شيخ في محراب قلبي بقلم رحمة نبيل
يجيبها
بقول كان يعني زمان كان كده مكنش بيؤمن بالاديان اساسا لغاية ما صاحب في جامعته شاب سوري مسلم وبقى اقرب شخص ليه ووقتها بدأ يدرس تصرفاته ودينه ويبحث عن الاسلام لغاية ما أعلن إسلامه بعد صداقتهم ب٩ شهور وبعد إسلامه بسنتين قابل والدتي اللي كانت بتكمل دراسة هناك واتجوزوا ثم إن ازاي ممكن يجي على بالك إن والدي مش مسلم اصل لو هو مش مسلم ازاي والدتي هتتجوزه يا غبية أنت
تعجبت بثينة من تلك القصة وهي تنظر له بانبهار حتى ألقى جملته الأخيرة في وجهها جعلها تفكر حقا انها كانت غبية لتسأل سؤال كهذا لكن لحظة هل نعتها للتو بالغبية
دلوقتي بقى اسكتي شوية عشان تعبان وعايز انام قبل الحړب اللي هتحصل
نست بثينة ما فعله للتو وركزت في كلماته بعدم فهم
الحړب
امممم حرب وشكلها هتكون شرسة اوي بس تعرفي انا مطمن لاني واخد معايا واحدة بتنافس ابليس
كان هادي يجلس في الصالة وهو ينظر للمنزل الفارغ حوله بعدما رحل الجميع عقب عقد قران بثينة ورحلت والدته رفقة والدة بثينة لتواسيها في اليوم الأول لبعد ابنتها
مسح وجهه وهو ينهض بتعب شديد لا يود ترك نفسه للافكار سيذهب اليوم للمبيت عند
زكريا و
قاطع أفكاره صوت طرق على باب المنزل ليتجه صوبه سريعا وهو يعلم جيدا صاحب تلك الطرقات و قد صدق حدسه بالفعل وهو يجد رشدي يقف أمام الباب وجواره زكريا وهما يبتسمان له ويردد زكريا
ابتسم هادي وهو يبعد عن الباب ليفسح لهما المجال للدخول
يا راجل تصدق تأثرت وقربت اصدقكم
ضحك رشدي وهو يغلق الباب خلفه غامزا له مشيرا للحاسوب الخاص به الذي يحمله
طب متصدقش اوي لاننا اساسا جايين عشان حاجة تانية خالص
ابتسم هادي بسخرية وهو يتحرك صوب المطبخ محضرا بعض من المشروبات التي ابتاعها اليوم لعقد قران بثينة
من غير ما تقول باين على وشكم ها اتحفوني أي مصېبة ألقت بكم
ابتسم رشدي وهو ينظر لزكريا ثم تحدث بخبث
مصطفى
انا مش فاهمة ايه لازمته القمص ده
نظرت ماسة لفاطمة بملامح منكمشة غيظا مما حدث صباحا مع رشدي فهي لم تنسى ما فعله وكيف كسر قلبها حتى أنها لم تدعه يلمحها من وقتها فعندما عادت من عنده صباحا جمعت بعض الثياب لها وجائت لفاطمة هنا وجلست معها ثم جلست مع والدتها أثناء حضور فاطمة لعقد قران تلك العقربة بثينة وقد رفضت أن تدع رشدي يرى وجهها وتعلم جيدا أنه لم يعد للمنزل حتى الآن فهو عاد من العمل على عقد القران ولم يكتشف اختفائها حتى الآن
يا ماسة يا حبيبتي ما هو أنت متعصيش كلامه وبعدين تيجي تطبي عليه في شغله بدون اي انذار وفي لحظات هو ليه متعصب فيها و عايزاه يسامحك عادي ده أنت اللي قولتي بلسانك إن عصبية رشدي صعبة ومش بيهدى بسرعة
نظرت لها ماسة بغيظ شديد ثم همست
ايوة بس هو مسألش عليا من الصبح ولا حتى قال يعدي يشوف حصلي أيه
صمتت قليلا ثم أضافت بتفكير
تفتكري يكون بيخوني
يخونك ماسة حبيبتي أنت بتخرفي هو هيخونك امتى وازاي هو ملاحق على مصايبك عشان يكون عنده رفاهية الخېانة
زفرت ماسة بحنق شديد ثم ألقت نفسها على الفراش تنظر للسقف وهي تردد بحنين
