بين خۏفها وهوسه بقلم سارة مجدي
احنى فى خدمه ابن الاكابر
اغمض أيهم عينيه وقال بملل
نفسى اعرف ايه سبب اللقب ده
لينظر رواد الى الامام وقال بهدوء
هو مش انت يا ابنى من عليه القوم .... تبقا ابن اكابر غلطت انا فى ايه دلوقتى
ظل ايهم ينظر اليه وهو يلوى فمه بضيق مطنع وقال
ماشى ... لما نشوف اخرتها
ضحك رواد بصوت عالى وقال
سوق يا ابنى سوق ودينا اى مكان نودع البلد بيه
مر اسبوع كانت ضى رافضه تماما لفكره السفر فبعد اخبار والدها لها ظلت حبيسه غرفتها هي لا تريد ترك ذكرياتها مع سعيد ولا تريد ترك والدته واخته تريد ان تحل محله ان لا يشعرون بغيابه وغيابها الا تشعر والدته انها قد تخلت عن كل شئ يخصه وأيضا لا تريد ان تسافر من مكان لمكان وان تركب اى نوع من انواع المواصلات ... من الأساس فكره سفرها بسياره بالنسبه لها مرعبه ومخيفه هي أيضا حين تسير بالشارع ويمر من جانبها سياره ينتفض جسدها خوفا وتشعر بالاختناق نفس ذلك الاختناق التي شعرت به وهى حبيسه السيارة وقت الحاډث وعدم قدرتها على مساعده سعيد وانقاذه
جلس والدها معها هو لم يكن يحاول اقناعها هو كان يتوسلها ان تسافر ان تكون بخير هى وحيدته كل شئ لديهم وتلك الذكريات سوف ټقتلها و فى اخر الامر وافقت ولكنها طلبت منهم ان تذهب للحجه سميره تاخذ اذنها سمح والدها لها بالذهاب
اهلا يا ابله ضى اتفضلى
ابتسمت اليها ضى ابتسامه صغيره وقالت لها
اخبارك ايه يا شوشو .... والمذاكره تمام ولا محتاجه مساعده
ابتسمت الصغيره وقالت
الحمد لله كله تمام تسلمى يا ابله
ماما سميره فين مش شيفاها
اشارت الصغيره لغرفه سعيد وهى تقول
بتصلى
هزت ضى راسها بنعم وجلست على اقرب كرسى تنتظرها هى لن تتحمل ان تدخل غرفته من جديد صحيح هى لم تدخل الى تلك الغرفه قبل ذلك سوا مره واحده وهى بعد ۏفاته الا انها لا تتحمل فكره دخولها وهو ليس هنا .... لم يمر الكثير من الوقت حتى وجدت الحجه سميره تخرج من الغرفه وهى تسبح ... ابتسمت بسعاده حزينه وقالت
وقفت ضى سريعا ټحتضنها بحب وقالت
وحضرتك كمان وحشتينى جدا اخبار صحتك ايه
جلست الحجه سميره على الاريكه الكبيره ورفعت قدميها عليها بأرهاق واضح وقالت
الحمد لله يا بنتى على كل حال .... انت عامله ايه
لتقترب ضى تجلس بجانبها وهى تقول
بابا مصمم انى اسافر عند ابن عمه ... عايزنى ابعد عن هنا ... كل ده علشان ماما شافتنى مره بكلم نفسى وافتكرت انى بكلم سعيد الله يرحمه
ابوكى وامك عندهم حق يا ضى ... يا بنتى انت لسه صغيره و من حقك تعيشى حياتك خدى كل وقتك فى حزنك على سعيد لكن فى الاخر لازم تنسى
امسكت يد ضى وهى تكمل
الشئ الوحيد الى فى الدنيا يتخلق كبير وبعدين يقل ويصغر لحد ما يختفى هو المۏت و جعنا فى اوله بيبقا لا يحتمل .. وبعد شويه بيقل و يقل ... لحد ما تفضل الذكريات اللى متتنسيش لكن من غير حزن و ۏجع قلب
كانت ضى تنظر اليها بأندهاش لتكمل الحجه سميره كلماتها
ابوكى و امك من حقهم يخافوا عليكى ملهمش غيرك يا بنتى طمنيهم ده حقهم عليكى
كانت عائشه تستمع لكلمات امها وهى تشعر بالاندهاش كيف هذا ان ضى ما تبقى لهم كيف تؤيد سفرها و ابتعادها عنهم
حين غادرت ضى اقتربت عائشه من امها وقالت لها
ايه الى انت قولتيه لضى ده يا ماما ازاى توافقى انها تسافر
نظرت سميره الى ابنتها وقالت
يا بنتى ضى مش كويسه ابدا ضى لازم تبعد من هنا علشان تسنى اخوكى
لتقف عائشه تقول بصوت عالى نسبيا و بعض الڠضب
انت عايزاها تنساه !
