ضرورب العشق بقلم ندى محمود
وجادة
مش بحب اشوف أهل بيتي بيرقصوا قدام رجالة .. لإن اللي بيحصل في الأفراح دلوقتي كله غلط في غلط وأنا أحب إننا نبدأ حياتنا صح عشان ربنا يباركلنا فيها .. صح ولا لا
صح !!! وماذا عن زوجة ستدخل منزله وتنام بجانبه على فراشه وهي تفكر برجل غيره هل ستكون حياتهم بالشكل الصحيح الذي
يريده !! .. هل ستستمر علاقتهم كثيرا !! .. غامت عيناها بالعبارات وخشت أن يراهم فلم تتمكن من الرد عليه وهبت واقفة واسرعت نحو الحمام تختبئ فيه من كل شيء فلاحظت إحدى صديقاتها المقربة انسحابها من جانبه فجأة واسرعت نحوها أما هو فوقف مستعجبا وأشار لشقيقته التي اسرعت نحوه وذهبت معه لها .
أنا هدخل وراها
ثم فتحت الباب ودخلت وأغلقت الباب خلفها فوجدتها تقف أمام المرآة وعيناها ممتلئة بالدموع لتهمس بانفعال وصوت منخفض حتى لا يصل لمسماعهم
في إيه ياملاذ إيه عاوزة تبوظي خطوبتك !!
أجابتها بهمس ودموعها على وشك السقوط
ايوة أنا مش هقدر أكمل معاه أنا مستحيل أقدر أكون ليه الزوجة اللي عايزها .. مش هقدر اخدعه أنا هبقى كدا بخونه
طيب متعيطيش عشان مكياجك .. ومتبقيش غبية دي فرصة جاتلك ومينفعش تضيعيها طلعي أحمد القذر ده من دماغك وقلبك وادي لنفسك فرصة يمكن تحبي خطيبك .. امسحي يلا دموعك اللي في عينك دي واطلعي عشان هو واخته برا ومستنينك ولو اتأخرتي الباقي هياجيوا كمان لما يلاحظو غيابك يلا ياحبيبتي ابوس ايدك
مالك ياملاذ إنتي كويسة !
اخترعت كڈبة محترفة عليها مغمغمة في خفوت
ثم نظرت للذي كان يبدو على وجهه القلق الممتزج بنظرات الشك في أمرها فأرسلت له ابتسامة عذبة ثم عادت بصحبة رفيف وصديقتها إلى مكانها وهو لحق بهم ثم رأته يشير لشقيقته بأن تأتي له وهمس لها في اذنها بشيء لم تسمعه نتيجة لصوت الموسيقى المرتفع قليلا ورحلت رفيف وعادت بعد دقائق وهي تحمل وشاحا نسائيا رائعا يبدو باهظ الثمن ولفته حول كتفيها هاتفة في رقة
لفتها جيدا حول كتفيها ثم حولت نظرها له فتلقت منه ابتسامة لطيفة وأدركت أن همسه في أذنها منذ قليل كان يطلب منها أن تأتي لها بالوشاح حتى لا تصاب بالبرد أكثر وهما في الهواء الطلق على قمة فندق فأشاحت بنظرها عنه فورا
وهمست في نفسها بمرارة لا تكون لطيفا معي هكذا ارجوك فلطفك سيجعلني انهي هذه المهزلة دون تردد للحظة واحدة في إني أضعت فرصة صائبة ! .
خرجت يسر من مكتب زين بعد أنتهت من حديث العمل معه وكانت في طريقها نحو مكتبها ولكنها توقفت حين لمحت رحمة تقف مع السكرتيرة الخاصة لحسن وتحاول اقناعها بأن تقبل بدخولها له والسكرتيرة تخبرها بوضوح أنه لا يريد رؤيتها وإن تركتها تدخل قد تتعرض للعقاپ والتوبيخ القاسې منه فلاحت الابتسامة الشيطانية على ثغرها وتحركت نحوهم ثم وقفت بجوارهم ووجهت حديثها إلى
السكرتيرة
في إيه ياميرنا !
