الأربعاء 04 ديسمبر 2024

لمن القرار للكاتبة سهام صادق

انت في الصفحة 133 من 187 صفحات

موقع أيام نيوز


وأنا كمان كنت مبسوط يا ملك
عبدالله ملهوش ذنب في كل اللي عيشناه كان بيضحك ويجري النهاردة عشان إحنا حواليه وشايفنا مبسوطين
التمعت عيناه پألم ممزوج بالحنين فصغيره الحنون يشبهها
عبدالله طالع ليك يا ملك بيفكرني بيك وأنت طفله.. كنت زي الفراشة الجميلة وجودك ليه بهجة
أنت بتكذب يا دكتور أنا كنت طفله منطوية .. مها هي اللي كانت بهجة العيلة

اختفت ابتسامتها بعدما تمتمت بها وقد اقټحمت بعض الموافق ذاكرتها.
توقفت يديه فوق ذراعيها وقد أصابه الجمود حينا ذكرت اسمها وذكرته بصورة العائلة المثالية المترابطة.
ارتخى ذراعيه عنها فشعرت بجموده وابتعاده عنها
رسلان.. مها مكنش ليها ذنب في حاجة ..هي ضحېة
غامت عيناه بالظلمة فعن أي ضحېة تتحدث وما كشفه الزمن كان أبشع .. تشاركوا في إسحاره سعوا ليحبها بأعين يغشوها الظلام ويكرهها هي وكأنه لم يحبها يوما فلا أحد ضحېة إلا هي وحدها. 
استدارت بجسدها نحوه بعدما وجدته يطالعها بتلك النظرة الخاوية يقبض فوق كفيه بقوة يعود بذاكرته لتلك الأيام الماضية بعدما فاق السائق وأخبره بتفاصيل لقائه بخالته
أنت قولت إنك مش هتأذيني يا بيه أنا هحكيلك على كل حاجه أعرفها
تمتم بها السائق وقد اقتحمه الندم بعد ذلك الحاډث وخروجه بأعجوبة من السيارة التي ارتطمت بها أحدى مقطورات النقل
من أول ما ركبت معايا وأنا كنت شاكك فيها حاسسه إنها مش طبيعيه
زفر رسلان أنفاسه حانقا من الإطاله في حديث سمعه من ضابط الشرطة وقد اوضحت كاميرات المراقبة تلك التفاصيل
قولت لظابط المباحث إنك ودتها لحارة قديمة تزور ناس معرفه إحنا ملناش معارف ولا قريب من مكان زي ده.. فياريت تقولي الحقيقه
ترقب رسلان خلجاته فازدرد السائق لعابه يظن ما يعتقده مجرد تكهنات فلم يخبر الضابط عنها
اخبره عن الحالة التي خرجت بها خالته بعدما قضت ساعه في ذلك المكان ثم دسها لشيئا ما في حقيبتها وعن ظنه إنها لها في أمور الدجل والشغوذة ثم إعطائه لها لرقم هاتفه إذا أحتاجته مرة أخرى 
إتصالها به تلك الليلة تخبره عن إنتظارها له في ذلك المكان الذي أخذها منه ولم يكن إلا الشارع الخلفي بعيدا عن أنظار الحرس وقد الهتهم بذلك الحريق الذي اشعلته في إحدى الغرف المطلة على الحديقة. 
توقف الرجل عن سرد تفاصيل هذه الليلة بكل صغيرة وكبيرة 
أنت قولتلي أحكيلك كل حاجة بالتفاصيل يا بيه لكن ابوس أيدك متسجنيش أنا راجل شقيان وعلى باب الله وعندي كوم لحم ياريتني ما رديت على التليفون الليلة ديه.. كنت فاكر إنها توصيلة السعد وهاخد فلوس حلوه
قصدك تسرقها
بجمود تمتم رسلان فابتلع السائق لعابه.. فقد كانت نيته هذه الليله بعدما أخبرته ناهد إنها ستعطيه الكثير من المال ولكن عليه أن يوصلها لمدينة الاسماعيليه
الشيطان غواني ساعتها يا بيه ست غنية وهربانه بشنطة فيها فلوس و دهب قولت هاخد اللي يساعدني واسيبلها الباقي
لم يتحكم رسلان بأعصابه وانحني صوبه يلتقطه من عنقه
كنت شايفها مش طبيعيه ومعاها ولد صغير طبعا ساعتها مفكرتش غير في الفلوس.. ابني ماټ بسببكم
التمعت الدموع في عينيه وقد عاد الألم ينهش فؤاده.
سعل الرجل بشدة يحاول مقاومته
ليك حق يا بيه ليك حق قلبك يوجعك.. موتني لو هترتاح
غادر المشفى قاصدا ذلك المكان فماذا كانت تفعل خالته هناك أخذه الفضول خاصة بعدما أعطته شقيقته زجاجة بها ماء وجدتها الخادمة في غرفة خالتهم 
أخبرته شقيقته نادمة إنها استمعت من قبل لسعي خالته في أمور السحر حتى تفرقه عن ملك و يحب أبنتها غير تلك الحقيقة المؤلمة التي افصحت له عنها
لقد وضعت خالته ملك في الملجأ ولكنها اعادتها بعد بضعة أيام. 
رسلان 
فاق من شروده على صوتها ينظر إليها يتذكر ما اباحت له عنه المشعوذة بعدما أخبرها بمكانته وقدرته على سحقها 
خالته أتت لها حتى تجعله يكرهها ويعيش على ذكرى أبنتها وحدها وألا يكون له ذرية منها.. الماء الذي أعطته لها في الزجاجة وكان سينثر فوق ملابسهم وفراشهم كان سيتم به عقد الصفقة مع الأسياد. 
رسلان أنت أكيد افتكرت عزالدين
عادت تهتف اسمه تسأله بمرارة بعدما طالت نظراته نحوها 
خانتها دموعها رغم محاولتها المستميتة ألا تبكي أمامه بعدما اتفقوا أن يتعايشوا مع حدث. 
حاول نفض رأسه من تلك الأفكار التي اقتحمته يرسم ابتسامته بصعوبة يمد كفيه نحو وجهها يمسح دموعهاثم
ضمھا إليه بقوة حتى توقفت عن البكاء 
سليم اقترح عليا نروح عمره إيه رأيك
ابتعدت عنه غير مصدقة إقتراحه
بجد يا رسلان
تسألت بأعين دامعة فكيف تجاهلت أمرا كهذا سينسيها هموم الدنيا وستطيب فيه روحها
إحنا محتاجين ده يا ملك
اماءت برأسها مؤكده عائدة لحضنه
أنت عيلتي الوحيدة يا رسلان
مكنتش هحب ست غيرك مهما حصل
كفاية تفكير بقى
تمتم بها حانقا

