شيخ في محراب قلبي بقلم رحمة نبيل
فهي تجري مسرى الډماء بعروقه منذ كانوا أطفالا
ليه بتقولي كده يا ماسة
اڼفجرت ماسة في البكاء وكأنه بكلمته تلك فجر انهار حزنها وهي تهتف به في غيظ شديد
عشان إنت مبقتش تحبني يا رشدي
تمام كده يا زكريا سيب الباقي عليا والأدلة اللي معايا كفيلة توديهم ورا الشمس بدون تفاهم
هز زكريا رأسه بدون أي تعابير قد تظهر أنه يتفاعل مع من أمامه
تنفس هادي بتعب شديد وهو يشعر پألم رفيقه
هو ممكن يكون أية الحكم اللي هيتحكم عليهم يعني اقصد العقۏبة هتكون ايه
هز هادي رأسه يتفهم سؤال رفيقه وما كاد يتحدث حتى قاطعه رنين هاتفه ليلمح اسم شيماء لكنه وعكس عادته اغلق الهاتف ونظر بعدها لزكريا وهو يبدأ في توضيح الأمر له
أنهى هادي حديثه وهو ينظر لوجه زكريا الذي تغضنت ملامحه بشكل لا يفسر ما يفكر به ثم هز رأسه لهادي وقال بصوت خرج ضعيفا بعض الشيء
يعني هما على الاقل ممكن ياخدوا مؤبد
صمت هادي قليلا يفكر في الأمر ثم أخبر زكريا ما يفكر به
ممكن بس مش اكيد
نظر له زكريا بعدم فهم ليشرح له هادي ما يقصده
أنهى هادي حديثه وهو ينظر لملامح زكريا التي كانت مرعبة بحق والذي يفكر أن الأمر حقا معقد
انا عايز حق مراتي يا هادي بأي طريقة
يا فاطمة سيبيني في حالي قولتلك كنت بتكلم عادي مع صاحبتي
أمسكت فاطمة يد منار تمنعها من الدخول لغرفتها بعدما كانت تحاصرها في الساعات السابقة محاولة أن تعلم ما علاقة رفيقتها بزكريا
اعترف بايه يابنتي فكك مني بقى أنت غريبة اوي
راقبت فاطمة هروب منار لغرفتها لتتأكد جيدا أن ما حصل ليس طبيعيا وأن هناك شيئا تخفيه عنها وهذا الشيء له علاقة بزكريا وهي أكيدة من هذا
زفرت بضيق وهي تحمل مصحفها متجهة صوب الخارج لتلحق بزكريا فالأن هو موعد لقائهم الآسبوعي الذي يدرس زكريا لها به متوعدة منار حين عودتها
تحركت فاطمة لخارج البناية وهي تسير صوب منزل زكريا لتقابل في طريقها شيماء التي كانت على وشك الاصطدام بها
فيه ايه يا ماما مالك متسربعة كده
توقفت شيماء عند سماعها لصوت فاطمة وهي تجيبها بحنق شديد
ضحكت فاطمة بخفة وهي تتحرك صوب منزل زكريا مرددة
طب ربنا معاك ياقلبي
صعدت
فاطمة الدرج ببسمة واسعة وهي تتذكر أنها الآن على وشك الجلوس لفترة لا بأس بها مع زوجها الحنون الجميل وال
توقفت فاطمة عن التفكير وهي تصرخ يفزع متراجعة للخلف وضړبات قلبها علت بشكل مخيف تهتف پصدمة
يا اخي الله يعمر بيتك رعبتني يا ستار يارب
التوى فم هادي بحنق شديد
ليه شوفتي عفريت ولا ايه
تجاهلته فاطمة وهي تتجه للاعلى بعدما أفسح لها هادي الدرج ليسمع صوتها وهي تردد بنبرة منخفضة
صحيح شيماء راحت لك البيت عندك
أنهت حديثها وهي تصعد سريعا ليبتسم هادي باتساع وهو يهبط بخطى مسرعة متجها صوب منزله يمني نفسه بلحظات جميلة رفقة دبدوبته الحبيبة
ايه عجبك الفطار
أنهى فرانسو كلماته بعيون لامعة في انتظار ردها لترفع بثينة عينها له وهي تبتلع اخر لقيمات المخبوزات التي أحضرها لها وهي تقول بجدية مصطنعة
اممم حلو عاملو زي الباتية بالشوكولاتة
انمحت بسمة فرانسو بتعجب وهو يهتف
باتيه ماشي ما علينا ايه رأيك في الأجواء الرومانسية دي
نظرت بثينة حولها بأعين متفحصة ثم أعادت نظرها له وهي تقول بحيادية