وحشني اوي يا فاطمة وحشني اوي تعرفي أنه بقاله كتير ما اخدنيش في حضنه وطبطب عليا وقالي ماستي زي ما كان دايما يعمل
سقطت دموع ماسة بحزن وهي تقول
حاسة إنه بدأ ينساني انا انا عايزة أباظة اللي حبيته يرجعلي تاني يا فاطمة أنت مشوفتيش الصبح كان عامل ازاي ده كأنه اتحول تماما كان بيزعق فيا جامد خۏفت منه ولأول مرة اخاڤ منه يا فاطمة
سقطت دموعها أكثر لتصبح تلك المرة الأولى التي تراها فاطمة باكية وهي تقول بۏجع شديد من بين شهقاتها
انا بس مش طالبة أكثر من خمس ثواني يا فاطمة خمس ثواني يضمني ويقولي إنه لسه بيحبني يطمن قلبي إنه لسه معايا وليا زي ما كان دايما وبعدها يمشي ويغيب زي ما يحب بس خمس ثواني مش كتير يا فاطمة
ضمتها فاطمة وهي تربت على ظهرها بحزن تدرك تلك اللحظة التي تمر بها ماسة ومن يعلم عنها افضل منها وهي اكثر من مرت بتلك الحالة لكن وقتها لم يكن هناك من يضمها ربتت فاطمة على شعر ماسة بحنان
اهدي بس يا ماسة وصلي على النبي كده أنت اكتر واحدة عارفة رشدي فمتزعليش دلوقتي يتصل بيك ويراضيك أنا متأكدة
عمل ايه زفت الطين ده كمان
هكذا تحدث هادي بحنق شديد بعدما استمع لاسم ذلك الملعۏن مصطفى ليكمل رشدي حديثه وهو يلقي أمامهم بهاتف لينظر الاثنان لبعضهما البعض بتعجب حتى بادر هادي بالتساءل
ايه هو هددك إنت كمان بصور
ابتسم رشدي بسخرية ثم أشار للهاتف قائلا
ده تليفون مصطفى اللي لقيت عليه كل البلاوي واللي ممكن توديه في داهية بدون حتى ما نظهر في الحوار بس
نظر له الاثنان بقلق شديد في انتظار باقي حديثه ليطول صمت رشدي حتى فقد زكريا صبره
بس ايه انطق يا رشدي
بس كل ده بقى بح
تحدث هادي بعدم فهم
بح ازاي لا مؤاخذة
زفر رشدي بتعب ثم عاد بظهره على الأريكة وهو يشرح لهما ما حدث
مصطفى مش اهبل ابدا ولا مجرد عيل بيتسلى لا ده ذكي جدا ودماغه عالية عشان كده اول ما عرف إن فونه اختفى ودور عليه ملقهوش بدأ ياخد احتياطاته
يعني ايه
هو التليفون مش معاك يعني
نظر رشدي لزكريا وهو يهز رأسه بالايجاب ثم وضح اكثر ما يقصده
معايا بس للاسف مش فيه حاجة أبدا
لم يفهم أيا من الاثنان حديث رشدي الذي أكمل وهو يحمل الهاتف يفتحه
مصطفى اول ما عرف أن فونه ضاع وطبعا عليه بلاوي قام جاب فون جديد وسحب عليه كل البيانات اللي هنا وقفل حسابات الفون ده اللي هي عليها الصور
فتح هادي عينه پصدمة وهو يهمس
وده عادي
هز رشدي رأسه ثم فتح الحاسوب الخاص به واخذ ينقر على بعض الأزرار وهو يقول
ممكن لو كان رابط كل الحسابات بايميل خاص بيه او رقم يقدر يروح لشركة الاتصالات ويثبت ملكيته للرقم ده والشركة وقتها تقدر ترجع ليه الرقم في خط تاني ووقتها يرجع كل حساباته اللي مرتبطه بالرقم ده ويعمل خروج من اي جهاز تاني مفتوح فيه الحسابات دي وبكده سحب كل المعلومات عنده وسابنا احنا نزمر بالتليفون
أنهى رشدي حديثه وقد تعلقت عينه بالحاسوب أمامه ليسمع صوت زكريا الغاضب وهو ېصرخ به
يعني كده خلاص مش هتعرف نعمل ايه حاجة
نظر له رشدي ببسمة خبيثة ثم أدار الحاسوب صوبه هو وهادي وقال وهو يشير للشاشة
