لمن القرار للكاتبة سهام صادق
أنفاسها ووقفت قبالتها تطالعه
أحمس ديه حكاية طويله ومش حابه اتكلم فيها ممكن
احترم رغبتها واطرق عينيه خجلا من فضوله وثرثرته
هنفتح المطعم ولا خلاص كده
والإجابة كان يحصل عليها أحمس وهم يمارسون مهمتهم في إعداد الطعام وترتيب المطعم
نظر نحو سائقه الذي دلف للتو وأطرق رأسه يخبره عن عدم قبولها بأن يصطحبها لوجهتها
إنصرف السائق بعدما أشار إليه سليم بالمغادرة قبض فوق القلم حانقا وشعور الغيرة يتغلغل داخله
نهض عن مقعده وقد اتخذ قراره أن يذهب إليها ويرى بعينيه ماذا تفعل
دلفت مديرة مكتبه تخبره عن وجود جنات ورغبتها في رؤيته
وقفت جنات قبالته وهو كان خير من يعلم ماذا تريد منه
تجمدت عينين جيهان نحو النادل الذي وقف يقدم لهم الطعام في ذلك المطعم الذي اختاره جسار لتناول غدائهم إرتجف جسدها تنظر نحو يديها تفركهما في توتر
حببتي الاكل هنا هيعجبك حقيقي يجنن
ابتسمت جيهان حتى لا تشعره بشئ ورفعت عينيها نحو النادل الذي وقف يرمقها ساخرا
مبتاكليش ليه يا حببتي
وضعت يدها فوق يده ورسمت فوق شفتيها إبتسامة هادئة خفت خلفها مشاعر خۏفها
ماليش نفس وعايزه امشي من هنا
إبتسم وهو ينهض عن مقعده وقد مسح شفتيه بالمحرمة البيضاء
إرتاحت قليلا ونهضت عن مقعدها حتى تغادر وتنتظره جوار السيارة ولكن حركتها تجمدت وهي ترى ما تخشاه يتحقق جسار يقف يتحدث مع النادل وظهره إليها ابتلعت لعابها وهي تراه يلتف نحوها يرمقها بملامح جامدة
تشبثت عيناها به تحاول جاهدة أن تفسر ملامحه لقد عاد إلى طاولتهم بعدما إستكمل خطواته نحو دورة المياة وبكلمات مقتضبة كانت تغادر خلفه المطعم تخشي ما هو قادم
وتوترت وهي تكمل باقية سؤالها
أصل وقفته معاك كأنه يعرفك معرفة شخصية
الټفت نحوها فازدردت لعابها فعاد يركز بعينيه نحو الطريق
معرفه قديمة أيام ما كنت بخدم في الشرطة
حدقت به جيهان طويلا تقلب رده المختصر في عقلها
وأنت بتقدر تفتكر كل الناس اللي عرفتهم زمان
رمقها بنظرة خاطفة
جيهان في إيه أنا شايف إن الموضوع ملهوش لازمه إنك تحققي في
أسفه يا جسار أنا مش عارفه فيا إيه إظاهر إن تأخيرها موترني شوية
واستطردت بحديثها حالمة تضع بيدها فوق بطنها
لو كنت حامل يا جسار
وقبل أن تردف بباقي عبارتها كان يعود بعينيه إليها
اتمنى ده ميحصلش يا جيهان لاني مش عايز أطفال حاليا واظن إن إحنا إتفقنا على كدة
بهتت ملامحها فأكثر الأشياء التي أصبحت تعرفها عنه إنه لا يحب إجباره على شئ صحيح جسار حنون و رجل يعرف تماما كيف يجعل المرأة تشعر بكاملها إلا إنه ذو طباع سيئة ظنت إنها ستستطيع خداعه ولكن هيهات هو يعطيها ما يريد إعطاءه لها
زفرت أنفاسها تغمض عينيها وقد رفعت يدها عن بطنها فما الذي ستفعله عندما يدرك إنها خالفت إتفاقهم ولم تتناول تلك الحبوب
أنتي قبلتي محمود قبل كده يا جيهان
جف حلقها فابتلعت لعابها تنظر إليه تهتف بتعلثم
محمود مين
صوب عينيه نحوها للحظات وعاد يركز عيناه على الطريق يهتف ببطئ
محمود الجرسون
اعرفه منين يا جسار ومن أمتي أنا بعرف الناس ديه
تمتمت عبارتها بعصبية وسرعان ما أدركت فداحة فعلتها
مالك اتعصبتي كده ليه ده مجرد سؤال يا جيهان
بجد أنا اتخنقت يا جسار إحنا خرجنا نغير جو ولا خرجنا نتكلم عن الجرسون ووقفتك معاه