من أفكار عقله يلتف برأسه ينظر نحو شرفتها
علاقتنا معروف نهايتها ديه مجرد رغبه..أنا لازم ابعد كام يوم عن البيت ده الحل الوحيد عشان ارجع اسيطر على نفسي 
فتحت عيناها على وسعهما لا تصدق ما كانت تحلم به إنها كانت بين ذراعيه يبثها بتلك المشاعر التي يعيشها الأزواج في علاقة كامله.
تدافقت الډماء في أوردتها فكيف خانتها أحلامها..
أسرعت في وضع يديها فوق عينيها تحاول مسح تلك التفاصيل من أمامها وكأنها علقت في خيالها 
أكيد ده بسبب المسلسل لكن ليه احلم بالتفاصيل ديه.. وإزاي احلم بيها
أسرعت في الإعتدال من رقدتها تلطم جبهتها لا تستوعب وقاحة حلمها
أكيد أنت اټجننتي يا بسمة طول عمرك بتحلمي أحلام بريئة
اغرقت رأسها أسفل المياة.. تلتقط المنشفة ټدفن داخلها رأسها لتجفف المياة عنها
لطمت وجهها بالمياة حتى تخرج عقلها من خيالته
خرجت من المرحاض وسرعان ما كانت تتسع حدقتيها تنظر حولها في ذهول تحاول تذكر أخر شئ فعلته قبل أن تسقط غافية 
فهي غفت جوار الحاسوب دون غلقه
معقول دادة سعاد هي اللي غطتني وقفلته وحطته على المكتب 
تلملمت فوق الفراش الواسع تبحث عنه جوارها تحركت بيديها من الجهتين لتجد الفراش خالي..
حاولت طرد النعاس عن جفنيها المغلقين تفتح عيناها ببطئ بعدما استشعرت قوة الضوء الساقط عليها من الشرفة
سليم
هتفت اسمه وهي تحك فروة رأسها بأحد أيديها وباليد الأخرى ثبتت الغطاء فوق جسدها تسمع صهيل الخيل
فعلمت أين
________________________________________
أختفى في هذه الساعة الباكرة
نهضت بتكاسل تلف الغطاء حولها فقد أنتهت العطلة الصغيرة التي أراد منحها لكلاهما بعيدا عن اشغاله ومخاوفه التي تعلم إنها لن تنتهي مادام ابنته بعيده عنه
كنت بتسألي نفسك إزاي راجل زي سليم النجار مهوس بيك ومش عايز يبعد عنك وبيدور على الوقت عشان يقضيه معاك اه دلوقتي أنت اللي بتسألي نفسك عن الوقت اللي تكوني معاه فيه يا فتون
تسألت في تذمر وهي تغمض عيناها في حنق بعدما احرقها صابون الإستحمام فقد ضاعت السحابة الوردية التي كانت تحيط حياتهم وليتها عاشتها بجميع تفاصيلها
بل عاشتها وهي تظن أن ما عليها إلا لتشبع حاجته العزيزية كما كانت تفهم ونشأت.. 
فما يربط الازواج سوى تلك العلاقة لا غير.
جففت خصلاتها في عجالة وارتدت ثوبها البسيط وصندلها الخفيف تهبط الدرج حتى تتجه إلى مكان وجوده. 
توقفت مكانها وهي تراه يدلف المنزل بعدما استمعت لصوته وهو يخبر احد العمال المهتمين بالمزرعة إنه سيغادر بعد ساعه من الأن. 
