ودق قلبي بقلم شيماء سعيد ( ام فاطمة)
...لا لو سمحت احنا خلاص موضوعنا انتهى .
وهخلى الولاد عندى لغاية ما يملوا ويقولوا عايزين نروح .
ساعتها هخلى عبد الرحمن يرجعهم تانى .
بس تقدر تطمن عليهم بالتليفون .
ثم قالت بثبات زائف بس قبل ما امشى لازم تطلقنى .
رأى زين فى عينيها الحب رغم دموعها .
فرأى أن يصبر عليها مرة أخرى فقال بمكر
ممكن نأجل الموضوع ده شوية لغاية ما الولاد يرجعوا .
فحاول زين كتم ضحكاته مرددا ...مش أنت اللى عايزة .
انا عن نفسى لا مش عايز .
أنهار بزيف مصطنع ...اه اه عايزة .
وڠصب عنك هتطلقنى .
لتخرج والدة زين مرددة بحنو ...يا بنتى اخزى الشيطان ده زين بيحبك .
واه صح أنت شبه المرحومة لكن مش ده كل حاجة.
يا بنتى .
ده كفاية طيبة قلبك .
خجلت أنهار من حديث سهير ولكن كرامتها لم تتحمل أن تكون مجرد بديل وعليه أن يثبت لها أنه يحبها مثل ما تحبه وأكثر .
أنهار ...معلش يا امى سامحينى صدقينى صعب عليه اوى .
سهير ...على العموم يا بنتى اهو الولاد معاكى ولولا انك غالية عندنا اوى مكنتش هسبهم .
بس عشان تعرفى احنا بنحبك قد ايه .
ثم حملت أنهار الصغير سليم وتمسكت بيد سالم قائلة ...يلا بينا يا ولاد .
زين ...استنى هوصلك طبعا .
أنهار ..لا ملهوش لزوم انا هاخد تاكسى .
زين ..لا طبعا مينفعش انت نسيتى انك لسه مراتى .
وكنت حلم جميل بس للأسف .
أنهار پألم ..دى فترة وهتنتهى .
زين ...طيب لغاية ما تنتهى ثم حدث نفسه لما أموت أن شاءالله انت مراتى وليا حق عليكى ويستحيل اسيبك تمشى لوحدك .
ثم أتت سهير ببعض ملابس الصغيرين لينطلق بعدها زين بهم فى سيارته .
ثم فتح المذياع لتصادف اغنية أشعلت وجدان أنهار كلما نظر لها زين وهمس بها بكلمات الأغنية
فكرت كتير في الدنيا دي
لو مش هعيشها معاك يا حبيبي هعيشها لمين
متخيلهاش ومتحلاش يوم في عيني
ده إنت وجودك ماليها يا نور العين.
ولكنها حاولت تجاهله رغم لين قلبها وظلت تنظر للطريق حتى لا يرى الضعف فى عينيها .
زين بمكر ...ليه عشان بس اطمن على الولاد وهنزل على طول .
أنهار ...ملوش داعى ثم نظرت إلى سالم قائلة ...عايز بابا فى حاجة يا حبيبى ولا خلاص تقوله باى باى .
سالم مشيرا إلى والده ببرائة ...باى
باى يا بابا وسلم على تيتا .
أنهار ...اه يا حبيبى .
سالم ...طيب روح انت يا بابا .
يلا بينا يا ماما .
فكتم زين غيظه ولكنه دق الأرض بقدميه وحدث نفسه ...كده يا سلوم يا بتاع مصلحتك بتبيع أبوك .
أما أنهار فنظرت إلى زين بطرف عينيها
لترى الغيظ فى وجهه فابتسمت ثم أسرعت بالطفلين إلى شقتها .
اما هو فعاد إلى منزله يفكر ماذا يفعل مع تلك المراوغة .
التى استأثرت على قلبه .
زين ...مفيش غيره محمد هو اللى هيقدر يطلعنى من المشكلة دى .
انا لازم اتصل بيه .
فرن هاتف محمد فنظر للشاشة قائلا ....ابو نسب .
كويس أنه اتصل عشان اشتكيله من اللى مغلبانى ده ومطلعة عينى .
الووووو ازيك يا هندسة .
يرضيك كده .
فابتسم زين قائلا ...جبتك يا عبد المعين تعنى .
محمد....يا كبدى يا خويا هو انت لحقت .
عملت ايه فيك تانى
انا عارف الصنف كله ضارب باين .
ويقولوا علينا احنا المفتريين .
بس هنعمل ايه فى احفاد ريا وسکينه دول .
زين ....بس انت تحمد ربنا برده انك احسن منى على الأقل مراتك دخلت بيتك.
