عاصفة الحب بقلم سهام صادق
ابنها وشردت في الحقيقه القاسيه المخبئه
فطالعتها فوقيه بتوجس ترفع إحدى حاجبيها متمتمه
بتفكري في كلامي مش كده
فأنتبهت امينه لها لتدفع أمامها طبق الحلوى
كلي يافوقيه واسكتي انا فيا اللي مكفيني ومالكيش دعوه بمرات ابني انا اللي مختاراها وعارفه اختياري كويس
وقف فريد في الشرفه يتحدث بهمس وهو يلتفت من حينا لآخر
وتابع متنهدا
انا مش عارف اللي عملته ده صح ولا غلط لأول مره احس ان عقلي
نفذ من غير ما يشوف العواقب
فتعالت ضحكات أحمد
شكل الجوازه حلوه والعروسه مريحاك
فضغط فريد على شفتيه هاتفا بقوه
أحمد
فضحك أحمد بخفوت بعد أن أدرك غيرته وحنقه من مزاحه
وتابع وهو يزفر أنفاسه ببطئ
بس البنت ديه تستحق مساعدتك يا فريد عدلي الزيات ده راجل جبار
وقبل أن يهتف فريد بشئ سمع صوت زينه من الداخل تهتف بأسمه
نبقى نتكلم بعدين يااحمد
وأغلق الهاتف فرفع أحمد الهاتف نحوه مبتسما
يارب تكون أحسنت الاختيار يافريد
وجدها تحمل فنجاني القهوة ثم مالت بجزعها العلوي منحنيه تضع ماتحمله على الطاوله فأقترب منها مبتسما يجذب يدها
وجلس ليجلسها جانبه وبدء يفكر ان هذا أنسب وقت للحديث بتريث ولكن فاجأته عندما اتكأت برأسها على كتفه
احكيلي عنك يافريد انا حكيت عن نفسي كتير اوي
شكلك بتحبي الرغي اوي يازينه
وضحك بمتعه بعدما وجدها تبتعد عنه وتحدق به پشراسه أسبوعا مر علي زواجهم وأصبحت أمامه صفحه مقرؤه
اسفين يامدام فريد الصاوي أرغي أنتي وانا سامعك
كانت معه تشعر وكأنها وجدت ذاتها فريد كان مستمع جيد وهي معه أحبت الثرثره بدء يتعجب من حاله كيف أصبح مستمتع معها رغم أنه لا يحب الحديث بكثره ولكن زينه أضافت أشياء مختلفه لحياته
حكاياتها كانت كثيره عن السيد هشام زوج والدتها فكانت لديه رغبه أن يعرف هويته بالكامل فكل ما يعرفه انه كان يملك احد المصانع التي لم يذع سيطها فتجارته كانت محدوده
قوليلي يازينه اسم زوج والدتك بالكامل ايه
اسمه هشام محفوظ الحسيني
لتتسع عين فريد وهو يربط الأشياء ببعضها انه والد يوسف صديق شقيقه وشريكه بالمشفي
systemcode ad autoadsلتتجمد عيناه متذكرا حديث زينه عنه وأنه لم يكن يوما يطيقها لاحتلالها قلب والده فحتي بعد مۏت والده ورغم توصيته عليها الا ان يوسف طردها ليبيع أملاك والده دون مراعتها
مالك يافريد هو الاسم في حاجه
فتلاشت برودة ملامحه وطالعها بحب ثم نظر للقهوة التي مازالت علي حالها
مدام القهوة بردت تعالى نكمل كلامنا في مكان تاني
لم يمهلها الرد ونسي ما كان يراه مناسبا تلك اللحظه ليخبرها به
وذابوا معا حيث عالمهم الذي لم ينطفئ شعلته
تعجب عدلي من صمت ابنته وتلاعبها بطعامها
فريد امتى هيرجع من سفره
فطالعته نادين بتوتر فتلك الكذبه هي من اخترعها بعد أن أخبرت فريد بالأمر كي ينعم بزواجه وعروسه فيكفي مافعله من أجلها
بعد يومين راجع
فطالعها عدلي بتحديق ثم ارتسمت السخريه على شفتيه
بتكذبي عليا يانادين بتكذبي على عدلي الزيات على العموم انا عارف بجوازه وأنه دلوقتي مع العروسه
فتجمدت ملامحها وهي ترى والدها يكشف الحقيقه فعلى من ستكذب على عدلي الزيات كذبه سخرت فيها على حالها حين اختراعتها علي والدها
مش مهم عندي تبقى الزوجه التانيه لأني واثق ان بنتي هتكون ناصحه وهتاخد كل حاجه ليها في الآخر