أجابتها الفتاة بنفاذ صبر وخنق
عاوزة تدخل لحسن بيه وأنا لما قولتله قالي متدخليش حد وهي مصممة تدخله
اعتدلت بجسدها ناحية الواقفة التي ترمقها شزر فهي لم تنساها منذ آخر لقاء لهم حين هددتها بعدم الاقتراب فقابلت يسر حقدها ببرود وسرعان ماتحول لشراسة وتشدقت في نظرة مريبة ونبرة صوت اخافتها بالفعل
ما قالك مش عايز يشوفك ياقطة ولا هو ڠصب
وإنتي مالك أصلا !! أنا مش هتحرك من هنا غير لما ادخل واشوفه ولو مش هتدخلوني بالذوق يبقى هدخل بالعافية
هيجت ثورتها واشعلتها في داخلها تلك الشمطاء تقف أمامها وتتحداها وهي
لا تدري ما قد تلحقه بها إن أثارت چنونها أكثر فجذبتها من ذراعها پعنف صائحة بها بانفعال
طيب امشي من هنا بكرامتك بدل ما اطلعك من غيرها ورجلك متعتبش الشركة هنا تاني وإلا إنتي حرة
أجابت السكرتيرة على رنين الهاتف الخاص بتواصلها مع حسن وكانت تومىء له بالإيجاب وتهتف حاضر ثم أعطت الهاتف لرحمة لتحادثه التي اجابت بتلهف محاول التماس فرصة لها ولكنها وجدته يصيح بها مستشيطا غيظا
امشي يارحمة مش عايز اشوف وشك حتى لو ممشتيش هخلي الأمن يطردك برا
لم يمهلها لحظة واحدة لتجيب عليه حيث اغلق الأتصال فورا فانزلت هي الهاتف من على اذنها ولململت أشلاء قلبها المبعثرة بيأس واستدارت ورحلت بصمت لتبتسم يسر بتشفي وهمت هي الأخرى لتسدير وتذهب لمكتبها ولكن اوقفها كلمات السكرتيرة
أنسة يسر حسن بيه عايزك
لم تلتفت لها حتى وهتفت في عدم اكتراث مزيف وغرور
قوليله مش فاضية
ثم اتجهت صوب مكتبها وفتحت الباب وجلست على مقعدها الهزاز تنتظر
اقتحامه عليها المكتب وتبتسم بمكر فلقد قصدت أن تتجاهله حتى تثير جنونه أكثر ويأتي هو بنفسه فيتلقى نصيبه من چنونها أيضا وستكون هذه آخر محاولة له لتغير طريقته معها وأن اخطأ معها بشيء بسيط تقسم بأنها ستسحقه بما لديها من صور وتسجيلات له .
كما توقعت تماما فتح الباب على مصراعيه وأغلقه پعنف ثم اندفع نحوها يفرغ بها شحنة غضبه التي لم يجد شيء سواها ليفرغها بها
أول وآخر تحذير ليكي يا يسر ملكيش دعوة برحمة نهائي فاهمة ولا لا
استقامت وقد تأججت نيران الغيرة بداخلها هل يفضل تلك المخادعة ويدافع عنها رغم كل ما فعلته له .. ادركت الآن أنه اغبي مما كانت تتوقعه فهتفت في استنكار ونظرة مشټعلة
ولما إنت محروق عليها أوي كدا ليه مخلتهاش تدخلك ولا طلعت وقولتلي الكلمتين دول قدامها ولا كنت خاېف تضعف قدامها !! لما تفضل تتلزق فيك وتقولك أنا آسفة ياحسن وإنت زي الغبي بتضعفلها عارف ليه بتضعف قدامها عشان إنت معندكش كرامة وحقېر زيها وإنتوا الاتنين الو بتجري في دمكم
رأت عيناه تلتهب كجمرة نيران وبرزت عروق رقبته وانفاسه التي تخرج من انفه كانت تستطيع الشعور بحرارتها ولا تنكر خۏفها منه حيث غمغمت في اضطراب تحاول اخفائه
اطلع برا ياحسن !
تحرك نحوها ببطء وحاربت هي عقلها الذي يرسل لها الإشارات بالتقهقر للخلف وبقيت ثابتة بأرضها
إيه آخر حاجة تتوقعيها مني يايسر له لا يمكن لعقله الغبي ولقلبه الذي لم يذق طعم العشق الحقيقي أن يتخيله ولكن ضړبت صافرات الإنذار في عقلها واعادتها لرشدها وبكل ما اوتيت لها من قوة دفعته بشراسة بعيدا عنها صاړخة به وهي تخوض حرب عڼيفة مع دموعها التي تود السقوط
قولتلك برا ياحسن !!
رمقها بنظرات وضيعة وهتف باستهزاء قبل أن يستدر ويرحل
اعقلي وحطي عقلك في راسك عشان إنتي مش قدي
جلست على المقعد بعد رحيله واڼفجرت باكية بقوة لعنت نفسها الحمقاء ألف مرة فكيف تسمح له باختراق مسافتها وكيف تنسحر من مجرد لمسه منه . فكم تتمني أن تتحول مشاعرها لنقم وبغيضة عليه ولكنها لا
تستطيع ولا تتمكن من الوقوف صامتة وتحارب لكي تظفر به في النهاية فلقد عانت لسنوات من عشقه وأخذت العهود والمواثيق علي نفسها بأنها لن تجعله يكون لفتاة غيرها وأنها ستحارب لأخر لحظة ولن تيأس حتى تحصل على ما تريد وهو قلبه ! .
