الأحد 24 نوفمبر 2024

عشقت كفيفة بقلم رنا الهادي الجزء الثاني

انت في الصفحة 17 من 35 صفحات

موقع أيام نيوز

بمكانه وهو ملامح الاخر التى تدل على عدم الفهم ليتسأل داخله ألا يريد الانفصال عن حقيدته 
لكنه تدارك الأمر بداخله ليردف قائلا بهدوء ماكر
انا مش عاوزكم غير تكونوا طيبين وكويسين اطلع لمراتك وتفاهم معاها وانا معاكم فى اى حاجة بس ميكونش أذية لحد منكم
ليومأ له مالك برأسه ببطئ وينهض من مكانه يشعر بشياء داخله ولكنه بصعب تفسيره ليستأذن من عاصم متوجها الى غرفة تولين التى دلف اليها من قبل برفقتها عندما كان عاصم مريضا ..
ما ان دلف مالك الى غرفة لم يجد بها احد لكن استمع الى صوت الماء من الحمام الملحق بالغرفة ليتنهد ببطئ وهو يغلق الباب ويجلس فوق كرسى مكتبها لتولين فى انتظارها
بعد عدة دقائق
كانت تولين قد خرجت ولم تنتبه الى مالك لكنه لاحظ احمرار عينيها الشديد وانفها وايضا وجنتيها اللتان اصطبغا باللون الأحمر دليلا على انها كانت تبكى لمدة طويلة ليشعر بغثه فى قلبه من رؤيتها هكذا
كم اشتاق لها و لوجودها حوله لضحكتها برائتها حتى دموعها التي تذرفها لاقل شئ اشتاق لها
لينادى باسمها بصوت خفيض مملوء بتخبطه وألمه
تولين
رفعت تولين وجهها سريعا وهي تكذب أذنيها وتشعر بضربات قلبها تقفز داخل صدرها وهي تتطلع لمالك
لتقع الفوطه الصغيره التي تجفف بها شعرها من يدها وعينيها تمتلائان بالدموع التي انسابت على خدها 
لتقول بعشق وعتاب بنفس الوقت وعينيها تلمعان بالدموع
مالك
أنا أسف .. انى سبتك فى المستشفى لوحدك بس كان مشوار ضرورى واول ما خلصته جيت عشان اطمن عليكى
لتزداد هطول الدموع من عينينها وهي لاتصدق ما تراه
ليرفع مالك رأسه وهو يتأمل دموعها بحب لم يعترف به بعد لنفسه
ليقوم بمسح دموعها باصابعه برقه
بلاش دموعك دي يا تولين وقوليلى عاوزة ايه وانا اعمله ليكى
ليمرر كفه
على عينيها وخديها برقه شديده عندما ازدادت دموعها
وهو يقول بصوت مخڼوق من شدة مشاعره 
انا عارف ان بعد مۏت سارة الله يرحمها انك مش هتحبى تكملى معايا واكيد عاوزة تفصلى منى وعارف انك قبلتى الجوازة عشان خاطر امير بس دلوقتى خلاص كله هيتحل وهتخلصى....
تولين فى ايه مالك للدرجة دى زعلانه! قوليلى ايه اللى مدايقك لو ميداقك وجودى امشى 
تولين انت عاوزة تطلقى صح
لتنظر تولين اليه بدهشه وقد اتسعت عينيها پصدمه
لتقول بسرعه شديده 
لاء انا مش عاوزه اتطلق
أقصد يعنى مش عاوز طلاق دلوقتي على الأقل لما الامور تهدى
ينفع نتكلم من غير عياط
لتومأ له تولين وهى تنهض من فوق قدميه ترجع الى الخلف خطوتين وتمسح دموعها بتوتر لينهض هو ايضا قائلا بنبرة هادئة
ادخلى اغلى وشك واهدى ولو فيه مايه اشربي غشان نفسك
لتمر عدة دقائق حتى خرجت تولين لتجلس فوق الفراش ليتحدث هو قائلا 
انت سمعتى كلامى انا والياس الصبح
لتومأ هى برأسها بصمت وهى تخفضها عنه ليتنهد هو بطول وهو ينهض من مكانه ليجلس بجانبه ليرفع رأسها اليه ليردف بهدوء 
تولين بعد اذنك بلاش دموع عاوزين نتكلم زى اى اتنين متحضرين ونتناقش فى المشاكل والوضع الجديد اللى احنا فيه انت تقوليلى اللى حاسه وانا هقولك اللى انا متقبله واللى مش قادر اتقبله
لتومأ له براسها وهى تنظر الى عينيه مباشرة وتحارب تلك الدموع من الهطول فوق وجنتيها
انا عارفه انك مش عاوزني بعد اللى امير عمله مع سارة الله يرحمها ودا حقك ازاى هتتقبل تعيش مع واحده اخوها هو السبب فى مۏت اختك .. بس هو اخويا .. مالك انا مش عاوزة اطلق منك انا حبيتك وحبيت حنيتك وملك اللى اعتبرتها اختى وصاحبتى انتم عوضونى عن حاجات كتير كنت مفتقدها فى حياتى بس دا اخويا...
