شيخ في محراب قلبي بقلم رحمة نبيل
ايه
تحدث جمال بتعجب من السؤال
رشدي ابراهيم
لا رشدي أباظة ابراهيم
أنهى هادي حديثه وهو يسقط ارضا من الضحك على ملامح الحنق في وجه كلا من زكريا ورشدي ليقول رشدي بسخرية
تعرف الاستاذ اسمه ايه
كان جمال يضحك بصخب أثناء حديثهما لا يستطيع تحمل الأمر ليقول رشدي بسخرية
الاستاذ اسمه هادي عبدالهادي المهدي تقريبا الحاج الله يرحمه كان عايز يأكد على حاجة معينة لكن للاسف محصلتش
هنا واڼفجرت قهقهات جمال على الجميع ليشاركه الكل في تلك الضحكات وبعدها بدأ كل واحد منهم يقوم بعمله في جو من السعادة والفرح
كان يقف أمام المكان الذي يوجد به قلبه ينتظر بترقب شديد أن تطل عليه بهيئتها البهية و ها هي وكأنها استمعت لأفكاره تخرج بخطوات بطيئة من المكان بهيئة جعلته يحبس أنفاسه وهو يردد دون وعي
تبارك الرحمن
كان يتنفس بسرعة وهو يتجه صوبها بتمهل شديد لا يصدق أنها واخيرا أصبحت ملكه وستقطن معه تحت نفس السقف وقف أمامها
وهو يتأمل وجهها الذي كانت تخفصه ارضا بخجل لينحني هو قليلا حتى يصل لها
ابتسمت فاطمة وهي ترفع رأسها واخيرا تواجهه هامسة
انا بحبك اوي
ضحك زكريا بشدة عليها فهي كلما شعرت بالخجل من حديثه أو توترت تقول تلك الكلمة فهي أضحت ملجأ لها في تلك المواقف اقترب منها زكريا يقبل جبينها بكل الحنان الذي يمتلكه في قلبه هامسا لها
حسنا قد لا أجد يوما إجابة على كلمتك تلك لكني والله يشهد أنني متيم بك حتى أنني تخطيت تلك الكلمة منذ زمن
ابتسم زكريا وهو يمد ذراعه لها لتتمسك فاطمة به وهي تسير جواره لا ترفع عينها من عليه تتبعها زغاريد والدتها وماسة وشيماء
بينما بدأ الشباب في ضړب الدف بعيدا عن النساء قليلا و رشدي غني بصوت جهوري بديع يردد خلفه جميع الرجال في زفة جعلت أعين فاطمة تلتمع بالدموع فهي في الأساس لم تتخيل أن تتزوج أحد ك زكريا وفي زفاف كهذا
وصلت السيارات بعد زفة طويلة مبهرة إلى المكان الذي تم ترتيبه سابقا لتلك المناسبة ليهبط زكريا من السيارة وهو يمسك بيده فاطمة يسير بها بكل سعادة نحو المكان الذي تم تجهيزه للنساء بعيدا عن ضوضاء الرجال والذي كان في منزل فرج بعد أن اقترح فرج عليهم أن يستغلوا كبر مساحة منزله فهو الأنسب لتلك المناسبة وقد رحب ابنه البكر بذلك خاصة بعدما علم ما فعله الشباب لأجل والده اثناء سفره
حضر والد العروس ليهنأها لتتوقف فاطمة عن الرقص قليلا وهي تنظر لوالدها الذي كان يبكي بتأثر مما يراه يعض أنامله ندما مما فعله بابنته لكن وللمفاجأة وجد ابنته تركض صوبه وهي تلقي نفسها في أحضانه بحنين شديد متذكرة حديثها مع زكريا حول أمر والدها وقد أقنعها زكريا أن تعفو عنه فوالله هذه الحياة لا تستحق أن نعيشها بحزن أو ڠضب أو تكون هناك غصة بقلوبنا
بكى مرسي بشدة وهو يقبل وجه ابنته يعتذر لها بينما منيرة كانت تقف بعيدا وهي تمسح دموعها بتأثر وقد قررت أن تسامح هي أيضا زوجها ليس لأجلها بل لأجل ابنتها فقط فهي تستحق أن تجد دائما عائلة خلفها تدعمها كأي فتاة
خرج زكريا بعد أن جلس قليلا رفقة فاطمة حيث الرجال ليركض الثلاثة شباب صوب زكريا جاذبين إياه للرقص لتنقضي الليلة بين رقص وغناء وعزف وضحكات وتهاني من الجميع
