الخميس 12 ديسمبر 2024

خطايا بريئة بقلم ميرا كريم

انت في الصفحة 11 من 218 صفحات

موقع أيام نيوز


واخبرته بثقة وهي تقاوم احساسها 
مصدقاك يا حسن وعارفة انك عمرك ما بتكدب عليا
طب خلاص بقى بلاش تقفشي
أبتسمت ولكن ببهوت لتسايره ليتساءل هو بنبرة عابثة 
فين الولاد
زهقوا من الأنتظار و ناموا
هز رأسه وابتلع ريقه ببطء ممېت وهو يتفرس بها أكثر بعد أن طمئنته فقد كانت ترتدي قميص نوم وردي رقيق للغاية وغير مبهرج ورغم ذلك كان تأثيره مهلك  لترفع رماديتاها الضائعة له حين همس هو 

مسألتنيش النهاردة 
تناوبت نظراتها بين بنيتاه وتسألت بعدم فهم 
مش فاهمة 
أبتلع ريقه بعيون جائعة و قال بحلق جاف مطالب بسؤالها المعتاد الذي يشعره بحيرتها و ضعفها وهشاشتها التي تفقده عقله وتأجج رغبته بها
أسأليني بتحبني يا حسن 
عقدت حاجبيها مستغربة ولكنها سايرته 
بتحبني يا حسن 
أومأ لها وسألها سؤال آخر اربكها على الأخير
هو انت إزاي حلوة كده النهاردة 
أطرقت رأسها بخجل وسألته بعيون حائرة 
النهاردة بس يا حسن
طول عمرك حلوه
ليقترب من وجهها و يداعب بيده خصلاتها التي غيرت تسريحاتهم كما أمرها ويقول برضا 
شعرك كده أحلى
أبتسمت برضا كونه أثنى عليها على غير عادته
عاجبك بجد يا حسن
لم يجيبها بل فضل ان يعطيها الجواب كما أراد 
مكالمة هاتفية اخبروه بها أنه يتوجب عليه الحضور إلى أحد فروع سلسلة مطاعم الراوي بالأسكندرية وما ان استعد هدر قائلا 
أنا لازم أمشي يا أمي أشوف وشك بخير
لترد ثريا بقلق 
يا ابني الله يخليك متخلي حد تاني هو اللي يسافر بدالك انا قلبي بيوجعني وانت بعيد عني
أبتسم ببشاشته المعهودة وأخبرها بود 
مينفعش يا أمي أنت عارفة لازم اباشر كل حاجة بنفسي
اومأت له بتفهم واسترسلت 
قولت ل نادين على موضوع السفر ده
لأ أبقي قوليلها أنت وعلشان خاطري يا ماما خلي بالك منها وبلاش تزعليها
هزت رأسها بقلة حيلة بينما الأخرى تشدقت بنزق ما ان خرجت من غرفتها والتقطت حديثه 
محدش يعرف يزعلني متخافش ده انا ازعل بلد
رمقها بحدة بينما ثريا قالت قبل أن تتوجه لغرفتها 
ربنا ما يجيب زعل يا بنتي ....
لتربت على كتفه وتستأنف بحنو 
تروح وترجع بألف سلامة يا ابني
أبتسم لها يامن وقبل هامتها وإن غادرت قال بنبرة حادة صارمة
مش هتبطلي اسلوبك ده 
نفت برأسها و ابتسمت تلك البسمة المهلكة خاصتها التي تجعل القديس يرتكب من أجلها أبشع الخطايا ثم أقتربت منه وتعلقت بعنقه قائلة بمكر أنثوي لا يضاهيها أحد به
انا سمعتك وانت بتوصيها عليا وقولت أطمنك مش اكتر
أبتسم على طريقتها الملتوية وكيف بإمكانها أن تحول الدفة لها بكل ذكاء ليقول بنبرة آمرة 
مش عايز مشاكل مع ماما .......
أومأت له في طاعة وهمست 
حاضر ........تحب أسمعلك التعليمات التانية وأوفر عليك
تنهد في عمق وأخبرها وهو يمرر يده بخصلاتها الفحمية الطويلة بحنان
يارب تعملي بيها ومجيش ألقيك عاملة مصېبة زي كل مرة
هزت رأسها في طاعة يعشقها منها ليسألها بلطف 
تحبي اجبلك حاجة من اسكندرية 
هزت رأسها بنعم واخبرته بإشتهاء 
ايوة نفسي في أم الخلول
قهقه هو بقوة وعقب بملامح منكمشة مستغربة 
انا مش عارف ازاي بتحبيها بس حاضر هجبلك
ليقبل جبينها ويحمل حقيبته وإن كاد يغادر هتفت هي ببسمتها المعهودة 
لا إله إلا الله
سيدنا محمد رسول الله
قالها بنبرة حالمة وهو ينظر لها وكأنه يريد نقش ملامح وجهها وتلك البسمة على جدار قلبه قبل مغادرته بينما هي بعدما ابتعد عن انظارها وغادر بالفعل وئدت تلك البسمة التي كانت تجيدها وقد لمعت عيناها بمكر لا مثيل له 
اتفضلي يا مرات بابا عملتلك كوباية عصير انما ايه هتعجبك اوي 
قالتها نادين وهي تجلس بجوار ثريا التي كانت تشاهد أحد البرامج بالتلفاز بانتباه شديد عقدت ثريا حاجبيها و سألتها باستغراب 
ده من امتى الرضا ده يا بنتي
ابتسمت هي وأجابتها ببراءة مصطنعة 
ابدا أصلا يامن وصاني عليك ومش عايزة ازعله مني
تهللت أسارير ثريا وربتت على يدها بحنو داعية بنبرة صادقة 
ربنا مايجيب زعل ابدا يا بنتي ويهديكم لبعض
يارب ....ياريت بقى متكسفنيش وتشربي العصير
قالتها وهي تمد يدها بالكوب لتتناوله منه ثريا وترتشف منه بعد أن شكرتها واستأنفت متابعة برنامجها بينما هي ألتمع سواد عيناها بمكر لا مثيل له ما إن وجدت ثريا تغفى بموضعها بعد عدة دقائق لتنهض وتزفر براحة وتنظر لها نظرة متشفية لأبعد حد قائلة 
ابقى سلميلي بقى على تعليمات أبنك يا مرات بابا 
أصطحبها بجولة عشق هوجاء أطاح بها عقلها وقلبها فكان متلهف تلك المرة عن غيرها متطلب يحثها على الخروج عن المألوف ومبادلته بجرأة
 

10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 218 صفحات