الأحد 24 نوفمبر 2024

بين خۏفها وهوسه بقلم سارة مجدي

انت في الصفحة 9 من 20 صفحات

موقع أيام نيوز


و عدم الفهم
جلست على احدى الطاولات الموجودة داخل الفصل الخالى الان فالاطفال فى وقت الراحه وأمسكت القلم وبدأت في رسم  خريطه لما يدور داخل عقلها 
دائرة كبيره بها نقط فهى لا تعلم اسمه حتى تلك اللحظه
ثم سهم ودائره وكتبت داخلها هيئه مختلفه تماما عن ما يحاول إظهاره   وسهم اخر ودائره هناك حلقه مفقوده وسهم اخر ودائره رواد وسهم اخر يظهر شيء غير ما تشعر به تجاه 

القت القلم على الطاولة پغضب وهى تنفخ بضيق
ان ما تراه عيناها عكس ما تشعر به و ذلك متعب حقا انتهى اليوم الدراسي وأخبرها عمها ان تعود هي الى البيت حيث انه سوف يذهب الى زياره صديق له مريض
كانت تسير على طريق الشاطئ تنظر الى بحر تسأله العون في حل تلك المعضلة التي تؤلم راسها
وكان هو يقف على اول الطريق المؤدى الى بيتها ينظر اليها  يلمح شرودها وتفكيرها وكان احساسه بانها تفكر فيه يشعره بالسعادة لمحها تدلف الى الشاطئ وتقترب من تلك الصخره الكبيره وتجلس عليها
ظل يتأملها بفستانها الأسود الطويل المترز بورود حمراء كبيره على الزيل وفروع خضراء وبينها ورود حمراء صغيره 
و خمارها الأحمر
ظل يتأملها لعده دقائق ثم قرر ان يحاول جذب انتباها والتحدث معها
مر من جانبها فاصد لفت انتباهها وجلس على رمال الشاطئ ينظر الى البحر وكانت هي تنظر الى ظهره القوى وهى تفكر انها لن تتحمل هي تريد ان تعلم سر ذلك الشخص هى لم تكن يوما فضوليه ولكن ما يحدث ارهق عقلها وقلبها .... تعلم جيدا ان ما هى مقدمه على فعله خطئ و لكنها تريد تعرف من ذلك الشخص وما قصته ... تحركت فى اتجاهه و وقفت أمامه وهى لا تستطيع مقاومه فضولها .... ليرفع راسه ينظراليها ثم وقف سريعا  وهو يتأملها باندهاش ظاهريا وبداخله كان سعيد جدا  قالت هي بخجل
انا أسفه بس بصراحه عندى سؤال .
ليقول هو بابتسامه سعادة كبيره وهو يشعر من داخله بالانتصار ها هي تقف أمامه كما أراد يستمع الى صوتها الرقيق يرى الخجل الساكن عيونها ليقول بصوت هادئو ابتسامه مشجعه
اكيد اتفضلى
لتظل صامته لثواني تشعر بتوتر وقلق وخجل و كانت تفرك يديها بقوه تنظر فى كل الاتجاهات الا هو و بصوت هادئ قالت
انا عايزه بس افهم هو ليه الباشمهندس  رواد بيعمل معاك كده  يعنى تعملوا معاك جاف جدا ... واصلا انا شايفه ان غريبه اووى بصراحه انك تكون شغال عند حد واصلا تبقا ميكانيكى
ليضحك بصوت عالى وهو يقول بمشاغبه
انفع رجل أعمال مثلا ... مش بشكل يا انسه
شعرت بالخجل وظهر هذا واضحا على وجنتيها التي تلونت باللون الأحمر القانى فعاد ليجلس على الرمال وقال في محاوله لشغلها عن ذلك الخجل و خوفا من ان تركض بعيدا دون ان يكمل حديثه
الباشمهندس  رواد طيب وانا اعرفه من سنين كنا اساسا بندرس مع بعض ولما فتح الورشه فى العاصمه اشتغلت معاه ولما جه هنا كمان جيت معاه ... بس
قال كلمته الاخيره لجذب اتباهها اكثر ... لتجثوا على ركبتيها أمامه وقالت بفضول
بس ايه 
ليكتم ابتسامته بصعوبه ان خطته تنجح حتى الان وقال بصوت حزين
من فتره كده جات الورشه القديمة  واحده عربيتها عطلانه صلحتهالها وكانت بتفضل تقول كلام كده مش تمام وانا متجوبتش معاها هي بقا منها لله اتبلت عليا وقالت للبشمهندس انى كنت بعاكسها  ... ومن ساعتها وهو بيعاملنى كده رغم انه متأكد انى معملتش حاجه ... بس هو طيب وابن اصول
