كله بالحلال بقلم الكاتبة أمل نصر الجزء الثاني
منتبهة لصوت الهاتف الذي كان يدوي بدون توقف الستار الأببض لشرفتها المفتوحة على مصراعيا يلطم وجهها كل دقيقة نتيجة تطايره المستمر بفعل الهواء .
تجمدت كالتمثال الفاقد للشعور او الحركة لا دمع يسقط ولا حتى بكاء عادي تفرغ به طاقة الحزن بداخلها كبتت معترفة بهزيمتها لقد هزمت في معركتها ومن أول جولة.
انها حتى لم تأخذ فرصتها مع المرأة التي باغتتها بخنجر أصاب قلبها مباشرة لقد كانت مستعدة لها جيدا وهي التي ظنت انها على وشك الفوز به اضغاث أحلام تلك التي اوهمت نفسها بها
بسمة.
هتف والدها الذي دلف الى داخل غرفتها للتو ليتفاجأ بهيئتها تلك والهواء في هذه الساعة كان يضرب بقوة
تطلعت له بصمت حتى اغلق شراع الشرفة خشية من أصابتها بالتهاب رئوي فلا يستبعد عنها الان نزلة برد نتيجة الاهمال في صحتها.
كدة برضوا يا مچنونة انتي عايزة تمرضي بالعافية
مالك يا قلبي
تناول طرف ذقنها يلفها اليه يتابع متفرسا في ملامحها المتغيرة
ايه النظرة دي دي اول مرة اشوفك مطفية كدة مين يا بت اللي وصلك للحالة دي قوليلي وانا اقطع اخبره من الدنيا ان كان راجل ولا ست .
ما تقولي يا بت مالك متخاوفنيش عليكي بقى.
لم تصمد أكثر من ذلك فخرج صوتها تتسائل ببحة منكسرة
بابا هو انا وحشة
سمع منها لينفعل بحمائية أبوية قائلا
قطع لسان اللي يقول عليكي كدة دا انتي القمر نفسه يغير منك قومي يا بت وبصي في المراية وانت تتأكدي بنفسك.
يا بابا انا مش قصدي ع الشكل انا قصدي ع الجوهر......
صمت شاكر ليعطيها الفرصة كاملة حتى تبوح بما يؤلمها متابعا لها بتركيز شديد
انا جريئة... صح وعارفة اني مش كل الناس تتقبل نوعي النوع اللي بيعافر بتصميم على تحقيق اللي هو عايزه...... انا مبقدرش اسيب حاجة للصدف عندي قناعة ان الانسان لازم يبقى محارب في الحاجة اللي بيحبها.....
الناس بتحب البنات الهادية اللي تبقي مطيعة وكيوت لكن تعمل اللي عايزاها في الدرا او تبقى مغفلة وعديمة الشخصية او يمكن هما كاملين وانا اللي بخليهم ياخدوا فكرة وحشة عني بتصرفاتي أكيد العيب مني.
رفعت رأسها لتطالع والدها باستجداء مزق نياط قلبه
قطعت لتطلق السراح لدمعاتها اخيرا فما كان من والدها الا انه تلقاها بين ذراعيه لتبكي بعدها بنشيج حاد وهو يزيد بضم رأسها التي وضع كفه عليها من الخلف وبحزن تضاعف جعله يرتجف من فرط فزعه عليها حتى كلمات التهوين منه كانت تخرج باهتزاز
خليكي واثقة في نفسك يا بيبة انتي بنت ابوكي اللي كانت تاخد حقها من أي حد يمسها ولو بكلمة من وهي صغيرة انتي القوية اللي استوعبت ۏفاة والدتك وكنتي اقوي من ابوكي واخوكي الرجالة ومكانش عمرك ساعتها معدي اللي اربع تاشر سنة يعني مفيش حاجة تكسرك فاهمة انتي يا بنت سمعاني بقولك ايه
رفضت أن ترفع رأسها اليه وخرج صوتها وهي ما زالت متشبثة بحضنه
ايوة يا بابا سمعاك وفاهمة بتقول ايه بس انا وقت مۏت ماما مكنتش قوية ولا حاجة انا كنت بمثل قدامكم عشان مزودش عليكم لكن والله يا بابا كنت حاسة بنفسي مۏت مع مۏتها وياما عيطت وانا في اؤضتي وكتمت صوتي عشان محدش يسمعني منكم كنت بخاف ازود حزنكم عشان كنت عارفة قد ايه انت وممدوح متعلقين بيها .
أغمض عينيه شاكر پألم وكلمات صغيرته ټحرق قلبه الجميع يظنها قوية حتى هو نفسه كان بغباء منه يظن في وقت من الاوقات انها تخطت مۏت والدتها في فترة بسيطة ولم تتأثر كبقية الفتيات الاتي يفتقدن والدتهن في هذه الفترة الحساسة من اعمارهن فهن يكن في أشد الحاجة إلى دور الأم
استفاق ليشدد عليها بقوله
ولما انتي شاطرة كدة وعارفة بطبيعية اخوكي وابوكي من زمان جاية دلوقتي تنخي ليه انا مش هسألك ايه اللي وصلك لكدة عشان واثق فيكي وعارف انك تقدري تتخطي قومي يا بت وفوقي ما تجعلكيش اي حاجة تكسرك في الدنيا انتي مش بت ابوكي انتي امه فاهمة ولا لأ
ظل شاكر يهدهد فيها مرة بالشدة ومرة بالين حتى استجابت له واندمجت رويدا رويدا معه حتى اجفلا الاثنان على دخول ممدوح اليهم لاهثا بجزع عليها بعد ان أخبرته ليلى ليطمئن على شقيقته التي خرجت منذ فترة طويلة