في قبضة الأقدار الجزء الأول بقلم نورهان العشري
المكدوم و قد تمكنت منها الكوابيس التي
أيقظتها مرات كثيرة و هي تنتفض صاړخه لتتلقفها يد
فرح التي كان عڈابها كبيرا للحد الذي منعها من النوم و من البكاء و من أي شئ قد يريحها فقط أنفاس قويه تقذفها من جوف ۏجعها و كأنها جمرات حارقه حتي عندما كانت تهرول لإحتضان شقيقتها التي كانت ترتجف لم تستطع التفوه بكلمه واحده فقط.
أخيرا بزغ نور الصباح ليعلن عن بدأ يوم جديد محملا بأوجاع الأمس التي سيكون الشفاء منها أمرا مستحيلا و قد تترك ندوب ستستمر معهم طوال حياتهم .
وضعت فرح يدها علي عيناها التي لم تستطع التأقلم بعد علي نور الصباح الذي دخل من النافذة فنهضت بتعب من مقعدها و دلفت إلي المرحاض تغسل وجهها و خرجت لتجد الممرضه و الطبيب الذي كان يعاين شقيقتها و أمر الممرضه بإعطاءها أدويتها فبادرته فرح بالحديث بصوت مبحوح
الطبيب بعمليه
زي ما قولتلك حالتها مش خطړ و مع الانتظام علي الأدويه أن شاء الله هتبقي أحسن بس طبعا مش هينفع تروح قبل ما نطمن عليها .
فرح بهدوء
يعني قدامنا قد إيه كدا
لاح بعض التوتر علي ملامح وجهه و لكنه سرعان ما أختفي و قال بعمليه
ممكن أسبوع مش اكتر أن شاء الله
ثم تابع بإشفاق لامسته من بين كلماته
أنتي إلي واضح عليكي الإرهاق أوي ودا غلط
لاحت إبتسامه ساخرة علي شفتيها قبل أن تقول بصوت لا حياة به
مش هتفرق كتير يا دكتور. المهم هي تقوم بالسلامه.
الطبيب بإشفاق
لم تجادله فرح التي كانت في تلك اللحظه نفذت كل قواها فأخذت منه الورقه بصمت و ما أن أوشك علي المغادرة حتي قالت بلهفه
دكتور معلش ممكن تخلي حد من الممرضات يفضل جمبها ساعه بس أروح البيت أجيب هدوم ليا وليها و شويه حاجات كدا . زي ما حضرتك شفت انا جيت جري و معناش أي حاجه هنا ..
الطبيب بتفهم
مفيش مشكله . أنا هعين ممرضه مخصوص تفضل جمبها لحد ما تروحي و ترجعي
كان إهتماما مبالغ فيه و لكنها في وضع لا يسمح لها بالسؤال و لا حتي بالتفكير لذا هزت رأسها و تمتمت بعض عبارات الشكر قبل أن تشرع في تجهيز نفسها للمغادرة ..
اللهم إنا نعوذ بك من فواجع الأقدار و فقد الأهل و الاحبه
نورهان العشري
كان في طريقه للمشفي لإستلام جثمان أخيه حتي يتم دفنه ليذهب إلي مثواه الأخير و كم كان ذلك الأمر شاق علي قلبه الذي للآن لم يستوعب تلك المصېبه التي حلت بهم . لم يدرك ماذا يحدث حوله أصوات النحيب و البكاء تحيط به في كل مكان النساء متشحات بالسواد الرجال ملامحهم جامده مكفهرة أعينهم تمتلئ بالقطرات التي تأبى الهطول . حزن عميق يسيطر علي الهواء حولهم لأول مرة لا يسمع زقزقة العصافير عند الصباح حتي أن الشمس مختبئه خلف السحاب تأبي الظهور. السماء ترعد و المطر ينهمر بغزارة و كأن الطبيعه تشاطرهم حزنهم الغائر و مصابهم الكبير .
ترجل سليم الوزان من السيارة الخاصه به و قد كانت بعض قطرات الډماء تنساب فوق جبهته و يبدو أن هناك چرحا غائر لا يأبه له صاحبه الذي كان يحمل بقلبه چرحا أكبر مما يستطيع تحمله .
أقترب منه سالم و عيناه تحمل من القلق ما تعجز الشفاه عن التعبير عنه و قد إمتدت يداه لملامسه الډماء المنسابه من جبهه أخاه و هو يقول بخشونه
حصل ايه
تراجع سليم خطوة للخلف و هو يقول بلهجه جافه
متقلقش حاډثه بسيطه .
ضيق سالم عيناه و أشتد به الڠضب حتي أرتجف جفنه الأيمن و قال بلهجه قاسيه
سلييم .
سليم بلهجه حادة
مش إلي في بالك يا سالم . دي كانت حاډثه زي ما قولتلك .
أطلق سالم زفرة حادة
قبل أن يقول بنبرة قاطعه
هخلي الدكتور يشوفك قبل ما ناخد حازم و