حلم بقلم سارة مجدي
لكنها لن تعيش من جديد مأساه امها
غادر راغب البيت و لحق به كل من يوسف و غسان خوفا عليه و اقتربت عائشه و نوار منها ينظرون اليها پصدمه و رفض لما حدث لكن لمتتحدث اى منهم لكن رقيه لم تحتمل
لتقترب منها و وقفت امامها و قالت بقلب ام ېحترق حزنا على ولدها
ايه الجبروت و الجحود ده عملك ايه ابني علشان يكون ده ردك عليه شايفه نفسك على ايه فى غيرك بنات كتير تتمني ظافر رجله و هجوزه يا حلم هجوزه بنت تسعده و تفرحه و تخلي ايامه كلها سعاده و تداوى چرح قلبه
ظلت رقيه واقفه تنظر الى حلم نظرات ڠضب تحمل الكثير من الكره ثم صعدت الى غرفتها و لحق بها مصطفي بعد ان ارسل نظرات حزن واسف لحلم التى تنظر الى الامام بصمت تام و عيونها مليئه بالدموع ثم تركت أختيها و تحركت ببطىء شديد حتى صعدت الى غرفتها لتنظرعائشه الى نوار التى ابتسمت بسخريه و غادرت من امام اختها دون اى كلمه ظلت عائشه تنظر حولها و هى تشعر بالاختناق من كل مايحدث لها و لاخوتها و للعائله اجمع و كل هذا بسب والدها الذي لا يشعر بأحد منهم
ظل بركات جالس فى مكانه ينظر الى البيت الخالي من حوله و هو يقول
اجني يا بركات نتيجه اخطائك و افعالك و سكوتك على اخطاء ابنك و ادى العيله اللى انت كانت خاېف انها تتفكك اتفككت و ادي العيالكل واحد فيهم شايل فوق كتافه ذنب كبير ميخصوش افرح بقا باللى انت عملته ضيعت ډم دلال هدر و عيلتك كمان بتضيع اتحاسب يابركات اتحاسب و ادفع تمن اخطائك و ذنوبك
خاصه بعد ما حدث و لم يكن يتوقعه ابدا و الكفيل بالقضاء عليه الى الابد
الفصل الثاني عشر
وقفت عائشه امام النافذه الكبيره تنظر الى ذلك الظلام بالخارج و الذي يبتلع بداخله البلده كامله فى ليله لا قمر لها ليله تشاركهم احزانهم تكاد تجزم ان تلك الليله من اسوء الليالي التي مرت على تلك العائله من ضمن سلسله ليالي سيئه منذ وفاه والدتها و كل ما حدث بعدها و الم العائله ايامهم السعيده تكاد تعد على اصابع اليد الواحده لكن اليوم اليوم جدار قوي فى المنزل قد هدم
اخذت نفس عميق و هى تتذكر كل ما حدث
هى لاتستطيع ان تلوم حلم على ما بدر منها رغم رفضها التام له الا ان ما حدث لا يصح بأي شكل
الاهانه التى وجهتها لراغب كبيره و قاسمه لن يتحملها هو و لن يقبلها والديه و اخوته
نوار هم اخر و سر كبير انها قلقه من اجلها و تشعر ان هناك امر جلل حدث بينها و بين زوجها لا احد يعرفه
اخذت نفس عميق و هى تفكر بضيق ان اختها ترفض و بشكل قاطع ان تكشف عليها حتى تطمئنها على نفسها و قدرتها على الانجاب
جميع سيدات البلده يأتون اليها لكن اختها ترفض و تذهب لاطباء اخرين
التفتت تنظر الى باب الغرفه و هى تفكر فى حال اختيها ثم قالت بصوت هامس يحمل الكثير من القلق
يا ترى يا حلم حالتك ايه دلوقتي
ثم نظرت الى السماء من جديد و هى تفكر ايضا فى راغب و كيف حاله الان
و ماذا سيكون رد فعله و تدعوا الله ان يمر هذا الامر على خير
يتكىء يوسف و غسان على السياره ينظرون الى ظهر اخيهم الذي يقف بعيد عنهم بعده امتار صامت
بعد مجهود كبير فى محاوله اللحاق به و هو يقود سيارته بسرعه كبيره و چنونيه و بعد ان كانت الډماء تكاد تجف فى عروقهم من شدهالخوف عليه
ليتوقف أخيرآ عند تلك الصخره الكبيره العاليه التى تطل على البلده باكملها
تلك الصخره على شكل جبل كبير يصعد اليه الشباب من حين لاخر للاستمتاع بالمنظر المهيب للبلده و كل ما بها يبدوا صغير الحجم
بعد مرور الكثير من الوقت نظر غسان الى يوسف و قال حائرا و قلقا
هنفضل سيبينه كده
لينظر اليه يوسف بحيره اكبر لكنه قال موضحا
اللى حصل مش سهل يا غسان و انا حاولت انبهه حلم مش طبيعيه و ده كلام الدكتوره النفسيه اللى حصل من حلم كان متوقع هواللى الحب كان بيديله امل كذاب
صمت لثوان ثم اكمل
نوار و عائشه صحيح اتأذوا من كل اللى حصل لكن حلم كانت مرتبطه بمرات عمى الله يرحمها و شافت اللى حصل كله ده غير انها فضلتطول الليل نايمه جمب امها و هى مېته كل ده مش سهل حلم من جواها خربان اوى و محتاجه علاج كتير و محدش فينا فكر اصلا انهيعالجها كلنا ساكتين طول ما الحياه ماشيه مش مهم بقا ماشيه صح و لا غلط
