حان الوصال بقلم امل نصر ( بنت الجنوب)
تحمكات حسن مش مكفيه اني رامية الشغل على امنية لا دا كمان بيعتبر مراجعتها معايا ع التليفون للحسابات واخد رأيي في المشاكل اللي بتقابلها مجهود
ناقص يمنع يعني دخول الحمام ولا يعملي واحد جمب السرير تصدقي انه عرض عليا الفكرة في مرة
اهبل ويعملها ما انا عارفاه.
خرجت من مجيدة سريعا لتعود اليها ناصحة
زمت شهد فمها ببؤس لتردف مجيدة
المهم خلينا في الأكل دلوقتي حطي ايدك في الطبق ده وانسفيه حالا خلي الواد يتغذى كلي كلي
سمعت منها لتلتهم الطعام بشهية وتلذذ لكن هي ملعقتين وتفاجأتا الاثنتان بشهقة رجالية تتبعها صيحة
يا نهار اسود انتي سايبة سريرك وقاعدة هنا يا شهد وانتي يا ماما سايبها دا على كدة بقى انتوا بتقرطسوني ومش بعيد اجي في يوم الاقيها خرجت تتمشى في الشارع كمان.
ينيلك يا زفت الطين خضيتنا مش تتنحنح يا واد ولا تعمل اي حركة تعرفنا بحضورك.
خرج صوت شهد بدفاعية
هما يدوب خطوتين بس يا حسن من اوضة النوم للمطبخ مروحتش اي حتة تانية كنت جعانة وريحة الاكل تجنن مقدرتش اصبر.
اه والله يا بني حتى شوف .
سمع منهم وبدون اي نقاش دنى منها يرفعها بين ذراعيه يحملها بحزم مرددا
تبعته مجيدة وهو يخرج بها من المطبخ نحو غرفتهم ثم ضجر زوجته
يا حسن بقى كنت مخڼوقة والله.
كنت اتصلتي بيا وانا جيت من شغلي وعملتك قرد حتى المهم صحتك وصحة الجنين..
قالها بصوت تغيرت نبرته من العصبية الى الحنو فجأة لتتبسم من خلفهم مجيدة بغبطة تغمرها لحال الاثنان وتوافقهم عكس زوج المجانين الاخران ابنها امين وزجته لينا وشجارهم على اتفه الأسباب ثم الصلح ايضا على نفس السبب بصورة تظهر صغر عقلهما هما الاثنان .
ويارب ياربنا
تكبر وتبقي قدنا
وتجي تعيش وسطنا وسط الحبايب
تكبر وتروح المدرسة وتصاحب شلة كويسة
وتشوف عيون امك وابوك فرحانة بيك
حلاقاتك برجالاتك حلقة دهب فى وداناتك
انا عايزك تطلع واد مجدع
وفي عز الشدة تكون اجدع من اي حد
صوتك بيسمع ويلعلع
هذه الأغنية الشهيرة التي كانت تدوي عبر السماعات في الاحتفال الصغير الذي تقيمه رحمة مع زوجها ابتهاجا بقدوم الصغيرة ومرور اسبوع على موعد ولادتها
بنتك حلوة جوي يا رحمة
ردت الأخيرة بمحبة متبادلة
يا حبيبتي دا انتي اللي عيونك حلوة شدي حيلك بقى واتلحلحي عايزين نشيل ولادك مع شادي .
قالتها لتجد الرد يأتيها من شقيقها بلوعة هو الاخر
اه يا رحمة قوليلها دا اخوكي قرب يكلم نفسه
تدخل زوجها يدلي بدلوه بينهم
يا عم مستعجل على ايه بس بكرة تخلف وتملى البيت العيال وتتحسر على ايام العزوبية اسألني انا .
شوفي الراجل.
علقت بها رحمة تدعي الاستهجان نحوه لتثير ضحكات الجميع معها حتى أتت سامية مقتربة بنعومة مبالغ فيها والتي تفاجأت بضحكهم تاركة والدتها في الحديث مع مجموعة من النساء.
ما ضحكونا معاكم يا جماعة ولا احنا ملناش تفس نضحك يعني..... انا بصراحة جيت على صوت شادي بقالي سنين مسمعنهاش الضحكة الحلوة دي .
برقت عيني صبا كلبوة شرسة نحوه حتى لا يتجاوب معها تعطي الطفلة الوليدة لوالدتها وكأنها على استعداد تام للقتال .
