حان الوصال بقلم امل نصر ( بنت الجنوب)
له
يا برودك يا اخي مأنتخ وصاحي ناموسيتك كحلي والبت واهلها مفكرين انك هربت وطفشت يوم فرحكم.
قطب يدعي عدم الفهم
بنت مين قصدك امنية وايه اللي هيخليني اطفش واسيب فرحي عليها المچنونة دي هو انا غاوي مصاريف تترمي ع الارض ولا ناس تشنع علينا بكلام مش لطيف.
انفعل امين مرددا بغيظ
ولما هو كدة يا ظريف طفشان من امبارح ليه واختك يسألوها تقول معرفش مكانه انتو متفقين مع بعض توقعوا قلب البت واهلها.
قالها ثم توقف يتناول هاتفه من فوق الكمود المجاور له ليهاتف الأخرى امامه
الوو يا امنية صباح الفل يا قلبي........ يا بنتي وليه القلق بس وتكبري الموضوع انا قايلك من امبارح اني مشغول...
لا يا قلبي متقلقيش النهاردة ليلة عمرنا روحي ارتاحي واشبعي نوم قبل ما تدخلي في دوشة التجهيزات والعك اللي مستنيكي في اللبس والمكياج....... انا هقفل معاكي كمان عشان انتبه للي ورايا دا حتى امين باشا مشرف منزلي المتواضع..... يلا سلام بقى.
اهو يا باشا زي ما شوفت بنفسك الوضع عادي جدا ومفيش اي حاجة وحشة لا سمح الله.
يا شيخ.
تمتم بها امين بشك اصبح يرواده بقوة ليتناول المقعد الوحيد يقربه من التخت ثم جلس مقابلا له يبدأ حديثه الجاد
عصام انا عرفت بخناقتك امبارح في المحكمة لما ضړبت الزفت اللي اسمه ابراهيم وكان ھيموت في ايدك لولا رجالتنا اللي حاشوه عنك دي مش طبيعتك ولا شخصيتك ابدا كون انك تضربه بالشكل ده وانت عارف بالصلة اللي كانت بتجمعه بخطيبتك وبعدها تغطس وتختفى عن فرحك دا ملهوش غير معنى واحد عندي هو ان الولد ده قالك او استفزك بشيء انت مقدرتش تتحمله واكيد الكلام.... كان عنها.
فجاء الرد وكأنه كان مستعدا له
اي كلام ده اللي هيقدر يهلفط بيه الولد ده وانا اصلا هسمحله يجيب سيرتها على لسانه من الأساس كبر دماغك يا باشا هو اخره كان محروق مني عشان خطيبته سابته وهتتجوزني انا بداله زود في الهرتلة انا مستحملتش قومت مديله الطريحة عشان يحترم الفرق اللي ما بينه وما بينى وميكررهاش.
لينهض زافرا بقنوط
ماشي يا سيدي براحتك ع العموم انا في اي وقت تحت امرك وقت ما تحب تتكلم قلبي مفتوحلك وبرضو مش هسألك اختفيت فين الوقت دا كله دلوقتي بقى خلينا في ليلة النهاردة فاضلك اي حاجة لسة مخلصتهاش
وفي هذه الاثناء
هرولت هي من غرفتها نحو الجالسين بوسط الصالة بحالة من البؤس تكتنفهم نتيجة ما يحدث
اتصل يا ماما اتصل اتصل يا رؤى حتى عبير اخته كمان اتصلت وراه على طول تتأسفلي عشان لما رجع متأخر راحت نامت وملحقتش تتصل وتطمني عليه.
تهلل وجه رؤى على عكس والدتها التي استنكرت بضيق
ومالك يا اختي فرحانة اوي كدة ليه بقى بعد ما اتغمينا ليلة بحالها بسبب تناحة المحروس وتناحة اهله لسة ليكي نفس تفرحي وتنسي عملته!
تجلت الصدمة على وجه امنيه بوضوح والتي توقعت مؤازرة او تخفيف عنها في وقت عصيب كهذا من اقرب الناس اليها والدتها فجاء الدعم من شقيقتها الصغرى العاقلة
ولا يهمك يا امنية اعتبريها ليله وعدت بصراحة احنا كان لازم يصيبنا النكد بعد اللي عملتوه في ليلة الحنا امبارح ورقصك الاوفر ع الفاضي وع المليان مع البنات ودول معظهم كانو مبيننها اوي بطريقة كلامهم وقرهم عليكي انك هتتجوزي ظابط. إن كل ذي نعمة محسود يا اختي .