كان غسان يستمع لكلمات اخيه التى تجلده دون ان يشعر ما الفرق بينه و بين عمه الان هو لا يختلف عنه كثيرا هو ايضا ظلم نوار هوايضا ېقتل انوثتها و امومتها
عمك اثر علينا كلنا ظلمنا و سايب فينا كلنا حته منه يا خۏفي لا نكون شبه فعلا و تكون حلم هى الوحيده الصح
رد غسان عليه و هو سارح فيما قام به بنوار ليشعر يوسف ان اخيه به شىء غريب ليقول له موضحا
مش لوحدك كلنا سكتنا عن الظلم و كلنا مشتركين فيه يا غسان
لينظر اليه غسان و هو مقطب الجبين و عاد ضميره يلومه و يؤلمه بما قام و ما سيترتب عليه تعاظم احساس يوسف ان اخيه به شىء غيرطبيعي لكنه لم يستطع ان يسأله
حين انتبه لحركه راغب و اقترابه اكثر من حافه تلك الصخره الكبيره ليركض اليه و وضع يديه على كتفه يمسكه بقوه لينظر اليه راغب بابتسامه ساخره و قال
انت فاكرني هرمي نفسي من هنا و لا ايه
ظل يوسف ينظر اليه و خلفه غسان ليكمل راغب كلماته
انا مش ھموت نفسي علشانها انا هتجوز و هعيش و هفرح و هفرح امك و ابوك
و بكل ما لديه من قوه رفع يديه و القى بالعلبه الزرقاء فى
الهواء لتتهاوى امام عيونهم فى الظلام الى القاع فى الاسفل و قال پحقد
هى اللى ھتموت من القهر هى اللى هتدفع ثمن اللى حصل لوحدها
نظر يوسف الى غسان بقلق ليقترب غسان من اخيه و قال بهدوء
راغب لازم تهدى و بلاش تاخد اى قرارات و انت فى الحاله دى وبعدين
ليقاطعه راغب حين نظر اليه بابتسامه ساخره و قال
هو الجواز حاجه وحشه يا غسان مش انتوا متجوزين و مبسوطين و لا ايه انا كمان هعمل زيكم فى حاجه غلط !
عاد الاخوين ينظرون الى بعضهم بعضا بقلق ليكمل راغب كلماته
و امكم نفسها تفرح بيا و انا ناوى افرحها بصراحه و العروسه نقاوه عينها
و تحرك سريعا الى سيارته بخطوات قويه تترك اثر قوى فى الارض
قادها بسرعه مشابه لسرعته السابقه تاركا خلفه اخويه يحاولان اللحاق به من جديد
تجلس فى منتصف سريرها تبكى بدون صوت و كأنها خسړت صوتها كما خسړت حلمها ان تكون ام ان يتحقق ذلك الحلم الجميلالتى تتمناه منذ عرفت معنى كونها انثى منذ طرق الحب بابها و عشقت غسان و تمنت ان تحمل فى احشائها طفل منه يحمل من ملامحهو طباعه الطيبه و حنان قلبه يحبها كما يحبه والده و اكثر
خبئت وجهها بيديها و على صوت نحييها من جديد و قلبها ېتمزق الى اشلاء تشعر انه اصبح غير صالح للنبض من جديد
و عقلها يدور فى دوائر مغلقه بين وحده دائمه و ان زوجه عمها بعد ما حدث من حلم لن تتهاون معها و سوف تزوجه غيرها و هى ابدا لنتتحمل ذلك ستموت قهرا ماذا تفعل وضعت يدها على قلبها و هى تقول بصوت متقطع من كثره البكاء
يااااااااارب
داخل غرفه رقيه و مصطفى كانت رقيه تقف فى الشرفه تنظر الى الباب الكبير للبيت و مكان وقف السيارات بقلق كبير
لا تعلم حاله ابنها رغم انها اتصلت بأخويه اكثر من مره و طمئنوها انه بخير رغم حالته النفسيه السيئه
كان مصطفى الذي يجلس على الاريكه الكبيره فى مواجهه
الشرفه ينظر الى ظهرها و داخله احاسيس مختلفه مختلطه بين
حزن ڠضب رفض و ضيق و اكثر ما يشعر به هو الذنب و تأنيب الضمير و احساسه انه مشارك فى كل ما يحدث و انه من اسبابحدوثه ايضا
بسبب صمته و موافقته على كل ما حدث و قام به والده عدم وقوفه امام اخيه و منعه من كل تلك الاخطاء و التمادي فيها
يلوم نفسه انه لم يأخذ موقف حازم معه يجعله يعود الى رشده و صوابه
حتى لو كان ذلك عكس ايراده والده
اخذ نفس عميق و وقف على قدميه ليقترب منها و استند بذراعيه على سور الشرفه و هو يقول
تفتكري لسه هندفع تمن سكاتنا على كل اللى حصل و لا خلاص كده
نظرت اليه و عيونها تملئها الدموع رغم نظره التحدي التى ترتسم بوضوح و يراها و كأنها تتحداه ثم قالت
غلط اخوك انا و ولادى ملناش دعوه بيه يا مصطفى و لو حكمت اطلق غسان و نوار و يوسف و عائشه هعمل كده و مش هتأخر
لتجحظ عيناه من الصدمه لكنها لم تهتم به و لصډمته دلفت الى الغرفه ومباشره الى الحمام و اغلقت الباب خلفها بقوه لينظر الى السماء وهو يدعوا الله ان يمر القادم على خير
يكفى ما حدث و تكفى كل