ابناء يعقوب بقلم ولاء رفعت
فعندما تأخرت في الإنجاب أكثر من عام لجأت لهذه العرافة لتصنع لها ما يعرف بالحجاب من أجل أن تنجب فهي تخشى أن يتزوج زوجها من أخرى لجأت إلى حيل الشيطان وخداعه الماكر فأنجبت نبتة فاسدة.
صدى رنين الجرس المزعج يدوى في أرجاء المنزل تفوق عليه في الإزعاج صوت هذه السيدة ذات القد الممتلئ
أيوه يا اللي بترن الجرس مالك متسربع على إيه
شيلي عني يا وليه.
تناولت من يديه الأكياس وهي تحدق إليه بامتعاض وتهكم في آن واحد
هات يا أخويا هات يا سبعي.
أخبرها دون أن يعقب على سخريتها المتواصلة منه
انجزي وخلصي الأكل عشان نلحق نوزع الأطباق مش عايز أسمع كلمتين من المعلم.
سألته متجهة إلى المطبخ
أطلق زفرة لعلها تخرج ما بداخله من ضيق وضجر من زوجته فأجاب
هناخد كيس لحمة وبس الراجل دابح العجل عشان يوزعه كله لله مش لينا يا هويدا.
لم تعقب بل أخذت تتحدث بسخط وبصوت لا يسمعه أحدا سواها
قال يعنى إحنا مش غلابة
ألقت نظرة لتتأكد أن زوجها لم يرها فأخذت أحد الأكياس المليئة باللحم ثم فتحت مجمد الثلاجة ووضعت الكيس داخله وإذا بها تنتفض من صوت صړاخ يأتي من الشقة المقابلة.
قالتها وركضت إلى الردهة فرأت زوجها يشير إليها بيده قائلا
خليكي عندك وكملي الأكل أنا هروح أشوف إيه ربنا يستر.
خرج وذهب ليطرق باب الشقة المقابلة مناديا
حاج حسين يا آنسة رقية
فتحت الباب فتاة في بداية العشرينات تبكي پخوف وهلع تخبره من بين بكائها
ألحقني يا أستاذ عرفة بابا جيت أصحيه عشان أدي له الدوا ما بيقومش خالص ولا بينطق.
يا حاج حسين
لازم ننقله للمستشفى حالا.
وفي داخل المستشفى التابع للحي وقفت الفتاة أمام غرفة الفحص تبكي ويقف أمامها عرفة وزوجته.. التي قالت إليها بمواساة زائفة
اطمني يا رقية أبوكي إن شاء الله هيقوم بالسلامة ملوش لازمة ټعيطي عليه ولا كأنه ماټ.
يا ولية الملافظ سعد هي البنت في إيه ولا إيه
خرج الطبيب فنهضت رقية بلهفة وقلق تسأله
بابا عامل إيه دلوقتي
أخبرها الطبيب ويبدو على وجهه التوتر والقلق
لازم ندخله العمليات حالا لأنه مصاپ
بجلطة في القلب.
قالت للطبيب برجاء
بالله عليك يا دكتور أعمل له أي حاجة بس يقوم بالسلامة.
ما هو لازم حضرتك تدفعي على الأقل نص فلوس العملية والباقي بعد ما يخرج.
شحب وجهها وهي تنظر إلى محفظة نقودها أخرجت منها كل ما تملك قائلة
كل اللي أملكه حوالي ألف جنية.
أخبرها الطبيب بحرج شديد
والله يا آنسة رقية لو كان بإيدى كنت وافقت بس العملية تكلفتها حوالي عشرة تلاف جنيه ونظام المستشفى هنا لازم تدفعي على الأقل ربع المبلغ تحت الحساب.
هنا تدخل عرفة وهو يخرج المال الذي أعطاه يعقوب إياه أوقفته زوجته وسألته
إيه الفلوس دي
جذب ذراعه من قبضتها قائلا
أوعى يا ولية دي فلوس المعلم كنت هوزعها لله وأهى جت في الوقت المناسب.
اقترب من الطبيب وأخبره
لو سمحت يا دكتور معايا حوالي تلات تلاف جنيه ينفعوا دلوقتي عقبال ما نتصرف في الباقي
أجاب الطبيب وهو يشير له نحو أخر الرواق
ينفع طبعا وباقي المبلغ بعد العملية على طول.
ألتفت إلى زوجته وأمرها قائلا
بقولك إيه خدي بالك منها عقبال ما أخطف رجلي وأروح للمعلم أجيب منه باقي الفلوس وراجع على طول.
أجابت على مضض
حاضر يا أخويا أديني جمبها هروح فين يعني
قالت
رقية إليه بامتنان
شكرا جدا يا أستاذ عرفة مش عارفة أرد جميلك دا ازاي ربنا يقدرنى وبابا يقوم بالسلامة وهرد لك الفلوس.
ما تقوليش كدا الحاج حسين زى أبويا وفي الأول والآخر احنا جيران.
دفعته زوجته
جانبا وقالت
أيوه يا رقية يا ختي ده حتى النبي وصى على سابع جار.
ونظرت إلى زوجها وأردفت
يلا يا عرفة روح عشان تلحق تجيب الفلوس.
ولج من باب منزله يتحمحم ويقول
السلام عليكم يا أهل الدار.
خرجت من الغرفة والقلق يسرى بداخلها خوفا إنه ربما قد رآها عندما خرجت من منزل الشيخة حسنات العرافة ازدردت ريقها ثم بادلته التحية
وعليكم السلام يا سى يعقوب حمد لله على السلامة.
ركضت نحوه لتلتقط الوشاح الحريري الذي يلقيه على كتفه جلس على الأريكة فچثت على ركبتيها أمامه لتخلع عنه حذائه الأسود سألها بحدة
أمال فين جاسر
كانت أختي هنا الصبح ومسك في حمزة ابنها خدوه معاهم.
نظر إليها پغضب وصاح بها
مش قولت مېت مرة ابنك ما يقعدش مع الواد ابن أختك ده تاني
وماله ابن أختي إن شاء الله
قد مل من ذلك الحديث الذي يكرره إليها عندما تسأله فأجاب بامتعاض
لأنه عيل متدلع وقليل الرباية ودايما بيحرضه على المصاېب ولا نسيتي لما خلاه يفهمنا إنه بيروح المدرسة ولولا جواب الإنذار كان زمان ابنك مرفوض
نهضت ووقفت أمامه عاقدة ساعديها قائلة
ما خلاص يا يعقوب مش كل مرة تقول نفس الكلام.
شعر بسأم من الحديث معها يعلم خصالها السيئة والتي