وبها، متيم أنا الفصل الخامس والثلاثون
انت في الصفحة 1 من 11 صفحات
الفصل الخامس والثلاثون
في ذاك المطعم القريب من منزلهم وذلك في البلدة التي يسيطر عائلتها على معظم المنشات التجارية الهامة بها كان جالسا حول طاولة وحده ينتظرها بعدما ضافت به كل سبل التفاهم مع جدها المصر على رأيه في الاحتفاظ بحضانة الأطفال پغضب شديد كان يرتشف قهوته وقد أهلكه كثرة المفاوضات والتعنت في فرض الشروط القاسېة حتى على حق الرؤية يساعدهم امتياز المسافة الكبيرة بين الدولتين.
ابتسم ساخړا بزواية فمه يتذكر أن هذا الإنبهار بمظهرها قد كان سببا رئيسيا لموافقته لوالدته في الإرتباط بها قبل ان يرهقه صقيع العيش معها في زواج استمر لعدد من السنوات أثمر في إنجاب طفلين وهي على حالها لم تتغير بل وساهم برودها في اتساع الهوة بينهم حتى صار كبعد البلدين.
قالتها فور أن توقفت أمام الطاولة نهض عن مقعده أتباعا لقواعد الإتيكيت التي يحفظها عن ظهر قلب ليستقبلها بابتسامة مصطنعة في رد التحية ومصافحتها قبل ان يدعوها لتجلس مقابله ثم بدأ في الأسئلة الروتينية المحفوظة
عاملة إيه يا ميسون وعاملين ايه الولاد
ردت بلغتها التركية رافعة ذقنها للإمام
أنا بخير يا عدي كما تراني الان.
كلميني عربي يا ميسون مش عشان ما انتي في بلدك دلوقتي هتنسي اللغة اللي اتعودتي عليها بقالك سنين
ظهر الحنق على قسماتها لتردف پقهر مكتوم
وماله لما اكلمك بلغة بلدي او حتى امشيك على قواعدها ما انا بقالي سنين معاك في بلدك وبتكلم بلغتك وبتبع كل اوامر والدتك حتى وانت هاجرني بالشهور مړمية ژي الكرسي اللي قاعدة عليه دلوقتي.
بعد لحظات قليلة
استعاد توازنه ليقول بلهجة هادئة نوعا ما
ميسون انا اتصلت بيكي وطلبت أننا نتقابل عشان نلاقي حل وسط مش عشان نتخانق
على نفس الوتيرة التي لم تهدأ داخلها ردت بتحفز
عادت بجذعها للخلف على مقعدها تتابع
لكن انت مش عايز كدة صح عايز الحياة ما بينا تبقى مستمرة على حالها في الجمود لحد اما ازهق انا واقول حقي برقبتي ژي ما حصل فعلا.
قلب عينيه بسأم وافتر فاهه يهم بالتحدث ولكنها اوقفته بقولها
انت ليه محبنتيش يا عدي
فاجئته بالسؤال حتى