بني سليمان بقلم زينب سمير
ابصارها هي ووجيدة فرأوا سليمان حفيدها البكر يهبط الدرج وعلي ملامحه منذ الصباح الباكر الجمود والبرود .. الممزوج بالضيق المحتوم فما يوجد خلفه من اعمال تعكر صفو اي شخص
وصل لهم اخيرا فقالت وجيدة سائلة
_احضرلك الفطار ياسليمان بية
سليمان بنبرة هادئة
_لا يادادة انا مش هفطر عايز بس فنجان قهوة علي السريع
_خدتي الدوا بتاعك
اؤمات بنعم فقال بتحذير
_الدوا دا الدكتور قال ممنوع الهزار في مواعيده وانا محذر وجيدة من انها تنساه بس لو حصل ونسيته اتمني انتي متنسيش
سوزان بضحكة طفيفة
_حاضر يابابا مش هنسي
لانت ملامحه قليلا معلنة عن بسمة بسيطة بالكاد تري مضيفا
علي حديثه بنبرة مټألمة
_انتي امي التانية ومش عايزك تسيبيني ابدا
ابتسمت بحنان وقد التمعت الدموع بعيونها عندما ذكرها بوالدته وبالتالي والده رحمهم الله فتنهدت پتألم قائلة
_طول ما ربنا مادد فيا الروح والقوة هفضل معاك ياسليمان هو في حاجة مخلياني اصلا ماسكة في الدنيا غيرك !
الحديث كان ملئ بمشاعر نابضة بالحب والۏجع ان تاثر بها لن يستطيع ان يواجه ما ينتظره من اعمال متراكمة لذا .. نفد بهدوء من الحوار مستغلا مجئ وجيدة بفنجان القهوة الذي اعطته له ثم تابعته بسؤال موجها ل سوزان
تناول فنجانه علي عجل وغادر تاركا خلفه السيدة سوزان تملي طلباتها ل وجيدة ..
انتهت سلمي من توضيب حلية ابنها ادهم الدراسية علي جسده الصغير ابتسمت وهي تلعب في خصلاته السوداء ك حال جميع رجال العائلة بحب امسكته جيدا من اسفل ذراعيه واهبطته من علي الفراش الي الارض ناولته حقيبته المدرسية وهي تقول بحب
اردف بشفتين مزمومتين بضيق
_بس انا مش عايز اروح
امسكته من يده تحثه علي السير بجوارها ل الخروج من الغرفة
_انهاردة اخر يوم في الاسبوع نروحه وبكرة وبعده اجازة
ادهم بقلة حيلة
_يعني لازم اروح !
اؤمات بنعم فتحرك معها الي الاسفل بخطوات بطيئة متضايقة ..
ما أن لمح سوزان حتي ترك يداي والدته وتوجه نحوها إحدي وجنتيها وهو يقول بمرح
وهي تردف ضاحكة
_عيون تيتا سوزي من جوه
هتف سألا اياها بأهتمام
_عمو سليمان فين
سوازن مجيبة عليه
_راح شغله ياحبيبي
تضايقت ملامحه لسماعه ذلك الخبر الا انه لم يكاد يبرح بغضبه حتي علي صوت زمار الباص من الخارج ليعلن عن وصوله فحثته سلمي ل الخروج وهي تسبقه الي الخارج بالحقيبة المدرسية الخاصة به
سار خلفها هو بخطوات تود لو ان تعاود الرجوع مرة اخري فالمدرسة ك سجن بالنسبة له لا يحبها ولن يحبها ابدا ذات يوم هو متاكدا من ذلك الشئ جدا
_واجد لسة نايم
جلست علي مقعد بالقرب منها وهي تجيبها
_لا .. صاحي كان بيلبس شوية وهتلاقيه نازل
اؤمات بحسنا دون ايجاب وبقي الصمت يعم المكان وكل منهن تحلق في سماء افكارها بعيدا عن الاخري ..
. . . . . .
فتح عابد عينيه بضيق لسماعه لصوت المنبة المزعج علي الصباح مد يده ليغلقه لكنه ابعثها بالمكان الخطأ فبدل من ان تمسك المنبة القت بكوب الماء علي الارضية صاح بغيظ وهو يسمع صوت التهشيم نهض عن فراشه بالاخير وهو مازال يستمع لصوت المنبة امسكه اخيرا واغلقه بقوة همس بعدها پغضب محادثا نفسه
_انا لو كنت نمت امبارح بدري ومسمعتش فيديوهات الحيل دي مكنتش كسرت الكوباية وهسمع كلمتين من وجيدة....
لم يكمل عبارته ووجد الباب يفتح وجيدة تظهر من خلفه وهي تسأل
_اية صوت التكسير دا ياعابد
كي لا يسمع أحاديثا لا فائدة لها توجه نحو مرحاضه وهو يقول بنبرة سريعة
_الكوباية اتكسرت لميها بقي عقبال ما اطلع من الحمام وجهزيلي لبسي
تنهدت بضيق وهي تبدأ بتنفيذ ما قاله عابد سيظل عابد الفتي المشاكس الذي لا يأتي من خلفه سوي المشقة لكنه لم يكن مشاكسا ببراءة بل كان يحمل كثيرا من الخبث الذي تعلم هي به للاسف ..
علي الساعة الثامنة اخيرا كانت
تخرج سيارة عابد من بوابة القصر وقد سبقتها سيارة واجد منذ عشرة دقائق تقريبا متجهان سويا نحو مقرا واحد
مقر ال سليمان جروب
بالمقر .
دخل سليمان لمكتبه الذي كان لجده سابقا وخلفه سكرتيرته ومساعدته الخاصة عليا جلس
علي مكتبه بعدما نزع معطفه