شظايا البلور بقلم انجي عصام الدين
فين العشر سنين اللي فاتوا دول
سعيد امك الله يرحمها اتجوزت ابوكي ڠصب عننا كلنا علشان كده مكناش نعلم بمۏتها ولا بوجودك حتى الا لما ابويا تعب جامد من كام شهر وطلب انه يشوفها ولما قدرت اوصل لمكان بيتكم عرفت من الجيران اللي حصل فجيت على هنا على طول
ياقوت پبكاء يعني حضرتك جاي تأخدني معاك
حركت ياقوت رأسها بالايجاب وركضت الى الخارج لتتجه مباشرة الى الغرفة لتقوم بجمع حاجياتها القليلة للغاية وتقوم بتوديع صديقاتها وهي لا تستطيع التصديق انها لديها عائلة وستنتقل للاقامة معهم وفي خلال لحظات كانت تجلس بجوار سعيد في سيارته متجهين الى منزل عائلتها ونظرت من النافذة وهي تبتسم فيبدوا ان الحياة ستبتسم لها أخيرا
في الاسكندريه
توقفت السيارة امام احد المنازل الذي كانت هيئته تدل على ثراء صاحبه شعرت بالتوتر وهي تهبط من السيارات بجوار سعيد الذي حثها على التقدم بجواره وما ان اصبحت بداخل المنزل حتى تقدمت منها امرأة تبدوا في عمر خالها و فتاة شابة تشبهه وما ان وقفوا امامها حتى تحدث سعيد قائلا وهو يشير الى المرأة الاكبر سنا
ياقوت بأبتسامه اهلا بيكم اتشرفت اني شفتكم
جميلة بسعاده اهلا بيكي شرفتي و نورتي والله
نجية اهلا بيكي يا ياقوت عامله ايه
ياقوت الحمد لله شكرا لحضرتك
سعيد يلا يا جميله خذي بنت عمتك وفرجيها على اوضتها عشان ترتاح من تعب المشوار
ابتسمت لها ياقوت وسارت بجوارها بينما تتأمل ما حولها فهي لم تغادر جدران الملجأ من قبل ولا تتذكر حياتها قبل دخول الملجأ بسبب صغر عمرها في ذلك الوقت وما ان دلفت الى داخل الغرفة التي ارشدتها جميلة اليها حتى جلست على الفراش وابتسمت وهي تشعر بنعومته تحتها وتذكرت فراش الملجأ الصلب والضيق ونظرت حولها بتأمل وهي ترى الغرفة التي تعادل ثلاثة غرف من غرف الملجأ في الحجم وذات الوان زاهية ابتسمت وهي تلاحظ جميلة التي مازالت تقف بجوار الفراش وقالت
جميلة لا انا هسيبك ترتاحي دلوقتي ولما تصحي نبقى نقعد ونتكلم براحتنا
ياقوت ماشي زي ما تحبي
جميلة لو احتاجتي حاجه هتلاقيني تحت بس ابقي ألبسي طرحتك وانت نازله ليكون محمد رجع من الشركه
ياقوت بتسائل محمد مين
جميلة اخويا هو دلوقتي في الشركة وبيرجع قبل المغرب
ابتسمت ياقوت وراقبت جميلة وهي تخرج من باب الغرفة وما ان اصبحت بمفردها حتى تخلصت سريعا من حذائها وصعدت على الفراش واخذت تقفز عليه بسعادة حتى شعرت بالارهاق فأستلقت بكامل ملابسها على الفراش وهي تضحك بطفوليه وما هي الا لحظات حتى غطت في نوم عميق
كانت الساعه تقترب من السادسة مساءا عندما هبطت ياقوت درجات السلم متجه الى الاسفل وما ان رأت جميلة التي كانت تصعد السلم حتى ابتسمت وهي تقول بخجل
واضح ان انا نمت كتير صح
جميلة بأبتسامة ولا يهمك انا كنت طالعه اصحيكي عشان كلنا قاعدين تحت وجدو مهران كان عايز يشوفك
ياقوت والله وانا كمان نفسي اشوفه اوي
جميلة طيب يلا بينا ننزل مع بعض
اطاعتها ياقوت وهبطت معها درجات السلم وماهي الا لحظات حتى كانت تجلس بجوار مهران الذي يقوم من حين لاخر بسعادة بينما كان الجميع يقومون بالترحيب بها واخذوا يتحدثون عن عدة موضوعات ولكنها لاحظت نظرات ابن شقيق والدتها محمد الذي قام جدها بالتعريف عنه منذ قليل وتحدثت عنه جميلة بالسابق والذي كان يبدوا في اواخر العشرينات من عمره بجسد رجولي يبدوا عليه القوة ووجه يبدوا عليه الحزم شعرت بقشعريرة غير مألوفة في جسدها عندما تلاقت اعينها البنية مع عيناه السوداء التي تنظر اليها بثبات فقامت بأبعاد عيناها عنه سريعا وهي تشعر بالحرارة تنتشر في وجنتيها
بعد مرور شهران
كانت ياقوت تجلس في الحديقة الخاصة بالمنزل عندما تقدم محمد منها وجلس على المقعد المجاور لها وهو يقول
قاعده لوحدك ليه امال فين جميلة
ياقوت بخجل جميلة كانت قاعده معايا بس طنط نادت عليها فراحت ليها
محمد تمام انتي عامله ايه مبسوطه معانا هنا
ياقوت ايوه طبعا انا طول عمري كان نفسي يبقى ليا عيله والحمد لله ربنا استجاب لدعواتي
محمد وهو يتأملها فعلا الحمد لله اننا عرفنا بوجودك
ابتسمت له ياقوت بتوتر فجملته كانت عادية للغاية ولكن طريقته في قولها جلبت الاحمرار الى وجنتيها وسمعته يضحك بصوت مرتفع وشعرت بالخجل اكثر وهي تستمع اليه وهو يقول
شكلك بقى
زي القمر وانت مكسوفه عارفه يا ياقوت انا طول عمري مش بفكر في الارتباط بس شكلك كدا غيرتي تفكيري
ياقوت بتساؤل تقصد ايه
محمد وهو يتقدم منها في مجلسه بقول انا عايز اتجوزك ايه رأيك تتجوزيني
بسم