وصدحت صوت ضحكته عاليا إلى أن بدء يسعل بشده فأقتربت منه بكأس الماء تعطيه له پخوف
بابا اشرب الميه
فدفع الكأس عنه ناهضا من فوق مقعده يكره حقيقه تعبه ومرضه الذي يهزمه
فوقفت تحدق بخطواته الواهيه ودموعها تتساقط بصمت فمتى استطاعت أن ترضيه يوما
ركض فارس نحو يوسف بالمشفي بأمريكا ينظر إليه بقلق
طمني يايوسف فاقت
فطأطأ يوسف رأسه مازال لا يصدق ان والدته المرأه التي عاش عمره كله يراها عنصر القوه والتسلط الذي جعله مع أول فرصه يترك لها عالمها كله ويرحل
لم يتعجب من أسر والدته له فذلك ما فعله جده معها وأصبحت تطبق كل شئ فيه كان يعرف أنها تحبه ولكن قيودها جعلته يفر من سجنها يبحث عن الحريه
زواجها من والده لم يكن إلا نزوة اعجبتها أرادت تجربتها ثم عادت لموطنها به ولكن كانت تدرك بحاجته لوالده فلم تحرمه يوما منه الديمقراطية التي رأها معها لم تكن إلا في ذلك الشئ
مشاعر متخبطه دارت بخلده وحزن طغى على ملامحه ليزفر بآلم
الحاله صعبه اوي يافارس
فحضنه فارس مشفقا ورابت على ظهره بحنو
دكتوره مادلين قويه وهتقوم منها متقلقش
أبتسمت شهد وهي تطالع حال شقيقتها تتقلب من حينا لأخر علي فراشها
نفسي اعرف عقلك مشغول في ايه
فأتكأت سهر علي جانبها تفكر في اتصالات احمد بتلك التي تدعي نادين ومجيئها للشركه تلك الفتره
مافيش ياشهد مشاكل في الشغل
لتلمع عين شهد وهي تدرك ان شقيقتها تكذب عليها
بتكدبي عليا ياسهر بس ماشي
فأبتسمت سهر علي طفولة شقيقتها واغمضت عيناها تحلم بعشقها المؤلم
وقف أمام المرآه يهندم من ملابسه ومن لحظه لأخرى يطالعها وهي تغفو كالأطفال فترتسم البسمه على شفتيه عشرة أيام عاش بهم معها أكملت حياته وكأنه وجد ماكان يبحث عنها
زوجه معطاءه
تبعث البسمه لقلبه قبل شفتيه من أقل تصرف تفعله زاد تقديره لها أمس حين بعثت لشقيقته بأن تصعد إليها واتفقت معها أن تجعله يذهب للجلوس مع والدته إلى أن تحضر طعام الغداء لهم صنعت كل الاطعمه التي تحبها والدته بل ورأي مدى تقرب سلمي منها أكثر وكأنها شقيقتها
قلبه بدء يتعلق بأبسط ماتفعله ولكنه ينكر حبها ملخصا اندماجه معها ماهو الا انها مناسبه له بطباعها الهادئه
وزفر أنفاسه بقوه وهو يتذكر زواجه من نادين والذي لن يتنازل عنه عدلي بأقامه حفل زفاف لابنته ولكن اليوم قرر أن يتحدث مع نادين بذلك الأمر فهو لا يريد الشوشره وچرح زوجته فحتي الان لا يعرف من اين سيبدء حديثه معها موضحا كل خبايا الحكايه إليها
وانتبه علي صوتها الناعس
صباح الخير
فرسم ابتسامه شاحبه على شفتيه بعدما كان يفكر فيما يخشاه
صباح الخير يازينه
ووجدها تنهض من فوق الفراش متعثره في الغطاء متسائله بعدما وقفت امامه
انت نازل الشغل يعني خلاص كده الاجازه خلصت
فضحك علي عبوس ملامحها
المفروض كنت انزل من تلت ايام بس اعمل ايه شكلي حبيت العسل وده مينفعش مع فريد الصاوي
systemcode ad autoadsتعجبت من مشاكسته بالفعل طباع غريبه أصبحت تظهر به كما أخبرتها سلمي ولكنها ابتسمت لشعورها بالسعاده من تعلقه بها حتى أنها لامت نفسها على مخاوفها القديمه أثناء خطبتهما
خليك النهارده بس معايا
قالتها بتذمر طفولي يصحبه الغنج فأبتسم وهو يرفع كفيه محتضنا وجهها مداعبا اياه بأنامله
للاسف مينفعش يازينه عندي اجتماع مهم النهارده
رضخت للأمر وزفرت أنفاسها محركه يداها يمينا ويسارا
مدام عندك شغل مهم خلاص هروح احضرلك الفطار