ظلت صامته تنظر اليه ثم قالت
شكلك مش من البلد هنا طريقه كلامك بتقول كده
ليهز راسه بنعم ثم قال
انا من .... وجئت هنا مع البشمهندس رواد بعد ما قرر يقفل ورشته الى كان فاتحها هناك ويجى هنا .. ما انا لسه قايلك
شعرت بالخجل من جديد وهزت راسها بنعم ولكنها قالت باندهاش
ده على أساس ان هناك مفيش ورش ميكانيكا تقدر تشتغل فيها ... و كمان تبعد عن الشخص الى بيعملك بطريقه مش كويسه
ظل نظره ثابت عليها و قال بهدوء مع ابتسامه جذابه
لا في طبعا ... بس انا أتعودت على الشغل مع رواد اقصد الباشمهندس رواد
قطبت جبينها تنظر اليه بغيظ وهى تفكر لديه رد على كل شيء وكأنه يعلم اننى ساحدثه 
وكان هو يتأمل ملامح وجهها الهادئه الخاليه من مساحيق التجميل ونظره عينيها الحانيه ولكن في عمقها حزن كبير ... حزن الم قلبه ولا يعلم السبب .. جعله يتمنى لو يسطيع ضمھا الان
كانت تنظر الى البحر حين تذكرت كلماته فى الهاتف ذلك اليوم فنظر ت اليه بشړ وقالت
بس انت سايب والدتك العيانه لوحدها
ليشعر بالسعادة وهو يتأكد انها سمعته تلك المره ولكنه قال بصدق
امى مش لوحدها بابا واختى معاها
شعرت بالإحراج ووقفت سريعا وهى تقول بتوتر
طيب ... انا ... انا بقى ... يعنى انا همشى ... و ... و أسفه لو أدخلت في الى ماليش فيه
ليقف سريعا وهو يقول فى محاوله لبقاها فتره اطول
بالعكس مفيش داعى للأسف ... حلو إحساس ان حد يهتم بيك و تحس انك مش لوحدك
شعرت بالألم ينغز قلبها وتجمعت الدموع في عينيها تتذكر حالها بعد سعيد لتقول پألم
فعلا الم الوحدة لا يطاق ... ملوش دوا و لا علاج
ليشعر بالم قوى داخل صدره وهو يلمح تلك الدموع ويستمع لتلك النبره الحزينه منها .... ظل يتأملها وهو يتمنى ان يدلف الى داخل قلبها وعقلها ويخرج كل ذلك الحزن والألم ويزرع بدل منهم فرح وسعاده هو لا يعلم سبب احساسه بمعرفتها سابقا هو ما يجعله يشعر بالفضول تجاهها  وبكل ما يخصها
نظرت اليه لتجده ينظر اليها بحنان لتشعر بشىء ما بداخلها لم تريد تفسيره او التحقق منه ولكنها شعرت بضيق كبير فركضت من أمامه سريعا
ظل ينظر الى ظهرها وهو يتمنى ان يستطيع الركض خلفها وضمھا بقوه حتى تفرخ كل ذلك الحزن الذى بداخلها بداخل صدره ويرى ضحكتها التي مؤكد ستكون مهلكه بقلمى ساره مجدى 
كانت تقف امامه غاضبه بشده لم يراها قبلا بذلك الڠضب و بتلك الحاله فميرفت دائما هادئه الاستقراطيه التعامل ولكن الان والامر يخص ولدها تحولت تماما الى سيده مصريه اصيله سوف ټقتل اى شخص يؤذى اولادها حتى لو كان ذلك الشخص والده
اقترب صفوان منها وهو يقول بمهادنه
كنتى عايزانى اعمل ايه بس يا ميرفت انت مش شايفه تمسكه بالحكايه دى حاولت معاه كتير انه يسيبه منها و ينتبه للشركه لكن مش نافع كمان
صمت قليلا وابتعد عنها خطوتان و اكمل قائلا
الصراحه الولد مش مقصر لا فى شغله ولا معانا امنعه انا عن الحاجه الى بيحبها ليه بس
اخفضت ميرفت راسها قليلا و قالت بقلق
انا خاېفه عليه يا صفوان ... مش عارفه ليه حاسه طول ما هو بعيد عنى انه مش بخير
اقترب منها من جديد وضمھا الى صدره وربت على ظهرها بحنان وقال مطمئنا
كلميه يا ميرفت كلميه واطمنى عليه و قوليله كل مخاوفك و شوفى هو هيعمل ايه
نظرت اليه بعدم فهم ليربت على وجنتها بحنان بقلمى ساره مجدى 