لكن أنا يا عينى عليا دى بتقولى طلقنى قبل ما تدخل بيتى .
فاڼفجر محمد ضاحكا مرددا ...لا انت حالتك صعبة اوى يا ضنايا اكتر منى .
مع أن أختك مدوخانى .
تصور تتصل بيه وانا تحت تقولى الحقنى يا محمد بولد .
اقولها تولدى يا بنتى ده احنا مكلمناش اسبوع مجوزين .
تقولى .....مش مصدقنى خلاص .
يا تلحقنى يا متلحقنيش .
فقوم أجرى على البيت اشوف المچنونة دى .
ملقهاش فى الشقة والاقى ورقة مكتوب فيها
محمد انت موففتش جمبى فى تعبى عشان كده انا سبتلك البيت ومشيت .
كنت هتجن والله .
ولسه هخرج ادور عليها لقيتها طالعة من الدولاب وعلى ايديها العروسة وبتقولى خد بنتك مهنش عليا احرمها من ابوها .
فضحك زين مرددا ...انا عارفة أن زينب لاسعة بس مكنتش اتخيل انها للدرجاتى .
محمد ..اه يا خويا والله ده مش مبطلة مقالب فيه .
المهم دلوقتى حرمك المصون عملت فيك ايه
فقص له زين ما حدث بينهما فضړب محمد على جبهته بيده قائلا ....اخ وعرة جوى جوى دى .
بس بعون الله كل مشكلة وليها حل .
زين ضاحكا ...جول يا واد عمى جول الحل .
محمد ...الحل فى الهشتكة .
زين متعجبا ...هشتكة ايه ابنى انت لسعت زى زينب .
محمد ...افهمنى بس سحر الستات فى ودنهم.
دلعها واديها اتنين كيلو حنان على تلاتة هيام وحب .
وزود اهتمام .
هتلاقيها دابت ومش بعيد تقولك هو اليوم الموعود امتى .
فضحك زين ... أجرب .
محمد ...جرب ومتنساش تزود حبهان .
يعنى تحسسها انك بتحبها لنفسها وتبرهن على كده مش عشان شبه المرحومة بس .
يعنى بالبلدى تنفخ فيها لغاية متفرقع .
ومعلش استحمل ردة فعلها فى الأول لو نشفت دماغهاواعصر على نفسك لمونة .
بس كده كده هتدعيلى والله .
زين بضحك....
انا بدعيلك من غير حاجة .
محمد ...مش باين من اللى اختك بتعمله فيا ادينى سمعها بتكركب جوا وترزع ربنا يستر.
ثم تابع بقوله
ابقا اتوضى يا زين يا خويا قبل ما تدعى .
زين بضحك ...حاضر ربنا يهدهالك .
ثم اغلق معه الخط .
ليرسل رسالة اللى أنهار تلك العنيدة التى شغلت عقله .
إن لم احبك أنت فمن أحب .
وانا لم اعرف معنى الحب الا عندما نظرت إلى عينيكى .
فعينيكى كأنهار متدفقة من الجنة .
فأروى ظمئ اشتياقى واخمدى ڼار البعد قبل أن تحرقنى .
وصلت رسالته إلى أنهار فابتسمت وأعادت قرائتها مرارا وتكرارا ثم حدثت نفسها .
قلبى بحبك كالبركان كلما اقتربت منه زاد احتراقا .
فويل قلبى منك ولأين أهرب منك بعد أن أصبحت فى ليلة وضحاها انت أمانى وموطنى .
ورغم ذلك قامت بالرد على رسالته كالأتى .
عندك صورة مراتك وذكرياتك معاها اقعد كده وافتكر واشرب على روحها قهوة سادة .
فابتسم زين رغما عنه لأنه شعر أنها بالفعل تغار عليه رغم مۏت زوجته .
وحينها تأكد انها تبادله الحب أيضا .
فبعث له مقطع من أغنية لعبد الحليم حافظ.
بعد أن قال لها ..أنهار صدقينى
مش قادر على بعدك ثانيه أبدأ أبدا يا حبيبي
ولا عارف إيه طعم الدنيا أبدا أبدا يا حبيبي
أنا عايزك على طول يا حبيبي مش عايز أشواقنا تطول يا حبيبي .
لتبعث له هى ..
حلو وكذاب ليه صدقتك
الحق عليﱠ الحق عليﱠ
الحق عليﱠ اللي طاوعتك .
فاڼفجر زين من الغيظ وألقى هاتفه قائلا بحنق ...لا كده كتير يا أنهار .
أعمل ايه عشان اثبتلك انى بحبك بس غلبتينى.