أنهت نجاة مكالمتها مع زينه تنظر حولها بوجوم وحدتها أصبحت تجثم علي روحها وتنهدت وهي تلتقط بعض الملابس الملقاه علي الفراش لتبدء في طيها ووضعها بالخزانه
تنهدت بفتور وهي تراه قادم نحوها كان يسير بخطوات تشكل هاله حوله من الرجوله الطاغيه ليجلس أمامها معتذرا
كان عندي اجتماع مهم وده سبب تأخيري عليكي
فطالعته نادين بود
ولايهمك ايه الموضوع المهم اللي انت طلبتني عشانه
فنظر فريد الي قبضتي يداه زافرا أنفاسه بثقل
systemcode ad autoads نادين انا مقدرش اعملك فرح واعزم فيه الناس مقدرش اجرح زينه الچرح ده يمكن في البدايه كنت شايف ان الامر عادي لما اشرحه ليها بس حاليا لاء
فأبتمست نادين وهي تدرك السبب
وانا مش زعلانه ايه رأيك الفرح يبقى مقتصر على الناس المقربه ويكون في الفيلا عندنا ومتقلقش هحاول اقنع بابا
وهتفت بأعتذار حقيقي
انا عارفه ان بابا شروطه عجيبه بس اوعدك تنتهي الحكايه وهخرج من حياتك بهدوء
إلى الآن لا يصدق أن تلك الفتاه ابنه عدلي الزيات الرجل الذي لا يعرف بحياته الا قانون العقل والربح
واخرجت تنهيده قويه من بين شفتيها
بابا عرف انك متجوز
لتتلاقي عيناهم بصمت محركا يداه أسفل ذقته فلم يظل الا زينه
جلست شهد علي أحد المقاعد تستريح بعد ساعات قضتها في الإشراف على حالات المرضى ومراجعه التقارير
وابتسمت وهي تستمع لثرثرة زملائها عن الطبيب يوسف وحاډث والدته التي تمتلك أسهم ضخمه بمشفى خاص بأمريكا ورثتها عن والدها غير الأموال الأخرى والعجيب ان الصحافه تحدثت عنه بعد أن ترك لها كل شئ وأراد الاستقلال بحياته
لا تعلم كيف الحديث جذبها بل واضحكها من قدره زميلاتها في البحث عن حياته وما يخصه بأدق التفاصيل
ونظرت إليهم متمتمه قبل أن تنهض
سبحان الله احنا الستات لما بنحط راجل تحت الميكروسكوب يبقى لازم نوصل لادق أدق التفاصيل حتى العطسه بتاعته
لتقذفها إحداهن بملف كان أمامها فتضحك لمياء على دعابتها
جلست سلمي جانب والدتها تستمع إلى الشئ الذي تخفيه هي وفريد وفارس لم تصدق ما سمعته في البداية ولكن عندما بدأت تنظر لملامح والدتها علمت بصدق كل كلمه
شردت في الأيام الماضيه وهي تسأل نفسها متعجبه من مكوث فريد بجانب زينه وتدليله لها وتلك السعاده التي كانت تنير وجهها لحظتها أدركت انها أخطأت في فكرتها وكانت والدتها على صواب ولكن بعد ما سمعته الان لم ترى إلا خداع وكسره تخيلتها بأعين زينه عندما تعلم بالحقيقه وان المشاعر التي اغدقها بها شقيقها لم تكن إلا قربان وهتفت بصوت مهزوز بعدما تمالكت حالها
مش معقول ياماما ابيه فريد يعمل كده لا قولي ان انا بسمع حاجه غلط
فتنهدت امينه بعدم رضي
اومال انا حكيتلك ليه ياسلمي مبقتش قادره اضحك في وش البنت انتي شايفاها طيبه ازاي
وتذكرت امينه منذ ساعات كانت تجلس زينه معها تدلك لها قدميها بخفه كما كانت تفعل مع والدتها
اخوكي فجأني بالحكايه بس متلوميش عليه هو حاول يساعد البنت وكان بيرد معروف قديم جواز صوري ومؤقت بس وكله هينتهي
فهبت سلمي واقفه
وأبيه فريد مستني امتى ياصارحها مستني يوم فرحه اللي بعد كام يوم
واتسعت عين امينه فجأه بعد أن سمعت صوت شئ يسقط على الأرض
فخرجت سلمي من غرفة والدتها المفتوحه لتجد زينه تقف
جانبا منزويه على نفسها تكتم صوت شهقاتها ودموعها تنحدر على وجنتيها بصمت
فأتبعتها امينه وهي تتمنى أن