هتفت عبارتها الأخيرة بتهكم فطالعها بعدما أوقف سيارته في جراح البناية التي يقطنون بها
أصله بيشبه عليكي
تجمدت ملامحها ولكن سريعا عادت لطبيعتها تشير نحو حالها
بيشبه عليا أنا لا أنا معرفش ناس بالأشكال ديه الصراحه
وبدهاء إستطاعت إنهاء الحديث فانحنت قليلا تدلك جبهتها بتآوه
مش عارفه الصداع مش راضي يخف ليه راسي ھتنفجر
زفر أنفاسه زفرات متتالية وترجل من سيارته نحوها ابتسمت
وهي ترى يده الممدوة لها بعدما فك عنها حزام الأمان
ضم خصرها إليه نحو المصعد إلى أن دلف بها الشقة أعطاها مسكن وقد شعر بالضيق من حاله فكيف لسؤال هذا النادل الذي بالفعل يعرفه قديما جعله يشك بزوجته
حاسس إن شوفت مرات حضرتك قبل كده فاعذرني من سؤالي ونظراتي عليها أصلها نسخه طبق الأصل من طلقيتي يا بيه
تمدد فوق الأريكة يطالع التلفاز بشرود وعقب سيجارته بين شفتيه والعبارة الأخيرة تتردد
أصلها طبق الأصل من طليقتي
أنا كنت متجوزه قبل كده يا جسار
________________________________________
أطلقت منه لأنه كان راجل وحش ضيعني وحرمني من بنتي اللي معرفش عنها حاجة
والعبارات تتدافق على عقله دون هوادة تنهد بسأم ومسح فوق وجهه متمتما
أنت إيه اللي بتفكر فيه ده يا جسار صحيح جيهان مش نفس الصوره اللي كنت شايفها فيها بس هي بتحبك
جسار
تعلقت عيناه بها بعدما هتفت اسمه وقد استيقظت للتو من غفوتها القصيرة
بقيتي كويسه دلوقتي
اقتربت منه بتمهل تتلاعب بحمالة ثوبها
يعني بقيت احسن يا حبيبي
ومن نظرة عينيها إليه كان يعلم ما هو قادم وإمرأة فاتنة تعرف كيف تصنع طرقها وتنفذ دورها اغوته بطريقتها ومع الوقت كان يستجيب لها ينهل منها كل ما تقدمه وهي اكثر من سعيدة همست بأنفاس متقطعه
بحبك
عاد ليغرق في لذته مبتسما وقد ضاعت كلمة حبها التي لا يراها في عينيها إلا إنها مجرد كلمة تنطقها وليس هو رجل أحمق أن لا يفسر الكلمة
والحقيقه التي أصبح يدركها يوما بعد يوم أن جيهان لا تحبه إنما حبها له حب مصطنع وإنها إمرأة ذو خبرة واسعة تعرف تماما إحتياج الرجال بل وبارعة بجدارة في الفراش بارعة لدرجة إنه أحيانا لا يصدق إنه يوما رأها أمرأة بريئة ظلمها أهلها في زيجتها في سن صغير وزوجها كان رجلا خسيس أذاقها المرار وما هي إلا ضحېة
غفت فوق صدره فاغمض عينيه وقد ضجر من تلك الأصوات التي تدور في عقله
ازاحها برفق عنه ونهض فوقعت عيناه عليها في غفوتها
إيه اللي حصلك يا جسار مش ديه جيهان اللي كنت ھتموت عليها
والإجابة كانت مفقودة
حاولت النوم لمرات عديدة ولكن مهما حاولت
فالنوم هذه الليلة بعيدا عنها التقطت هاتفها تفتح الرساله التي بعثها إليها بعدما حاول لمرات عديدة مهاتفتها
فتون مبترديش عليا ليه فتون مضطر اسافر كام يوم هولندا في فلوس في درج المكتب عندك ولو عايزه تروحي تقعدي مع جنات معنديش مشكله والسواق هتلاقي مستنيكي تحت كل يوم اي حاجة محتاجاها كلميني وياريت لما اتصل تردي وبلاش جو الأطفال يا فتون هتوحشيني
كلمة وراء كلمة كانت تعيد قرائتها ولكن عندما وقعت عيناها على اسم جنات إبتسمت في تهكم مرير فحتى جنات قد إستطاع شراء ولاءها له جنات التي كانت ضد سليم النجار أصبحت تخبرها إنه رجل رائع ومحب
عادت بذاكرتها للساعات الماضية وقد استمعت لحديث جنات مع احمس في المطعم بعدما ظنت إنها ذهبت لجلب بعض الإحتياجات التي يحتاجها المطعم
