الخميس 12 ديسمبر 2024

خطايا بريئة بقلم ميرا كريم

انت في الصفحة 7 من 218 صفحات

موقع أيام نيوز


وعمري ما انسى وقفتك جنبي
ربتت على يده بحنان و ابتسمت تلك البسمة الهادئة المليئة بالرضا وباشرت طعامها بينما هو شرد بها لثوان قبل ان تقول بتردد وكأنها مرغمة 
_ طيب انا هروح النادي انا والولاد بعد المدرسة علشان  هقابل سارة
لتتنهد بسأم وتسترسل بتلقائية تخبره  بأدق تفاصيلها كما تعودت 
أنا مش بحب اخرج انا والولاد لوحدينا بس هي عمالة تزن عليا بقالها كام يوم وعايزة تقنعني بموضوع الشغل ده

رفع بنيتاه لها ورد بحياد 
على فكرة انا معنديش مانع والقرار راجع ليك
نفت برأسها وقالت بإخلاص غير عادي 
مقدرش انشغل عنك وعن الولاد يا حسن .... 
حاول هو إقناعها كي تحيد عن عزلتها تلك 
بس أنت موهوبة يا رهف وحرام تضيعي تعبك وسنين دراستك على الفاضي ده الكل يشهدلك إنك كنت أشطر مهندسة ديكور في مجالك قبل الجواز
أبتسمت هي بكل نفس راضية وأخبرته بإعتزاز وهي تتطلع لأركان منزلها  
مين قالك إنه على الفاضي كفاية إني بنيت مملكتي معاك ومع ولادي وده عندي كفاية
أبتسم بسمة عابرة لم تصل لعينه وهو يفكر كم هي روتينية مملة  بكل شيء ليس لها طموح  شخصيتها  مسالمة تفتقد للشغف  حتى انه في الكثير من الأوقات يمل من أهتمامها الزائد بأدق التفاصيل وتحفظها التي لا تحيد عنه ليرتفع جانب فمه ببسمة ساخرة فهو رغم كل ذلك رغبته بها تظل متأججة وخاصة عندما تشعره بضعفها وحاجتها له و بمدى سلطته وهيمنته عليها متناقض هو يعلم ذلك تماما ولكن ما لا يعلمه أين يكمن الرضا
حسن ....سرحت في ايه 
هااااا .... لأ ....... ولا حاجة ليتنهد ويقترح كي يكسر ذلك الروتين الممېت بالنسبة له 
ايه رأيك خليك بكرة وانا هاجي معاكم بقالنا مدة مخرجناش مع بعض
تهللت أساريرها ونهضت تجلس على ساقيه وقالت وهي تتعلق بعنقه 
بجد يا حسن ....طب احلف علشان أصدقك
قهقه على طريقتها وسألها بمشاكسة 
من غير ما احلف انت بتصدقيني .....ليمرغ أنفه بوجهها و يهمس  
مش كده ولا ايه 
هزت رأسها بقوة تأكد حديثه وأخبرته بمكنون قلبها  بكل عفوية  وهي تهيم به 
أيوة بصدقك وعارفة انك عمرك ما تكدب عليا .....علشان انت حبيبي يا حسن وكل دنيتي....ربنا يخليك ليا
ابتلع غصة مريرة في حلقه وهو يشعر ان كلماتها تلك رغم صدقها إلا أنها هوت على قلبه كالسياط وجعلت ضميره ينهش به ولكن هيء له شيطانه شيء آخر و جعله يهمهم  
 رهف ابقي غيري تسريحة شعرك مش عجباني
زاغت نظراتها وأخذت تتحسس شعرها المنسدل بعدم ثقة يحاول  زرعها بها وكأنه يتعمد ان  يجعل  ثقتها بنفسها معډومة ولذلك تبحث دائما عن التغير لأرضاءه .ولكن هو ابعد ما يكون عن تفكيرها فهو فقط يتعمد أحباطها كي لا يستشعر كونها أفضل منه وخطائة مثله يبحث عن نواقصها بدقة شديدة حتى يقنع ذاته انها تستحق تلك الخطيئة التي يرتكبها بحقها فهي من وجهة نظره خطيئة بريئة مبررة .
ردت هي بطاعة 
حاضر وهغير لونه كمان
ربت على وجنتها وانهضها عن ساقه ونهض بدوره كي يغادر لعمله لتذكره  وهي ټضرب مقدمة رأسها بخفة  
كنت هنسى أقولك أصل كلموني من مدرسة الولاد بيفكروك ببقية المصاريف
قلب عينه في ملل وأخبرها وهو يرتدي سترته 
نسيت خالص . أنت عارفة إن مش فاضي الفترة دي ومضغوط جدا 
ليتنهد بيأس ويعاتبها
نفسي تتصرف لوحدك ..ليه مدفعتهمش انت ما كده او كده الحساب مشترك ومفتوح ليك في اي وقت  كنت سحبتي اللي أنت عايزاه وشوفي طلباتهم ايه
مطت هي فمها وقالت بقلة حيلة 
انت عارف الكارت اللي بسحب بيه من Atm الولاد ضيعوه و مش بحب زحمة البنوك ولا كمان بحب أخرج لوحدي لتتنهد وتستأنف بكل طواعية من اجله 
بس هعمل كده لو هيريحك بس ياريت تكلم مستر فهميعلشان ميعطلنيش كتير
هز رأسه بتفهم وهو يتناول متعلقاته الشخصية وأخبرها  وهو يتوجه لباب الشقة  
هكلمه اول ما اوصل الشركة وهقوله ميرجعش ليا ويعطلك بعد كده
هزت رأسها ببسمة هادئة ليقبل هو  وجنتها وتودعه هي بتلك الدعوات الصادقة التي تنبع من صميم قلبها
في المساء استعدت هي كما طلب منها  بعد ان هاتفها وأخبرها أنه انتهى من عمله مبكرا وقرر ان يعوضها ويأخذها لتناول العشاء معه  وها هي تجلس بجواره داخل سيارته ويتوجهون لذلك المطعم الصغير الذي يمتلكه و لم يقصد غيره يوم متحجج بخصوصية المكان وكون  أجواءه شاعرية تريح الأعصاب فنعم هو محق تريح الأعصاب لدرجة تشعرك بالملل ويجعلك تود ان تغفى بموضعك  من رتابته
تنهدت بضيق ما ان أوقف السيارة وهي تظن أنهم وصلوا لوجهتهم  ولكن جحظت عيناها عندما وجدته يصف سيارته أمام منزل ميرال صديقتها 
لتهمس بعدم تصديق 
يامن جابتنا هنا ليه
نظر لها بتلك العيون الدافئة وقال ببعض التهاون 
مهانش عليا ازعلك و نص ساعة بس ونمشي
لاحظ إشراق وجهها بعد أن كانت
 

انت في الصفحة 7 من 218 صفحات