تجمعت الدموع فى عيون سميره وقالت
لازم تنساه يا بنتى .... لازم تنساه
لتبكى بعد اخر كلماتها بصوت عالى لتجلس عائشه بجانبها تضمها بقوه و هى تبكى ايضا بحزن و ۏجع لن يمحى بقلمى ساره مجدى
حين عادت ضى من بيت ام سعيد اخبرت والدها موافقتها على السفر ومر يومان كانت قد جمعت كل ما يلزمها واوراقها التى ستقدمها فى المدرسه التى ستعمل بها
وطوال طريقها الى موقف الحافلات كانت والدتها تضمها بقوه في محاوله لتهدئتها وبث الأمان والاطمئنان بها وظل والدها يخبرها ان تشغل نفسها بقراءه القرآن حتى تصل بالسلامة
لم تجد ضى اى فرصه للرفض والعودة إصرار والديها على ابعادها من هنا هي تدركها جيدا ولكن ماذا عليها ان تفعل الان
صعدت الى السيارة متوسطه الحجم وجلست بإحدى الكراسى بجانب النافذه وفتحتها على اتساعها وظلت تردد
هبقا كويسه .... هبقا كويسه ... انا كويسه ... انا كويسه
اغمضت عينيها حين بدأت السيارة بالتحرك في بادء الأمر كانت تحاول السيطرة على نفسها ارتعاشه جسدها ويدها حاولت شغل نفسها بالاطمئنان بكلمات الله و تذكير نفسها انها ليست بمفردها وان هناك أناس كثر معها لم تنظر من النافذه ولو لمره واحده ولكن الأمر مع مرور الوقت كان يتضاعف تعرقت بشده و ازداد ارتعاشه جسدها أصبحت تبكى دون أراده منها وكانت السيده الجالسه بجانبها تلاحظ عليها ذلك ولكنها لم تتحدث وفجأه صړخت ضى بصوت عالى قائله
وقف العربيه وقف يا اسطا وقف العربيه
ليشعر السائق بالارتباك وأوقف السيارة سريعا دون ان ينتبه لتلك السيارة الفارهة خلفه والتي بقوه كبيره من سائقها استطاع ايقاف السيارة قبل الاصطدام وكاد ان يترجل ليبرح ذلك السائق ضړبا الا انه وجد رجل وامرأة و فتاه بفستان اسود طويل وحجاب احمر قانى تترجل من تلك السيارة وايضا السائق الذى ترجل هو الاخر ووقف امامها و بجانبه الرجل والمرأه التى من الواضح عليهم انهم يحاولون اقناع تلك الفتاه بشىء ما بقلمى ساره مجدى
كانت ضى تقف امامهم ترتعش خوفا .. و كل ذكريات الحاډث ترتسم امام عينيها ... والرجل و المرأه يشعران بغرابه تصرفاتها ... و السائق يتحدث بشىء من العصبيه ونفاد الصبر
فى ايه يا انسه احنى مش عايزين عطله
كانت تضم نفسها بيديها و جسدها يرتعش بقوه وهى تقول بتوتر
انا مش هركب مش هركب امشوا امشوا
لتقترب منها السيده وهى تقول
يا بنتى ما ينفعش نسيبك هنا انت مش شايفه احنى واقفين فين احنى فى صحرا
كان أيهم يتابع ما يحدث من جانب سيارته باندهاش نظر حوله ليجد فقط صحراء لماذا إذا ترجلت تلك الفتاه من السيارة
نفض راسه ولام نفسه ما ډخله هو وكاد ان يدير السيارة ويغادر الا انه وجدها تصرخ فى الجميع وهى تجلس على احدى الصخور وتلقى ما بيدها ارضا وتقول
