سجن العصفورة بقلم داليا الكومي
الكئيب ...ربطت لها شعرها الاصفر بطاقية خضراء ايضا... دخلت ممرضة اخري ونقلوها سويا لغرفة العمليات...
احساس عڼيف بالخۏف ضربها .... تمنت لوان سلطان كان مازال معها.. في مرضها كان دائما يطمئنها وهو يقرأ القرآن بصوتة الجميل...حلها الوحيد حاليا هو استرجاع صوت سلطان وهو يقرأ القران علها تطمئن قليلا ..فكرت في نفسها بالم طاغى... ما اصعب شعور الانسان بالوحده وخصوصا وهو مريض....
يا الله ماهذا الحلم الرائع!! ...ليتها لا تستيقظ منه ابدا...
حلمت بوجود شخص حنون رائحته مثيره يجلس بجوارها علي السرير يحتضنها بقوه.. يدللها كأنها كنز ثمين يقبل جبهتها بحنان..حلمت ايضا انه يمسح وجهها بمنديل منعش...الحلم الرائع لم ينتهى بعد فذلك الجالس بجوارها انتزع غطاء شعرها بلطف شديد واصابعه مشطت شعرها بحنان غامر كم ارتاحت لصوته الهامس .. لكلامه الذى يجعل قلبها يخفق حتى في الحلم كان يهمس في اذنها بكلام لم تسمع مثله من قبل ..
او في الحقيقة احتضنها مرات قليله ...استمتعت بحلمها لاقصى درجه الحلم عوض افتقارها للمس ...للتواصل البشري ...شعرت ان بطل حلمها سوف يبتعد.... تذمرت بشده ...وشعر هو بإعتراضها فعاد لمكانه بجوارها يحتويها بين ذراعيه مجددا ..اقترب منها ...
حلمها انتهى والدليل انها عادت وحيدة مجددا والرائع الذى كان يحتضنها اختفي مع الحلم .. الم بطنها مكان الچرح يأكد لها انها استيقظت بالكامل من التخدير ففى حلمها لم تكن تشعر بأي الم فقط كانت تشعر بالن شوه ...
ميه ...عطشانه... هبه هتفت بضعف
الممرضه نهضت فورا... اقتربت منها وقالت ... حمدالله علي سلامتك لسه شويه علي الشرب... لازم الدكتور يشوفك الاول قبل ما اقدر اسمح ليكى بالشرب
الممرضه اخذت علاماتها الحيويه وخرجت تبلغ الطبيب باستيقاظها
ما حدث بعد ذلك كان شىء لا يمكن ان تتوقع حدوثه ابدا...الممرضة التي ذهبت لابلاغ الطبيب انها استيقظت عادت بسرعه وقالت لها باهتمام ..
هبه كادت ان تقفز من سريرها ...
زائر ...زائر مين......عقلها اشتغل بسرعة الصاروخ ..مين ممكن يجينى.. انا معرفش أي حد
الممرضة .... ادهم بيه البسطاويسي
من يوم مقابلتهم الكارثية في مكتب عزت حمدى المحامى وهى لم تره اطلاقا كل تعاملاتهم المالية كانت من خلال عزت المحامى وكل طلباتها كانت تصل اليه من خلال الماس..
بالتأكيد عندما علم عن مرضها اتى لرؤيتها كواجب ثقيل مفروض عليه....لاول مرة منذ استيقاظها تنتبه لشكل غرفتها ...الغرفة لم تكن غرفة عادية .... بل كانت جناح فخم جدا ..جناح استثنائي...
الممرضة اكملت بحشريه ... ادهم بيه مهتم بيكى جدا وطلب منى انى افضل جنبك من ساعة ما خرجتى من الافاقه .....كلمة السر ادهم البسطاويسي واموال ادهم البسطاويسى ونفوذ ادهم البسطاويسى..
هبه فكرت في سرها
حاولت الجلوس لكن الم بطنها العڼيف منعها ...تأوهت بصوت عالي
الممرضة اتجهت اليها فورا... استنى انتى عاوزه ادهم بيه يفصلنى..
علي الرغم من المها الشديد..هبه سألتها بدهشة ... ادهم
ايوه ادهم بيه صاحب المستشفي ..او بمعنى ادق سلسلة مستشفيات.... المستشفي دى واحده من سلسلة مستشفياته الكتيره ... ثم سألتها بفضول واضح ... هو انتى متعرفيش ....اصلك اندهشتى اوى لما قلتلك
لا طبعا معرفش وهعرف ازاي ... ده حتى معرفش اساسا ان مستشفي كبيره كده ممكن تكون ملك لشخص واحد... هبه فكرت
الممرضه ساعدتها علي تعديل وضعها بحرص ووضعت لها وسائد خلف ظهرها مكنتها من الجلوس ثم مشطت لها شعرها بفرشاه ...هبه لاحظت نظرات الاعجاب التى ظهرت علي ملامح الممرضة وهى تمشط لها شعرها ...
شعرك رائع... اسمحيلي اسألك شكله طبيعى مش مصبوغ مش كده..
اه طبيعى عمري ما صبغت... نظرات الاعجاب الان اختلطت بنظرات الحسد .. يا بختك...خلاص جاهزه ابلغ ادهم بية ...
وبدون انتظار ردها خرجت الي الصالون الملحق بالغرفة لابلاغه بأنها مستعده ...
ادركت الان سبب الاستقبال الحافل والمعاملة المميزة التى تتلقاها منذ وصولها فهى من طرف الرجل الكبير...ضحكت مع نفسها بسخريه
الممرضه فتحت الباب مرة اخري