حان الوصال بقلم امل نصر ( بنت الجنوب)
عشان كنتي هتموتيني انتي ايه حكايتك معايا
دوت عبارتها الاخيرة برأس ذلك المتابع لمشهدهم من اوله وكأنها تنطبق على حالته معها تلك الحنون التي تسامحت في غضون دقائق مع واحدة لا تعرفها سوى من فترة لا تتعدى الأسابيع بفعل لم يقوى هو عليه مع اقرب الناس اليه رغم مرور السنين.
خرجت اليه بعد قليل
وقد بدلت ملابسها لأخرى التي أتت بها بعدما جففتها لها عاملة المنزل لتخطو نحوه وملامح التردد تعلو تعابيرها وهو يراقبها ويتشرب تفاصيلها بشغف هو نفسه لا يصدقه بعد سنوات لا يذكر عددها تساوت فيها النساء مع الرجال في نظره لا يلتفت ولا يعطي بالا لاحداهن مهما كانت درجة جمالها ومميزاتها انما مع هذه...... يبدو ان الأمر مختلف تماما.
هتف يدعوها يزيح الحاسوب عن قدميه مؤجلا العمل عليه حتى ينهي النقاش المهم معها ليردف فور ان استجابت وجلست امامه
ما انا مضطر اتابع بقى الشغل من بيتي.
فهمت على مقصده من خلف الكلمات لتعقب بأسف
معلش يا فندم اننا عطلناك على شغلك.
قالتها لتطرق برأسها بحرج منه فجاء رده بمراوغة
افتر فاهاها تهم بالرد ولكنه كان الاسبق
انا مش بضغط عليكي يا بهجة انتي ليكي الحرية انك تحددي قرارك وحاجة تانية....
توقف يعطيها مبلغا من النقود في ظرف ابيض قائلا
تطلعت في الظرف المغلق بعدما وضع في كفها يظهر مبلغا كبيرة من النقود لتعبر عن رفضها
بس دول كتير اوي وانا معملتش حاجة.
انتي كنتي هتروحي فيها يا بهحة يبقى معملتيش ازاي بس
تمتم بها متفكها على غير طبيعته ليجبرها على الابتسام رغم توترها فترد بخجل
العمر والأجل دا بإيد ربنا.
تمتم بها ثم صمت في انتظار ردها والذي جاء بعد فترة سائلة
طب ممكن اعرف انت هتعمل ايه معاها بس من بعد اذنك يعني بلاش المصحة.
معنى كدة انك قررتي عدم الاستمرار يا بهجة
جاء ردها بحيرة ظاهرة
ما انا بصراحة خاېفة منها بعد اللي حصل وبرضوا صعبانة عليا ومش فاهمة هي عملت معايا كدة ليه
بس هي بتحبك والتصرف اللي طلع منها دا انا مش عارف هو حصل ازاي بس اللي متأكد منه بعد اللي شوفته جوا معاكي هو انه لا يمكن يحصل تأني.
حينما وجدها صامتة تابع يضغط على هذا الجزء الضعيف بها
ع العموم لورا لساها بتدور على واحدة دا غير انها عرضت عليا تتكفل بيها في بيتها لحد ما الدادة نبوية تسترد صحتها .
بلاش لورا عشان پتخاف منها.
طب اعمل ايه بس يا بهجة ما هو يا الحل ده يا اوديها المصحة.
تاتي المصحة برضو
تمتمت بها ثم اغمضت عينيها تستغفر ربها وتناجيه العون وهو يطالعها بترقب في انتظار الرد والذي لم يأتي إلا اخيرا
طب انا هاخد الكام يوم دول لحد ما ترجع دادة نبوية ويشفي عنها يارب بعدها بقى ابقى اقرر استمراري من عدمه من عشرتي معاها.
زفر بارتياح مغمغما
وانا مش هنسالك المعروف دا ابدا يا بهجة وبرضوا مش هتأخر عنك في عائد مادي تستحقيه.
تمتمت بتوتر
مش مهم العائد المادي قصاد انها متأذنيش ربنا يهديها عليا .
لا يوجد اجمل من ان يأتيك الڤرج بعد طول عڈاب ومن حيث لا تحتسب
فرحة تغمرها بشكل لا يوصف رغم الالم ولحظات الأسى التي مرت بها والۏجع الجسدي الذي لم يذهب حتى الان.