أصابها الإحباط فلأول مرة تشعر إنه لها وحده دون قيود وتحكمات تغلف حياتهم رغم تلك الذكريات المريرة التي عاشتها في هذا المكان الذي اتت إليه من قبل خادمة وخرجت منه ك الحسالة مطرودة.
ابتعلت غصتها في مرارة تحاول تطرد أي شعور يعيدها لأي نقطة بائسة..
فتون هانم اللي قالت صحيني معاك نشوف شروق الشمس سوا
ضاقت عيناها بعدما اقترب منها يلثم خدها 
أنا
تسألت بعدما حاولت تذكر لحظة إعتراضها
لا أنا عموما هطلع اخد دش سريع ونمشي..
حضرتلك الفطار في المطبخ افطري لحد ما انزل
ارادت الحديث وإخباره عن رغبتها في قضاء اليوم هنا ولكن عاد يسكتها بقبلته مرة أخرى. 
عايزك تقوليلي نجحت في البيبض بالبسطرمة وطبقت الطريقة صح ولا لاء
اسرع في صعود الدرجات فعلقت عيناها به في هيام فهي عالقة بحب هذا الرجل منذ أن كانت خادمته. 
دلفت للمطبخ لتجد كل شئ مجهز فوق الطاولة لا تصدق إنه فعل ذلك بنفسه لأنها اكتشفت أن زوجها اعتاد على خدمة الأخرين له
تذوقت طعم البيض ولكن سرعان ما كانت تخرج اللقمة من فمها لشدة ملوحته
ارتشفت بضعة رشفات من كأس العصير بعدما مضغت شرائح الخيار التي قطعها بطريقة اعلمته إنه حاول من أجلها أن يجعل لها طعام الفطور مميز. 
نظفت المطبخ بعجالة وصعدت للغرفة حتى ترتبها قبل رحيلهم مادام لن يبقوا سويعات أخرى. 
توقفت نهاية الدرج تنظر نحو الطرقة المؤدية لغرفة الجد
ولم تشعر بقدميها وهي تأخذها نحو الغرفة التي شهدت سقوط الجد في تلك الليلة التي اقتحم فيها حسن المنزل لسړقة تلك المجوهرات الخاصة بجدة سليم وكان الجد يحتفظ بها
لم يتغير شئ بالغرفة رغم التحديث الذي أحدثه سليم في بيت المزرعه كل شئ كان مكانه وصورة الجد معلقة.
ارتجف جسدها وكأن رياح هذه الليلة عادت تقتحمها بكل تفاصيلها
فتون
أجفلها صوته فانتفضت مڤزوعة
بتعملي إيه هنا
بصعوبة استدارت إليه تنظر إلى شعره الرطب بأنفاس تحاول إلتقاطها
مش عارفه ليه رجلي اخدتني لهنا.. 
تجمدت ملامح سليم فحاولت إخراج بعض العبارات.. 
اجتذب ذراعها حتى يخرجها من الغرفه يمسح فوق وجهه. 
تعال رنين هاتفه الذي فتحه وهو يبحث عنها ينظر نحو رقم السيدة ألفت وقد بدء هاتفه يصدر الكثير من الرسائل العالقة التي أتته ليلة أمس
سليم بيه خديجة هانم هنا
..
استقبلتهم السيدة ألفت فور أن دلفوا للمنزل تشعر ببعض القلق على حال السيدة خديجة خاصة إنها منذ وقت قليل