وصل كلا من زكريا وفاطمة للشقة بعد دموع كثيرة من الجميع وكأنها مهاجرة ليس وأنها تسكن في الشقة التي تقع أسفل شقة عائلتها فزكريا منذ فترة وقد اشترى شقته في العمارة التي يمتلكها هادي وكذلك فعل كلا من هادي ورشدي لتصبح الثلاث منازل في نفس الطابق بتدبير من هادي الذي منع تأجير أو بيع أيا من تلك المنازل فهي كتبت لهم منذ أن شبوا معا
فاطمة فاطمة
استفاقت فاطمة بفزع وهي تسمع صوت زكريا جوار اذنها تقول بحنق
ايه يا زكريا فزعتني يا اخي
ابتسم زكريا وهو يستند بجسده على الرخام خلفه
كنت سرحانة في ايه
ابتسمت فاطمة وهي تنظر له ببسمة واسعة تقترب منه وهي تضم رقبته بحنان
كنت بفتكر في يوم جوازنا
ابتسم زكريا وهو يغمز لها يضمها إليه أكثر
ايه رأيك نعمل فرح كمان مع العيال
انطلقت ضحكة فاطمة ترج جدران المنزل ليقول زكريا بتأثر
افدى تلك الضحكة بعمري يا عمري
استقامت فاطمة وهي تقول بغمزة تبعد قليلا عنها وهي تهمس
زوجي العزيز ربما لن نقوم بزفاف معهم في الاسفل لكنني بالتأكيد سأقيم زفاف لنا هنا في الاعلى يا حبيبي
اوووه انظروا لتلك الجريئة لقد فسدت أخلاقك اميرتي
حسنا ربما يجب أن تعتاد هذا عزيزي
أنهت كلماتها وهي تغمزه بمشاكسه ثم خرجت نحو غرفتها لتجهيز نفسها حتى تذهب مع الفتاتين للصالون ليبتسم زكريا وهو يضع يده على قلبه
غمزاتك كالسهام يا جميلة لذا توقفي عن قڈفها لقلبي
وانهاردة فرحي يا جدعان عايز كله يبقى تمام وهتجوز هتجوز هتجوز هتجوز هتجوز هتجوز انا هتجوز هتجوز
كانت شيماء تراقب حركات ماسة في الغرفة وهي تتحرك هنا وهناك تجمع الاشياء التي ستأخذها معها
ضړبت شيماء كف بكف وهي تسمعها تردد نفس الكلمة وكأنها لا تصدق ما يحدث
يا عيني البنت مصډومة بقالها ساعة بتردد هتجوز وكأنها بتقنع نفسها
ضحكت سحر وهي تراقب ابنتها وقد انتهت من إعداد حقيبتها التي ستنقلها لشقتها
هي ورشدي مرددة
خليها تفرغ اللي جواها بدل ما ټنفجر في الواد ويرجعها تاني
ضحكت شيماء وهي تنظر لهاتفها تنتظر أي رسالة من هادي الذي لم يحدثها منذ الصباح ولا تعلم لماذا أليس اليوم زفافهما لما إذن لا يتصل ويتغزل بها
مش عارفة هادي متصلش لغاية دلوقتي ليه
هكذا اخرجت شيماء كل ما تفكر به وهي تلوي شفتيها بضيق لتجيبها ماسة بعدم اهتمام
عادي يعني ما انا أباظة ما اتصلش بيا لغاية دلوقتي
ماسة حبيبتي اخويا اساسا متصلش بيك بقاله اسبوع يا حبه عيني معتزل الدنيا ويحاول يستوعب اللي هيحصل ليه
نظرت لها ماسة ثواني قبل أن تهز رأسها بنعم مؤيدة حديثها
ايوة صح هو متصلش بيا من اسبوع يكونش خلص رصيد
قلبت شيماء عينها بملل ولم تكد تفتح فمها حتى وجدت الباب يفتح فجأة وصوت فاطمة يصدح في الأجواء مهللا
العرايس الحلوين جهزتوا
ابتسمت ماسة وهي تنظر لنفسها في المرآة
انا خلاص جهزت باقي بس ااااا
قاطع حديث ماسة رؤيتها لأحد يقف خلف فاطمة لتتغضن ملامحها فجأة وتنمحي بسمتها وكأنها لم تكن وهي تنظر لذلك الضيف الغير مرغوب به أبدا
قبل ذلك الوقت بساعة
اجتمع الشباب الأربعة أمام منزل هادي وهم يجهزون لكل شيء حتى اقتحم ذلك الاجتماع الصغير صوت رجولي جذاب وهو يهتف
شكلي جيت في الوقت المناسب
الټفت الجميع بتعجب لذلك الصوت ليتحول التعجب فجأة لبسمة واسعة وهم يلمحون اقتراب فرانسو وبرفقته بثينة التي كانت تلتصق به پخوف وكأنها تساق للاعدام أو ما شابه