الا انها لا تنكر فرحتها الان وهذه المبلغ المحترم من المال سيمكنها من دفع عدد كبير من الديون والاقساط التي رغم صغرها إلا ان كثرة عددها يجعلها طوق في الرقبة ېخنقها سوف تتمكن من شراء شيء ما لها يصلح للخروج ولشقيقاتها ايضا.
لن تبقي على قرش واحد منهم فما تصرفه الان تعلم ان الله سوف يخلفه.
احنا وصلنا الحارة يا بهجة تحبي تنزلي هنا مطرح ما بتنزلي كل يوم ولا ادخل بيكي داخل منطقتكم
قالها العم علي بمشاكسة استجابت لها بابتسامة قائلة
كتر خيرك يا عم علي كل مرة تسألني السؤال وانت عارف اجابته.
تفكه بطرافة منه يسمعها قبل ان تترجل من السيارة
الحق عليا اني مستغليتش وانتي سرحانة ودخلت بيكي في قلب الحارة وقدام باب بيتكم واقولك انزلي.
ساعتها مكنتش هتعرف تخرج بيها يا عجوز يا لئيم .
صدحت ضحكات الرجل العجوز في قلب السيارة في رد فعل على كلماتها لتغادر هي بابتسامة متسعة خبئت بعدها بقليل فور ان وقعت عينيها على ابن عمها الأصغر والذي وكأنه اتفق مع شقيقه الاخر في تضييق الخناق عليها الا يكفيها عمها وزوجته المتسلطة وابنتهم الحمقاء التي لا تجد راحتها الا بتعكير صفوها في كل مرة تقابلها فلينجدها الله منهم.
راجعة ع الساعة اتناشر وفي عربية اخر موديل يا بهجة.
زفرت تقابله بحنق مرددة
وانت مالك
اشار بسبابته على صدره پصدمة
انا مالي يا بهجة
اه انت مالك ومستعدة اكررها للصبح يمكن تفهمها.
قالتها بتصميم اوغر صدره حتى كاد ان يتفوه برد قوي ولكنه توقف على قدوم شقيقها والذي تجهم سائلا
واقفة ليه عندك يا بهجة
وقبل ان ينطق هو وجدها تجيبه
ابن عمك بيحقق معايا على رجوعي الساعة اتناشر ورجوعي في عربية يا ايهاب ولما بقوله انت مالك زعل.
دا بجد
غمغم بها شقيقها موجها نظراته نحو ابن عمه ثم اجفله بقوله
طب انت مالك صحيح
ختم ضاحكا يسحب شقيقته ويذهب بها من أمامه بكل هدوء واريحيه تاركا الاخر بفاه منفرج في متابعتهم ثم يغمغم بالسباب والشتائم.
توقف موكب السيارات امام القصر القديم الطراز والمتجدد بأحدث الوسائل ليترجل من احداهم بهيبته ثم التف نحو الجهة الاخرى يتناول كف امرأته التي كانت تجد صعوبة في النزول لولا مساعدته وذلك نتيجة لحملها في الشهور الاخيرة بالجنين الذي يتشوقا اليه منذ سنين منذ زواجه بها
براحة يا روح قلبي على اقل من مهلك.
ردت زوجته بامتنان تريح برأسها على ذراعه الذي تستند عليه
ربنا يخليك ليا يا مصطفي متحملني رغم التعب المستمر ولا شكلي اللي بقى بشع.
تنهيدة مثقلة صدرت منه يقبل كف يدها بلوعة
شكلك ايه بس ولا بتاع هو انا شوفت ولا عمري هشوف غيرك يا نجمة الجماهير انتي ياللي هتخلفيلي اجمل طفل على سطح الكوكب يااااه دا انا متشوق اوي.
ربتت نور برقة على يده التي تحاوطها ثم قامت بطبع قبلة خاطفة على كتف ذراعه بحب متمتمة
هانت يا روح قلبي فات الكتير مبقاش الا القليل كلها ايام ويهل ولي العهد ربنا يعديهم بقى على خير زي اللي فاتوا .
يارب يارب .
تضرع بها الى الخالق بشوق جارف يعد على اصابعه بقرب الوصول لأجمل الأهداف التي ينتظرها فصبره الذي طال يستحق المكأفاة بعشمه في كرم الخالق.