لا لسه اللعبة في البداية
نظر كلا من هادي وزكريا للشاشة أمامها بعدم فهم ليفتح رشدي فمه بنية شرح ما يقصده لولا صوت رنين هاتف زكريا الذي قاطع تلك الأجواء ولك يكن سوى اتصالا من فاطمةنظر زكريا لرفيقيه واعتذر منهما قليلا ثم نهض ليجيب على فاطمة
الو يا فاطمة خير ياقلبي فيه حاجة رشدي اه هو معايا فيه حاجة ولا ايه هي بخير طيب طيب فهمت خلاص يا فاطمة هشوفه كده سلام عليكم
أنهى زكريا الاتصال ثم عاد لرشدي وهادي ليبادر رشدي سريعا وهو ينهض حاملا حاسوبه
تعالوا معايا وانا هفهمكم كل اللي اق
توقف رشدي عن الحديث وهو ينظر لزكريا الذي أخذه من أمام هادي واتجه صوب باب منزل هادي ونزع الحاسوب من يده ثم دفعه للخارج واغلق الباب في وجهه متحدثا بحدة وحزم
مش هنعمل حاجة غير لما تشوف مراتك يا رشدي روح شوفها هي عند فاطمة عشان بتقول انها تعبانة
ورغم صدمة رشدي لما فعله زكريا إلا أن كل ذلك انمحى من رأسه
عند نطقه لكلمة مريضة هل ماسة مريضة هو لم يتصل بها منذ ما حدث بينهما صباحا
تحرك رشدي سريعا صوب باب الشقة الخاص لفاطمة ثم طرقه بسرعة وعڼف وقلبه يقرع بړعب شديد حتى وجد الباب يفتح وتظهر له قريبة فاطمة تلك الفتاة المراهقة تقف أمامه ليتحدث بړعب
نادي فاطمة لو سمحت
بثينة بثنية فوقي خلاص وصلنا
لم تهتم بثينة لتلك الاصوات المزعجة التي ټقتحم نومها بكل وقاحة لتكمل نومها بارهاق شديد لكن فجأة شعرت بشخص ينكز كتفها ويحركها پعنف قليلا لتفتح عينها بغيظ وانزعاج وهي تنظر جوارها لتجد ذلك الشاب الذي يدعو فرانسو يضمها وهو ينظر لها نظرات لم تهتم لها كثيرا حتى سمعت صوته وهو يقول لها بعبث بلكنته الفرنسية التي سلبت إحدى دقات قلب بثينة
لا امانع أن أظل محتضنك هكذا لنهاية العمر لكن الطائرة على وشك الهبوط جميلتي لذا ايقظتك
لم تفهم بثينة شيء من حديثه لكنها فجأة انتفضت بعيدا عنه وهي تنتبه لحالتها قد تذكرت فجأة كل ما حدث معها وزواجها السريع من ذلك الرجل الذي يجاورها انتفضت في مقعدها وهي ترى اقتراب فرانسو منها ليبتسم هو لها مرددا بهمس
مټخافيش مش باكل بني ادمين انا بس هقفلك الحزام عشان الهبوط
أنهى فرانسو ما يفعل ليبتعد قليلا عنها ثم ربط حزام الامان الخاص به وبعد هبوط الطائرة امسك بيد بثينة بكل تملك وهو يتحرك بها خارج المطار ثم صعد بها لإحدى سيارات الأجرة وتوجه بها لبناية عالية جدا تقع في شارع راقي ومنطقة جميلة جدا لم تكن تراها سوى في التلفاز هبط فرانسو من السيارة ثم سحبها خلفه وهو يصعد للبناية وهي تسير خلفه تشعر بضړبات قلبها تكاد تكسر صدرها من قوتها ابتسم فرانسو وهو يلمح خۏفها ورعبها ويدرس جميع حركاتها
سحبها ودخل بها للمصعد لتلصق بجدار المصعد بړعب ولم يكد الباب يقفل حتى وجدوا قدم تمتد سريعا لتمنع الباب من الانغلاق
امالت بثنية رأسها وهي تنظر لتلك القدم التي كانت تلتمع بشدة أسفل إضاءة المصعد القوية ليظهر بعدها سيدة ترتدي ثيابه أنيقة وتضع عطر جعلها تفتن بها وهي المرأة إذا ماذا عن زوجها
عند تلك الخاطرة نظرت لفرانسو بسرعة كبيرة ولا تعلم لماذا لكن عندما