الخميس 12 ديسمبر 2024

ميراث الندم بقلم امل نصر

انت في الصفحة 133 من 193 صفحات

موقع أيام نيوز

 


قليلا فتقدمت تخطو نحوه تتجنب خطواتها الدعس على الزجاج المكسور بصعوبة حتى وصلت اليه لتجلس جواره على طرف التخت تهون عليه
كل شيء نصيب يا واد ابوي وبرضك احنا لسة متأكدناش.....
رفع وجهه الذي كان يدفنه بين يديه ليردد خلفها بيقين سكن بداخله
لا انا اتأكدت يا جميلة مش صوتها بس اللي خلاني اتأكد نظرة اخوها ليا كانت كلها كره وشماتة بيحملني مسؤلية انها جعدت بسببي طب ما هو انا جيت اها وجيت وانا شايل ومحمل جيت وانا عامل حسابي اجيبلها كل اللي بتتمناه انا دلوك كدها وكد نسبهم بيرفضني ليه كيف عرف يقنعها تسيبني

اطرقت رأسها لتتمتم بأسى
بصراحة يا واد ابوي هو برضوا عنده حج المدة طالت جوي 
رمقها بأعين ڼارية كادت ان توقفها ولكنها تجسرت هذه المرة لتبوح بما كانت تكتمه بصدرها
سامحني يا عمر بس انا ياما زنيت عليك تنزل ونخلص.....
انا كان عندي الظروف اللي تمنعني يا جميلة. 
هتف بها يجفلها بانفعاله مما جعلها ترتد بجذعها عنه پخوف غريزي من هيئته التي توحشت أمامها وهو يتابع
محدش شاف المر اللي شوفته هي صبرت بس كانت عايشة برنسيسة هنا وسط اهلها انا دفعت تمن وصالها غالي جوي وفي الاخر برضوا موصلتش.
ارتفع كفيها تلوح بهما امامه مع اهتزاز رأسها بتشنح لتهادنه
خلاص متزعلش نفسك طيب انا مصدجاك يا عمر مصدجاك والله.
خلاص جومي 
ها 
بجولك جومي يا جميلة.
باغتها بصرخته حتى انتفضت من جواره على الفور تنصاع لرغبته ولكنها تذكرت الزجاج
طب دجيجة بس الم اللي في الأرض ده
ملكيش دعوة بالزفت اطلعي يا جميلة.
بصرخته الأخيرة خرجت على الفور تتبع نفس طريقها الأسبق بحرص لتتجنب الإصابة حتى اذا وصلت لمخرج الباب الټفت اليه ترمقه بحزن تعلم جيدا بحجم خسارته لعشق طفولته وحلم صباه ولكنها لا يمكن ان تعفيه من الذنب فيما تسبب به لنفسه ولصديقتها.
ترى ماذا سيكون رد فعله حينما يحدث بالفعل ما يخشاه وتصبح بالفعل زوجة لأحد غيره
في اليوم التالي
تجهزت سليمة بعد ان ارتدت عبائتها لتهبط الدرج في طريقها للخروج وكانت المفاجأة حينما وقعت عينيها على هذه الفتى المريب جالسا بجوار جدته سکينة التي تتخذ مدخل المنزل في البقعة المشمسة ركنا لها في هذا الوقت من الصباح والتي ما ان وقعت عينيها عليها هتفت تناديها 
تعالي يا سليمة دا مش حد غريب دا مالك واد ولدي .
هو محتاج تعريف دا انا عرفته من جفاه شكلي بجيت موعودة بيه هو وابوه.
غمغمت بها داخلها قبل ان تتقدم لتخطو نحوهما بعد ان التف اليها مرددة بزوق
عرفاه يا مرة عمي طبعا هو انا هتوه عنه منور يا مالك.
قابل ردها بزوق هو الاخر
دا نورك يا مرة ابوي انا جيت بس اطمن على جدتي اسف لو هزعجك يعني.
اومأت لتميل رأسها للاسفل بنظرة كاشفة لا تخلو من سخرية مبطنة مرددة بعدم اسنيعاب ان يخرج هذا الرد من ذرية شربات وفايز
تزعجني! .... لا يا ولدي مفيش ازعاج دا بيت جدك وانت بتجول جاي تطمن عليها جدتك.
زاد من دهشنها حينما فرد كفيه على عظام صدره بتهديب مبالغ فيه يعبر عن امتنانه
تشكري يا مرة ابوي ما دا عشمنا فيكي برضوا.
بالطبع اثار بفعله الحنين بقلب المرأة العجوز لتدعمه بطيبتها تخاطب سليمة.
مالك باينه كبر وعجل جوي يا سليمة ايه رأيك يجعد يتغدا معانا النهاردة.
بهتت لسذاجة المرأة بأن تفتح امامها بابا قد يأتي من خلفه المصائب وامام ترددها سبقها مالك بقوله
مفيش داعي للغدا يا جدة عمتي سليمة لابسة عبايتها وشكلها طالعة
ذكاء تعقيبه لم يثنيها ان تحتج بفظاظه تغلق الطريق من أوله
صح يا ولدي انا فعلا ورايا مشوار واكيد انت كمان وراك مشوار مينفعش تتأخر اكتر من كدة لامك تجلج عليك ولا ابوك ياجي يدور عندينا احنا مش ناجصين طلعته البهية.
اجفل مالك بردها الخالي من أي لباقة نحوه ليتلجم عن معارضتها امام حرج سکينة التي دمدمت تصلح له
معلش يا ولدي هي بس خاېفة من الفضايح والكلام والحديث ما انت عارف ابوك وعمايله. 
اومأ رأسه على مضض يظهر تفهما لم تقتنع به سليمة والتي تحركت تغادر قائلة
 

 

132  133  134 

انت في الصفحة 133 من 193 صفحات