مما اصابه بالتوتر ليرد بتحفظ
متشكرين يا سامية عقبال سبوعك انتي كمان لما نيجي نباركلك
وقبل ان تزيد بسماجتها تدخل شقيقها يصرفها بذكاء
معلش يا سامية اديها نظرة على ولاد اخوكي في المطبخ قلبي حاسس انهم اكلوا كل الحلويات اللي في التلاجة.
استجابت بفم ملتوي
اه ماشي هروح اشوف
ذهبت تتبختر في خطواتها بميوعة مقصودة زادت من استفزاز هذه الشرسة لتعلق پغضب
معلش يا جماعة بس انا البت دي حاړقة دمي بشكل غبي خلوها تتجي شړي الله يخليكم.
عاودو الضحك مرة اخرى لتضيف على قولها رحمة
يا بنتي دي قدر بالنسبالنا ولا امها الست درية
بتتعامل مع الناس كأنها صاحبة بيت وجدة المولودة بالفعل اللي محد بيشوف وشها حتى طول السنة.
ما هم ما يعرفوش انها مرات ابو جوزك فوتي وكبري يا ست رحمة.
قالها شادي ليتذكر ويسألها
هو صحيح انتي مدعتيش بنات خالك خليل ليه
ردت بأسف
كلمت بهجة والله وشددت عليها بس انت عارفهم بقى نفسهم عزيزة ومبيستحملوش القعدة في مكان واحد مع ساميه وامها اتحججت بشغلها ودروس اخواتها .
نكس زوجها رأسه بخذلان لقلة حيلته مع اولاد عمه بسبب فعلة ابيه ورفضهم هم في المقابل تقبل المساعدة منه.
ليزفر شادي بتنهيدة مثقلة
بهجة دي الله يعينها اللي هي فيه رجالة كبار ميقدروش عليه.
هي مين بهجة دي حضرت خطوبتنا عشان اعرفها
خرج السؤال من صبا ليجيبها على الفور
هبقى احكيلك حكايتها بعدين ويمكن اعرفك عليها كمان
في اليوم التالي
حضرت على الميعاد لتستلم اول يوم عمل لها في غياب نبوية التي استأذنت منها تأخذها فرصة للراحة هذه الساعات القليلة من مسؤولية الرعاية لهذه المرأة المتعبة
تاركة الأمر لبهجة التي حاولت الحديث معها عدة مرات ولكنها لم تستجب للانتباه لها حتى طرأت بعقلها فكرة القراءة في احد الكتب لها.
اوهمتها في البداية بالتركيز معها حتى اندمجت بهجة في إحدى الفقرات فتكتشف الخدعة بعد ذلك باختفائها من الغرفة.
لتنتفض من محلها وتبحث عنها پذعر في الزوايا وجميع الاركان حتى خرجت هاتفة بالنداء عليها وقلبها سقط بين قدميها تنتحب
نجوان هانم انتي فبن يا نجوان هانم يا دي المصېبة السودة عليكي وعلى سنينك يا بهجة يا نجوان هانم انتي فين بس الله يرضى عنك
شعرت فجأة بوجود احدهم خلفها وما همت ان تستدير حتى تفاجأت بصوت دوى بقوة على الارض الرخامية لتفاجأ بالمزهرية الكبرى التي تزين الردهة على الارض مهمشة لمئات القطع
نزلت تلملم فيهم بفزع ودموع على وشك الهطول
يا دي البلوة اللي حطت على راسك يا بهجة اهي تمت معاكي كمان بالزهرية الغالية ودي هتدفع تمنها ازاي لو اتورطت فيها
مين اللي كسر الزهرية
دوي الصوت الجهوري من الخلف يجمد الډماء في عروقها لتتجمد محلها مستسلمة بيقين النهاية وصوت يتردد داخلها
شكلي كدة روحت في داهية لا انا اكيد روحت في داهية
...يتبع
فصلطويل ارجو التعبير عن اعجابك بالرواية بالتعليق والتصويت
الفصل الثالث
هل أتى عليك الوقت وتيقن داخلك من قرب النهاية
هذا ما كانت تشعر به في هذا الوقت مع سماعها لخطواته من الخلف تقترب منها برتم كئيب.
وقد تصلب ظهرها من الړعب مستسلمة لقدرها وبمعرفة جيدة لحظها البائس تعلم ان العواقب السيئة سوف تؤدي بها لأبعد ما تتخيل خصوصا وهي لا تملك المال لسداد تمن هذه التحفة الضخمة والباهظة الثمن.
