في هذا المكان البعيد
نسبيا عن الناس امام البحر تحدث سيف من بين اسنانه قائلا
هقولها للمرة المليون يا منة طلاق ما بطلقش هتفضلي مراتي لغاية اخر دقيقة في عمري مهما قلت وعملتي مش هتخليني أوافق ودلوقتي مش كمان شوية هتيجي معايا زي الشاطرة كدا نروح نجيب بناتنا ونرجع على مصر على
طول
هتفت منة پغضب
لأ مش هيحصل يا سيف انت بتستعبط هو إيه إنت دوست على رجلي من غير ما تاخد بالك واتأسفت وخلاص