محدش له دعوه انا حره مش هركب العربيه مش هركب امشوا
نظر السائق الى الرجل وزوجته وقال
انا مليش دعوه قدامكم اهو هى الى مش عايزه تركب خلينا نمشى احنى بقا هى حره
ظهر الرفض على وجه الرجل الكبير فاقترب منها يحاول معها مره اخيره قائلا
يا بنتى انت زى بنتى مينفعش اسيبك هنا لوحدك
رفت ضى عيونها الباكيه الى ذلك الرجل الكبير و قالت بصوت مهزوز
شكرا لحضرتك ... انا هتصل بوالدى يجيلى تقدروا تمشوا
نظر الرجل الى زوجته و السائق الذى اشاح بيده و تحرك ليصعد الى السياره و هو يقول
يالا يا بيه مش عايزين نتأخر
نظر الرجل لها باسف ثم اشار الى زوجته فتحركت هى الاخرى وصعد الجميع الى السياره ورحلوا احاطت ساقيها بذراعيها و خبئت وجهها بينهم وظلت تبكى بصوت عالى ظل جالس في مكانه پصدمه وكل التخيلات السيئة تتوارد في راسه ان يكون احد ما تطاول عليها في تلك السيارة او ان تكون انسانه مريضه مختله التفكير لكنه يشعر باحساس غريب لقد رأها من قبل لكنه لا يتذكر اين و كيف ورغم كل الافكار التى تدور برأسه الا انه لم يستطع التحرك والترجل من السيارة ظل يشاهدها من مكانه وهى تبكى بشده
حتى علا صوت هاتفه لينتبه لاتصال رواد به
اجابه سريعا وفى تلك اللحظه كانت تلك الفتاه تقف تنظر حولها پصدمه وخوف تتلفت حولها في كل الاتجاهات پذعرو كأنها استوعبت الان انها فى الصحراء بمفردها .... ليجد نفسه يغلق الاتصال في وجه رواد وفتح باب السيارة وترجل منها ليتوجه اليها حين وقعت عيونها عليه شعرت انها سوف تفقد وعيها من شده الخۏف هي لم تعد تتحمل بقلمى ساره مجدى
اقترب منها وكاد ان يتكلم الا انها بدأت بالترنح في وقفتها لتجحظ عيناه من الصدمه وتحرك سريعا ليمسك بها بين ذراعيه قبل ان تسقط ارضا وهو يقول
يا بنت المجنونه
الفصل الثالث من بين خۏفها و هوسه بقلمى ساره مجدى
ظل ايهم يتلفت حوله پصدمه من كل ما حدث غير مستوعب و لا يستطيع تفسير حالتها و او اتخاذ القرار السليم فى هذا الموقف ولكن ليس امامه خيار سوا اخذها معه فى السياره وحين تفيق يعلم ما قصتها
حملها بين ذراعيه ووضعها في سيارته على الأريكة الخلفية واغلق الباب ثم احضر أغراضها ووضعها في صندوق السيارة وعاد الى مكانه خلف المقود وادار المحرك وانطلق الى وجهته وهو يفكر ما قصه تلك الفتاه الغريبه و عقله يحاول تفسير الامر و ايجاد تفسير منطقى
وصل أمام العنوان الذى ابلغه به رواد ليترجل من السيارة ينظر الى حلمه الذى كان يتمناه قد اوشك على التحقق
فى ذلك الوقت كان والد ضى يتصل بها مرارا وتكررا ولكنها لا تجيب ليشعر بالخۏف يتصاعد داخله و يلوم نفسه على اصراره على سفرها بمفردها .... و كانت هى هاربه بعيدا عن كل هذا عن خۏفها و قلق والديها و اين هى بقلمى ساره مجدى
ظل