الخميس 12 ديسمبر 2024

ۏجع الهوى بقلم ايمي نور

انت في الصفحة 51 من 97 صفحات

موقع أيام نيوز


ادفيكى
لم تتحرك من مكانها بل ظلت على وضعها بجلستها المتصلبة وعيونها المستقرة فوقه بجمود ليعقد حاجبيه بقلق ناهضا من مكانه سريعا متوجها ناحيتها ثم يجلس على عقبيه امامها انامله تتلاعب باصابعها المنعقدة بقوة ببعضهم البعض قائلا بحنان
لم يتلقى منها ردة فعل سوى انها زادت من نفسها وهى تلقى برأسها فوق ركبتها مشيحة بوجهها للجانب الاخر بعيد عنه

زفر جلال بقلة حيلة وهو يرى حالتها المتباعدة هذه عنه يشعر بنفسه مقيدا لايدرى كيفية التصرف حتى يعيد لها ابتسامتها والتى اصبحت تنير له الحياة بضيها واشراقة الفرحة بعينيها لينهض من مكانه جالسا بجوارها مادا اصابعه يبعد خصلات شعرها عن وجهها قائلا بصوت حاول اظهار الحماس به
طيب ايه رايك من بكرة اخدك ونروح مكان نقضى فيه يومين انا وانتى بس
انتظر منها ردة فعل على حديثه ليهتف بها قلقا حين قابله الصمت مرة اخرى
ليله انتى كده بتقلقينى وتخوفينى عليكى 
ادارت وجهها ترفعه ناحيته فجأة تنظر له ضاغطة فوق شفتيها المرتجفة تترقرق فى عينيها الدموع وهى تسأله بصوت يأس مټألم 
بجد يا جلال قلقان عليا بجد انت پتخاف عليا 
جلال بنبرة خشنة قوية
يااه ياليله بقى بتسألينى انا السؤال ده دانا مابخفش فى حياتى على حد ادك ..انتى متعرفيش انا حسيت بايه لما جه فى تفكيرى ان ممكن الحيوان ده يكون اذاكى او عمل فيكى حاجة...انتى بقيتى روحى يا ليله
انتى روحى ...عقلى....عيونى ...النفس اللى بتنفسه ...الدنيا وكل ما فيها ليا
كانت تشعر بكلماته كانها البلسم لچروحها كانت مع كل كلمة منه يلقى بأوجعها واحزانها بعيدا 
استلقى جلال على جانبه مستندا براسه فوق ذراعه فوق الوسادة يتأملها فى نومها وهى نائمة كطفلة سعيدة هانئة البال لتتسع ابتسامته فقط
.......
كانت ليله تعلم باستيقاظ جلال واستلقائه بجوارها
منذ فترة حولت خلالها التظاهر بالنوم برغم صعوبة فعل ذلك هربا من مواجهته فى ضوء النهار لعلمها بانها لن تستطيع اخفاء مشاعرها وحيرتها طويلا عنه فليلة امس استسلمت له بكل جوارحها هربا منها بان تشعر ان ما قالته والدته لها ليلة امس لم يكن صحيح تحدث نفسها بان ما تراه منه من خوف ولهفة عليها هو الحقيقة وكل ما عداها كڈب وافتراء عليه وانه يشعر وله بالقليل من المشاعر لها وان ما تراه فى عينيه هو معها هى الحقيقة ولا شيئا اخر سواها ولكن يأتى الصباح ومعه تأتى الظنون والشكوك كأنياب شرسة تنهشها بلا رحمة او شفقة ...جعلتها تخشى القادم من ايامها
رغما عنها عاودتها افكارها السوداء بطرقات هادئة فوق باب خلايا عقلها تجاهلتها فى البداية هربا منها لكنها عاودت الطرق مرة اخرى ولكن بالحاح وعڼف تلك المرة لتخرجها من جنتهم قسرا تجعلها تهمس له بضعف 
جلال انا عاوزة اتكلم معاك فى حاجة ...جلال
هتفت به فى اخر جملتها حين لم تجد منه استجابة فاخذت تحاول الهروب من الحاح عاطفته والتى كادت تغرقها مرة اخرى 
جلال... انا عاوزة اكلم معاك فى موضوع مهم جدا
رفع جلال وجهه اليها بعيون قاتمة من شدة عصف المشاعر بها يهمس لها بصوت اجش مرتعش
عيون جلال ...انتى تأمرى وجلال ينفذ
اتسعت عينيها تطالعه بذهول هامسة بارتجاف
بجد يا جلال ...بجد انا مهمة عندك كده
طبعا يا فرحة قلب جلال ... استحالة
يكون عندى اللى اهم منك لو مين ماكان
حتى ولو كانت الارض اللى اتجوزنا علشانها
شعرت بانسحابه وتوتره فوق نطقها كلماتها تلك مبتعدا عنها وقد تحول للنقيض تماما منذ لحظات قائلا توتر
وانتى عرفتى الكلام ده ...
فجأة التمعت عينيه بطريقة اخافتها قاطعا كلماته يكمل بدلا منها بخشونة وشك
انتى رجعتلك الذاكرة و افتكرتى يا ليلة
اومأت له ببط ليسألها بتوتر وخشونة 
من امتى ده حصل
لم تجيبه بل اخفضت بعيونها بعيدا عنه ليدفع بيده اسفل ذقنها رافعا وجهها اليه يعيد سؤاله ولكن بهدوء 
تلك المرة لتجيبه بعد لحظة تردد بخفوت
لما كنت فى بيت اهلى لما راغب حاول انه.....
ارتعشت پعنف حين تذكرت ليلتها تلك وماحدث معها فيها ولم يكن حاله هو ايضا بافضل منها وقد رات توهج عينه عڼفا واجرام حين اتت على ذكر راغب وما فعله
قائلا وهو
يضغط فوق اسنانه يفح من بينهم
وياترى افتكرتى لوحدك ولا بمساعدة حد
للمرة الثانية تخفض عينيها عنه ليزفر بقوة هامسا بخشونة 
كده فهمت ...علشان كده حالك متغير من وقتها والموضوع مكنش من صدمة اللى حصل من راغب مش كده يا ليله 
حين قابل سؤاله الصمت اجابة عليه اومأ براسه ببطء ثم فجأة تحرك من الفراش مغادرا متوجها الى الحمام بخطوات سريعة يغلق الباب خلفه بهدوء شديد جعلها ترتجف خشية اكثر مما لو كان دفعه پعنف لعلها تعلم منه ما يدور بداخله من افكار
مر بها الوقت ظلت مكانها خلاله تنتظر خروجه وقد اجرت حديث عڼيف اللهجة مع نفسها تنهرها لضعفها وما تشعر به من توتر انتظارا لردة فعله تتسأل بحنق لما كل هذا وهى من معها الحق هنا هى من تم التلاعب بها وبعواطفها من اجل وصولهم الى هدفهم دون
 

50  51  52 

انت في الصفحة 51 من 97 صفحات