حين فتحت نودى لها الباب القت ضى بنفسها بين ذراعيها تبكى بقوه  شعرت نودى بالصدمه والخۏف وقالت بلهفه
مالك يا ضى في ايه ايه الى حصل حد ضايقك 
ظلت ضى تبكى بين ذراعى نودى بصوت عالى يصل الى النحيب وهى تقول
هو سابنى ليه ... ليه عيشت بعديه ... ليه حسيت الإحساس ده دلوقتى ليه ... ليه
كانت تتكلم من وسط شهقاتها وكانت نودى تستمع الى كلماتها غير مستوعبه لما تقوله ولكنها ظلت تربت على ظهرها حتى هدأت ثم أبعدتها وهى تمسك بوجهها وقالت
ايه الى حصل 
ظلت ضى صامته لعده ثوان ثم قال
هقولك بس توعدينى يكون سر ما بينا
ابتسمت نودى وهى تقول بصدق
وعد محدش هيعرف اى حاجه قولى كل لنفسك فيه
قصت ضى كل ما حدث معها من اول خطبتها لسعيد حتى تلك اللحظه
ظلت نودى تستمع اليها بتركيز شديد ثم قالت
يعنى وانتى بتتكلمى معاه حسيتى ان قلبك بيدق بسرعه
هزت ضى راسها بنعم لتكمل نودى قائله
وكمان كنتى مبسوطه بكلامه معاكى
هزت ضى راسها بنعم لتكمل نودى قائله
ولما حسيتى بكده افتكرتى سعيد وحسيتى انك مضايقه  وحسيتى و كأنك بتخونيه
نظرت ضى اليها بعيونها الباكيه وقالت
حسيت انه مينفعش احس كده حسيت ان مش من حقى يحصل معايا كده مش من حقى قلبى يدق كده لحد غيره
نظرت نودى الى ضى فى عينيها وقالت
وانت كلمتيه ليه اصلا
نظرت ضى لها پصدمه لتبتسم نودى بعطف وهى تقول
سعيد الله يرحمه يا ضى بقا فى مكان احسن من هنا بكتير .... وبعدين انت لسه عايشه وطبيعى حياتك تمشى بشكل عادى ربنا اختارلك كده واختار لسعيد انه يكون جمبه ... مينفعش تسقطى فى اختبار ربنا يا ضى  .... قلبك لسه حى و من حقه ينبض بالحب
ظلت ضى صامته تنظر اليها وعينيها يملئها إحساس بالذنب  ولكن ايضا يظهر على ملامحها التفكير فى كلماتها لتعود نودى تضمها من جديد و هي تقول بإقرار
انت لسه من حقك تعيشى وتحبى وتفرحى انت ما موتيش يا ضى ... ما موتيش
أغمضت ضى عيونها لتنحدر دمعه من عينيها وعقلها يدور فى دوائر مفرغه لا تستطيع  الخروج منها بقلمى ساره مجدى 

عاد الى الورشه وعقله سارح في ما حدث منذ قليل يشعر بالضيق من ذلك الحزن والخۏف الذى لمحهم في عيونها رغم سعادته بحديثه معها لقد شعر براحه في النظر الى وجهها الجميل
وحديثها الهادىء ابتسم وهو يتذكر قصر قامتها انها تصل الى صدره فقط  و وجهها الصغير وملامحها الرقيقه
دلف الى الورشه وجلس على اول كرسى وهو شارد ليجلس رواد أمامه وهو يقول
ايه يا ابنى مالك 
نظر أيهم اليه وظل صامت وكأنه لا يجد ما يقوله ثم قال
كلمتها
ليقطب رواد حاجبيه باندهاش وقال بحيره
كلمت مين !
ظل أيهم صامت لعدده ثوان ثم اسند يده على الطاوله التى امامه بارهاق وهو يقول
تفتكر ايه سرها ... وليه ديما حزينه كده و ايه الى نزلها فى الصحرا وليه خاڤت لما عديت بالعربيه من جنبها بسرعه ... ايه حكايتها
ليقول رواد باندهاش مستفهم
هي مين دى يا ابنى ضى 
ليظهر الضيق على وجه أيهم وقال بشىء من العصبية
انسه ضى
ليبتسم رواد وهو يقول بمزاح
حاضر يا سيدى انسه ضى ... مالها
 

10 

انت في الصفحة 9 من 20 صفحات