ثم حاول أن يهدىء من روعه وفتح كتاب الله لتقع عينه على اية وهو على جمعهم إذا يشاء قدير .
فابتسم واستبشر خيرا .
ونام بعد ذلك مطمئنا .
انتظرت انهار رسالة أخرى منه وطال انتظارها ولكنه لم يرسل مرة أخرى .
فعاتبت نفسها بقولها ...انا شكلى زودتها اوى وشكله زعل .
بس اعمل ايه خاېفة فعلا .
ونفسى أتأكد أنه بيحبنى بجد مش مسألة
سد خانة .
ثم نظرت الطفلين وهم يلاعبان فابتسمت لهم بحب .
ثم ذهبت للمطبخ لتعد لهم كوبين من اللبن الدافىء ليساعدهم على النوم مع شطيرة محلاه بالشيكولاتة السائحة .
فرح سالم وسليم كثيرا بذلك .
ثم ذهبت بهم إلى المرحاض ليقضوا حاجتهم ويفترشوا أسنانهم ثم إلى الفراش وأخذت تقص عليهم قصة قصيرة حتى ذهبوا فى نوم عميق
.
فقبلتهم وتحطمت عليهم الغطاء ثم حاولت هى النوم .
لتأتى لها منى فى أحلامها .
فى هيئة ملائكية ثم توسد على شعرها بحنو قائلة ....أنهار انا النهاردة بس نمت فى قبرى وانا مطمنة على ولادى وعارفة أنهم هيكونوا امانة عندك وهما طريقك للجنة فحافظى على الأمانة لغاية ما منتقابل فى الجنة .
لتستيقظ بعدها أنهار على بكاء الصغير سليم لتحتضنه وتربت على ظهره حتى غفا مرة أخرى .
لتنظر إليهم بفرح مرددة ...يا حبايبى أنتم جنتى على الأرض وطريقى لجنة الآخرة .
لتصل لها رسالة مرة أخرى من زين ..
انا عارف ان الحب مش كلام ورسايل فادينى فرصة ارجوكى اثبتلك انى بحبك بجد لطيبتك وقلبك وحنينك وشخصك يا أنهار .
فاقټحمت رسالته تلك قلبها وابتسمت لتجيبه بحب ....وانا مستنية تثبتلى بس لما ادخل بيتك يوم الجمعة بإذن الله .
فقفز زين من الفرحة ثم سجد لله شكرا .
لتمر الايام ويجتمع الأسرتين فى جلسة عائلية بسيطة على بعض الانشودات احتفالا بإتمام زواج زين وأنهار فى تلك الليلة الموعودة .
وعلى انشودة فديتك روحى تراقص كل المحبيبن عبدالرحمن وتقى وزينب ومحمد وأنهار وزين
فديتك روحي يا روح الفؤاد
هواك ملاك برغم البعاد
فأنت شطري بكل المداد
شريكة عمري في اسري و قهرى
في خطوي و صبري بدرب الجهاد
أما سهير فكانت تنظر لهم بسعادة بعد أن اطمئنت اخيرا على استقرار زين مع زوجة محبة ومخلصة مثل أنهار .
وبعد انتهاء الليل أرادات سهير أخذ الأولاد لينعم العروسين بليلة سعيدة دون إزاعاج .
ولكن تشبث سالم بملابس أنهار قائلا ...لا انا مش عايز انام مع تيتا انا عايزة انام جمب ماما أنهار.
فصك زين على أسنانه بغيظ واكفهر وجه قائلا ...يا حبيبى روح نام مع تيتا النهاردة وانا هاجى اخدك الصبح .
ليصدم زين عند سماعه قول أنهار ....لا خليه ينام معانا يا زين .
انا خلاص خدت عليهم وعلى نومهم فى حضنى .
للتسع عين زين مرددا ببلاهة ....نعم يا اختى .
وانااااا .
لينفجر فى الضحك محمد وعبد الرحمن .
ليأتى إليه محمد هامسا فى أذنه ....أشرب يا معلم .
وافتكر انى حظرتك بس انت مسمعتش كلامى .
زين بغيظ ....شمتان فيه يا محمد .
محمد بضحك ...انا برده يا هندسة لا ميصحش .
بس صراحة اه شمتان .
من اللى بشوفه مع اختك .
ويلا بقا انا ماشى يا معلم .
وبتمنى ليك ليلة سعيدة مع الولاد .
فكاد زين أن ببطش به لو أن
هرب محمد سريعا من أمامه .
وخرجوا الواحد تلو الأخر .
سالم ...يلا يا ماما أنهار اعمليلى فطيرة الشيكولاتة واللبن واحكيلى الحدوتة عشان انام انا وسليم .
أنهار ..حاضر يا حبيبى من عيونى