فتحت جفنيها فجأة مع تغير الصوت الذي كان تسمعه لشيء اشبه بالهسيس.
بتعملي ايه عندك انتي عايزة الشغالين يقولوا عليكي ايه بس
توسعت عينيها بإدراك لتنهص مستقيمة بطولها وتلتف نحو الجهة التي أتى منها الصوت لتجد المرأة المتسببة في كل ما سيحدث لها الان وابنها يحاول سحبها من إحدى الزوايا التي التصقت بها كالاطفال التي تتخفى اثناء اللعب تتشبث بالارض باعتراض وهو يكرر على اسماعها بتحذير وتصميم
كنت عارف من الاول ان انتي اللي كسرتيها ما هي العمايل دى محدش يعملها غيرك تعالي بقى بلاش فضايح وافتكري وضعك كهانم .
هل ما وصلها كان حقيقيا ام هو درب من خيال صنعه عقلها المسكين للنجاة من هذه المصېبة المحققة انه يوجه التهمة نحو والدته بأنها هي من كسرت المزهرية فيبدو ان رصيدها من هذه الافعال كاف ليشير عليها بآصبعه نحوها دون تحقيق او تدقيق
انتي هتفضلي في مكانك انتي كمان ما تتحركي تساعديني ولا انتي مش الجليسة بتاعتها.
كانت هذه الصړخة الموجهة نحوها لتنتفض على اثرها فتهرول نحوهما مرددة بجزع
لا والله انا الجليسة بتاعتها.
بسرعة البرق اقتربت لتقف مقابلة لها وموازية له بعدما عدلت طرحتها بعجالة حتى غطت نصف وجهها بدون قصد لتأخذ دورها وتهاودها
تعالي يا هانم نكمل قراية في الكتاب اللي كنا بنقرا فيه من شوية.
استجابت لسحبها لها عكس ما كانت تفعل مع ابنها لتثير دهشته في البداية والتي ما لبث ان تحولت لڠضب ليهدر ببهجة فور ان شرعت واستدارت بها
المرة الجاية لو سهيتي عنها هيبقى حسابك عسير أومأت بهزة من برأسها دون ان تمتلك الجرأة لتلتف اليه وعادت سريعا للذهاب بها من أمامه ثم الاختفاء داخل الجناح الملكي للمرأة المتعبة.
اما هو فقد ظل يلهث خلفهما دقائق بإجهاد ينقل ببصره نحو المزهرية الغالية المهشمة على الارض بعدم اكتراث فقد تعود على الخسائر بأكثر من ذلك بسببها لكن وبرغم انه لم يتمكن من ملامح الجليسة الجديدة لوالدته إلا ان البريق الاخضر والذي ومض في لحظة ما اثناء صراخه بها لتساعده فقد لفت نظره ليعود ناظرا في اثرها برغبة تدفعه لرؤيتها جيدا إلا انه سرعان ما استفاق متذكرا سبب رجوعه المنزل الان لتبديل ملابسه وحضور موعده الهام مع احد العملاء.
لينفض رأسه من افكارها مغمغما باستهزاء اثناء سيره نحو غرفته
ما بقاش إلا الخدامين كمان.
ولجت بها داخل جناحها لتغلق الباب عليهما ثم تجلسها على احد الارائك وتسقط هي بثقلها على الارض تفترشها وتلهث لمدة من الوقت لا تصدق انها نجت من هذا المأزق لقد تم الامر بما يشبه المعجزة
هذه المرأة التي لا تحيد بنظرها عنها الان كما كانت هي السبب في ورطتها كانت هي ايضا سبب نجاتها لكن لما تشعر بلمحة من مكر في عينيها وكأنها فهمت على ما قد تم نظرتها اليها بها شيء من اتهام لم تتقبله بهجة لتخرج منها الكلمات معبرة عما اكتنفها في هذه اللحظات القاسېة.
ايه بتبصيلي كدة ليه لتكوني كمان هتحمليني اللوم في اللي حصل اينعم ابنك جاب تهمة كسر الفاظة عليكي وانتي بريئة لكنه برضو كان بسببك مش انتي اللي غفلتيني وخلتيني اخرج ادور عليكي زي المچنونة..... ليه عملتي كدة......
اختنقت الكلمات بحلقها لتبتلع الغصة وتغلبها دموعها في الهطول فتعتصر عينيها پألم هذا اكبر من قدرتها على التحمل هي لا تريد شيئا سوى سترة اسرتها