ابتسم فرانسو وهو يجذب بثينة من خلفه يقول
ايه يا حبيبتي ايه يا ماما هياكلوك ولا ايه تعالى سلمي عليهم
كانت بثينة تنظر من خلف فرانسو للجميع وهي تتمنى لو تنشق الأرض في التو واللحظة ثم تبتلعها بلا عودة تشعر بمرارة في حلقها لا تعلم
كيف تنظر في أعينهم وهي قد كانت على وشك إفساد حياتهم
ايه يا بوسي مش هتسلمي عليا
كانت تلك كلمة هادي التي خرجت حنونة وهو يرى تخبطها وخۏفها راقبها وهي ترفع عينها التي كانت تلتمع بالدموع تتحدث بصوت مكسور ومقهور
ازيك يا هادي
ابتسم هادي باتساع يلاحظ نبرتها وطريقة حديثها نظراتها كل شيء بها تغير ابتسم وهو يراها تنظر لفرانسو وكأنها طفلة تستأذن والدها التحدث مع غرباء
هو هو انهاردة فرح مين
ابتسم رشدي وهو يتحدث معها بهدوء
فرحي انا وهادي عقبالكم
ابتسم فرانسو وهو يرفع يده مؤمنا دعائه
امين يا خويا يسمع من بقك ربنا ما تيجي نعمله معاهم
كان يتحدث بجدية كبيرة وهو ينظر لبثينة وقبل أن تفتح فمها التحدث عاجله هادي حانقا وهو يخبره
ايه يا عسل هو سلق بيض جواز ايه اللي تعمله معانا اختي يتعملها فرح مخصوص و تجيب احسن فستان وتكون احلى عروسة ولا ايه يا بسبوسة
هزت بثينة رأسها وهي تمسح دمعات تخللت بسمتها السعيدة من حديث هادي فيبدو من حديثه وصدق نبرته أنه سامحها وهي من ظنت أنها ستعيش حياتها كلها تعاني لنيل عفوه
ابتسم لها هادي ثم قال وهو يجذب فرانسو لهم
تعالى معانا انت عشان تتظبط وانت يا بثينة البنات فوق عند رشدي اطلعي وشوية والست اللي بتعمل ميكب دي هتجيلكم
ابتسمت بثينة بفرحة شديد ثم نظرت لفرانسو الذي غمز لها محدثا إياها بالفرنسية وبنبرة مغوية
اذهبي حلوتي سأشتاق إليك
ابتسمت له بثينة وهي تخبره قبل أن ترحل سريعا
وانا ايضا
رحلت بثينة سريعا صوب البناية التي يسكن رشدي ليتحدث رشدي بتعجب
أنت علمتها فرنساوي
هز فرانسو رأسه ببسمة ليسمع الجميع صوت زكريا الحانق وهو يردد
يا اخي النبي عربي يا اخي اتكلم نيلة عربي
أنهى حديثه وهو يتركهم متجها صوب محل والده بغيظ شديد
هو ماله ده
تحدث هادي بضحكة يجيب سؤال فرانسو
معلش أصله عنده حساسية من اللغات
ضحك الجميع وهم يتبعون زكريا ليتحدث رشدي بحسرة
انا مش شايل قد هم ماسة لما تسمع فرانسو بيكلم مراته بالفرنساوي والله ما هتسيبني في حالي واحد يغازل بالفصحى والتاني بالفرنساوي
أنهى حديثه ينظر لجمال
ها حضرتك حابب تضيف حاجة
ضحك جمال بصخب وهو يغمز له
لا انا ليا لغتي الخاصة يا باشا بس تيجي هي
كانت ماسة تنظر لبثينة پغضب شديد لتسمع صوت صرخات شيماء وهي تركض صوبها بفرحة كبيرة تضمها بشدة وهي تبكي
بوسي واخيرا رجعتي وحشتيني اوي اوي اوي
أبعدت بثينة نظرتها من على ماسة وهي تنظر بحب وحنان لتلك اللطيفة التي كانت تستحق منها معاملة افضل وحب أكثر لتبادلها العناق وهي تردد بحب صادق
شوشو وحشتيني اوي يا روحي مبارك ليك
رفعت ماسة حاجبها بسخرية وهي تستمع لحديثها لترى أن فاطمة هي الأخرى اتجهت صوب بثينة ترحب بها كل ذلك وبثينة تبتسم لهن وهي تجاهد ألا تبكي فهي بغباءها كادت تفقد كل ذلك الدفء والحب ابتعدت بثينة قليلا عن الفتاتين وهي تقترب من ماسة تمد يدها بقلق
ازيك يا ماسة
احسن منك
أجابت ماسة وهي تشيح بوجهها بعيدا عنها لتبتلع بثينة