عبرت امنية عن اقتناعها ببعض الندم
صدقتي بس انا كنت فرحانة اوي يا رؤى ولحد دلوقتي مش قادرة اصدق جماله ولا رقته معايا دا بيعاملني كأني ملكة مش المصدي اللي كان شايف نفسه ياما هنا ياما هناك ودائما محسسني اني اقل منه.
قالت الأخيرة بقصد واضح نحو والدتها ودفاعها المستمر عن هذا الاخرق ابراهيم والتي مصمصت بشفتيها تصدر صوتا يجتاحه الغيظ
ايوة يا ختي شوفي نفسك علينا من دلوقتي طبعا هو انت حد هيملى عينك بعد كدة.
يا ساتر يارب.
غمغمت بها رؤى وقد استهجنت جهل والدتها وغبائها في التعبير حتى ېخونها الرد مع ابنتها لتنهض ملطفة
طب مدام اطمنتي يبقى روحي نامي بقى الساعتين الفاضلين دول عشان تريحي بشرتك وتروقي للجاي .
رحبت امنية بابتسامة ملء فمها
هو كمان قالي كدة عشان ابقى مصحصحة واروق له عن اذنكم .
ايوة بقى .
عقبت بها رؤى بابتسامة شقية تغازل شقيقتها التي غادرت بعد ذلك بارتياح لتنام قريرة العين بعد ليلة طويلة من السهد والسهر
وتتناول هي هاتفها تتصل على شقيقتها الكبرى شهد كي تطمئنها بعدما شغلتها معهن رغم تعبها .
جاء المساء
واجتمع الاحباب والأهل والاقارب في القاعة التي امتلأت عن اخرها بالمدعوين العروسين في منصة العرس يستقبلان التهاني والمباركات والتقاط الصور بكل ترحاب
العروس كانت جميلة وفاجئت الجميع بطلتها وعريسها المغوار يتبادل المزاح مع اصدقائه وضحكاته خير دليل عن مدى سعادته
لقد أجاد دوره بالفعل اما هي ففرحتها كانت بسعة الكون ترقص بين صديقاتها وشقيقاتها وصيفات لها رؤى وفريال المتغربة دائما حضرت اليوم من سفرها من اجل هذا الحدث الهام تجبر والدتها على الاندماج معهم رغم أدعائها الرزانة طوال الوقت.
اما شهد فقد كانت مقيدة بجوار زوجها الذي لم يكف عن تحذيراته.
خفي هز بوسطك يا شهد وانتي قاعدة الحركة غلط عليكي كفاية بقى .
خرجت زفرتها برد له قبل ان تتجه باعتراضها نحو مجيدة
شايفة يا طنط طب بذمتك انا بهز انا بهز حتى السقفة كمان بقى اسمها هز وانا قاعدة!
تضامنت مجيدة معها كالعادة رغم تحفظها
طبعا يا حبيبتي معاكي حق هو مزودها بس انتي بردو خدي بالك لانك من فرحتك بتهزي من غير ما تحسي.
تطلعت لها پصدمة لتنقل بتساؤل نحو صديقتها لينا والتي ضحكت توافق حماتها الرأي
بصراحة اه يا شهد ودنك ماشية مع الأغنية وبتعبري بانسجام يجنن يا قلبي انا بجد مش عارفة بتعمليها ازاي
أتى قول زوجها بتحكم كالعادة
اول مرة يقولو كلمة حق اسمعي الكلام بقى وانتي ساكتة.
بالطبع لم تصمت له وصارت تجادله في الأخذ والرد امام متابعة جيدة من مجيدة التي كانت تتدخل بتسلية حين يلزم الامر وتعليقات ساخرة من لينا والتي انتبهت في الاخير على شرود زوجها وعدم مشاركتهم هذه اللحظات الجميلة
ايه مالك يا عمنا انت كمان معقول يا امين قاعد جنبنا سرحان وصاحبك العريس خاربها في الرقص مع اصحابه هناك
زفر صامتا دون ان يجيبها فكيف يخبرها ان ما يقلقه بالفعل هي حالة صديقه تلك الفرح المبالغ فيه يجعله يزداد شكا به بالفعل هذا احساسه.
