نوفيلا وصمات بالجملة بقلم رحمة سيد
پألم خاڤت وهو يزمجر فيها بهيستيرية
ڠصب عنك او بمزاجك هعرف هو مين وهشرب من دمه
وعند نطق كلمته الأخيرة زاد هزها لرأسها بالرفض ودموعها تنهمر كالشلال على وجنتاها دون توقف لن تستطيع المخاطرة ابدا إن فعلت وأخبرته ستقوم قيامتهم جميعا فغمغمت بسرعة علها تستطع إقناعه بما لا تقتنع به هي نفسها
حتى لو عرفت مفيش حاجة هتتغير مش هتقدر تغير اللي حصل من خمس سنين
متحاوليش تلمسيني دلوقتي عشان مش ضامن رد فعلي ولو لمستك مش هاسيب حتة فيكي سليمة
اقترب هو منها وهي تبتعد بتوجس حتى أصبح على بعد إنش واحد منها وجهه أمام وجهها مباشرة وأنفاسه السريعة من الإنفعال كاللهب تلفح وجهها الأبيض الذي زاد شحوبه حينما استطرد بخفوت حاد مرعب
كانت دقاتها عالية وكأنها في سباق خطېر والذعر يفرض سيطرته على كل خلاياها منه ومن القادم! فهمست له بوهن كقطة وديعة تتوسله الترفق بها
متخوفنيش منك يا عمار بالله عليك
لأ خافي وخافي أوي كمان أنتي مشوفتيش غير عمار الحنين الطيب اللي كان بيعاملك كأنك بنته مش مراته مشوفتيش عمار لما لما يتجنن بيبقى عامل ازاي
اللي عمل كده حد من العيلة صح
لمعت عيناها بارتجافة ظهرت لعيناه المترصدة لأي رد فعل منها فتابع بتلهف لأي طرف خيط ودون حساب لكلماته
فسارعت هي تهز رأسها بسرعة نافية في ذهول افترش على قسماتها وبإستنكار أجابت
لا طبعا أنت مچنون أنت بتقول إيه!
فصړخ فيها بصوت عالي حاد
امال ميييين أنا هاتجنن فعلا وهاوريكي إيه هو الجنون الحقيقي لو معرفتش هو مين
فضيقت هي عيناها في قلة حيلة تهمس له بنبرة لملمت شتات حروفها بصعوبة
ولكنه قاطعها حين استدار ليفتح الدولاب ويخرج منه ملابسها بعشوائية في حقيبة سفر جازا على أسنانه يجاهد نفسه حتى لا يخرج كل غله وغضبه فيها فسألته هي بغباء وكأنها لا تستوعب
أنت بتعمل إيه
لتشهق متفاجئة حينما ألقى
بالحقيبة عند أقدامها وهو يخبرها بصوت جامد قاس
روحي عند أهلك مش عايز أشوف وشك إلا بعد ٣ ايام تحسبيها كويس وتيجي وتقوليلي مين ال اللي عمل كده
ما إن أنتهى كلاهما من تغيير ملابسهما كروتيين معتاد في هذا اليوم وقفت هي أمامه تفرك أصابعها بتوتر جلي مضاعف فوق قدرتها على الإحتمال
أسبلت جنة جفناها بذهول لا تصدق أنها وأخيرا تسمع كلمات الغزل من عمار عمار الفظ الجامد الذي كانت تشعر احيانا أنه يكرهها كلماته تسربت لمنابت روحها لتروي جفافها بعد غياب
فالتوت شفتاها هامسة بأسمه في ذهول
عمار
فأحاط وجهها بين يداه الخشنة هامسا ولوعة العشق تشتعل بين ثناياه
قلب عمار وروح عمار اللي كانت غايبه عنه
نبضاتها تعلو أكثر فأكثر وهي تهمس له بصوت عذب خجول
أنا أنت آآ ماتجوزتنيش يعني عشان بنت عمك وواحدة مناسبة وكده بس
فبدأت اصابعه الخشنة تتحرك ببطء ونعومة فوق قسمات وجهها لتزيد من ربكتها وصوته الأجش يأتيها كسيلان عاطفي تتعرض له للمرة الأولى وهو يقول
لما حسيت ناحيتك بحاجة قولت مش هينفع هي صغيرة ليه تظلمها معاك وأكيد هيبقى قدامها فرص كتير أحسن منك ودماغها لسه طفولية شوية وأنت كبير وناضج ودماغك غيرها ومش هتنفعوا مع بعض بس ڠصب عني مشاعري كانت بتزيد ناحيتك يوم بعد يوم وانا شايفك زي الوردة اللي عماله تفتح قدامي يوم بعد يوم لحد ما أمي اقترحتك عليا وهي بتدورلي على عروسة ساعتها قلبي دق اوي
وقولت معقول تكون هي نصيبي الحلو من الدنيا ومتشالي وبصراحة كده ما صدقت وروحت اتقدمتلك وقررت ماحرمش نفسي من الجنة واتخطبنا بس قررت ماصارحكيش بمشاعري غير وانتي مراتي عشان مش
ضامن رد فعلي بعد ما أعمل كده وعشان ربنا يباركلنا
يراها بهذا الكمال لدرجة أن يبخل على نفسه بها وهي التي تخدعه بتلك الطريقة!