كان ملك يستمع اليها وهو يستشف صدقها من نبرتها وملامح وجهها الباكى لكن عقله وتفكيره توقف عندما سمع كلمتها انا حبيتك ليتسأل داخله هل هى بالفعل تحبه ام
انها قالت هكذا لانها اعتادت عليه ليردف قائلا وهو يحاول السيطرة على نفسه بأن لا يسألها عن مصداقية تلك الجملة التى مست قلبه
انا مقولتش ليكى ابعدى عنه ولا قاطعيه دا اخوكى الوحيد أنا عارف معنى الأخوة ومقدر احساسك بس انا كمان مش هقدر اشوفه ويكون فى حياتى كل ما اشوفه هفتكر اللى عمله مع اختى وضربه ليها مش هقدر صدقينى وفى نفس الوقت مش عاوزك تقاطعى اخوكى بسببى
لتجيبه هى بسرعه قائلة بلهفه وهى تنظر اليه مباشرة ودموعها تلمع داخل مقلتيها مما زادهما لامعا 
انت مش هيكون ليك كلام معاه انا بس اللى هتواصل معاه
ليحرك هو رأسه بالنفى قائلا بتعب ليس بدنيا بل يشعر بقلبه متعب من كل تلك الامور التى تحدث والتى قد حدثت معه ومع اخوته
مش هينفع يا تولين الحياة مش زى مانتي شايفاها بالبساطة دى انا مش.. مش عارف افهمهالك ازاى بس انا مش متقبله فى حياتى
لتهمس هى بدموع وحزن قائلة 
طب وانا يا مالك
ليجيبها هو بمرح مصطنع حتى يخفف عنها وهو يرى دموعها وحياتك انت بس اللى مصبرانى عليه يا قمر بلاش دموع بقى ولا اعيط معاكى انا ماسك نفسى بالعافيه
لتحرك رأسها بالنفى وهى تبتسم بخفة وتمسح دموعها بكفيها كالاطفال قائلة بخجل
لا خلاص مش هعيط
لينظر لها مالك مطولا بنظرات عاشقة مليئة بالشغف والحنان ليقترب منها ببطئ بينما هى اغمضت عينيها بحب مستجيبه له
لتصبح زوجته امام الله قولا وفعلا
لا تحبني كعادة روتينه تمل من تكرارها أحبني كعبادة ضرورية يؤنبك ضميرك أذا تركتها .
كانت تقف أمام المرأة تمشط شعرها بشكل كعكه عشوائيه وتقوم بعمل بعض الماسكات لترتطيب بشرتها وجعلها ناضرة من جديد ليمر بها الوقت الى ان استغرقت ساعه كاملة حتى نهضت مسرعه لتخرج من خزانتها فستان انيق بلون البنفسج يصل إلى 
لتبتسم بعشق عندما تذكرت غيرته عليها وكونه سيرفض من ان تخرج من المنزل بهذا المنظر حيث كان ذراعيها بالإضافة إلى ظهور عظمتى التروقه لتتجه بحماس وابتسامة على وجهها نحو الخزانه لتسحب جاكيت قصير من الجينز ذو أكمام طويلة .. لتكمل اطلالتها بارتدائه لتلك السلسلة التى كان قد قدمها لها فى احدى المناسبات
وتقوم بارتداء حذاء مريح بدون
كعب باللون الأبيض كوتشى وحقيبة بنفس اللون ذات حجم صغير لتتجه لخارج الغرفة تنزل بحماس فوق الدرج تتجه الى المطبخ لتجد امها و المربية الخاصه بها لتقترب منهم بحذر شديد من الخلف وفجأة تقوم بأفزاعهما لتنتفض كلا من والدتها والمربية لتلتفت لها والدتها پغضب قائلة بعصبية 
انت يا بت مش ناوية تعقلى حرام عليكى
قطعتى فيا الخلف
لتجيبها تلك الشقه وهى تقضم الجزرة التى بيدها قائلة ببرائة مزيفة 
فى ايه بس يا أمولة هو انا
عملت حاجة ما تشوفى صاحبتك يا فاتن
لتصيح بها والدتها قائلة بحدة ولكن بنفس الوقت نبرة منخفضة حتى لا يسمعها زوجها
يا بت لمى لسانك اللى عاوز قطعه دا .. فى حد يقول لأمه أمولة ويقول لخالته فاتن كدا
لتجيبها سما وهى تقترب منها تقبلها من كلا وجنتيها بمرح قائلة يا مامتى بدلعك يا حبيبتى ولا هو بابا بس اللى يدلعك
لتضربها امها فى الخفاء صائخة باسم ابنتها الشقية بتحذير بينما كانت فاتن المربية تضحك على تلك الام وابنتها فهما هكذا يوميا
لتتحدث فاتن حتى تنهى ذلك الجدال بين الام وابنتها قائلة بحنان
سمسم قلبى قوليلى يا حبيبتى رايحة فين كدا
لتدور سما بحماس حول نفسها لتعرض الفستان عليهما قائلة بنبرة حماسية
ايه رايك يا دادة حلو مش كدا
لتجيبها فاتن بحب 
قمر طول عمرك يا قلبى
وقبل ان تجيبها سما سبقتها امها سأله إياها قائلة بحدة مصطنعه 
رايحة فين يا آخرة صبرى كدا من وش الصبح
لتجيبها سما وهى تعتدل من ياقة جاكتها الجينز قائلة بتفاخر 
خارجة انا حوده.....