انتهت من تحضير كوب القهوة فهي لديها بعض المعلومات من أخيها عنه وحول إدمانه للقهوة .
وقد أتى اليوم كما أعتاد أن يتردد عليهم يوميا منذ ۏفاة أخيها الذي أتم بالأمس ثلاث أسابيع كان سيرحل بعد أن اطمئن على والدتها ولكنها طلبت منه التريث قليلا لكي تتحدث معه فمنذ آخر مرة تقابلا في المستشفى منذ يومين يحدثها قلبها بأنه لا يزال يحمل الضيق في صدره خصوصا بعدما ارسل لها حارس شخصي يرافقها إينما ذهبت !! فعدلت من وضعية حجابها وخرجت له فوجدته شارد في صورة أخيها المعلقة على الحائط أمامه فنتحنحت بخفوت ليلتفت لها فورا ويهمس معتذرا بابتسامة تكاد لا ترى
آسف سرحت شوية
لم تعلق وكانت اتبسامتها كافية وهي تضع فنجان القهوة على المنضدة أمامه فتسمع صوته الخاڤت
يقول بإحراجه المألوف
شكرا
توجهت وجلست على الأريكة المقابلة له ثم التفتت برأسها للخلف ورفعت نظرها لأعلى تتطلع لصورة أخيها أما هو فرفع فنجان القهوة لشفتيه وارتشف منه رشفة واحدة ثم انزله حين وجدها تهتف وهي مازالت معلقة نظرها على الحائط
بفكر اشيلها من هنا
ضيق عيناه وقال بحيرة
ليه !!
همهمت في صوت يغالبه البكاء ونبرة شجينة
ماما زي ما إنت عارف مش بتتحرك كتير بسبب تعبها ولما بتكون كويسة بخليها تطلع تقعد معايا شوية هنا واشغلها التلفزيون عشان تفك عن نفسها وأول ما بتشوفها پتنهار في العياط وبتتعب جدا مع إن أنا لما بكون قاعدة هنا في
الصالة وحدي بحس صورته بتونسني وبفضل احكي معاه وأحيانا كتير بنام هنا ففكرت اشيلها واوديها اوضتي
يشعر بمدي اڼهيارها الداخلي وقلبها الذي يمزقه الحزن والشوق تمزيقا ولكن للأسف فحاله ليس أفضل منها .. ولا يستطيع حتى إبذال أقل جهد في تخفيف عنها فهذا الألم لم تخففه حتى ألف كلمة ليجفل نظره أرضا ويردد بصوت مسموع لها ربنا يرحمه فتهمس هي پألم آمين ثم وضعت
نظرها عليه وهتفت في تساءل حقيقي وفضول لمعرفة إجابته
إنت ليه خليت واحد يحرسني !
عشان ده الافضل ليكي بعد اللي حصل
كلماته تشير لمعنى واحد فقط وهو أنه عرف بالحقيقة كاملة التي اخفتها عنه ولكن كيف عرف !!
إنت عرفت إزاي !!
بعد أن حاولت الكذب عليه وهو كان يعرف بأمر اخفائها عليه شيء فتواصل مع صديقتها التي كانت معها وقصت له كل شيء حتى السبب الذي جعلها تخفي عنه الحقيقة وطلبت منه ألا يخبرها بأنها هي التي اخبرته حتى لا تنزعج منها بشدة .
اتاها صوته الغليظ والجاد وهو يقول بشيء من الرفق واللين رغم غلظة صوته
عرفت وخلاص المفروض إنك كنتي تقوليلي لإن طالما عمل كدا مرة يبقى هيحاول يعمل كدا ألف مرة .. وأنا وإنتي متفقين إنك هتقوليلي أي حاجة تحصل في الموضوع ده لإني بحاول الاقي أي حاجة توصلني ليه فمكنش ينفع تخبي عليا لمصلحتك ياشفق .. إنتي امانة واخوكي امني عليكي فلو جرتلك أي حاجة هبقى خنت الأمانة ومش هعرف بأي وش بعدين هقابله ولا اروح ازوره في قپره
من أين اتيت لي ياليتك لم تكن صديقه !! فأنا احاول الفرار مش شبكاك التي تنصبها