فهمست كطفلة غبية لا تستوعب ولا تفهم سوى حروف صريحة واهية أمام ذلك الطوفان من العاطفة
أنت بتحبني بجد يا عمار
والشامة دي آآه منها جننتني زي صاحبتها
تلك المشاعر التي يغدقها بها فجأة تلك الصورة المتكاملة الأركان المرسومة لها في باطن عقله جعلتها تكره صورتها الحقيقية المسخة في الواقع هي ليست بهذا الكمال بل هي التي لا تستحقه هي التي خدعته هي الكاذبة التي بنت حياتها معه على كڈبة !
ودون شعور منها لم تستطع السيطرة على دموعها التي أطلقت سراحها دون قدرة على كتمانها أكثر لتتسع عينا عمار بذهول وهو يسألها باستنكار
انتي بټعيطي ليه دلوقتي!
ولكن لم تجيبه بل استمرت في بكائها وهي تمسح عيناها بطرف ملابسها كالأطفال ليسألها بنبرة متخبطة متوترة
طب أنتي مش بتحبيني ومش عايزاني طب هما أجبروكي توافقي عليا
فهزت رأسها نافية وبنبرة طفولية من بين بكاءها ردت بتلقائية
لأ انا بحبك
حينها أطلق عمار زفير عميق مرتاح وكأنها حررته من سجن القلق الذي حپسه لثوان ليمسح دموعها برفق وهو يسألها في حنو وكأنه يتحدث مع طفلته الصغيرة وليست زوجته
طب ممكن أفهم بټعيطي ليه دلوقتي
فلم تجيب سوى بنفس الاجابة وكأنها لا تحفظ سواها
عشان بحبك
كلمتها البسيطة التي تكررها على مسامعه للمرة الثانية في نفس الدقيقة حبست أنفاسه وشعر كأن احدهم يطلق المفرقعات بين خلاياه في تلك اللحظة
ليضحك بخفوت ثم داعب طرف أنفها بأنفه وهو يشاكسها متمتما
نكدية بس قمر
ابتسمت هي الاخرى دون ارادة منها ليسألها بصوت عميق مبحوح
قوليها تاني
ثم أشار لها بأصابعه محذرا
بس من غير عياط وحياة امك مهو انا مستناش سنة قبل ما اخطبك وسنة بعد ما اخطبك عشان في الاخر تيجي تقوليهالي وانتي بټعيطي!
تعالت أنفاسها بتوتر رهيب ولكنها لم تبخل عليه فهمست برقة أذابت المتبقي من ثباته
بحبك يا عمار
لم ينتظر أكثر
حاولت الاستسلام لتلك الموجة من العاطفة التي تسحبها ولكن كلما أغمضت عيناها مع حركة يداه شعرت بذاك الکابوس يعود من جديد ليتجسد أمامها في تلك اللحظة !
فابتعدت عنه مسرعة وهي تهز رأسها نافية ليعقد عمار ما بين حاجبيها متسائلا
مالك يا حبيبي
فعضت هي على طرف شفتاها بحرج شديد وهي تهمس له بتوسل خفيض
خلينا نستنى شوية والنبي يا عمار
ظن عمار أن الخۏف مثبت بقلبها كأي فتاة ليلة زفافها فأومأ لها برأسه يبثها الأمان
ماشي يا حبيبي مټخافيش وقت ما تحبي وتبقي مستعدة
هل كانت تضمن أن سمعتها لن تكون علكة في أفواه الناس هنا وهناك
إنتهت من تنظيم ملابسها في تلك الحقيبة ثم بدأت تغير ملابسها
بعد ساعات قليلة
عاد عمار بعد ساعات لم يكن بها يعرف أين وجهته او ماذا يفعل كل ما يعرفه أنه منزوع الشعور بالحياه وما فيها داخله شعلة ڼار ضارية تسكب عليها أفكاره كالزيت لتزيدها سعيرا
وصل أمام
باب منزله فتنفس بعمق