عادي يعني مش رومانسي اوي
انهدلت اكتاف فرانسو وهو يصف ما حوله بسخرية
مش رومانسي يعني مطر في باريس وريحة المخبوزات والجو ده كله مش عامل اي جو معاك مفيش اي ډم خالص
حدثت فيه بثينة بحنق شديد وهي تهتف مغتاظة منه و من حديثه
هو فيه ايه من الصبح عمال تتكلم كلام غريب ورومانسية وقصص وحوارات هو انت ناسي احنا اتجوزنا ازاي يا ابو باسم
استشف فرانسو سخريتها بوضوح ليفتح فمه بغية الإجابة عليها لكن قاطع ذلك خروج أحد العاملين من المحل ليقف جوارها وهو يقول بحروف منمقة بعض الشيء وبسمة مستفزة مصطنعة
نعتذر سيدي على قطع لحظاتكم لكن إن كنتم انتهيتم من الطعام رجاءا غادرا المحل بهدوء فيبدو أن البعض يشتكي من وجودكما
احمرت عين فرانسو پغضب شديد وهو يعتدل في جلسته بتحفز مجيبا
عفوا يا سيدي لعلي اخطئت السمع منذ قليل هل طلبت منا الرحيل منذ قليل
لم تفهم بثينة شيئا من حديثهما لكن تلك النظرات المحتدة والنبرات الشرسة انبئتها بخطۏرة الأمر وازداد شعورها ذلك حينما نهض فرانسو پعنف شديد مسقطا مقعده ارضا وهو ېصرخ بكلمات لم تفهمه ممسكا بثياب العامل وكأنه على وشك خنقه
هسهس بكلمات حادة وهو يحاول تمالك غضبه جاذبا لياقة العامل
ماذا قلت هل أسأت لزوجتي للتو يا هذا
ليه بتقولي كده يا ماسة انا عملت حاجة تبينلك كدة
ياريتك عملت يا رشدي المشكلة انك معملتش مبقتش مهتم بيا ولا بقيت لتظهر حبك زي زمان
ابعدها رشدي عنه قليلا وهو يهتف بكلمات كارثية يحاول إدخالها لذلك العقل الغبي
أنت هبلة يا ماسة هو انا محتاج كل فترة اعملك حاجة اظهرلك بيها حبي وهو انا اساسا حبي مش ظاهر فيه ايه يا ماسة ايه الكلام ده
ضړبته ماسة في صدره فجأة فسقط على الفراش بسبب تفاجئه من حركاتها
الكلام ده يا عنيا هو اللي كان لازم اقوله من زمان بصراحة كده يا رشدي إنت بقى استعمالك صعب
احتدت عين
رشدي وهو يعتدل جالسا على ركبتيه مثلها يصيح مقابلا لها
وده من ايه يا عنيا اكيد من سوء الاستخدام يا ختي
أنهى حديثه وهو يدفعها كما فعلت هي منذ قليل معها مسقطا إياها ارضا
بعدين يا حبيبتي مش عجبك اضربي راسك في الحيطة
نهضت ماسة من الأرض بحنق شديد وهي تصرخ به
وليه ما انا ارجع المنتج احسن
ابتسم رشدي وهو يقترب من حافة الفراش ثم اقترب اكثر منها هامسا
يرضيك ترجعيني يا ماسة
كټفت ماسة ذراعيها عند صدرها بحنق شديد وهي تنظر الجهة الأخرى بعيدا عنه ليكمل هو
بعدين لما ارجع هبقى مستعمل وهضطر وقتها اقبل باي واحدة
صمت قليلا ثم قال وهي يدعي استحسانه للفكرة
تصدقي فكرة اظن أن أي مستهلك مقارنة بيك هيكون نعمة خلاص يا ماستي رجعيني وسيبيني لي حال سبيلي ومتقلقيش عليا انا هعرف الاقي مشتري كويس
احتدت عين ماسة وهي تجذبه من ثيابه هامسة بشړ
جرا ايه يا رشدي يا حبيبي انت بقيت تخبط في الحلل كتير الايام دي ليه بعدين ايه يشتري دي
بحبك يا ماسة ولو في وقت كنت اهملتك فتأكدي إنه ڠصب عني اقسم بالله ما في اغلى منك عندي
حسنا هو للحق فاجئها بالأمر فهي كانت تتحدث معه وفي وسط الشجار يصرح بتلك الكلمات التي كان لها وقع الماء على جمرات مشټعلة مطفئه إياها مما جعل بسمتها ترتسم على وجهها وهي تردد بحب كبير
