ميراث الندم الجزء الرابع
راجدة والدكاترة رايحة جاية عليها.
سألها بخشونة اختلطت بقلقه
ولما هي بالحالة دي مخطفتيش رجلك وروحتي عدلي عليها ليه ايه اللي جابك على هنا جبل ما تروحي وتطمني عليها
ابتلعت بتوتر شديد لتردف الكلمات بصعوبة
ما هي كمان جالتلي مينفعش اروحلها.
انتي بتجولي ايه
صاح بها يزيدها ارتباكا في الرد عليه
والله زي ما بجولك كدة انا مش فاهمة ايه اللي حاصل معاها بس واضح كدة ان الموضوع فيه نكد..... بخصوص جوازك بيها عشان كلام نادرة كان واضح معايا لما جولت اني عايزة اروحلها اطمن عليها..... جالتلي استنى على زيارتك دي على ما نشوف الدنيا هترسى على ايه
تمتم بها زافرا بحدة ليلتف نحو الخارج يستند بكفيه على حاجز الشرفة الحديدي يردف بتفكير متعمق
طب لو كانت تعبانة صح مش جادرة تضغط وتكتب حتى رسالة تجولي ع اللي بيها حاسس جلبي مش مطمن يا جميلة.
كانت تشاركه نفس الشعور ولكنها مجبرة الا تزيد عليه بظنونها لابد من التريث والصبر حتى تتضح الامور
نمرة مين دي اللي كل شوية تجفل في وشها
اجابها بعدم اهتمام
ناس كان بيني وبينها مصالح وخلاص فضت على كدة يعني ما عدتش ليها عازة خلاص.
اسفل المظلة التي وضعت في الهواء الطلق داخل احدى حدائق الفاكهة الكبرى وقد جلس يراجع مع إحدى المختصين ملف كامل عن المصروفات والخسائر وما تم تعويضه من ارباح ببيع طلبيات كاملة وما تم تخصيصه للتصدير.
اومأ المذكور بكفه على صدره بامتنان يجيبه
الله يبارك فيك يا كبير احنا بس بنراعي ضميرنا في الشغل ودي اهم حاجة.
طبعا امال ايه جدع يا شنودة سيبني انت دلوك اراجع عليهم براحتي
ذهب الشاب وتركه يراجع بتأني في الأوراق أمامه حتى أتى عارف ينضم اليه ليجلس على الكرسي المجاور له
ترك الأخير ما بيده لبعطيه كامل الانتباه في الرد عليه بروتينة
زين والحمد لله اهي ماشية.
لم يكن عارف بالغبي حتى يتجاهل هذا الجمود منه خصوصا وهو يرى تعمد الهرب بعينيه عنه
غاااازي احنا اكتر من الأخوات حطها في بالك دي.
تطلع اليه بتمعن ليسأله بوضوح
يعني عايز تفهمني انك واخد الموضوع عادي والله ما اصدج انا نفسي مش جادر اجل عيني فيك.
توقف برهة ثم تابع بتنهيدة مثقلة
حتى لو كان عجلها شرد في حتة تانية او جلبها مال لغيري زي ما هي شايفة.... لكن انا متأكد من أخلاجها ودي مفيهاش نقاش.
طالعه بنظرة غامضة تحمل داخلها الكثير والكثير وكأن الكلمات احتجزت داخله ولا يقوى على الإفصاح عنها ليأخذ وقتا في هذه الحيرة حتى قطع ليطرق بعصاه عن الأرض متمتما
حاول عارف تهدئته ملطفا بالكلمات
شيلها من مخك يا واد عمي متستهلش التفكير فيها والله.
هي متستاهلش بس عيالي يستاهلوا وانا إيدي متربطة مش هاين عليها احرمهم من امهم في العمر ده.
شرد بعينيه يقول
انا کرهت البلد وکرهت كل حاجة فيها.
ردد خلفه يشاكسه بالمزاح
كل حاجة كل حاجة يعني کرهت اخوانك البنات مثلا ولا الغلاسة على عيالهم کرهت واد عمك اللي جاعد جصادك ولا تناحته معاك
لاحت على جاتب ثغره ابتسامة استجابة لتفكهه فتابع يستدرجه بمكر
طب کرهت حبيبك معتز ولا.......
بلاش يا عارف.
قطع عليه قبل أن يكمل وقد فهم مقصده ليردف بتجهم زاد اجهادا
اهي دي بجى من أهم الاسباب اللي بتوزني اسيب البلد واهج خالص.
ليه كدة
عشان هو كدة انا تعبت من ۏجع الجلب.
على الارض وسط عدد من الالعاب التهى معتز في اللعب عليها تارة ثم مشاهدة التلفاز وبرامج الكرتون تارة أخرى تاركا لوالدته الحديث الجدي معها وقد كانت تجاورها على الفراش
اخويا زعلان مني يا نادية وانا يعلم الله جلبي محروج عليه أكتر