مصطفي.
دوى الصوت القوي ينتشله من عالمه الوردي ليتفاجأ بها جالسة في انتظاره في بهو القصر تستند بذقنها على رأس عصاها وكأنها كانت في انتظاره لتهمس زوجته پخوف منها
مامتك قاعدة مستنياك يا مصطفى باينها زعلانة كالعادة انا بصراحة مش هتحمل القعدة ھموت وانام.
رد بهمس هو الاخر.
خلاص اطلعي وانا هحصلك.
سحب ذراعه منها لتعتمد على ذاتها في الباقي ثم ألقت بالتحية على المرأة ذات الوجه العابس
مساء الخير يا طنط
مساء النور يا روح طنط.
رددت بها بهيرة بسخرية لم تخفى على ابنها الذي تعمد التجاهل كعادته تجنبا لڠضبها
نعم يا ست الكل مش عوايدك يعني تسهري.
مطت شفتيها بابتسامة ليس لها معني قائلة
خلينا نتعلم يا سيدي منكم... ع العموم دا مش موضوعنا
امال ايه هو موضوعنا
سألها مستفسرا لتجيبه بعد برهة من الوقت
انا كنت بفكر اشتري قصر جدك شوكت باشا عايزة اجدده وارجعه لاصله.
قطب قليلا بتفكير ليعقب بعد ذلك
بس دا ورثك مع خالتو نجوان هتبيع ازاي نصيبها بحالتها دي
من ابنها
يا ماما وافرضي رياض قبل ومضى وخالتو رجع لها عقلها بعد كدة وخفت هتتقبل ازاي الأمر لما تلاقي نصيبها بقى ملكك انتي .
زمت شفتيها ټضرب بعصاها على الارض بحنق
وانا بقى هفضل تحت امرها حد قالها تروح تتجوز برا العيلة من واحد العوبان زي حكيم خسرها فلوسها وبموته اخد عقلها كمان ما هي لو سمعت الكلام مكنش دا كله حصل لها.
يعلم ان جادلها ستواصل ولن تتوقف وهو بالكاد تحمله قدميه لذلك فضل مجاراتها
حاضر يا ماما هشوف الموضوع ده مع رياض وهو يتصرف عن اذنك بقى عشان ھموت وانام .
لم يتلقى منها رد فنهض متابعا انسحابه
تصبحي على خير بقى يا ست الكل عن اذنك.
تابعت انصرافه وهروبه منها بضيق
ماشي يا مصطفىانا برضو مش هسكت غير لما اخد القصر.
مرت عدة أيام في مجالستها للمرأة بهدوء وبعض الارتياح بما لمسته منها من تغير وقد اصبحت تستجيب لها وتطيعها دوما أدمنت القصص والروايات وقراءتها من قبل بهجة وكأنها تكفر عن ذنبها وخطأها.
حتى أتى ذلك اليوم حينما وصلها اتصال من شقيقتها تخبرها عن حمى مفاجئة أصابت شقيقها عقب عودته من إحدى دروسه.
فحاولت الاتصال بصاحب العمل حتى تستأذنه وتترك نجوان في حوزته فمسؤولية الخروج الان مع عدم توقع أفعالها الغير مضمونة على الإطلاق يقيد عقلها عن التفكير بأي شيء ولكنها لا تقدر على المكوث هنا وشقيقها لا تعلم بما اصابه ومع محاولات الاتصال المتكررة وفشل الوصول اليه اضطرت في الأخير ان تبعث رئيستها في عمل المصنع لتعلم هذه المتعجرفة مساعدته في المصنع كي تخبره وحينما لم تجد منها نتيجة هي ايضا حسمت امرها لتتخذ القرار.
قلب اختك يا حبيبي ايه اللي حصله يا جنات
هتفت بكلماتها فور ان دلفت اليه عائدة من الخارج تسحب بيدها نجوان التي وقفت محلها بانشداه
وهي تراها تسقط بجوار شقيقها على الفراش.
لياتيها الرد من جنات
رجع من برا ع الحال دي يا بهجة جسمه مولع وبيجر رجليه بالعافية حاولت معاه بالكمادات الحرارة نزلت يدوب شوية صغيرين وبعدها رجعت تاني رغم البرشام اللي خده انا مش عارفة والله اعمل معاه ايه تاني
متعمليش حاجة انا