عادت لكي تأخد الورقة التي دونت فيها الأشياء حتى لا تنسى غرض
معقول يا جنات أنتي تعملي كده أنتي مش عارفه فتون بتثق فيكي أد إيه ده أنتي السبب الأساسي في خضوعها إنها توافق تتجوزه
احمس الله يكرمك بلاش كلامك ده متخلنيش اندم إني حكيتلك وطلبت مساعدتك
تخشب جسدها وبصعوبة إستطاعت تحريك قدميها لتتوارى عن أعينهم
ابتعد احمس عن جنات يزفر أنفاسه بضيق
حرمتوها ليه إن يكون ليها حق توافق أو ترفض أنا مصډوم يا جنات
صړخت به جنات حانقه
يييه أنت مالك مضايق كده ليه لتكونش حبيتها يا احمس
طالعها احمس بتوتر
انا برضوه كنت حاسه بنظرات إعجاب منك ليها احمس أنا بعتبرك اخويا الصغير فتون وسليم النجار حكاية طويلة وعجيبة وحكايتهم مهما طالت كانت هتتجوزه عارف ليه
وصمتت قليلا تلتقط أنفاسها بحزن عما فعلته ويؤنبها
لأن الناس اللي زي سليم النجار لما بتعوز حاجة بتاخدها المطعم ده من أملاك سليم النجار الجمعية اللي بتساعد فتون عمته هي أحد مؤسسينها يعني تمويل الجمعية من فلوس عيلة النجار حتى أهلها بتتكفل بيهم عمته يعني حياة فتون كلها عيلة النجار متحكمة فيها حتى خروجها من السچن لما اتلفقت ليها القضية سليم النجار هو اللي دفع الكفالة وخرجها زي الشعرة من العجين يعني عاجلا او آجلا فتون هتكون ليه هو بيحبها وده اللي شوفته في عينه بس الله واعلم هيستمر الحب ده ولا هيكون مجرد نزوة ويكتشف بعد كده إنه اختار الزوجة الغلط اللي متنسيبش مكانته
حرام عليكي يا جنات حرام عليكي إنتي عارفه فتون غلبانه وعلى نيتها وعمرها ما هتقدر تفهم الناس ديه فتون طبعها طيب وغلبان ده لولا وجودنا معاها مكنتش هتكون كده
احمس ارجوك كفايه ضميري بيعذبني ومش ناقصه كلام زيادة
لو سليم النجار اذاها هرجع اقفله من تاني وهكون جنات واحده تانيه معاها فلوس تقدر تقف في وش اي حد أنت متعرفش ارض أبويا ديه تساوي اد إيه
هتفت عبارتها الأخيرة وقد استوحشت عيناها وهي تتذكر تلك النظرة الساخطة التي رمقها بها ابن عم والدها عندما ذهبت إليه حينا إلتقت به في مقر عملها بشركة النجار وجعتها تلك النظرة المتكبرة ولو كانت نسيت قديما أمر الأرض التي ترك والده حقه لله فهي لن تتركها فابن عم والدها رجل ثري بشدة ورغم ذلك ما زال رجل طامع جشع
فاقت على صوت احمس
هتنقذيها بعد ما تضيع يا جنات
هتفت بشرود
هو بيحبها
ديه إحتمالات
اي شئ في الدنيا مبنى على الإحتمالات يا احمس هتقف جانبي ولا لاء يا احمس
واردفت بتطلع نحو المستقبل
هساعدك تحقق حلمك وتفتح مكتب بعد ما تخلص جامعتك
عادت لواقعها تلتقط أنفاسها الكل بحث عن مصلحته حتى جنات التي كانت قدوتها في يوما ما
ضحكت ساخرة من نفسها فكل من إتأخذته قدوة كانت الأيام تثبت لها كم هي مغفلة
نهضت من فوق فراشها الجديد في تلك الغرفة الفسيحة فلم يعد لديها مكان إلا هنا هي وأهلها بالفعل تحت سيطرة سليم النجار
اتجهت نحو المرحاض تتوضئ وافترشت سجادة الصلاة تسبح إلى أن يحين موعد صلاة الفجر تدعو الله أن ينقذها من ذلك العالم المظلم الذي لم تعد تراه إلا غابة ينهش فيها الضعفاء
تعلقت عينيها بعينين كاميليا وسرعان ما اشاحت عينيها عنها تجمدت عينين كاميليا للحظات ولكن عادت ملامحها تنبسط تهتف بتوتر
عامله إيه يا ملك
و رد مقتضب كانت ملك تهتف به قبل أن تعود لدغدغت الصغار والضحك معهم طالعتها كاميليا في