لتقاطعها امها بهدوء يشبه ما قبل العاصفة وهى تقترب منها 
هو مش محمود اخوكى رايح يجيب مصطفى ابن عمك سليم ايه اللى هيوديكى معاه
لتتوتر سما لا تعلم بما تجيب ابنتها فبماذا تجيبها هل تخبرها بأنها تريد ان تذهب معه فقط لرؤية من سرق قلبها منذ الصغر أم تخبرها ان سبب زينتها بتلك الطريقة حتى تجعله يعجب بها او على الاقل يلتفت اليها بماذا تجيبها !
لينقذها من ذلك الموقف هو دخول اخيها مناديا لها لتهرب هى على الفور مغادرة المكان قائلة بعجلة وهى تحمد الله بداخلها على قدوم اخيها فى ذلك الوقت 
محمود بينادى يلا سلام
لتغادر فورا المكان قبل ان تمنعها امها بينما اقتربت فاتن من امل التى كانت تراقب مغادرة ابنتها لتتحدث فاتن قائلة بهدوء كعادتها 
براحة على سما يا ام محمود مش كدا
لتتنهد امل ببطئ وهى تلتفت تنظر الى فاتن قائله بحنان أموى 
يا فاتن سما رغم شقوتها ومناقشتها فى الرايح واللى جاى بس هبلة وكلمة بتوديها وكلمة بتجيبها وانا خاېفة عليها..
لتكمل وهى تلتفت حولها حتى تتأكد ان لا احد ينصت اليهما لتتحدث بنبرة منخفضة مقاربة للهمس
ويينى وبينك انا خاېفة عليها من كلام الناس سما كل ما عريس يتقدملها ترفضه دى داخله على ال وانت عارفة الناس مش بترحم
لتربت فاتن فوق كتفها قائلة بهدوء جادى
سيبيها على الله ربك شايلها نصيبها يعنى اللى اتجوزه اخده ايه
لتتنهد امل بطول وهى تدعو داخلها لابنتها الوحيدة
أريد أن أكتب شيئا عنك لكن كلماتي شحيحة وأنت أكثر من لغة. .
فتحت ملك الباب وهى متوقعه ان يكون الياس وديما كما أخبارها تيم عندما
هاتفها لكنها تفاجأت
عندما وجدت كلا من امير وعدى امامها لترمش عينها عدة مرات حتى تأتى بهدوئها لتومأ
لهما بتحية ليردف عدى قائلا بحب حاول اخفائه لكن لهفته فى الحديث معها لم يستطع ان يخفيها
عامله ايه يا ملك احنا عاوزين بس نتكلم مع مالك دا لو مفيش ازعاج
لتزدرق ملك حلقها بتوتر وهى تحاول عدم النظر الى امير حتى لا تنقض عليه مخرجة فيه حزنها على اختها لكنها تحاول ان نثبت نفسها بأنه الأخ الأكبر لتولين واحتراما لها وتقديرا لا تريد ان تتناقش معه أو تدخل معه فى عراك لتتحدث بنبرة هادئة رغم توترها الذى يبدو جاليا عليها
انا الحمدلله بس مالك مش هنا حاليا
ليتحدث امير قائلا پألم وهو يلاحظ عدم نظرها اليها وانها متجنبة له تماما
طب وهو هيرجع امتى
ملك وهى تمسك بمقبض الباب بقوة وكأنها تستمد منه القوة لتردف قائلة بتوتر
مش عارفة بس هى تولين تعبت و وداها المستشفى ممكن يكون هناك
ليجيبها عدى بنبرة هادئة وهو يتمنى بداخله ان يأخذها بين ذراعيها ليهدأ من توترها وقلقها فكم يؤلمه رأيتها بتلك الحالة بالإضافة إلى شكلها الحزين وملامحها الذابلة وتلك الملابس السوداء التى ترديها فهو لاول مرة يراها تردى الوان غامقة فدائما ما كانت تردى الأبيض والاوان الفاتحة وايضا لم يغفل فى ان يلاحظ تلك
16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 35 صفحات