يا أباظة حتى لو زعلت منك هتفضل أباظة اللي مليش غيره في الدنيا
ابتسم رشدي وهو يفتح ذراعيه لها لتنقض هي فجأة مسقطة إياه پعنف على الفراش تضمه إليها أكثر واكثر تحت همساته العاشقة والمعتذرة لها يبثها عشقه ومقدار تعلقه بها
اهلا يا قلبي ادخلي زكريا مستنيك جوا في اوضة التحفيظ
ابتسمت فاطمة باتساع لوداد التي فتحت لها الباب ببسمتها المعتادة البشوشة تدلها على غرفة التحفيظ التي تحفظ كل ركن بها منذ بدأت دروسها مع زكريا
تحركت صوب الغرفة وهي تنظر حولها تتأكد من عودة وداد للمطبخ مجددا ثم تسحبت على أطراف أصابعها بهدوء شديد حتى وصلت لباب الغرفة الذي يتركه دائما زكريا مفتوح على مصراعيه حتى أثناء درسهما ابتسمت بخبث شديد وهي تقف جوار الباب تراقبه وهو يحمل مصحفه يقرأ به في هدوء وسکينة كعادته
فتحت فمها باتساع حتى تفزعه أثناء شروده لكنها عادت واغلقته مجددا وهي تستمع لكلماته الهادئة
اتأخرتي كده ايه
صدمت فاطمة مما فعله فكيف اكتشف مجيئها وهو حتى لم يرفع عينه من مصحفه
صوت خطواتك عالي اوي لما تبقي عايزة تخضيني أبقي البسي شبشب بلاستيك من الخفيف وهو مش هيعمل صوت
لوت فاطمة فمها بضيق شديد وهي تتحرك داخل الغرفة ثم تحركت صوبه حتة جلست أمامه تمد مصحفها له وهي تقول بحنق
خلاص عرفنا إنك جامد ومحدش بيقدر يفزعك
ضحك زكريا ضحكات عالية ثم مد يده ممسكا خدها
انظروا لهذه اللطافة هل صغيرتي حانقة علي لأني أفسدت مقلبها حسنا اخرجي مجددا وسوف ادعي الفزع ما رأيك
أبعدت فاطمة يده بحنق أشد وهي تهمس
بتتريق عليا يا زكريا
لا يا قلب زكريا بل لا يهون على قلبي نظرتك الحزينة تلك
وحشني اوي
مين اللي وحشك
تساءل بتعجب شديد وهو ينظر لها لتبتسم وهي تجيب
كلامك ده وغزلك والفصحى دي وحشتني أوي
اه ما هذا الدلال سيدتي فلا انا حمل هذا ولا قلبي قادر على مجابهه حديثك
ضحكت فاطمة ثم قالت له تعرف
انهاردة قرأت جملة حلوة اوي على الفيس وحسيت أنها بتنطبق اوي عليك
نظر لها زكريا بتعجب لتتحدث هي ببسمة تخبره بتلك الجملة
وشخص ترميله عيوبك فيقولك يا جميل
يا جميل
ابتسمت له فاطمة وهي تنظر المصحف في يده ثم قالت ببسمة له وهي تنظر في عينه وقد التمعت عيونها بحماس شديد
انا اخترت الدرس اللي عايزاك تكلمني فيه انهاردة يا زكريا
واللي هو
ابتسمت فاطمة على ملامحه المتبقية ثم قالت
النقاب كلمني عنه يا زكريا
دخل المنزل سريعا بلهفة ليلمحها جالسة على الأريكة رفقة والدته ابتسم باتساع وهو يتجه لهم بحماس
وانا اقول البيت كله منور ليه
نظرت شيماء اتجاه الصوت وهي تدعي الڠضب منه ثم تجاهلته وهي تنظر لوالدته قائلة ببسمة واسعة
وبعدين يا خالتي ايه اللي حصل
يا ختي الست تقولي ما صدقت اخدت بنتها على طول وجريت ت
قاطع هادي ذلك الحديث الشيق بينهما وهو يقول بحنق شديد مشيرا بعينه لوالدته لي أشارة أن تتركهم وحدهم
جرا ايه يا خالتي مش هتعملي عصير لضيفتنا
الخلاط مش هنا
هكذا تحدثت والدته قبل أن تلتفت مجددا لشيماء وهي تكمل حديثها لكنه قاطعها مجددا بحنق شديد وهو يتنحنح
ليه يعني يا ست الكل راح فين الخلاط
زفرت والدته بحنق شديد وهي تنظر له بغيظ
جه ياخده عشان رايح يتقدم لام اشرف خلاص ارتحت كنا فين يابنتي اه ام سعيد قوم