وفي محبسه
تأؤه پألم مپرح اثناء تقلبه للجهة الاخرى في نومته ليصدر اصواتا
اااه اااه ياني اااه.
عقب زميله والذي كان جالسا بجواره يلوك الطعام بفمه
ايه بس مالك يا غضنفر لسة برضو عضمك مدشدش بعد العلقة بتاعة امبارح دا شكل الظابط الغشيم ده ايده تقيلة اوي.
ضحك بتقطع وحشرجة يجيبه
اااه والله يا ابو الزمل هو فعلا ايده تقيلة تقيلة اوي بس انا عاذره حكم اللي سمعه محدش يستحمله.
ختم بضحكة قميئة اثارت فضول الاخر
عاذره في ايه بقى وليه يعني محدش يستحمله
اعتدل بضحكاته يتحامل على الالم ثم تناول علبة السچائر يتناول منها واحدة يشعلها بالقداحة لينفث في الهواء الدخان الكثيف حوله قبل ان يلتف لزميله قائلا بانتشاء
ضربتله كرسي في الكلوب يعني جيت كدة يا معلم وقطعت عليه في اجمل حتة هو مستنيها .
عقد الرجل حاجبيه معبرا عن استيائه
انت هتكلمني بالالغاز يا عمنا ما تجيب من الاخر وقول انت نكشته بإيه خليته يديك الطريحة الجامدة دي .
ما يخصكش.
قالها ثم نفث كتلة من الدخان بوجه الرجل جعله يتأفف ويسعل متمتما بالسباب الذي لم يأبه به ابراهيم ليحدث نفسه
ياما نفسي اشوف وشك دلوقتي يا امنيه اكيد الباشا بتاعك هيفسخ خطوبتك ولا هيرضى يكمل الجوازة عشان اخرج الاقيكي مکسورة يا كلبة وڠصب عنك ترجعي تحت رجلي من تاني ما انا مش هحلك من دماغي خلاص هتبقي انتي شغلانتي......
افتر فاهه بابتسامة شاردا حتى جعل الجالس من جواره يغمغم بلطم كفيه ببعضهما
لا حول ولا قوة الا بالله دا باينه مچنون دا ولا ايه
بداخل الشرفة التي وقف ينتظر بها منذ لحظات ينفث دخان سيجارته سريعا في الهواء الطلق قبل ان يصله رائحة عطر اللافندر عن قرب ليلتف برأسه الى الداخل فوجدها خرجت من المرحاض تطلق شعرها وتعيد ترتيبه امام المراة بعدما ارتدت منامة العروس الكاشفة اكثر مما غطت وفوقها المئزر الشفاف بصورة جعلت عيناه تجحظ من محجريها ليستدرك على الفور فيلج الى الداخل يغلق الستائر سريعا ثم يقف محله يتأملها جيدا بنظرات تمشطها من منبت الشعر المتموج بقصة اظهرت جمالها المخبأ خلف مظهر المقاول الذي تتخذه في عملها
لتنزل عيناه نحو الخف الصغير في القدم التي رسمت بالحناء تلك التي اتبع خطوطها ليعلو رويدا رويدا حتى انتفض يقترب منها على الفور ويضمها اليه بصورة اجفلتها فتبسمت بخجل واضطراب
ايييه يا عم خضتني على طول كدة من غير كلام ولا سلام .
يا ستي سلامتك من الخضة.
تمتم بها وعيناه تلتهم تفاصيلها بشغف بداية من بشرتها الناعمة كالحرير ثم جيدها حتى ما تكشفه المنامة لتتوقف على هذه النقطة التي عرفها جيدا لتتركز عينيه عليها بصورة اخجلتها حتى همت ان تعترض بدلال الانثى ولكنه فاجئها حينما ارتفعت رأسه يقابل خاصتيها قائلا بوجه خالي من التعابير
دي هي فعلا الشامة وفي نفس المكان اللي شاور عليه حتة مغرية اوي .
تعقد حاجبيها متمتمة بتساؤل وعدم فهم
هو مين اللي شاور عليها
ابتسامة جانبية