خطايا بريئة بقلم ميرا كريم
انت في الصفحة 1 من 218 صفحات
الفصل الاول
في ذلك الحي الراقي الذي يتلبس بثوبه الأخضر والمعتق على أرصفته تلك الأشجار اليافعة التي تستيقظ عليها العصافير صباحا لتعزف تلك الأنشودة الهادئة التي عكر صفوها صوت تلك الأنغام الغربية التي صدحت من داخل أحد المنازل التي تتباعد عن بعضها حتى يتمتع قابعيها بتلك الخصوصية المميزة
فكانت هي تتمايل بجسدها على أنغامها وهي تتطلع لأدائها المثير في المرآة بكل غرور وكأنها لم ترى أنثى أجمل منها على وجه الأرض فهي تتمتع ببشرة حنطية تشابه لون سنابل القمح وعيون سوداء ساحرة تشبه سماء الليل ولكن ليس النجوم هي ما تسطع بها بل المكر و الفتنة الخالصة مررت يدها بين خصلاتها الفحمية الهوجاء التي تتعدى خصرها النحيل ومنحنياتها التي تخفيها تحت كنزتها الواسعة وذلك البنطال الفضفاض ثم زفرت بضيق وهي تتذكر تعليماته الصارمة بشأن ملابسها فهي حقا سأمت كبته لحريتها لطالما طمحت أن تعيش حرية مطلقة كالفراشة دون قيود ولكنه يتعمد ردعها لتواسي ذاتها أنها لابد ان تتقبل منه أي شيء ولكن بشرط أن لا تدخل والدته بقراراته وعلى ذكرها أتاها صوتها من خلف باب غرفتها
يلا الفطار جاهز هتتأخري على جامعتك
نفخت أوداجها بغيظ وصاحت متأفأفة بعدما أطفأت ضجيج جهازها اللوحي
طيب .....جاية ...جاية
قلبت عيناها بملل وأخذت تلملم بكتبها ليطرق باب غرفتها بطرقات تعلم صاحبها لتزيح الحنق عن ملامح وجهها وتستبدله ببسمة واسعة وتهم بفتح الباب قائلة وهي تراه يستند على الحائط أمامها و يربع يده
صباح العسل.... طب والنعمة وحشتني والبيت كان مضلم من غيرك
رفع حاجبه بمكر فهو يعلمها ويعلم تلك الطريقة الملتوية خاصتها كي تؤثر عليه وتفلت من العقاپ بعد كل خطأ ترتكبه
شهقت ببراءة و عقبت
أونطة ليه بس ده أنا كيوت خالص ومش بعمل حاجة
هز رأسه وقال في تهكم وناعستيه البنية تشملها
لأ ما هو باين راجعة بعد نص الليل و استغليتي سفري يومين وعيشتي حياتك فاكراني مش هعرف
ابتلعت ريقها وأجابته بثقة مبالغ بها
كنت بذاكر مع نغم والوقت أخدني.... مأجرمتش يعني وبعدين انت عارف نغموعارف إن أحنا أصحاب من زمان وأظن واثق تماما في أخلاقها لتستأنف بتمرد وهي ترفع حاجبيها المنمقين
وبعدين هي أمك لازم تقومك عليا ده بدل ما تقولي وحشتيني يا نادو
عيب كده ....ومش هي اللي بلغتني .....وأخر مرة أحذرك ملكيش دعوة بيها و مسمهاش أمك... كلمة مش لطيفة علشان تطلع من بنت متربية زيك ....فااااااهمة
هزت رأسها بقوة وقالت تدعي الوداعة
الست الوالدة ارتحت كده ممكن بقى تسيب إيدي بتوجعني
قالت أخر كلمة وهي تسبل عيناها بنظرة عتاب لم يستطيع الصمود أمامها ليتركها ثم يزفر بضيق و يلعن نفسه و يكوب وجنتها قائلا بعدما استعاد هدوءه بعض الشيء
ابتلعت غصة بحلقها وأومأت له بطاعة يعشقها منها ليبتسم بسمته البشوشة الدافئة تلك التي لا تفارق وجهه إلا بسبب حنقه منها
حقك عليا
أومأت له ليستأنف بنبرة صادقة
على فكرة بقى وحشتيني يا نادو
كنت بعد الدقايق علشان أرجعلك وأشم ريحتك واطمن انك معايا
أبتسمت بسمة ناعمة وهي تدفعه برفق وقالت ووجهها يشتعل خجلا
يامن هتأخر على المحاضرة الأولى
أومأ لها وتفهم خجلها ببسمة مريحة بينما هي فرت من أمامه تسبقه إلى طاولة الطعام
لسة زعلانة يا بنتي.....
جملة قالتها ثرياوالدة يامن أثناء تناولهم الطعام لترد هي ببرود ساخر تعمدته وكأن تحذيره لها قد تبخر
محدش يعرف يزعلني يا مرات بابا
زفر يامن بقوة و وضع شوكته من يده بعصبية محدث صوتا قوي أجفلها وجعل نظراتها تهتز بتوجس وإن كاد يفقد أعصابه ويوبخها ككل مرة على تطاولها مع والدته ولكن والدته ربتت على ساقه من تحت الطاولة كي يهدء بينما هي لاحظت حركتها تلك لتنبسط معالم وجهها وتفتر عن بسمة مفعمة بالانتصار الذي لم يدوم حين قال بنبرة آمرة
أعملي حسابك مفيش مذاكرة برة البيت تاني
أعترضت بعصبية
بس انا مبعرفش اذاكر لوحدي ونغم معاها مراجع وبتشرحلي