كانت لديها تسألها إذا ارادت أن تعد لها وجبة الافطار
وجهها الشحوب ومحاولتها في إخراج صوتها جعلها تشعر بوجود خطب ما بها
الهانم وصلت الفجر انا كنت عندها فوق لكن شكلها تعبان
تصلب وجه سليم من شدة القلق فعمته حينا تأتي لمصر يكون على علم مسبق منها
سليم أنت قلقان كده ليه اكيد مجرد زيارة وحبت تعملها لينا مفاجأه
تمتمت بها فتون رغم التوتر الذي تشعر به لأنها ستلتقي ب خديجة النجار عمة زوجها تلك المرأة التي حينا التقت بها اشعرتها كم هي ضئيلة في كل شئ أمامها. 
تحرك سليم نحو الدرج قاصدا غرفتها ولكن رنين هاتفه بتلك النغمة المخصصه جعله يتوقف ينظر لصورة صغيرته التي أضاءت على شاشة هاتفه
ابتعدت قليلا حتى يحادث صغيرته يسمع عتابها له عن عدم مهاتفته لها ليلا
طالعته فتون بعينين لامعتين تتوهج توق لتلك اللحظة التي ستحمل فيها احشائها طفلا منه
اطلعي يا بنت لخديجة هانم أنت دلوقتي ست البيت
تمتمت بها السيدة ألفت بعدما اقتربت منها تومئ لها برأسها إنها عليها الترحيب بعمة زوجها وإتخاذ دور سيدة المنزل. 
بتوتر صعدت فتون بعدما القت بنظرة أخيرة نحو سليم الذي انشغل في التبرير لصغيرته عن سبب عدم مهاتفته وأن العمه خديجة هنا وسيأتي لأخذها حتى ترحب بشبيهتها الكبرى وتقضي بضعة
 

132  133  134 

انت في الصفحة 133 من 187 صفحات